بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على القارئ الكريم من هو ابن كثير، ذلك التيمي الناصبي الذي لا تأخذه في بني امية لومة لائم، والذي لم يدع منقبة لأهل البيت عليهم السلام الا وشكك فيها، ولم يدع فضيلة مدعاة لبني أمية الا وحاول تصحيحها، ونحن هنا لا نريد بحث تاريخ الرجل فقد كفينا مؤنته، وانما نحب ان نشير الى فرية من فرياته، وقد لا يتخفى على المتتبع، الا ان الذي حدا بي لبيانها ما سمعته عن البعض من المؤمنين من الاستشهاد بهذه الرواية فاحببت ان ابينها، فقد قال ابن كثير في نهايته عند سرده لوصية امير المؤمنين عليه السلام عندما اصيب وطلب منه أن يوصي لمن بعده، حيث ذكر أنه عليه السلام قال: لا، ولكن أدعكم كما ترككم رسول الله صلى الله عليه وآله ـ يعني بغير استخلاف ـ!![1].
والغريب في الامر أن هذا السؤال نقلته المصادر عن عبدالله بن جندب، وكان في حقيقته بهذا الشكل: قلت له [ أي عبد الله ] لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين، إن فقدناك فلا نفقدك،فنبايع الحسن؟ قال: نعم.
انظر: المناقب ـ للخوارزمي ـ: 278، وما يدل عليه: الاغاني 12: 328، فجاءت النقل وجعلت محل «نعم» إما «لا» أو «لا آمركم ولا أنهاكم».
ومن اراد التوسع فعليه مراجعة دليل النص بخبر الغديرعلى امامة امير المؤمنين عليه السلام تأليف الشيخ الجليل أبي الفتح محمد بن علي لكراجكي تحقيق: علاء آل جعفر.
[1]انظر: البداية والنهاية 8: 14.