بِسمِ اللَّهِ الرَّحَمنِ الرَّحِيمِ
#الصداقة
🍃* #قبسات من روح الإيمان 🍃
🍁 أساس الصداقة 🍁
*لابد أن نتساءل : إذا كان لا بد من وجود أساس للصداقة يجمع بين الصديقين، فما هو ذلك الأساس؟
والجواب : أنه الحب في الله .
يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) :
((من أحب في الله وأبغض في الله ، وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله)) (١) .
ويقول (صلى الله عليه واله) :
((ما* أستفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام ، مثل أخ يستفيده في الله))(٢).
وقد ورد عن الإمام أبي عبد الله(عليه السلام) قوله :
((من أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله ، وتعطي في الله ، وتمنع في الله)) (٣).
ويقول(عليه السلام) أيضاً :
((من أحبَّ لله وأبغض لله وأعطى لله فهو ممن كمل إيمانه )) (٤).
ومن حديث آخر يقول(عليه السلام) :
((كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له)) (٥).
ويقول الإمام علي(عليه السلام) :
((خير الإخوان من لم تكن على الدنيا أخوته)) (٦).
ويقول أيضاً : ((على قدر التواخي في الله تخلص المحبة)) (٧).
ويقول(عليه السلام) :
((إخوان الدين أبقى مودة)) (٨).
وهكذا فإن الصداقة ، يجب أن لا تكون من أجل ((المصالح)) وإنما من أجل ((المبادئ)).
إن المسلم حينما يحب في الله ، ويبغض في الله* يتحول إلى ضمير في أمته . . وتكون صداقته حينئذ صداقة حميمة ، لا تشوبها الشوائب ، ولايغيرها تبدل المصالح .
يقول الإمام علي(عليه السلام) ((خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم، وإن غبتم حنوا إليكم)) (٩) .
ويقول رسول الله(صلى الله عليه واله) : ((أحبكم إلى الله أحسنكم أخلاقاً الموطؤن أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم إلى الله المشاؤون بالنميمة، والمفرقون بين الأحزاب ، الملتمسون للبرءآء العثرات)) (١٠) .
وقد ورد في الأحاديث ،أن التنافر بين صديقين إذا جاء بسبب أمر شخصي أو مصلحي ، واستمر لأكثر من ثلاث أيام ، فإن الله لايقبل عبادة من كان سبباً في ذلك ..لأن العبادة التي لاتنهى الإنسان عن فحشاء التفرقة هي بلا محتوى فهي إذن غير مقبولة عند الله .
يقول رسول الله وآلـﷺـه :
((لا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، ولا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث )) (١١) .
ثم إن أكثر خطابات القرآن تأتي في صورة الجمع لا المفرد ففي الصلاة مثلا ً يخاطب المصلي ربه في صيغة الجمع ويدعو لنفسه ولغيره ، ويستعيذ بالله في صيغة الجمع قائلا : ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ¤ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ¤ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَاالضَّالِّينَ¤﴾ (١٢).
وعندما ينهي صلاته فإنه ينهيها بالسلام على نفسه وعلى عباد الله الصالحين .
وكل ذلك إيحاء إلى المسلم ، بالحياة الجماعية والإبتعاد عن العزلة عن الناس .* ولهذا أيضاً أوجب الإسلام الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام إذا لم يجد المسلم في دار الكفر الوسط الاجتماعي الذي يحافظ فيه على دينه وعلاقاته الإسلامية ، لأن ملازمة أصدقاء كافرين يجرون المرء إلى الكفر محرمة شرعاً..
تماماً كما أن التفرقة بين الإخوان المسلمين محرمة شرعاً ومن يفعل ذلك فهو من أبغض الناس إلى الله .
يقول رسول الله وآلـﷺـه :
( ( ألا أنبئكم* بشراركم ؟
قالوا : بلى يارسول الله
قال : المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة ))(١٣) .
وهكذا فإن ((لقاء الإخوان مغنم جسيم ، وإن قلوا))(١٤).
-كما يقول الإمام علي* (عليه السلام) :* _ وأي إنسان لا يلتقي بالإخوان فهو إنسان عاجز .
يقول الإمام علي* (عليه السلام) : ( أعجز الناس ،من عجز عن اكتساب الإخوان ، وأعجز منه ، من ضيع من ظفر به منهم ) (١٥).
فالعاجز ، ليس من عجز عن كسب المال ، ولا عن الأولاد ،بل من أعطاه الله عقلا ً وعاطفة ، وزوده بوسائل كسب* الإخوان* ، ولكنه لم يفعل ذلك فعاش فريداً ، ومات وحيداً .
واعجز من ذلك من حصل على بعض الاصدقاء* ، ولكنه خسرهم الواحد تلو الآخر بسبب سوء معاملته لهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الكافي ٢/ ١٢٥/ ٣.
(٢) أمالي الطوسي ص ٤٦ حلية المتقين، ص ٤٧١ .
(٣) الكافي ٢/ ١٢٥ / ٢.
(٤) الكافي ٢ / ١٢٤ / ١.
(٥) الكافي ٢/ ١٢٧ / ١٦.
(٦) غرر الحكم / ٥٠٣٠ .
(٧) غرر الحكم ودرر الكلم ١/ ٢٨ / ٢٠.
(٨)* غرر الحكم ودرر الكلم ١/ ٦٧/ ١٤٠٥.
(٩) غرر الحكم ودرر الكلم ١/ ٣٥٦ / ٣٣ .
(١٠) المحجة البيضاء ٥ / ٢٧٥ .
(١١)مسند الحميدي١٢٣٧/٣٠٢/٢
(١٢)سورة الحمد ،آية ٥-٧
(١٣)حلية المتقين ص ٥٠٧
(١٤)مصادقة الإخوان ص ٣٤
(١٥)نهج البلاغة /قصار الحكم ١٢،التذكرة الحمدونية ٩٣٠/٣٦٤/٤ .