بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
البقيع الغرقد، هو أحد المقابر التاريخية الواقعة في مدينة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، والذي دفن فيه أربعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهم الإمام الحسن بن علي عليه السلام، والإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام، والإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام، والإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. كما دفنت فيه السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية أم البنين، والدة العباس بن أمير المؤمنين وأخوته الأربعة عليهم السلام. كما تقول بعض المصادر التاريخية أن عددا كبيرا من الصحابة والتابعين، وبعضا من أزواج النبي وبني عمومته صلى الله عليه واله وسلم قد دُفنوا في مقبرة البقيع، وتشير مصادر أخرى إلى أن 10 الاف صحابي قد دُفنوا في مقبرة البقيع.
إن دفن هذا العدد الهائل من صحابة النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم في مقبرة البقيع، علاوة على وجود مقابر لأربعة من أطهر الخلق بعد جدهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في هذه المقبرة أضفى عليها قدسية هائلة حملت الناس على زيارتها والتبرك بمقابر هؤلاء العظام، والتوسل بهم إلى الله سبحانه وتعالى لقضاء حوائجهم. وقد كانت زيارة البقيع الغرقد سنة نبوية، فقد ورد أن النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم كان يزورها في كل ليلة وكان يقول: “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد”.
إن هذه القدسية الكبيرة للبقيع الغرقد وأهتمام سيد الخلق صلى الله عليه واله وسلما بها لم تُثني الفرق التكفيرية على ارتكاب جريمة شنعاء في الثامن من شوال سنة 1344 للهجرة النبوية، بهدم مقامات وأضرحة المدفونين في هذه المقبرة الشريفة وفيهم من فيهم وهدموا جميع الآثار التاريخية الموجودة منذ عصر النبوة وما بعدها وساووها بالأرض. وفي هذا يقول عبدالله بن حسن باشا في كتابه صدق الخبر ما نصه: “إن الفرقة أجبروا كثيرا من الناس على مساعدتهم ومعهم الرفوش والفؤوس، فهدموا جميع ما في المعلى من آثار الصالحين وكانت كثيرة، ثم هدموا قبة مولد النبي (ص) ثم مولد أبى بكر، والمشهور بمولد سيدنا علي (ع) وقبة السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، وتتبعوا جميع المواضع التي فيها آثار الصالحين، وهم أثناء هدمهم يضربون الطبول ويرتجزون مبالغين في شتم القبور التي هدموها، ولم تمضي ثلاثة أيام إلا وقد محوا عموم تلك الآثار المباركة، وقد نهبت الفرقة كل ما في الحجرة النبوية من التحف والأموال والمجوهرات، وطردوا قاضي مكة وقاضي المدينة ومنعوا الناس من زيارة النبي(ص)”.
ولو تتبعنا تاريخ الأمم والحضارات فإننا نجد كل حضارة وأمة قد اهتمت اهتماما بالغا بتراثها ومعالمها، وأبرز دليل على ذلك في تاريخنا الحالي هم اليهود الذين استوطنوا فلسطين، هؤلاء يزعمون أن هيكل النبي سليمان عليه السلام تحت المسجد الأقصى، وهم يحاولون بكل ما يمكنهم من قوة إعلامية وعسكرية وعلمية بأن يبحثوا تحت المسجد الأقصى ويحفروا تحته. فاهتمامهم بماضيهم وتراثهم جعلهم يسعون سعيا حثيثا إلى بناء مستقبل لهم والتأكيد عليه وبثه لأجيالهم اللاحقة.
أما فرق التكفير فقد محت كل أثار النبوة والرسالة وما زالت تدعو إلى محوها وتدميرها وعلى هذا الدرب هم سائرون وهذا ما نشاهده في هذه الأيام من حوادث يندى لها الجبين، فإنهم يزيلون ويدمرون كل ما يمت إلى الرسالة النبوية والدعوة المحمدية بصلة بدعوى أن إقامة القبور “بدعة” قد ابتدعها أعداء الدين، ولست أدري أين هم عن الأية المباركة حينما يتحدث الله تعالى عن أهل الكهف: “إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا” [الكهف:21]، ولو كان إقامة القبور والبناء عليها واتخاذها مساجد يذكر فيها اسم الله تعالى بدعة كما يدعون لنهى عنها القرآن الكريم وصرح ببدعتها نبي الإسلام صلى الله عليه واله وسلم، ولكن كل ذلك لم يحدث، وهذا يدل على أن إقامة المقامات والأضرحة على القبور ليست بدعة. كما أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قد دفن عمه الحمزة الذي استشهد في معركة أحد ووضع حجرا على قبره، إشارة إلى إقامة القبور.
إن هدم القبور والأضرحة الموجودة في البقيع الغرقد لهي فاجعة عظمى حلت بأمة الإسلام، ولا تزال تلك الفاجعة تلقي بظلالها علي الأمة الإسلامية وسوف تزال تسري في جسدها وتنخره نخرا إلى حين إعادة حق محمد وآل محمد عليهم السلام المغتصب ببناء الأضرحة في البقيع، فإن مظلومية أهل القبور في البقيع ولا سيما أئمة أهل البيت الأربعة عليهم السلام لا تزال سارية ومن ظلمهم هي تلك الفرق التكفيرية التي لا تريد إلا الشر والسوء بالإسلام وأهله، والتي لا تزال تكيد بالإسلام والمسلمين وتقتلهم عند كل حجر ومدر بدعوى التوحيد ونشر لوائه.
إنها لمصيبة عُظمى وفاجعة كبيرة هدم مقابر الأئمة الأربعة عليهم السلام في البقيع وهدم أثار الرسالة المحمدية في تلك البقعة الشريفة، وواجبنا كمسلمين هو الذود والدفاع عن هذه الأثار والمطالبة بإرجاعها إلى سابق عهدها بل إلى أفضل مما كانت عليه، فكما يقال: “من لا يفتخر بتاريخه وماضيه، فليس له مستقبل أبدا”، وهذه الأثار هي التي تدلنا وترشدنا إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه واله وسلم، وهي التي تزيد من قوة عقيدتنا وتعلقنا به صلى الله عليه واله، وهؤلاء المدفونون بهذه الأرض الطيبة هم من خيرة البشر على وجه الأرض، وهم من ضحوا بأنفسهم وأموالهم وكل غالٍ ونفيس مما يملكون من أجل استمرار هذا الدين العظيم وضمان وصوله إلى الأجيال اللاحقة.
وما ذكرى “يوم البقيع العالمي” إلا رد جزء بسيط من الدين الذي علينا لهؤلاء العظام، ولكي يتذكر المسلمون ما حل بأثار النبوة والرسالة، وما حصل في تلك البقعة الطاهرة التي كانت في زمن سابق مكانا يزوره النبي صلى الله عليه واله وسلم، ويزوره المسلمون من كل حدب وصوب. فحري بنا أن نتعاهد جميعا باستذكار هذا المصاب الجلل وبيانه للعام والخاص وعدم نسيانه وتمريره للأجيال القادمة، وأن نتعاهد جميعا ونعاهد الله سبحانه وتعالى وصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بأن نكون من الذين يعيدون بناء قبور أئمة البقيع عليهم السلام ويعيدون بناء أثار النبوة والرسالة المحمدية. حقا إن في الثامن من شوال آهة وأنة عظمى.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
البقيع الغرقد، هو أحد المقابر التاريخية الواقعة في مدينة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، والذي دفن فيه أربعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهم الإمام الحسن بن علي عليه السلام، والإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام، والإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام، والإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. كما دفنت فيه السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية أم البنين، والدة العباس بن أمير المؤمنين وأخوته الأربعة عليهم السلام. كما تقول بعض المصادر التاريخية أن عددا كبيرا من الصحابة والتابعين، وبعضا من أزواج النبي وبني عمومته صلى الله عليه واله وسلم قد دُفنوا في مقبرة البقيع، وتشير مصادر أخرى إلى أن 10 الاف صحابي قد دُفنوا في مقبرة البقيع.
إن دفن هذا العدد الهائل من صحابة النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم في مقبرة البقيع، علاوة على وجود مقابر لأربعة من أطهر الخلق بعد جدهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في هذه المقبرة أضفى عليها قدسية هائلة حملت الناس على زيارتها والتبرك بمقابر هؤلاء العظام، والتوسل بهم إلى الله سبحانه وتعالى لقضاء حوائجهم. وقد كانت زيارة البقيع الغرقد سنة نبوية، فقد ورد أن النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم كان يزورها في كل ليلة وكان يقول: “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد”.
إن هذه القدسية الكبيرة للبقيع الغرقد وأهتمام سيد الخلق صلى الله عليه واله وسلما بها لم تُثني الفرق التكفيرية على ارتكاب جريمة شنعاء في الثامن من شوال سنة 1344 للهجرة النبوية، بهدم مقامات وأضرحة المدفونين في هذه المقبرة الشريفة وفيهم من فيهم وهدموا جميع الآثار التاريخية الموجودة منذ عصر النبوة وما بعدها وساووها بالأرض. وفي هذا يقول عبدالله بن حسن باشا في كتابه صدق الخبر ما نصه: “إن الفرقة أجبروا كثيرا من الناس على مساعدتهم ومعهم الرفوش والفؤوس، فهدموا جميع ما في المعلى من آثار الصالحين وكانت كثيرة، ثم هدموا قبة مولد النبي (ص) ثم مولد أبى بكر، والمشهور بمولد سيدنا علي (ع) وقبة السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، وتتبعوا جميع المواضع التي فيها آثار الصالحين، وهم أثناء هدمهم يضربون الطبول ويرتجزون مبالغين في شتم القبور التي هدموها، ولم تمضي ثلاثة أيام إلا وقد محوا عموم تلك الآثار المباركة، وقد نهبت الفرقة كل ما في الحجرة النبوية من التحف والأموال والمجوهرات، وطردوا قاضي مكة وقاضي المدينة ومنعوا الناس من زيارة النبي(ص)”.
ولو تتبعنا تاريخ الأمم والحضارات فإننا نجد كل حضارة وأمة قد اهتمت اهتماما بالغا بتراثها ومعالمها، وأبرز دليل على ذلك في تاريخنا الحالي هم اليهود الذين استوطنوا فلسطين، هؤلاء يزعمون أن هيكل النبي سليمان عليه السلام تحت المسجد الأقصى، وهم يحاولون بكل ما يمكنهم من قوة إعلامية وعسكرية وعلمية بأن يبحثوا تحت المسجد الأقصى ويحفروا تحته. فاهتمامهم بماضيهم وتراثهم جعلهم يسعون سعيا حثيثا إلى بناء مستقبل لهم والتأكيد عليه وبثه لأجيالهم اللاحقة.
أما فرق التكفير فقد محت كل أثار النبوة والرسالة وما زالت تدعو إلى محوها وتدميرها وعلى هذا الدرب هم سائرون وهذا ما نشاهده في هذه الأيام من حوادث يندى لها الجبين، فإنهم يزيلون ويدمرون كل ما يمت إلى الرسالة النبوية والدعوة المحمدية بصلة بدعوى أن إقامة القبور “بدعة” قد ابتدعها أعداء الدين، ولست أدري أين هم عن الأية المباركة حينما يتحدث الله تعالى عن أهل الكهف: “إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا” [الكهف:21]، ولو كان إقامة القبور والبناء عليها واتخاذها مساجد يذكر فيها اسم الله تعالى بدعة كما يدعون لنهى عنها القرآن الكريم وصرح ببدعتها نبي الإسلام صلى الله عليه واله وسلم، ولكن كل ذلك لم يحدث، وهذا يدل على أن إقامة المقامات والأضرحة على القبور ليست بدعة. كما أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قد دفن عمه الحمزة الذي استشهد في معركة أحد ووضع حجرا على قبره، إشارة إلى إقامة القبور.
إن هدم القبور والأضرحة الموجودة في البقيع الغرقد لهي فاجعة عظمى حلت بأمة الإسلام، ولا تزال تلك الفاجعة تلقي بظلالها علي الأمة الإسلامية وسوف تزال تسري في جسدها وتنخره نخرا إلى حين إعادة حق محمد وآل محمد عليهم السلام المغتصب ببناء الأضرحة في البقيع، فإن مظلومية أهل القبور في البقيع ولا سيما أئمة أهل البيت الأربعة عليهم السلام لا تزال سارية ومن ظلمهم هي تلك الفرق التكفيرية التي لا تريد إلا الشر والسوء بالإسلام وأهله، والتي لا تزال تكيد بالإسلام والمسلمين وتقتلهم عند كل حجر ومدر بدعوى التوحيد ونشر لوائه.
إنها لمصيبة عُظمى وفاجعة كبيرة هدم مقابر الأئمة الأربعة عليهم السلام في البقيع وهدم أثار الرسالة المحمدية في تلك البقعة الشريفة، وواجبنا كمسلمين هو الذود والدفاع عن هذه الأثار والمطالبة بإرجاعها إلى سابق عهدها بل إلى أفضل مما كانت عليه، فكما يقال: “من لا يفتخر بتاريخه وماضيه، فليس له مستقبل أبدا”، وهذه الأثار هي التي تدلنا وترشدنا إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه واله وسلم، وهي التي تزيد من قوة عقيدتنا وتعلقنا به صلى الله عليه واله، وهؤلاء المدفونون بهذه الأرض الطيبة هم من خيرة البشر على وجه الأرض، وهم من ضحوا بأنفسهم وأموالهم وكل غالٍ ونفيس مما يملكون من أجل استمرار هذا الدين العظيم وضمان وصوله إلى الأجيال اللاحقة.
وما ذكرى “يوم البقيع العالمي” إلا رد جزء بسيط من الدين الذي علينا لهؤلاء العظام، ولكي يتذكر المسلمون ما حل بأثار النبوة والرسالة، وما حصل في تلك البقعة الطاهرة التي كانت في زمن سابق مكانا يزوره النبي صلى الله عليه واله وسلم، ويزوره المسلمون من كل حدب وصوب. فحري بنا أن نتعاهد جميعا باستذكار هذا المصاب الجلل وبيانه للعام والخاص وعدم نسيانه وتمريره للأجيال القادمة، وأن نتعاهد جميعا ونعاهد الله سبحانه وتعالى وصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بأن نكون من الذين يعيدون بناء قبور أئمة البقيع عليهم السلام ويعيدون بناء أثار النبوة والرسالة المحمدية. حقا إن في الثامن من شوال آهة وأنة عظمى.
تعليق