بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعظم الله اجركم بذكرى شهادة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وبهذه المناسبة بودي ان اذكر جانب من جوانب ما قام به الامام عليه السلام في بيان معارف اهل البيت ورد اباطيل المبطلين ومنهم الغلاة
فقد دأب الإمام على رفض واستنكار عقائد الغلاة مستهدفاً بذلك إبعادهم عن المجتمع الشيعي، فحدد الإمام كتاب الله باعتباره الميزان الذي يميز الحق عن الباطل، وهو في نفس الوقت الذي انبرى فيه لتسفيه معتقدات المغالين، أوجد حركة فكرية مناسبة بين الشيعة في سياق تصحيح أحاديث وعقائد الشيعة [1].
ومن معتقدات الغلاة إطلاقهم كلمة (إله) على الإمام الصادق (عليه السلام)، وقالوا: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾ [2]، قال: ((هو الإمام)).
وقد اعتبر الإمام الصادق (عليه السلام) القائلين بهذا الرأي شر من المجوس واليهود والنصارى.
وجاء في رواية أخرى أنه فند قول الغلاة ((علي في السحاب)) وقال: ((إن النبي قد كسا علياً بعباءة اسمها السحاب، ولما جاء بها إلى الرسول صلى الله عليه وآله قال: هذا علي قد أقبل في السحاب)) قال الإمام الصادق: قال أبي: فحرفها هؤلاء – أي الغلاة- وقالوا: علي في السحاب [3].
القضية الأخرى المهمة التي كان يستند إليها الغلاة هي إعطاؤهم صفة الإلوهية للأئمة ورفعهم من مقام العبودية لله [4]، لكن الإمام الصادق (عليه السلام) قال في دحضه لهذه المقولة: ((لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا)) [5].
وقد دأب الإمام الصادق (عليه السلام) على تفنيد عقائد الغلاة، وأنها لا تنتسب لمدرسة أهل البيت، وكان يؤكد دوماً أن الأئمة عبيد لله، وأن رفعهم لمقام الربوبية والإلوهية مخالف للإسلام، وأن الأئمة براء منهم، ومن معتقداتهم الباطلة.
وقد تميز الغلاة بوضع الأحاديث المكذوبة على لسان الإمام الصادق (عليه السلام) وبالكذب الصريح عليه، ولذلك اعتبرهم الإمام أنهم مدرسة في الكذب، إذ ورد عنه ما نصه: ((إن فيهم -أي الغلاة -من يكذب حتى أن الشيطان يحتاج إلى كذبه))[6]. وهذا يعني أنهم مارسوا الكذب بصورة كبيرة جداً ضد الإمام الصادق (عليه السلام). وتقولوا عليه الأقاويل، ونسبوا إليه الأحاديث الكاذبة، لكن وقوف الإمام (عليه السلام) ضدهم بقوة وصلابة، أفقدهم أي رصيد اجتماعي، وأبطل عليهم خطتهم في تضليل الناس وخداعهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، رسول جعفريان، دار الحق، بيروت -لبنان، الطبعة الأولى 1414هـ - 1994م، ج1، ص 265 - 266.
[2] سورة الزخرف، الآية: 84.
[3] قاموس الرجال، الشيخ محمد تقي التستري، ج 10، ص 57.
[4] اختيار معرفة الرجال الشيخ الطوسي، طهران - إيران، الطبعة الأولى 1382هـ.ش، ص 364، رقم 526
[5] اختيار معرفة الرجال الشيخ الطوسي، طهران - إيران، الطبعة الأولى 1382هـ.ش، ص 297، رقم 400.
[6] اختيار معرفة الرجال الشيخ الطوسي، طهران – إيران، الطبعة الأولى 1382هـ. ش، ص 364، رقم 526.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعظم الله اجركم بذكرى شهادة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وبهذه المناسبة بودي ان اذكر جانب من جوانب ما قام به الامام عليه السلام في بيان معارف اهل البيت ورد اباطيل المبطلين ومنهم الغلاة
فقد دأب الإمام على رفض واستنكار عقائد الغلاة مستهدفاً بذلك إبعادهم عن المجتمع الشيعي، فحدد الإمام كتاب الله باعتباره الميزان الذي يميز الحق عن الباطل، وهو في نفس الوقت الذي انبرى فيه لتسفيه معتقدات المغالين، أوجد حركة فكرية مناسبة بين الشيعة في سياق تصحيح أحاديث وعقائد الشيعة [1].
ومن معتقدات الغلاة إطلاقهم كلمة (إله) على الإمام الصادق (عليه السلام)، وقالوا: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾ [2]، قال: ((هو الإمام)).
وقد اعتبر الإمام الصادق (عليه السلام) القائلين بهذا الرأي شر من المجوس واليهود والنصارى.
وجاء في رواية أخرى أنه فند قول الغلاة ((علي في السحاب)) وقال: ((إن النبي قد كسا علياً بعباءة اسمها السحاب، ولما جاء بها إلى الرسول صلى الله عليه وآله قال: هذا علي قد أقبل في السحاب)) قال الإمام الصادق: قال أبي: فحرفها هؤلاء – أي الغلاة- وقالوا: علي في السحاب [3].
القضية الأخرى المهمة التي كان يستند إليها الغلاة هي إعطاؤهم صفة الإلوهية للأئمة ورفعهم من مقام العبودية لله [4]، لكن الإمام الصادق (عليه السلام) قال في دحضه لهذه المقولة: ((لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا)) [5].
وقد دأب الإمام الصادق (عليه السلام) على تفنيد عقائد الغلاة، وأنها لا تنتسب لمدرسة أهل البيت، وكان يؤكد دوماً أن الأئمة عبيد لله، وأن رفعهم لمقام الربوبية والإلوهية مخالف للإسلام، وأن الأئمة براء منهم، ومن معتقداتهم الباطلة.
وقد تميز الغلاة بوضع الأحاديث المكذوبة على لسان الإمام الصادق (عليه السلام) وبالكذب الصريح عليه، ولذلك اعتبرهم الإمام أنهم مدرسة في الكذب، إذ ورد عنه ما نصه: ((إن فيهم -أي الغلاة -من يكذب حتى أن الشيطان يحتاج إلى كذبه))[6]. وهذا يعني أنهم مارسوا الكذب بصورة كبيرة جداً ضد الإمام الصادق (عليه السلام). وتقولوا عليه الأقاويل، ونسبوا إليه الأحاديث الكاذبة، لكن وقوف الإمام (عليه السلام) ضدهم بقوة وصلابة، أفقدهم أي رصيد اجتماعي، وأبطل عليهم خطتهم في تضليل الناس وخداعهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، رسول جعفريان، دار الحق، بيروت -لبنان، الطبعة الأولى 1414هـ - 1994م، ج1، ص 265 - 266.
[2] سورة الزخرف، الآية: 84.
[3] قاموس الرجال، الشيخ محمد تقي التستري، ج 10، ص 57.
[4] اختيار معرفة الرجال الشيخ الطوسي، طهران - إيران، الطبعة الأولى 1382هـ.ش، ص 364، رقم 526
[5] اختيار معرفة الرجال الشيخ الطوسي، طهران - إيران، الطبعة الأولى 1382هـ.ش، ص 297، رقم 400.
[6] اختيار معرفة الرجال الشيخ الطوسي، طهران – إيران، الطبعة الأولى 1382هـ. ش، ص 364، رقم 526.