بِسمِ اللَّهِ الرَّحَمنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهم الموضوعات الإستراتيجية في حياة الإنسان أن يفكر في مسألة الموت بجدية . نقرأ في سورة تبارك : ﴿ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ – الملك 2 ﴾ والأنبياء يركزون على هذه النقطة : ﴿ وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً - مريم 15﴾ الولادة محطة أساسية ، والموت المحطة الثانية ، والبعث المحطة الثالثة ، وفي آية أخرى يقول عيسى بن مريم (ع) : وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً - مريم 33 .
❥✿•┈┈┈• •°{🌸}°• •┈┈┈•✿❥
🍃🌸❀﷽❀🌸🍃
1⃣
ماالفرق بين هذه المراحل الثلاث : الولادة ، الموت ، البعث ؟
نحن نعلم أن من الموت إلى البعث الأمر ليس بأيدينا ، هذه الفترة فترة غير اختيارية ، الإنسان في رحمة الله الواسعة ، إلا من الصدقات الجارية ، والولد الصالح ، والعلم النافع . وكذلك ماقبل الولادة ، الإنسان في عالم الأجنة ... عالم النطفة ... عالم الأرواح ، أيضا ليس هنالك أمرٌ باختيار الإنسان ، الفترة الوحيدة التي مُنح الإنسان فيها الاختيار هي : مرحلة الولادة إلى مرحلة الموت ، لذا هي من أهم الفترات في حياة الإنسان ، يقول البعض في قوله تعالى*:﴿*إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ*فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ*كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً**- الأحزاب 72*﴾*رجوعا للتفاسير يقال أن* الأمانة هي : التكليف هي الاختيار ، كل ما في الوجود مسيرٌ بأمر الله عزوجل ، إلا بني آدم له أن يعمل أو لا يعمل ، و ما سمعنا في عالم الخلقة بمخلوقٍ يقول :*﴿ *أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ*- النازعات 24 *﴾*إلا فرعون وأمثال فرعون .
❥✿•┈┈┈• •°{🌸}°•
❥✿•┈┈┈• •°{🌸}°• •┈┈┈•✿❥
2⃣
معادلة الموت *!
في هذا اليوم أعطيكم معادلة بسيطة ، تَذَكَرُوها ولا تَنْسَوْها ،*المعادلة*: في عالم الرياضيات عندما تُقسم اللامحدود على المحدود الجواب لا محدود ، لأن القضية غير مُتناهية . إن حياتنا بعد الموت .. إلى البرزخ .. إلى البعث .. إلى الصراط .. إلى الميزان ..إلى الجنة أو النار .. كم سنة ؟*﴿*هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ*– البقرة 39*﴾*يُقال*في الجنة تأتي لأصحابها بطاقة تهنئة :*( من الحي الذي لا يموت ، إلى الحي الذي لا يموت )*طبعا الحي الذي لا يموت بذاته هو الله تبارك وتعالى ، والإنسان يُصبح ُحيا* لا يموت بفضل الله عزوجل* .. إذن حياة لا محدودة تُقسم على كم ؟ على 20 .. 30 .. 70 سنة ...كم قيمة هذه اللحظات من حياتنا ؟.. الآن متوسط أعمار الحضور* في المسجد 40* سنة *، يعني كم بقي لنا من العمر ؟؟ 20 سنة على نهاية حياتنا أو أكثر ، 20 سنة تحدد الأبد !! .. إما نعيما وإما جحيما والعياذ بالله ، والنعيم على درجات : البعض على باب الجنة مع المستضعفين.. وهناك من يُزاحم المصطفى (ص) وأهل بيته في الدرجات العليا ، نقرأ في الأدعية :*( واجعل لي مع نبيك مستقرا وقرارا)*هذه السعادة الأبدية تحددها هذه الليالي والأيام الرخيصة ، التي تذهب بكل رطب ويابس ، وبكل غث وسمين .
❥✿•┈┈┈• •°{🌸}°•
❥✿•┈┈┈• •°{🌸}°• •┈┈┈•✿❥
3⃣
تغيير مجرى الحياة :
( تفكر ساعة*-*سواء كنت على البحر تتفكر ، أو تتفكر مع الخطيب في خطبة الجمعة -*خيرٌ من عبادة ستين سنة*) *لعلك هذا اليوم تخرج بقرار نهائي يُغير مجرى حياتك ، ذلك الذي كان يسرق ، وسمع قوله تعالى :*﴿**أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ*– الحديد 16*﴾*قال : بلى قد آن ، وينتقل إلى حال آخر . بشر الحافي ، عندما وصله سؤال الإمام الكاظم (ع) لجاريته : حرٌ سيدكِ أم عبد ؟.. *يقول الإمام (ع) *: نعم لو كان عبدا لله ما عمل كذا وكذا ، وإذا ببشر يتحول إلى إنسان آخر . إذن خطب الجمعة ، كتاب نافع ، شريط مسجل ، مجلس من مجالس أهل البيت (ع) ، قد تغير مجرى حياة الإنسان ، ما لا يغيره لا حجٌ ولا عمرةٌ ولا اعتكافٌ في بيت من بيوت الله عزوجل . إذن علينا أن نتعامل مع القضية معاملة حقيقية . الإمام الصادق (ع) له تعليقٌ جميل :**( لم يخلق الله عزوجل يقينا لا شك* فيه أشبه بشك لايقين فيه من الموت )*الموت حقيقة ، نحن صلينا صلاة الأموات على عالم عاش بين ظهرانيكم ، ولكن القضية كأنها قصة أو أسطورة وانتهت ، ويتوالى الموت .* ****نرجع لعالم* البرزخ ، والذي تخبرنا به الروايات ، لأنها من القضايا الغيبية :
❥✿•┈┈┈• •°{🌸}°•
❥✿•┈┈┈• •°{🌸}°• •┈┈┈•✿❥
4⃣
لغز الموت ..‼️
*أهم معادلة لحل لغز الموت أن نعلم من نواجه ، عندما تسافر إلى بلد لأجل سياحة .. أو زواج .. لأجل حالة مفرحة ، تركب الطائرة بكل شوق ، ومعك على الطائرة مجرمٌ مغلول اليدين يُبعث لكي يُحاكم ، كلاهما مسافر ، ماالفرق بينهما ؟ الفرق هو اللقاء : الأول يلتقي مع أحبته ، والثاني يُوْدَع في قعر السجون .
*و نورد رواية منقولة عن أمير المؤمنين (ع) بالنسبة لإبراهيم (ع) خليل الرحمن ، و في الحقيقة الإنسان يتعجب ، *كيف يتخذ الله إنسانا خليلا له ؟!.. يتعجب من شدة اللطف الإلهي من ناحية ، ويتعجب من قابليات البشر من ناحية أخرى ، إنسانٌ عنده القابلية أن يصعد إلى مستوى أن يكون خليل الرحمن .*هبط جبرائيل (ع) وقال : *السلام عليك يا إبراهيم ، قال : وعليك* السلام* يا ملك* الموت ، *قال ابراهيم (ع) : داعٍ أم ناعٍ ؟.. قال : بل داع ياإبراهيم ، قال إبراهيم (ع) : هل رأيت خليلا يُميتُ خليله ؟..*قد يقول البعض هذا خلاف التسليم ، ولعل إبراهيم (ع) يريد البقاء للدعوة الناس للدين**،*فرجع ملك الموت ، وقال له *: يقول الله عزوجل : وهل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه ؟* أنا أحبك على كل حال ، أحب أن ألتقي بك الآن ، بقيت في الدنيا بما فيه الكفاية ، الآن أريد اللقاء بك ، رب العزة والجلال يشتاق إلى لقاء عبده المؤمن .
*
❥✿•┈┈┈• •°{🌸}°•
❥✿•┈┈┈• •°{🌸}°• •┈┈┈•✿❥
5⃣
تمني الموت ..⚠️
هناك ظاهرة تمني الموت ، وتُذكر هنالك أبياتٌ معروفة على لسان الإمام السجاد(ع) في الشام *، وهي أبيات من تخيل الشعراء ، وليست روايات متقنة :
فيا ليت أمي لم تلدني ولم ******************************** يراني يزيد في البلاد أسير
هذه الأبيات غير منسجمة مع خط الإمامة ، ربما كانت من أجل الإبكاء ، ولكن هذا ليس منطق المعصوم ، كلام السيدة زينب (ع) : (*ما رأينا إلا جميلا*) *هو الفصل ، وهو المنطق الصحيح ، وهي (ع) مؤتمة بإمام زمانها الإمام زين العابدين علي (ع) .*جاء رجلٌ للصادق (ع) : يقول : قد سئمتُ الحياة ، أتمنى على الله الموت ، فقال (ع) : (*تمنى الحياة لتطيع لا لتعصِي فلئن تعيش فتُطيع خيرٌ لك من أن تموت فلا تعصي ولا تُطيع )*يبدو على المتكلم الكسل ، يريد أن يموت حتى يرتاح ، أنت تمنى الحياة لتطيع الله ،*( واجعل حياتي ما حييت بذلة في طاعتك )*أطل في حياتي ، أسألك العفو والعافية والمعافاة ، في الدنيا والآخرة . إذن تمني الموت حالة غير صحية في الحياة ، إذا سئم الحياة لذنوبه لأخطائه عليه أن يعوض ذلك .
❥✿•┈┈┈• •°{🌸}°•