تويت
" المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ " تُذكِّرُ وتوجّه المُجتمعَ بكلّ أصنافه - العُقلاء منهم - والسياسي والاقتصادي والاجتماعي بضرورة أن يكونوا نافعين وفاعلين بتحرّي الكلمة الطيّبة بالقول الحَسن والفعل الطيّب والتعامل مع الآخرين بروح الألفة والمَحبّة وتجنّب الكلمة الخبيثة المُنفّرة والباعثة على الشرِّ والباطل والغلّ والحسد ، وخصوصاً في وقتنا الراهن وقت انتشار الكلمة وما يُكتبُ بسرعة ويطّلعُ عليه الملايين ، وما لها من آثار خطيرة - ولا بُدّ من التحرّز في إلقاء الكلمة ، وربّما كلمة خرجَتْ من فم صاحبها فأوردته وغيره المَهالك."
قال اللهُ تبارك وتعالى في كتابه الكريم:
((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26))) إبراهيم.
:1:- إنَّ اللهَ تبارك وتعالى يُنبئ ويُخبِرُ عن حقائقَ كثيرةٍ ، وبصورة متنوّعة –
أنَّ هناك نزاعاً قديماً بين الحقّ والباطل – وبين الخير والشرِّ - وهذا النزاع قائم وباقٍ.
وكلّما فكّر الإنسانُ أكثرَ وتعقّل أكثرَ ورجعَ إلى مُتبنياته العقليّة كلّما كان حاله أقرب إلى الحقّ والخير.
وأما إذا أعطى لعقله إجازةً مفتوحةً وتخلّى عن ثوابته وغضّ الأنظارَ عن أشياء وأشياء كلّما قاربَ الباطلَ والشرَّ أكثرَ.
:2:- إنَّ هذا التعبير القرآني الشريف - الكلمة الطيبة - فيه حالة من التشبيه الحسّي للحقائق والمفاهيم ، لأنَّ الإنسان يحتاج في بعض الحالات إلى أن تُشبّه له الأشياء وتُمثّل – وحتى في أحاديثنا العادية نستعمل هذه التعابير في حال عدم وضوح بعض المطالب لبيانها – والقرآن الكريم مملوء بالحِكَم والشواهد والأمثلة والقصص – وعندما نجمعها ونزنها نخرج بمفهوم واحد ، وهو أنّها كلّها مُقرّبات من الهداية.
:3:- إنَّ استعمال القرآن الكريم (أَلَمْ تَرَ ) في قوله تعالى(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً)) هو نوع من إعانتنا على ما ينبغي أن نفهمه ممّا يُريده تبارك وتعالى ، وهو إلفات نظر وتشبيه لحالات من الواقع .
إنَّ الكلمة الطيبةَ هي مفهوم يجمع بعض المعاني تحت عنوان جامع من المعنى الحَسن ، وتحت هذا الجامع تدخل ما شاء اللهُ تعالى من المفردات .
والتقابل بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة ينفتح على معانٍ كثيرة – منها الطيب في مقابل الخبيث – الشجرة الطيبة في مقابل الشجرة الطيبة .
وهذا التقابل بين المعاني وفي الطيب خاصةً يكون فيما طاب لونه وذائقته ورائحته وفعله وقوله ، ونحن نستعمله في حياتنا اليوميّة ونقول: هذا رجل طيب –
هذه امرأة طيبة – كلام طيب - .
:4:- إنَّ الكلمةَ الطيبة بكّل معانيها ودلالتها تبعثُ على إيقاع خاص فيه نحو من الطمأنينة والوثوق والارتياح في التعاطي مع الآخرين : تقول:- سمعنا كلاماً طيباً –
والكلام الطيب يدخل فيه الخُلُق الحَسن وذكر الآخرين بحسن وبمحبة وبواقعية غير مبنيّةٍ على الغلّ والحسد,.
:5:- إنَّ القرآن الكريم في هذه الآيات الشريفة يحثّنا على تحرّي القول الطيب والفعل الطيّب والحسن ، بخلاف الكلمة الخبيثة والتي يُحذّرنا منها ،لغرض التذكير للناس الغافلين ، والذين يعملون الموبقات ويأتون بكلام سيءٍ ،
وكلّما توسّعت رقعة المطّلعين على الكلام السيء والخبيث كلّما كان الأمر أخطر.
:6:- لا بُدّ من التحرّز في إلقاء الكلمة ، وربّما كلمة خرجَتْ من فم صاحبها فأوردته وغيره المهالك.
:7:- وفي مقابل الكلمة الطيبة قال تعالى:- (( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)))
يكون معنى الخبيث من الكلمة أو الفعل أو القول أو التعامل هو كلّ ما يُنفّر ويُبعّد - والخبيث هو مفهوم قاسٍ بالمعنى والدلالة ولا يحبذه العاقل.
وإنَّ الكلمة الخبيثة رغم آثارها الخطيرة لكن لا قرار لها ولا قيمة من حيث الوجود ، والبقاء للخير والطيب من القول والفعل الحسن.
:8:- ينبغي بالإنسان العاقل أن يكون نافعاً وعنصراً فعّالاً في أي رقعة – إن كان سياسيّاً فعليه أن يكون نافعاً- إن كان اقتصاديا فعليه أن يكون نافعاً – إن كان اجتماعيّاً فعليه أن يكون نافعاً – وأن تكون كلماته طيبة لا أن يأتي بالكلمات الخبيثة ، والتي - اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ .
اللّهُمَّ اجعلنا من المُتذكّرين ومن المُدركين للكلام وانعكاساته في الواقع .
ومن المُتعقّلين لمَصبّ الكلمة ونتائجها.
:::: أهمًّ مَضامين مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الثالث والعشرون من شهر رمضان الفضيل ,1439هجري – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، السيّد أحمَد الصافي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
_________________________________________________
الجُمْعَة- الثالث والعشرون من شهر رمضان الفضيل ,1439 هِجرِي- الثامن من حزيران 2018م.
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________
قال اللهُ تبارك وتعالى في كتابه الكريم:
((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26))) إبراهيم.
:1:- إنَّ اللهَ تبارك وتعالى يُنبئ ويُخبِرُ عن حقائقَ كثيرةٍ ، وبصورة متنوّعة –
أنَّ هناك نزاعاً قديماً بين الحقّ والباطل – وبين الخير والشرِّ - وهذا النزاع قائم وباقٍ.
وكلّما فكّر الإنسانُ أكثرَ وتعقّل أكثرَ ورجعَ إلى مُتبنياته العقليّة كلّما كان حاله أقرب إلى الحقّ والخير.
وأما إذا أعطى لعقله إجازةً مفتوحةً وتخلّى عن ثوابته وغضّ الأنظارَ عن أشياء وأشياء كلّما قاربَ الباطلَ والشرَّ أكثرَ.
:2:- إنَّ هذا التعبير القرآني الشريف - الكلمة الطيبة - فيه حالة من التشبيه الحسّي للحقائق والمفاهيم ، لأنَّ الإنسان يحتاج في بعض الحالات إلى أن تُشبّه له الأشياء وتُمثّل – وحتى في أحاديثنا العادية نستعمل هذه التعابير في حال عدم وضوح بعض المطالب لبيانها – والقرآن الكريم مملوء بالحِكَم والشواهد والأمثلة والقصص – وعندما نجمعها ونزنها نخرج بمفهوم واحد ، وهو أنّها كلّها مُقرّبات من الهداية.
:3:- إنَّ استعمال القرآن الكريم (أَلَمْ تَرَ ) في قوله تعالى(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً)) هو نوع من إعانتنا على ما ينبغي أن نفهمه ممّا يُريده تبارك وتعالى ، وهو إلفات نظر وتشبيه لحالات من الواقع .
إنَّ الكلمة الطيبةَ هي مفهوم يجمع بعض المعاني تحت عنوان جامع من المعنى الحَسن ، وتحت هذا الجامع تدخل ما شاء اللهُ تعالى من المفردات .
والتقابل بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة ينفتح على معانٍ كثيرة – منها الطيب في مقابل الخبيث – الشجرة الطيبة في مقابل الشجرة الطيبة .
وهذا التقابل بين المعاني وفي الطيب خاصةً يكون فيما طاب لونه وذائقته ورائحته وفعله وقوله ، ونحن نستعمله في حياتنا اليوميّة ونقول: هذا رجل طيب –
هذه امرأة طيبة – كلام طيب - .
:4:- إنَّ الكلمةَ الطيبة بكّل معانيها ودلالتها تبعثُ على إيقاع خاص فيه نحو من الطمأنينة والوثوق والارتياح في التعاطي مع الآخرين : تقول:- سمعنا كلاماً طيباً –
والكلام الطيب يدخل فيه الخُلُق الحَسن وذكر الآخرين بحسن وبمحبة وبواقعية غير مبنيّةٍ على الغلّ والحسد,.
:5:- إنَّ القرآن الكريم في هذه الآيات الشريفة يحثّنا على تحرّي القول الطيب والفعل الطيّب والحسن ، بخلاف الكلمة الخبيثة والتي يُحذّرنا منها ،لغرض التذكير للناس الغافلين ، والذين يعملون الموبقات ويأتون بكلام سيءٍ ،
وكلّما توسّعت رقعة المطّلعين على الكلام السيء والخبيث كلّما كان الأمر أخطر.
:6:- لا بُدّ من التحرّز في إلقاء الكلمة ، وربّما كلمة خرجَتْ من فم صاحبها فأوردته وغيره المهالك.
:7:- وفي مقابل الكلمة الطيبة قال تعالى:- (( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)))
يكون معنى الخبيث من الكلمة أو الفعل أو القول أو التعامل هو كلّ ما يُنفّر ويُبعّد - والخبيث هو مفهوم قاسٍ بالمعنى والدلالة ولا يحبذه العاقل.
وإنَّ الكلمة الخبيثة رغم آثارها الخطيرة لكن لا قرار لها ولا قيمة من حيث الوجود ، والبقاء للخير والطيب من القول والفعل الحسن.
:8:- ينبغي بالإنسان العاقل أن يكون نافعاً وعنصراً فعّالاً في أي رقعة – إن كان سياسيّاً فعليه أن يكون نافعاً- إن كان اقتصاديا فعليه أن يكون نافعاً – إن كان اجتماعيّاً فعليه أن يكون نافعاً – وأن تكون كلماته طيبة لا أن يأتي بالكلمات الخبيثة ، والتي - اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ .
اللّهُمَّ اجعلنا من المُتذكّرين ومن المُدركين للكلام وانعكاساته في الواقع .
ومن المُتعقّلين لمَصبّ الكلمة ونتائجها.
:::: أهمًّ مَضامين مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الثالث والعشرون من شهر رمضان الفضيل ,1439هجري – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، السيّد أحمَد الصافي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
_________________________________________________
الجُمْعَة- الثالث والعشرون من شهر رمضان الفضيل ,1439 هِجرِي- الثامن من حزيران 2018م.
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________