بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وآل محمد
الإمام علي (ع) هو إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين وسيد الوصيين إمام البررة ابن عم رسول الله (ص) وأخوه بل هو نفس رسول الله بنص آية المباهلة وبنص الأحاديث النبوية الشريفة فمن نظر الى وجه علي فكأنما نظر إلى وجه رسول الله (ص) .
إن الناس في الأرض تشتاق الى النظر الى وجه الإمام علي (ع) ، والملائكة في السماء تشتاق أيضا الى النظر إلى وجه علي (ع) ولذلك خلق الله سبحانه وتعالى ملكا يشبه وجه علي (ع) تنظر له الملائكة تزوره الملائكة كلما اشتاقت النظر الى وجه علي (ع) .
واليكم أخوتي وأخواتي القراء الأفاضل الكرام بعض هذه الروايات عن هذا الموضوع .
الرواية 1 : وقد خلق الله ملكا يشبه الإمام (عليه السلام) وكان الملائكة المقربين حينما يشتاقون الى علي (عليه السلام) يزورون هذا الملك شوقا الى وجه علي (عليه السلام) . [1] .
الرواية 2 و 3 : وكان النبي (صلى الله عليه وآله) كثيرا ما يحدث الناس عن هذه الفضيلة، ففي رواية يرويها الصدوق في أماليه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءه رجل، فقال : يا رسول الله ، أما رأيت فلانا ركب البحر ببضاعة يسيرة وخرج إلى الصين ، فأسرع الكرة ، وأعظم الغنيمة حتى قد حسده أهل وده ، وأوسع قراباته وجيرانه ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن مال الدنيا كلما ازداد كثرة وعظما، ازداد صاحبه بلاء ، فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلا بمن جاد بماله في سبيل الله ، ولكن ألا أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة ، وأسرع منه كرة ، وأعظم منه غنيمة ، وما أعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : انظروا إلى هذا المقبل إليكم . فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رث الهيئة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلى العلو من الخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهل السماوات والأرض ، لكان نصيب أقلهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنة له . قالوا : بماذا ، يا رسول الله ؟ فقال : سلوه يخبركم عما صنع في هذا اليوم .
فأقبل عليه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقالوا له : هنيئا لك بما بشرك به رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فماذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب ؟ فقال الرجل : ما أعلم أني صنعت شيئا غير أني خرجت من بيتي ، وأردت حاجة كنت أبطأت عنها ، فخشيت أن تكون فاتتني ، فقلت في نفسي لأعتاضن منها النظر إلى وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : النظر إلى وجه علي عبادة .
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إي والله عبادة ، وأي عبادة ! إنك - يا عبد الله - ذهبت تبتغي أن تكتسب دينارا لقوت عيالك ففاتك ذلك ، فاعتضت منه النظر إلى وجه علي ، وأنت له محب ، ولفضله معتقد ، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلها لك ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل الله ، ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته في مصيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم الله من النار بشفاعتك . [ 2-3] .
الرواية 4 : فمن نظر الى علي (عليه السلام) وهو محب له وغير منكر لفضله كان من الشافعين يوم القيامة وممن نال خير الدنيا والآخرة.
وكان معاذ بن جبل يكثر النظر إلى وجه علي (عليه السلام) بل يطل النظر وكأنه لم يره قبل ذلك فعن أبي هريرة ، قال : رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى وجه علي ابن أبي طالب ، فقلت : تديم النظر إلى وجه علي كأنك لم تره ؟! فقال : إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : النظر إلى وجه علي عبادة . [4] .
فكلما تعمق الإنسان وتمعن جيداً بهذا الكلام لعرف مضمون كلامه (صلوات الله وسلامه عليه) فمن نظر إلى وجه علي (عليه السلام) وهو محب بلا شك أن هذه النظرة ستعطيه كثيرا من الأجر والثواب فكيف بمن تبعه ووالاه .
إضافة إلى ذلك أن النظر إلى هذا الوجه المتكامل سيقربنا إلى الله فمن ينظر إلى وجهه (ع) يرى فيه عظمة الخالق وبديع خلقه من خلال ذلك الوجه الجميل.
فنسأل الله أن يرينا ذلك الوجه الزاهر والقمر الباهر في جنة عرضها السماوات والأرض .
----------------------------------
[1] مدينة المعاجز / هاشم البحراني / ج2 / ص311.
[2- 3] الأمالي / الشيخ الصدوق / ص443 – 444. و البحار/ ج 38 / ص 197.
[4] المسترشد / محمد بن جرير الطبري (الشيعي) / ص294.
تعليق