اللهم صل على محمد وآل محمد
جاء في خطبة النبي الاكرم في اخر جمعة من شهر شعبان انه قال في احد عبارتها ان (نومكم فيه عبادة) .
لماذا صار نوم الصائم في شهر رمضان عبادة؟ في حين اننا نعلم ان النوم هو راحة و الانسان يكون في راحة عند النوم و لا يقوم بأي عبادة .
و قد وجدت بعض التوضيحات عن علة هذا الامر و هو ان هذا النوم هو نوم معنوي ملكوتي ، و هذا ما اشار اليه بعض العرفاء في بعض كتبهم حيث يقول احد العارفين : (ان روح الانسان تتحرك في عالم النوم ببدنه الملكوتي ، و بدنه الملكوتي يمارس هذه الاعمال و لا علاقة في الامر بالبدن المادي اللحمي)
اي ان الصائم النائم يكون بدنه الملكوتي في عبادة لأن البدن الملكوتي مرتبط بخشوع شهر رمضان لأن شهر رمضان هو شهر ملكوت القرآن ، و البدن الملكوتي مرتبط بملكوت شهر رمضان ، و ملكوت شهر رمضان هو خاضع و خاشع لله تعالى ، اي ان روح الانسان في شهر رمضان تكون في حالة تجرد ، و هذا التجرد يؤدي بها ان تكون في خضوع و خشوع و تسبيح ملكوتي لا يشعر فيه إلا اهل الله و العارفين به ، من هنا صار النوم في هذا الشهر عبادة .
فهل هذا التوضيح هو واقعي ام يوجد هناك تفسير اخر للعبارة (نومكم فيه عبادة) .
والجواب عن ذلك:
من باب تشبیه المعقول بالمحسوس نضرب مثالاً لیعرف منه جواب السؤال ، وذلك من كان نائماً في السیارة ومن كان یقظاً فإنه كلاهما یصلان إلی المقصد، وان كان مایراه الیقضان من الجمال والجلال والكمال في الطرق لا یراه النائم إلّا انّهما ما دام ركبا معاً فإنّهما یصلان معاً وكذلك من ركب سیارة العبادة ‘ والعبادة بمعنی تعبید الطریق للوصول إلی الله سبحانه، فكلاهما في حال العبادة والوصول إلی المقصود وهو لقاء الله سبحانه إلّا انه كم فرق بین النائم والیقضان، فان الیقضان والیقظة أول منازل السائرین یری ویسمع ویتلذّذ ما لا یحصل علیه النائم، وإن كان كلاهما من جهة ضیافة الله وصیام شهر رمضان المبارك هما في السیر والسلوك وسیّارة العبادات یصلان معاً، فصار نوم الصائم كیقظته عبادة، ومما یوجب القرب والوصول إلی الله سبحانه وتعالی.
----------------------------
سماحة السيد عادل العلوي
تعليق