اللهم صل على محمد وآل محمد
في (15) شهر رمضان نال محمد بن عبد الله ذو النفس الزكية شرف الشهادة سنة (145 ه( و كانت ولادته سنة (93 ه ( .
محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله، الملقب بالأرقط و بالمهدي و بالنفس الزكية: أحد الأمراء الأشراف من الطالبيين . ولد و نشأ بالمدينة . و كان يقال له صريح قريش، لأن أمه و جدّاته لم يكن فيهن أمّ ولد. و سماه أهل بيته بالمهدي. و كان غزير العلم، فيه شجاعة و حزم و سخاء. و لما بدأ الانحلال في دولة بني أمية بالشام، اتفق رجال من بني هاشم بالمدينة على بيعته سراً ، و فيهم بعض بني العباس، و قيل:كان من دعاته أبو العباس (السفاح) و أبو جعفر (المنصور) ثم ذهب ملك الأمويين، و قامت دولة العباسيين، فتخلّف هو و أخوه إبراهيم عن الوفود على السفاح، ثم على المنصور. و لم يخف على المنصور ما في نفسه، فطلبه و أخاه، فتواريا بالمدينة ، فقبض على أبيهما و اثني عشر من أقاربهما، و عذبهم، فماتوا في حبسه بالكوفة بعد سبع سنين. و قيل: طرحهم في بيت وطيّن عليهم حتي ماتوا. و علم محمد (النفس الزكية) بموت أبيه، فخرج من مخبئه ثائراً، في مثتين و خمسين رجلاً ، فقبض على أمير المدينة، و بايعه أهلها بالخلافة. و أرسل أخاه إبراهيم إلی البصرة فغلب عليها و على الأهواز و فارس. و بعث الحسن بن معاوية إلی مكة فملكها. و بعث عاملاً إلی اليمن. و كتب إليه «المنصور» يحذّره عاقبة عمله، و يمنّيه بالأمان و واسع العطاء ، فأجابه: « لك عهد الله إن دخلت في بيعتي أن أؤمنك على نفسك و ولدك» و تتابعت بينهما الرسل، فانتدب المنصور لقتاله ولي عهده عيسي بن موسي العباسي، فسار إليه عيسي بأربعة آلاف فارس، فقاتله محمد بثلاثمئة على أبواب المدينة. ثبت لهم ثباتاً عجيباً ، فقتل منهم بيده في إحدي الوقائع سبعين فارساً. ثم تفرق عنه أكثر أنصاره، فقتله عيسي في المدينة، و بعث برأسه إلی المنصور.
تعليق