" المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ " تؤكّد على ضرورةِ ضبطِ حالةِ التوازن السلُوكي عند الإنسان العاقل – سياسيّاً أكان أم اقتصادياً أو اجتماعيّاً ، وعدم تغليب المصالح الشخصيّة على المصالح الأخرى" وتنتقدُ الشخصيّةُ القَلِقَةَ ، والتي لا ترى إلاّ نفسها ، ولا تتحسّس بآلام الآخرين ،"ولا تتعظ من تقلّبات الأيام والأحوال في هذه الحياة الدنيا " وهي بأمسّ الحاجة لئن تتعظ بتبدّل الأطوار على الإنسان "
وتُقّدمُ أمثلةً قرآنيّةً قيّمةً للنماذج القلقة شخصيّا وسلُوكيّا وتُذكّرهم بقوله تعالى في مُحكم كتابه العزيز:
((لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51))) فصّلَت.
:1:- بين فترةٍ وأخرى نستعرضُ بعض َ الآياتِ القرآنيّة الشريفة بقصد تسليط الضوءِ على بعض الحالات التي يمرُّ بها الإنسانُ ، وإيجاد الحلول لها – ومن آيات القرآن الكريم نستظهرُ بعضَ ما يُفيد .
:2:- إنَّ أصل القضيّة التي تتناولها هذه الآياتُ الشريفة – على الإنسان أن يتقيّد بحالة التوازن ، وكثيراً ما يفقدها في هذه الحياة ، بحكم مروره بحالتي اليسر والعُسرِ ، وعدم استفادته منها للرجوع لوضع التوزان ، وإنّما دائماً يبقى قلقاً مهزوزاً ، يُحبُّ أن يُغلّبَ مصلحته الشخصيّة ، بل يُدافع عنها دفاعاً مُستميتاً ، وإن تأذّى مَن تأذى مِن الآخرين .
:3:- وفي مسألة الحصار الاقتصادي والتي تمرُّ بها الشعوب ،بحيث يُحاصرُ الشعب لسببٍ أو آخر ، وعندما تتضيّق عليه الأحوال يدعو اللهَ تبارك وتعالى ، ويُحاولُ أن يقنّنَ من مصروفاته ولا يبذّر ، وبمجرد أن يخرجَ من الأزمة ويفتح اللهُ عليه يتركُ جميعَ تصرفاته ، ولا يُشارك غيره ، ويُقدّم مصلحته الشخصيّة على مصالح الآخرين – وهكذا الحال هو نفسه فيما إذا مرضَ الإنسانُ أو إذا سُجِن فيرجع إلى فطرته وربّه ، وما أن يمنّ عليه بالشِفاءِ أو الخروج حتى يرجع لسابق حاله – من المشي على الأرض مرحا – وكأنّه إلهٌ – يَظلمُ هذا ،ولا يطيق ذاك - .
:4:- إنَّ حالة التوزان قد يفقدها الإنسانُ بفعل وجود حالتي الغرور والتكبّر ، والتي لا يقوى على مُجابهتهما – لأنّه يرى نفسه في عالَمٍ آخر .
:5:- إنَّ تبدّلَ الأطوارِ على الإنسان أمرٌ نافعٌ جَِدّاً ، وكذلك تقلّبات الحياة ، وقد ذكّرت السيّدة الصديقة الزهراء ، عليها السلام ، في خطبتها الشهيرة بهذه الحالة ((وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ)).
:6:- على الإنسان أن لا ينسى الماضي وما كان عليه – اقتصاديّاً أكان أم سياسيّاً مُطارداً يخاف من رائحة الظالم – وقد مكّنه اللهُ تعالى ، وكذلك الإنسان النكرة – فدوام الحال من المُحال.
:7:- لابُدّ للإنسان مِن أن يتعظَ ، وأن لا يجعل عقله في طور نفسه – ويرى الخير فيها – ولا يرى الآخرين .
:8:- قال تعالى: ((وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50)))
::... وكلُّ مِنّا يَمرُّ بهذا الظرف- ظرف الضرّاءِ ، والله تبارك وتعالى يفتحُ ويُفرّجُ من بعد سوءٍ وبأس وأذى وألم ، ولكن على الإنسان أن يتذكّر ويّتعظَ ، لا أن يقول كما قال هارون: (( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78))) القصص.
:9:- إنَّ الإنسان يحتاجُ إلى واعظٍ من نفسه فإن كان فهنيئاً له – وتارة لا يجد الإنسان واعظاً مِن نفسه فيحتاج إلى واعظٍ يُنبّهه بقوله: هوناً – هونا – لا تمشِ على الأرض مرحا – تواضع – أهدأ – هذه الأيام دولٌ.
:10:- وقال تعالى ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)))
وهذا صنفٌ آخر من الناس القلقين يعرضه القرآن الكريمُ ، بقصد ضبط التوزان ، لِمن يقول: ليس لي علاقة بأحد ، لأنّه يرى نفسه في بحبوبة العيش والجاه والسلطة ، والمهم الأنا ؟ ولا يهتم بالآخرين المُتعبين ؟
وهذه صنفٌ قلق ويحتاج إلى توازن يجعله يتحسس بمعاناة الآخرين ،.
:11: إنَّ هذه الآيات القرآنية الشريفة هي أشبه بسوطٍ يقرع به الأشخاص َالقلقين ، والذين يحتاجون إلى التعقّل والبصيرة في سلوكهم ومعرفة حدودهم حتى يتّزنوا ويمشون بهدوء وكما أرد اللهُ سبحانه.
: أهمًّ مَضامين مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، السابع من شهر شوّال ,1439هجري – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ،السيّد أحمَد الصافي, خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
_________________________________________________
الجُمْعَة- السابع من شهر شوّال ,1439 هِجرِي- الثاني والعشرون من حزيران 2018م.
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________
وتُقّدمُ أمثلةً قرآنيّةً قيّمةً للنماذج القلقة شخصيّا وسلُوكيّا وتُذكّرهم بقوله تعالى في مُحكم كتابه العزيز:
((لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51))) فصّلَت.
:1:- بين فترةٍ وأخرى نستعرضُ بعض َ الآياتِ القرآنيّة الشريفة بقصد تسليط الضوءِ على بعض الحالات التي يمرُّ بها الإنسانُ ، وإيجاد الحلول لها – ومن آيات القرآن الكريم نستظهرُ بعضَ ما يُفيد .
:2:- إنَّ أصل القضيّة التي تتناولها هذه الآياتُ الشريفة – على الإنسان أن يتقيّد بحالة التوازن ، وكثيراً ما يفقدها في هذه الحياة ، بحكم مروره بحالتي اليسر والعُسرِ ، وعدم استفادته منها للرجوع لوضع التوزان ، وإنّما دائماً يبقى قلقاً مهزوزاً ، يُحبُّ أن يُغلّبَ مصلحته الشخصيّة ، بل يُدافع عنها دفاعاً مُستميتاً ، وإن تأذّى مَن تأذى مِن الآخرين .
:3:- وفي مسألة الحصار الاقتصادي والتي تمرُّ بها الشعوب ،بحيث يُحاصرُ الشعب لسببٍ أو آخر ، وعندما تتضيّق عليه الأحوال يدعو اللهَ تبارك وتعالى ، ويُحاولُ أن يقنّنَ من مصروفاته ولا يبذّر ، وبمجرد أن يخرجَ من الأزمة ويفتح اللهُ عليه يتركُ جميعَ تصرفاته ، ولا يُشارك غيره ، ويُقدّم مصلحته الشخصيّة على مصالح الآخرين – وهكذا الحال هو نفسه فيما إذا مرضَ الإنسانُ أو إذا سُجِن فيرجع إلى فطرته وربّه ، وما أن يمنّ عليه بالشِفاءِ أو الخروج حتى يرجع لسابق حاله – من المشي على الأرض مرحا – وكأنّه إلهٌ – يَظلمُ هذا ،ولا يطيق ذاك - .
:4:- إنَّ حالة التوزان قد يفقدها الإنسانُ بفعل وجود حالتي الغرور والتكبّر ، والتي لا يقوى على مُجابهتهما – لأنّه يرى نفسه في عالَمٍ آخر .
:5:- إنَّ تبدّلَ الأطوارِ على الإنسان أمرٌ نافعٌ جَِدّاً ، وكذلك تقلّبات الحياة ، وقد ذكّرت السيّدة الصديقة الزهراء ، عليها السلام ، في خطبتها الشهيرة بهذه الحالة ((وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ)).
:6:- على الإنسان أن لا ينسى الماضي وما كان عليه – اقتصاديّاً أكان أم سياسيّاً مُطارداً يخاف من رائحة الظالم – وقد مكّنه اللهُ تعالى ، وكذلك الإنسان النكرة – فدوام الحال من المُحال.
:7:- لابُدّ للإنسان مِن أن يتعظَ ، وأن لا يجعل عقله في طور نفسه – ويرى الخير فيها – ولا يرى الآخرين .
:8:- قال تعالى: ((وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50)))
::... وكلُّ مِنّا يَمرُّ بهذا الظرف- ظرف الضرّاءِ ، والله تبارك وتعالى يفتحُ ويُفرّجُ من بعد سوءٍ وبأس وأذى وألم ، ولكن على الإنسان أن يتذكّر ويّتعظَ ، لا أن يقول كما قال هارون: (( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78))) القصص.
:9:- إنَّ الإنسان يحتاجُ إلى واعظٍ من نفسه فإن كان فهنيئاً له – وتارة لا يجد الإنسان واعظاً مِن نفسه فيحتاج إلى واعظٍ يُنبّهه بقوله: هوناً – هونا – لا تمشِ على الأرض مرحا – تواضع – أهدأ – هذه الأيام دولٌ.
:10:- وقال تعالى ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)))
وهذا صنفٌ آخر من الناس القلقين يعرضه القرآن الكريمُ ، بقصد ضبط التوزان ، لِمن يقول: ليس لي علاقة بأحد ، لأنّه يرى نفسه في بحبوبة العيش والجاه والسلطة ، والمهم الأنا ؟ ولا يهتم بالآخرين المُتعبين ؟
وهذه صنفٌ قلق ويحتاج إلى توازن يجعله يتحسس بمعاناة الآخرين ،.
:11: إنَّ هذه الآيات القرآنية الشريفة هي أشبه بسوطٍ يقرع به الأشخاص َالقلقين ، والذين يحتاجون إلى التعقّل والبصيرة في سلوكهم ومعرفة حدودهم حتى يتّزنوا ويمشون بهدوء وكما أرد اللهُ سبحانه.
: أهمًّ مَضامين مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، السابع من شهر شوّال ,1439هجري – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ،السيّد أحمَد الصافي, خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
_________________________________________________
الجُمْعَة- السابع من شهر شوّال ,1439 هِجرِي- الثاني والعشرون من حزيران 2018م.
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________