" خطابٌ هَامٌّ جِدّا " - ( للظرفِ الراهنِ و المُستقبَل )
" المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ " تنعى وببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد المَغدورين من المُختَطَفين في محافظتي كربلاء المُقدّسَة والأنبار العزيزة على أيدي عصابات داعش الإجرامية " " وتواسي عوائلهم الكريمة وخاصة آبائهم وامهاتهم و أيتامهم "
" وتنتقد بشدّة الجهات المعنيّة بعدم التحرّك السريع لإنقاذ حياة المخطوفين "
" وتدعو المُجاهدين الأبطال إلى الاستمرار في ملاحقة الخلايا النائمة والمُجرمين الإرهابيين ، وتؤكّد على أنَّ المعركة لم تنتهي بعد مع الدواعش ، وإن تم القضاء على دولتهم المزعومة عسكريّاً ، فيما بقى فكرهم الضال والمنحرف فينبغي التخّلص منه"
نعرضُ عليكم الأمرين التاليين :-
(الأمرُ الأوّلُ) :- تلقينا وتلقّى العراقيون جميعاً ببالغ الأسى والأسف نبأ العملية الإجراميّة التي قامت بها عصابات داعش باخطتافها وقتلها لعدد من الإخوة العاملين في إسناد القوّات الأمنيّة ومنتسبي الشرطة الاتحاديّة ، ونتقدّم بهذه المناسبة الأليمة بأحرِّ التعازي وخالص المواساة لعوائل الشهداء الأبرار ، وخصوصاً آبائهم وامهاتهم وأيتامهم الذين لم تندفع الجهات المعنية وتتحرّك سريعاً لإنقاذ حياة آبائهم – سائلين اللهَ تعالى أن يتغمّد الشهداء برحمته الواسعة ويلهم ذويهم الصبرَ والسلوان.
:: إنَّ استهداف عصابات داعش لعدد من المواطنين العراقيين المنتمين لمحافظات ومكوّنات مذهبية مختلفة ، وحيث اختلطت الدماءُ من كربلاء المقدّسة بدماء إخوانهم من الأنبار العزيزة لهو دليل على أنَّ الإرهابيين الدواعش هم أعداء للعراق بجميع مكوّناته ، وأنّهم لا يفرّقون في جرائمهم و استهدافاتهم بين عراقي وآخر.
:: ممّا يستدعي ذلك تضافر جهود جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم للقضاء التام على هذه العصابات المُجرمة ، ومواجهة فكرها الضال المبتني على القتل والسبي والذبح والخطف والأساليب الوحشيّة الإجراميّة.
:: وسبق أن نبّهنا أنَّ المعركة مع عصابات داعش لم تنتهي وإن انكسرت شوكتها وذهبت دولتها المزعومة .
:: ولا يزال هناك مجاميع من عناصرها تظهر وتختفي بين وقت وآخر ، فليس من الصحيح التغاضي عن ذلك ، والانشغال بنتائج الانتخابات وعقد التحالفات والصراع على المناصب ، في وقت ينبغي القيام بالقضاء التام على الإرهابيين وتعقبهم في أوكارهم .
::: إنَّ الردَّ الصحيح والمُجدي على جريمة اختطاف وقتل المواطنين الستّة المغدورين يتمثّل بتقديم جهد أكبر استخباريّا وعسكريّاً في تعقّب أوكار الإرهابيين وملاحقة عناصرهم في مناطق اختفائهم وتمشيط تلك المناطق وفق خطط مدروسة والقبض على الإرهابيين وتسليمهم للعدالة ، مع ضرورة حفظ حقوق المواطنين المدنيين وتجنّب الإضرار بهم.
:: وبهذه المناسبة نودُّ الإشادةَ مرّةً أخرى بجهود وتضحيات أعزّتنا في القوّات الأمنيّة بمختلف عناوينهم - فهم الصفوة وأبناء هذا البلد العزيز ، والذين يسترخصون أرواحهم ودمائهم في سبيل الذبّ عنه وحمايه الأرض والأعراض والمقدسات، - والأمل معقود عليهم في تخليص هذا الشعب الجريح والصابر من بقايا العصابات الإجراميّة – وعليهم أن لا يفتروا ولا يكلّوا من ملاحقة الدواعش والقضاء عليهم لينعمَ العراق بالأمن والاستقرار.
:: كما نودُّ أن نقدّر عالياً جهودَ الإخوة الكرام في دعمهم اللوجستي للقوات الأمنية ، فقد أدّوا دوراً بالغَ الأهميّة وشاركوا في صنع الانتصارات ، ولا تزال الحاجة ماسةً إلى دورهم.
:: ومن هنا نُهيبُ بجميع المواطنين الاستمرار بإسنادهم وتوفير ما يحتاجه المقاتلون في سواتر العزّ والكرامة من مؤن ومواد غذائيّة.
( الأمرُ الثاني ) :- إنَّ هناك الكثير من المشاكل التي تُعاني منها شرائح مختلفة من المواطنين ، ولطالما يطلبون منّا قراءتها في خطب الجمعة ومطالبة المسؤولين لمعالجتها ، ولكن لا نرى جدوى لذلك فيما نعلم ، ولم نجد آذاناً صاغيّةً واهتماماً مناسباً لدى الجهات المعنيّة.
::: إنَّ معاناة القطاع الزراعي اشتدّت في الآونة الأخيرة وازدادت شكاوى المزارعين من قلّة المياه وملوحة الأراضي ، مما أدّى هذا إلى تراجع القطاع الزراعي لحد مخيف ، مع ما له من أهمية بالغة في توفير فرص العمل وتحقيق موارد ماليّة ، تساعد على تحسين الوضع الاقتصادي.
::: وممّا يُؤسفُ له لم يأخذ هذا القطاع استحقاقه من الاهتمام والعناية خلال السنوات الماضية من قبل الجهات الرسميّة ذات العلاقة ، وقد تناقص وصول المياه إلى العراق من الدول المجاورة والتي بادرت لبناء السدود لحجب مزيد من المياه عن الوصول للأراضي العراقية .
:: إنَّ المطلوب من الحكومة العراقيّة المسارعة إلى مساعدة المزارعين والفلاحين لتجاوز هذه المرحلة بوضع خطط صحيحة وبتقنيات حديثة وتطوير آليات السقي وتقليل كميات المياه المصروفة فيها.
:: كما أنَّ من الضروري بذل كلّ الجهود مع دول الجوار لضمان رعايتها لحقوق العراق وبموجب قوانين المياه الدوليّة ، وعقد اتفاقات ثنائية وفق المصالح الاقتصادية والسياسية المتبادلة لتأمين الكميّات اللازمة للقطاع الزراعي في العراق.
" نسألُ اللهَ تبارك وتعالى أن يتغمّدَ الشهداءَ الأبرارَ برحمته الواسعة وأن يُغيّرَ سوءَ حالنا بحسن حاله ، إنّه سميع مُجيب "
: أهمًّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الرابع عشر من شوّال المُكرّم ,1439هجري – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
_________________________________________________
الجُمْعَة- الرابع عشر من شوّال المُكرّم ,1439 هِجرِي- التاسع والعشرون من حزيران 2018م.
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________
" المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ " تنعى وببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد المَغدورين من المُختَطَفين في محافظتي كربلاء المُقدّسَة والأنبار العزيزة على أيدي عصابات داعش الإجرامية " " وتواسي عوائلهم الكريمة وخاصة آبائهم وامهاتهم و أيتامهم "
" وتنتقد بشدّة الجهات المعنيّة بعدم التحرّك السريع لإنقاذ حياة المخطوفين "
" وتدعو المُجاهدين الأبطال إلى الاستمرار في ملاحقة الخلايا النائمة والمُجرمين الإرهابيين ، وتؤكّد على أنَّ المعركة لم تنتهي بعد مع الدواعش ، وإن تم القضاء على دولتهم المزعومة عسكريّاً ، فيما بقى فكرهم الضال والمنحرف فينبغي التخّلص منه"
نعرضُ عليكم الأمرين التاليين :-
(الأمرُ الأوّلُ) :- تلقينا وتلقّى العراقيون جميعاً ببالغ الأسى والأسف نبأ العملية الإجراميّة التي قامت بها عصابات داعش باخطتافها وقتلها لعدد من الإخوة العاملين في إسناد القوّات الأمنيّة ومنتسبي الشرطة الاتحاديّة ، ونتقدّم بهذه المناسبة الأليمة بأحرِّ التعازي وخالص المواساة لعوائل الشهداء الأبرار ، وخصوصاً آبائهم وامهاتهم وأيتامهم الذين لم تندفع الجهات المعنية وتتحرّك سريعاً لإنقاذ حياة آبائهم – سائلين اللهَ تعالى أن يتغمّد الشهداء برحمته الواسعة ويلهم ذويهم الصبرَ والسلوان.
:: إنَّ استهداف عصابات داعش لعدد من المواطنين العراقيين المنتمين لمحافظات ومكوّنات مذهبية مختلفة ، وحيث اختلطت الدماءُ من كربلاء المقدّسة بدماء إخوانهم من الأنبار العزيزة لهو دليل على أنَّ الإرهابيين الدواعش هم أعداء للعراق بجميع مكوّناته ، وأنّهم لا يفرّقون في جرائمهم و استهدافاتهم بين عراقي وآخر.
:: ممّا يستدعي ذلك تضافر جهود جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم للقضاء التام على هذه العصابات المُجرمة ، ومواجهة فكرها الضال المبتني على القتل والسبي والذبح والخطف والأساليب الوحشيّة الإجراميّة.
:: وسبق أن نبّهنا أنَّ المعركة مع عصابات داعش لم تنتهي وإن انكسرت شوكتها وذهبت دولتها المزعومة .
:: ولا يزال هناك مجاميع من عناصرها تظهر وتختفي بين وقت وآخر ، فليس من الصحيح التغاضي عن ذلك ، والانشغال بنتائج الانتخابات وعقد التحالفات والصراع على المناصب ، في وقت ينبغي القيام بالقضاء التام على الإرهابيين وتعقبهم في أوكارهم .
::: إنَّ الردَّ الصحيح والمُجدي على جريمة اختطاف وقتل المواطنين الستّة المغدورين يتمثّل بتقديم جهد أكبر استخباريّا وعسكريّاً في تعقّب أوكار الإرهابيين وملاحقة عناصرهم في مناطق اختفائهم وتمشيط تلك المناطق وفق خطط مدروسة والقبض على الإرهابيين وتسليمهم للعدالة ، مع ضرورة حفظ حقوق المواطنين المدنيين وتجنّب الإضرار بهم.
:: وبهذه المناسبة نودُّ الإشادةَ مرّةً أخرى بجهود وتضحيات أعزّتنا في القوّات الأمنيّة بمختلف عناوينهم - فهم الصفوة وأبناء هذا البلد العزيز ، والذين يسترخصون أرواحهم ودمائهم في سبيل الذبّ عنه وحمايه الأرض والأعراض والمقدسات، - والأمل معقود عليهم في تخليص هذا الشعب الجريح والصابر من بقايا العصابات الإجراميّة – وعليهم أن لا يفتروا ولا يكلّوا من ملاحقة الدواعش والقضاء عليهم لينعمَ العراق بالأمن والاستقرار.
:: كما نودُّ أن نقدّر عالياً جهودَ الإخوة الكرام في دعمهم اللوجستي للقوات الأمنية ، فقد أدّوا دوراً بالغَ الأهميّة وشاركوا في صنع الانتصارات ، ولا تزال الحاجة ماسةً إلى دورهم.
:: ومن هنا نُهيبُ بجميع المواطنين الاستمرار بإسنادهم وتوفير ما يحتاجه المقاتلون في سواتر العزّ والكرامة من مؤن ومواد غذائيّة.
( الأمرُ الثاني ) :- إنَّ هناك الكثير من المشاكل التي تُعاني منها شرائح مختلفة من المواطنين ، ولطالما يطلبون منّا قراءتها في خطب الجمعة ومطالبة المسؤولين لمعالجتها ، ولكن لا نرى جدوى لذلك فيما نعلم ، ولم نجد آذاناً صاغيّةً واهتماماً مناسباً لدى الجهات المعنيّة.
::: إنَّ معاناة القطاع الزراعي اشتدّت في الآونة الأخيرة وازدادت شكاوى المزارعين من قلّة المياه وملوحة الأراضي ، مما أدّى هذا إلى تراجع القطاع الزراعي لحد مخيف ، مع ما له من أهمية بالغة في توفير فرص العمل وتحقيق موارد ماليّة ، تساعد على تحسين الوضع الاقتصادي.
::: وممّا يُؤسفُ له لم يأخذ هذا القطاع استحقاقه من الاهتمام والعناية خلال السنوات الماضية من قبل الجهات الرسميّة ذات العلاقة ، وقد تناقص وصول المياه إلى العراق من الدول المجاورة والتي بادرت لبناء السدود لحجب مزيد من المياه عن الوصول للأراضي العراقية .
:: إنَّ المطلوب من الحكومة العراقيّة المسارعة إلى مساعدة المزارعين والفلاحين لتجاوز هذه المرحلة بوضع خطط صحيحة وبتقنيات حديثة وتطوير آليات السقي وتقليل كميات المياه المصروفة فيها.
:: كما أنَّ من الضروري بذل كلّ الجهود مع دول الجوار لضمان رعايتها لحقوق العراق وبموجب قوانين المياه الدوليّة ، وعقد اتفاقات ثنائية وفق المصالح الاقتصادية والسياسية المتبادلة لتأمين الكميّات اللازمة للقطاع الزراعي في العراق.
" نسألُ اللهَ تبارك وتعالى أن يتغمّدَ الشهداءَ الأبرارَ برحمته الواسعة وأن يُغيّرَ سوءَ حالنا بحسن حاله ، إنّه سميع مُجيب "
: أهمًّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الرابع عشر من شوّال المُكرّم ,1439هجري – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
_________________________________________________
الجُمْعَة- الرابع عشر من شوّال المُكرّم ,1439 هِجرِي- التاسع والعشرون من حزيران 2018م.
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________
تعليق