بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
شرح مناجاة التائبين
"...فَانْ طَرَدْتَني منْ بابكَ فَبمَنْ اَلُوذُ، وَانْ رَدَدْتَني عَنْ جَنابكَ فَبمَنْ اَعُوذُ، فَواأَسَفاهُ منْ خَجْلَتي وَافْتضاحي، وَوالَهْفاهُ منْ سُوء عَمَلي وَاجْتراحي.."
الباب: هو ما يُدخل من خلاله للوصول للمُبتغى والهدف.
الجناب: هو الفناء والبستان.
يقول الإمام"عليه السلام": يا إلهي أنت كباقي السلاطين والملوك، لك باب ولك جناب فإن طردتني من بابك فبمن ألوذ.. ومن يحتضنني.. وإن فتحت لي الباب ولكن حرمتني من جنابك ومن مرتع خيراتك ومرتع قرباتك فبمن أعوذ!!»
باب الله هو دعاؤه..
وجنابه هي القربات والخيرات..
فإذا أردت أن أعرف هل أنا شقي أم سعيد؟
فعلامة السعادة أن يفتح لي الباب والجناب ، يعني أن أوفق للدعاء فهذا هو فتح الباب وأن أوفق للخيرات فهذا هو الجناب..
وإن كنت شقياً حرمت من الباب والجناب.
يركز الإمام في الدعاء فيقول أنا الشخص الذي حرمَتني ذنوبي وحرمتني كبائري وحرمَتني تجاوزاتي ، حرمَتني من الباب والجناب.
يقول الإمام علي زين العابدين: « مالي كلما قلت قد تهيئت وتعبئت وقمت إلى الصلاة بين يديك وناجيتك ألقيت علي نعاساً»، يعني أنا محروم من الباب !!! محروم من الدعاء ..
وربما وفقتني يا إلهي وفتحت ليَ الباب فصرت أدعوك بخوف ، ورهبة ، وخشوع ، وخضوع .
لكن ما زلت ممنوعاً عن الاستفادة من جنابك وما زلت واقفاً معطلاً عن التصرف في جنابك .
بما أن جناب الله خيراته ... فأسأل نفسي ؟؟
هل أنا شخص موفق للخيرات ؟
الخيرات صلة الرحم وبر الوالدين وخدمة المؤمنين ... فهل أرى نفسي موفقاً للخيرات أم أرى نفسي محروماً منها ؟
واأسفاه من فضيحتي !! من سمعتي !!
لا أريد أن يفتضح أمري لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لا أريد أن آتي شقيًا وقد شهدت علي جوارحي والملائكة الموكلون بي!! والناس الذين عرفوني!!
أن لا أفتضح أمام أحبائي وأصدقائي وأسرتي ، أريد حسن السمعة في الآخرة !!
« اللهم اغفر لي كل ذنبٍ أذنبته وكل جهل عملته كتمته أو أعلنته ، أخفيته أو أظهرته وكل سيئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني وجعلتهم شهوداً علي مع جوارحي..».
تعليق