أعمال ليال القدر نوعان :
القسم العام : يؤدى في كل ليلة من الليال الثلاث
وقسم خاص : يؤتي فيما يخص به هذه الليال
القسم الأول :عدة أعمال
الأوّل: الغُسل ، قال العلامة المجلسي(رحمه الله): الأفضل أن يَغتَسِل عند غروب الشّمس ليكون على غسل لصلاة العشاء.
الثّاني : الصّلاة ركعتان يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد سورة التّوحيد سبع مرّات، ويقول بعد الفراغ سبعين مرّة (اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ) وفي النّبوي: من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتّى يغفر الله له ولأبويه.. الخبر.
الثّالث: تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك وتقول :
(اَللّهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِكِتابِكَ وَما فيهِ وَفيهِ اسْمُكَ الاَكْبَرُ وَاَسْماؤُكَ الْحُسْنى، وَما يُخافُ وَيُرْجى اَنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ) وتدعو بما بدا لك من حاجة.
الرّابع : خذ المُصحف فدعه على رأسك وقُل:
((اَللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ، وَبِحَقِّ مَنْ اَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فيهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ، فَلا اَحَدَ اَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ ثمَّ قُل عَشر مرّات بِكَ يا اَللهُ وعَشر مرّات بِمُحَمَّد وعَشر مرّات بِعَليٍّ وعَشر مرّات بِفاطِمَةَ وعَشر مرّات بِالْحَسَنِ وعَشر مرّات بِالْحُسَيْنِ وعَشر مرّات بِعَلِي بْنِ الْحُسَيْنِ وعَشر مرّات بُمَحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وعَشر مرّات بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد وعَشر مرّات بِمُوسَى بْنِ جَعْفَر وعَشر مرّات بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى وعَشر مرّات بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وعَشر مرّات بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد وعَشر مرّات بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وعَشر مرّات بِالْحُجَّةِ)) وتسأل حاجتك.
الخامس: زيارة الحسين(عليه السلام)، في الحديث أنّه اذا كان ليلة القدر نادى منادٍ من السّماء السّابعة من بطنان العرش (إنّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين(عليه السلام)).
السّادس: إحياء هذه اللّيالي الثّلاث، ففي الحديث: مَنْ أحيى ليلة القدر غُفِرت له ذنوبه ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار.
السّابع: الصّلاة مائة ركعة فإنّها ذات فضل كثير، والأفضل أن يقرأ في كلّ ركعةٍ بعد الحمد سورة التّوحيد عشر مرّات.
الثّامن: تقول:
اَللّهُمَّ اِنّي اَمْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً، لا اَمْلِكُ لِنَفْسي نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا اَصْرِفُ عَنْها سُوءاً، اَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسي، وَاَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتي، وَقِلَّةِ حيلَتي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، مِنَ الْمَغْفِرَةِ في هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَاَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَني، فَاِنّي عَبْدُكَ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ، الضَّعيفُ الْفَقيرُ الْمَهينُ، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْني ناسِياً لِذِكْرِكَ فيما اَوْلَيْتَني، وَلا غَافِلاً لإِحْسانِكَ فيما اَعْطَيْتَني، وَلا آيِساً مِنْ اِجابَتِكَ وَاِنْ اَبْطَأَتَ عَنّي، في سَرّاءَ اَوْ ضَرّاءَ، اَوْ شِدَّةٍ اَوْ رَخاء، اَوْ عافِيَةٍ اَوْ بَلاء، اَوْ بُؤْسٍ اَوْ نَعْماءَ اِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ.
°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆°
القسم الثاني ....
الليلة التاسعة عشر :
هي أوّل ليلةٍ من ليالي القدر، وليلة القدر هي ليلة لا يضاهيها في الفضل سواها من اللّيالي، والعمل فيها خيرٌ من عمل ألف شهر، وفيها يُقدّر شؤون السّنة وفيها تنزّل الملائكة والرّوح الأعظم بإذن الله، فتمضي الى إمام العصر(عليه السلام) وتتشرّف بالحضور لديه، فتعرض عليه ما قُدّر لكلّ أحدٍ من المقدّرات
الأوّل: أن يقول مائة مرّة (اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ).
الثّاني: ومائة مرّة (اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَميرِ الْمُؤمِنينَ).
الثّالث: أن يقرأ دعاء:
يا ذَا الَّذي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيء، ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيء، ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيء، يا ذَا الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ، وَيا ذَا الَّذي لَيْسَ فِي السَّماواتِ الْعُلى، وَلا فِي الاَرَضينَ السُفْلى، وَلا فَوقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ، وَلا بَيْنَهُنَّ اِلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ، لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِهِ إلاّ اَنْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمِّد، صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها إلاّ اَنْتَ.
الرّابع: أن يقول:
(اَللّهُمَّ اجْعَلْ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ، وَفِيمَا تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكيمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَفِي الْقَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، اَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ، اَنْ تُطيلَ عُمْري وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ في رِزْقي، وَتَفْعَلَ بي..... كَذا وَكَذا) ويسأل حاجته عوض هذه الكلمة.
☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆
الليلة الواحد والعشرون :
وفضلها أعظم من اللّيلة التّاسعة عشرة ، وينبغي أن تؤدّى فيها الأعمال العامّة لليالي القدر من الغسل والإحياء والزّيارة والصّلاة ذات التّوحيد سبع مرّات، ووضع المصحف على الرّأس ودعاء الجوشن الكبير وغير ذلك، وقد أكّدت الأحاديث استحباب الغُسل والإحياء والجدّ في العبادة في هذه اللّيلة واللّيلة الثّالثة والعشرين، وإنّ ليلة القدر هي إحداهما، وقد سُئل المعصوم(عليه السلام) في أحاديث عديدة عن ليلة القدر أيّ اللّيلتين هي؟ فلم يعيّن، بل قال: «ما أيسَر ليلتين فيما تطلبُ»، أو قال: «ما عَليْكَ اَنْ تَفعَلَ خيراً في لَيلَتَيْنِ» ونحو ذلك، وقال شيخنا الصّدوق فيما أملى على المشايخ في مجلس واحدٍ من مذهب الاماميّة: ومن أحيى هاتين اللّيلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل، وليبدأ من هذه اللّيلة في دعوات العشر الأواخر من الشّهر.
منها هذا الدّعاء وقد رواه الكليني في الكافي عن الصّادق(عليه السلام) قال: تقول في العشر الأواخر من شهر رمضان كلّ ليلة:
(اَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، أنْ يَنْقِضيَ عَنّي شَهْرُ رَمَضانَ، اَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتي هذِهِ، وَلَكَ قِبَلي ذَنْبٌ اَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُني عَلَيْهِ).
وروى الكفعمي في هامش كتاب البلد الأمين انّ الصّادق(عليه السلام) كان يقول في كلّ ليلةٍ من العشر الأواخر بعد الفرائض والنّوافل:
(اَللّهُمَّ اَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ، وَاغْفِرْ لَنا تَقْصيرَنا فيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولاً وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى اَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ الْمَرْحُومينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْمَحْرُومينَ .
وقال: من قاله غفر الله له ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشّهر وعصمه من المعاصي فيما بقى منه.
وروى الكفعمي عن السّيّد ابن باقي أنّه قال : تقول في اللّيلةِ الحادية والعشرين:
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد، وَاقْسِمْ لي حِلْماً يَسُدُّ عَنّي بابَ الْجَهْلِ، وَهُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَة، وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنّي بابَ كُلِّ فَقْر، وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنّي كُلَّ ضَعْف، وَعِزّاً تُكْرِمُني بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُني بِها عَنْ كُلِّ ضَعَة، وَاَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنّي كُلَّ خَوْف، وَعافِيَةً تَسْتُرُني بِها عَنْ كُلِّ بَلاء، وَعِلْماً تَفْتَحُ لي بِهِ كُلَّ يَقين، وَيَقيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنّي كُلَّ شَكٍّ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لي بِهِ الاِجابَةَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَفي هذِهِ السّاعَةِ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ يا كَريمُ، وَخَوْفاً تَنْشُرُ لي بِهِ كُلَّ رَحْمَة، وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْني وَبَيْنَ الذُّنُوبِ، حَتّى اُفْلِحَ بِها عِنْدَ الْمَعْصُومُينَ عِنْدَكَ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆
الليلة الثالثه والعشرون :
وهي أفضل من اللّيلتين السّابقتين، ويُستفاد من أحاديث كثيرة أنّها هي ليلة القدر وفيها يُقدّر كلّ أمر حكيم، ولهذه اللّيلة عدّة أعمال خاصّة سوى الأعمال العامّة التي تشارك فيها اللّيلتين الماضيتين.
الأوّل: قراءة سورتي العنكبوت والرّوم، وقال الصّادق(عليه السلام): إنّ من قرأ هاتين السّورتين في هذه اللّيلة كان من أهل الجنّة.
الثّاني: قراءة سورة حم (الدُخّان).
الثّالث: قراءة سورة القدر، ألف مرّة.
الرّابع: أنْ يكرّر في هذه اللّيلة بل في جميع الأوقات دعاء الفرج وهو: (اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةَ بنَ الحَسَن صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيَّاً وَحَافِظَا وَقَائِداً وَنَاصِرَاً وَدَلِيلاً وَعَيْنَاً حَتَّى تُسْكِنُهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعُهُ فِيهَا طَوِيلاً).
الخامس: أن يقول:
(اَللّهُمَّ امْدُدْ لي في عُمْري، وَاَوْسِعْ لي في رِزْقي، وَاَصِحَّ لي جِسْمي، وَبَلِّغْني اَمَلي، وَاِنْ كُنْتُ مِنَ الأَشْقِياءِ فَاْمُحني مِنَ الأَشْقِياءِ، وَاْكتُبْني مِنَ السُّعَداءِ، فَاِنَّكَ قُلْتَ في كِتابِكَ الْمُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ صَلَوتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ: (يَمْحُو اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْكِتابِ).
السّادس: أن يقول:
(اَللّهُمَّ اجْعَلْ فيما تَقْضي وَفيما تُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ الْمَحْتُومِ، وَفيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الْحَكيمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذي لا يُردُّ وَلا يُبَدَّلُ، اَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ في عامي هذا، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ اَنْ تُطيلَ عُمْري وَتُوَسِّعَ لي في رِزْقي).
السّابع : يدعو بهذا الدّعاء المروي في الإقبال:
يا باطِناً في ظُهُورِهِ، وَيا ظاهِراً في بُطُونِهِ، وَيا باطِناً لَيْسَ يَخْفى، وَيا ظاهِراً لَيْسَ يُرى، يا مَوْصُوفاً لا يَبْلُغُ بِكَيْنُونَتِهِ مَوْصُوفٌ وَلا حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَيا غائِباً غَيْرَ مَفْقُود، وَيا شاهِداً غَيْرَ مَشْهُود، يُطْلَبُ فَيُصابُ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَالأَرْضِ وَما بَيْنَهُما طَرْفَةَ عَيْن، لا يُدْرِكُ بِكَيْف وَلا يُؤَيَّنُ بِاَيْنَ وَلا بِحَيْث، اَنْتَ نُورُ النُّورِ وَرَبُّ الأَرْبابِ، اَحَطْتَ بِجَميعِ الاُمُورِ، سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكَذا وَلا هكَذا غَيْرُهُ. ثمّ تدعو بما تشاء.
الثّامن : أن يأتي غُسْلاً آخَرَ في آخِرِ اللّيل سوى ما يغتسله في أوّله، واعلم أنّ للغسل في هذه اللّيلة وإحياؤها وزيارة الحسين(عليه السلام) فيها والصّلاة مائة ركعة فضل كثير وقد أكّدتها الأحاديث.
وروى الشّيخ في التهذيب عن أبي بصير قال: قال لي الصّادق(عليه السلام): صلِّ في اللّيلة التي يُرجى أن تكون ليلة القدر مائة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة (قُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ) عشر مرّات، قال: قلتُ: جُعِلْتُ فِداك فإنْ لم أقوَ عليها قائماً؟ قال: صلّها جالساً، قلتُ: فإنْ لم أقوَ، قال: أدّها وأنت مستلقٍ في فراشك.
نسألكم الدعاء لي ولوالداي ....
القسم العام : يؤدى في كل ليلة من الليال الثلاث
وقسم خاص : يؤتي فيما يخص به هذه الليال
القسم الأول :عدة أعمال
الأوّل: الغُسل ، قال العلامة المجلسي(رحمه الله): الأفضل أن يَغتَسِل عند غروب الشّمس ليكون على غسل لصلاة العشاء.
الثّاني : الصّلاة ركعتان يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد سورة التّوحيد سبع مرّات، ويقول بعد الفراغ سبعين مرّة (اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ) وفي النّبوي: من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتّى يغفر الله له ولأبويه.. الخبر.
الثّالث: تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك وتقول :
(اَللّهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِكِتابِكَ وَما فيهِ وَفيهِ اسْمُكَ الاَكْبَرُ وَاَسْماؤُكَ الْحُسْنى، وَما يُخافُ وَيُرْجى اَنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ) وتدعو بما بدا لك من حاجة.
الرّابع : خذ المُصحف فدعه على رأسك وقُل:
((اَللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ، وَبِحَقِّ مَنْ اَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فيهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ، فَلا اَحَدَ اَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ ثمَّ قُل عَشر مرّات بِكَ يا اَللهُ وعَشر مرّات بِمُحَمَّد وعَشر مرّات بِعَليٍّ وعَشر مرّات بِفاطِمَةَ وعَشر مرّات بِالْحَسَنِ وعَشر مرّات بِالْحُسَيْنِ وعَشر مرّات بِعَلِي بْنِ الْحُسَيْنِ وعَشر مرّات بُمَحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وعَشر مرّات بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد وعَشر مرّات بِمُوسَى بْنِ جَعْفَر وعَشر مرّات بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى وعَشر مرّات بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وعَشر مرّات بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد وعَشر مرّات بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وعَشر مرّات بِالْحُجَّةِ)) وتسأل حاجتك.
الخامس: زيارة الحسين(عليه السلام)، في الحديث أنّه اذا كان ليلة القدر نادى منادٍ من السّماء السّابعة من بطنان العرش (إنّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين(عليه السلام)).
السّادس: إحياء هذه اللّيالي الثّلاث، ففي الحديث: مَنْ أحيى ليلة القدر غُفِرت له ذنوبه ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار.
السّابع: الصّلاة مائة ركعة فإنّها ذات فضل كثير، والأفضل أن يقرأ في كلّ ركعةٍ بعد الحمد سورة التّوحيد عشر مرّات.
الثّامن: تقول:
اَللّهُمَّ اِنّي اَمْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً، لا اَمْلِكُ لِنَفْسي نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا اَصْرِفُ عَنْها سُوءاً، اَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسي، وَاَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتي، وَقِلَّةِ حيلَتي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، مِنَ الْمَغْفِرَةِ في هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَاَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَني، فَاِنّي عَبْدُكَ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ، الضَّعيفُ الْفَقيرُ الْمَهينُ، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْني ناسِياً لِذِكْرِكَ فيما اَوْلَيْتَني، وَلا غَافِلاً لإِحْسانِكَ فيما اَعْطَيْتَني، وَلا آيِساً مِنْ اِجابَتِكَ وَاِنْ اَبْطَأَتَ عَنّي، في سَرّاءَ اَوْ ضَرّاءَ، اَوْ شِدَّةٍ اَوْ رَخاء، اَوْ عافِيَةٍ اَوْ بَلاء، اَوْ بُؤْسٍ اَوْ نَعْماءَ اِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ.
°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆°
القسم الثاني ....
الليلة التاسعة عشر :
هي أوّل ليلةٍ من ليالي القدر، وليلة القدر هي ليلة لا يضاهيها في الفضل سواها من اللّيالي، والعمل فيها خيرٌ من عمل ألف شهر، وفيها يُقدّر شؤون السّنة وفيها تنزّل الملائكة والرّوح الأعظم بإذن الله، فتمضي الى إمام العصر(عليه السلام) وتتشرّف بالحضور لديه، فتعرض عليه ما قُدّر لكلّ أحدٍ من المقدّرات
الأوّل: أن يقول مائة مرّة (اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ).
الثّاني: ومائة مرّة (اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَميرِ الْمُؤمِنينَ).
الثّالث: أن يقرأ دعاء:
يا ذَا الَّذي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيء، ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيء، ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيء، يا ذَا الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ، وَيا ذَا الَّذي لَيْسَ فِي السَّماواتِ الْعُلى، وَلا فِي الاَرَضينَ السُفْلى، وَلا فَوقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ، وَلا بَيْنَهُنَّ اِلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ، لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِهِ إلاّ اَنْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمِّد، صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها إلاّ اَنْتَ.
الرّابع: أن يقول:
(اَللّهُمَّ اجْعَلْ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ، وَفِيمَا تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكيمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَفِي الْقَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، اَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ، اَنْ تُطيلَ عُمْري وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ في رِزْقي، وَتَفْعَلَ بي..... كَذا وَكَذا) ويسأل حاجته عوض هذه الكلمة.
☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆
الليلة الواحد والعشرون :
وفضلها أعظم من اللّيلة التّاسعة عشرة ، وينبغي أن تؤدّى فيها الأعمال العامّة لليالي القدر من الغسل والإحياء والزّيارة والصّلاة ذات التّوحيد سبع مرّات، ووضع المصحف على الرّأس ودعاء الجوشن الكبير وغير ذلك، وقد أكّدت الأحاديث استحباب الغُسل والإحياء والجدّ في العبادة في هذه اللّيلة واللّيلة الثّالثة والعشرين، وإنّ ليلة القدر هي إحداهما، وقد سُئل المعصوم(عليه السلام) في أحاديث عديدة عن ليلة القدر أيّ اللّيلتين هي؟ فلم يعيّن، بل قال: «ما أيسَر ليلتين فيما تطلبُ»، أو قال: «ما عَليْكَ اَنْ تَفعَلَ خيراً في لَيلَتَيْنِ» ونحو ذلك، وقال شيخنا الصّدوق فيما أملى على المشايخ في مجلس واحدٍ من مذهب الاماميّة: ومن أحيى هاتين اللّيلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل، وليبدأ من هذه اللّيلة في دعوات العشر الأواخر من الشّهر.
منها هذا الدّعاء وقد رواه الكليني في الكافي عن الصّادق(عليه السلام) قال: تقول في العشر الأواخر من شهر رمضان كلّ ليلة:
(اَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، أنْ يَنْقِضيَ عَنّي شَهْرُ رَمَضانَ، اَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتي هذِهِ، وَلَكَ قِبَلي ذَنْبٌ اَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُني عَلَيْهِ).
وروى الكفعمي في هامش كتاب البلد الأمين انّ الصّادق(عليه السلام) كان يقول في كلّ ليلةٍ من العشر الأواخر بعد الفرائض والنّوافل:
(اَللّهُمَّ اَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ، وَاغْفِرْ لَنا تَقْصيرَنا فيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولاً وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى اَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ الْمَرْحُومينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْمَحْرُومينَ .
وقال: من قاله غفر الله له ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشّهر وعصمه من المعاصي فيما بقى منه.
وروى الكفعمي عن السّيّد ابن باقي أنّه قال : تقول في اللّيلةِ الحادية والعشرين:
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد، وَاقْسِمْ لي حِلْماً يَسُدُّ عَنّي بابَ الْجَهْلِ، وَهُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَة، وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنّي بابَ كُلِّ فَقْر، وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنّي كُلَّ ضَعْف، وَعِزّاً تُكْرِمُني بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُني بِها عَنْ كُلِّ ضَعَة، وَاَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنّي كُلَّ خَوْف، وَعافِيَةً تَسْتُرُني بِها عَنْ كُلِّ بَلاء، وَعِلْماً تَفْتَحُ لي بِهِ كُلَّ يَقين، وَيَقيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنّي كُلَّ شَكٍّ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لي بِهِ الاِجابَةَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَفي هذِهِ السّاعَةِ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ يا كَريمُ، وَخَوْفاً تَنْشُرُ لي بِهِ كُلَّ رَحْمَة، وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْني وَبَيْنَ الذُّنُوبِ، حَتّى اُفْلِحَ بِها عِنْدَ الْمَعْصُومُينَ عِنْدَكَ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆°☆
الليلة الثالثه والعشرون :
وهي أفضل من اللّيلتين السّابقتين، ويُستفاد من أحاديث كثيرة أنّها هي ليلة القدر وفيها يُقدّر كلّ أمر حكيم، ولهذه اللّيلة عدّة أعمال خاصّة سوى الأعمال العامّة التي تشارك فيها اللّيلتين الماضيتين.
الأوّل: قراءة سورتي العنكبوت والرّوم، وقال الصّادق(عليه السلام): إنّ من قرأ هاتين السّورتين في هذه اللّيلة كان من أهل الجنّة.
الثّاني: قراءة سورة حم (الدُخّان).
الثّالث: قراءة سورة القدر، ألف مرّة.
الرّابع: أنْ يكرّر في هذه اللّيلة بل في جميع الأوقات دعاء الفرج وهو: (اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةَ بنَ الحَسَن صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيَّاً وَحَافِظَا وَقَائِداً وَنَاصِرَاً وَدَلِيلاً وَعَيْنَاً حَتَّى تُسْكِنُهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعُهُ فِيهَا طَوِيلاً).
الخامس: أن يقول:
(اَللّهُمَّ امْدُدْ لي في عُمْري، وَاَوْسِعْ لي في رِزْقي، وَاَصِحَّ لي جِسْمي، وَبَلِّغْني اَمَلي، وَاِنْ كُنْتُ مِنَ الأَشْقِياءِ فَاْمُحني مِنَ الأَشْقِياءِ، وَاْكتُبْني مِنَ السُّعَداءِ، فَاِنَّكَ قُلْتَ في كِتابِكَ الْمُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ صَلَوتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ: (يَمْحُو اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْكِتابِ).
السّادس: أن يقول:
(اَللّهُمَّ اجْعَلْ فيما تَقْضي وَفيما تُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ الْمَحْتُومِ، وَفيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الْحَكيمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذي لا يُردُّ وَلا يُبَدَّلُ، اَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ في عامي هذا، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ اَنْ تُطيلَ عُمْري وَتُوَسِّعَ لي في رِزْقي).
السّابع : يدعو بهذا الدّعاء المروي في الإقبال:
يا باطِناً في ظُهُورِهِ، وَيا ظاهِراً في بُطُونِهِ، وَيا باطِناً لَيْسَ يَخْفى، وَيا ظاهِراً لَيْسَ يُرى، يا مَوْصُوفاً لا يَبْلُغُ بِكَيْنُونَتِهِ مَوْصُوفٌ وَلا حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَيا غائِباً غَيْرَ مَفْقُود، وَيا شاهِداً غَيْرَ مَشْهُود، يُطْلَبُ فَيُصابُ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَالأَرْضِ وَما بَيْنَهُما طَرْفَةَ عَيْن، لا يُدْرِكُ بِكَيْف وَلا يُؤَيَّنُ بِاَيْنَ وَلا بِحَيْث، اَنْتَ نُورُ النُّورِ وَرَبُّ الأَرْبابِ، اَحَطْتَ بِجَميعِ الاُمُورِ، سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكَذا وَلا هكَذا غَيْرُهُ. ثمّ تدعو بما تشاء.
الثّامن : أن يأتي غُسْلاً آخَرَ في آخِرِ اللّيل سوى ما يغتسله في أوّله، واعلم أنّ للغسل في هذه اللّيلة وإحياؤها وزيارة الحسين(عليه السلام) فيها والصّلاة مائة ركعة فضل كثير وقد أكّدتها الأحاديث.
وروى الشّيخ في التهذيب عن أبي بصير قال: قال لي الصّادق(عليه السلام): صلِّ في اللّيلة التي يُرجى أن تكون ليلة القدر مائة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة (قُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ) عشر مرّات، قال: قلتُ: جُعِلْتُ فِداك فإنْ لم أقوَ عليها قائماً؟ قال: صلّها جالساً، قلتُ: فإنْ لم أقوَ، قال: أدّها وأنت مستلقٍ في فراشك.
نسألكم الدعاء لي ولوالداي ....
تعليق