السؤال: حديث الكساء يشمل أهل البيت (عليهم السلام)
عند الصلاة على النبيّ وآله، نقصد بالآل النبيّ(صلّى الله عليه و آله) والسيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) والأئمة الإثنا عشر(عليهم السلام)، ولكن عند نزول آية التطهير وفي حديث الكساء يقول النبيّ عن الخمسة(عليهم السلام): (اللّهمّ هولاء أهل بيتي و...).
فكيف نوفّق بين الأمرين؟
الجواب:
حديث الكساء مسألة، والصلاة مسألة أخرى، والخلط ما بين المسألتين غلط!
فحديث الكساء خاص بمن كان موجوداً آنذاك وهم الخمسة(صلوات الله وسلامه عليهم)، فلا يمكن اتيان كلّ الأئمة(عليهم السلام) ووضعهم تحت الكساء، فهذا لا معنى له لعدم وجودهم آنذاك.
ثم هذه القضية الخاصّة، كرامة لهم ولذريتهم، والقدر المتيقن من ذريتهم هو الأئمة(عليهم السلام)، والصلاة على محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) مسألة أخرى لا ترتبط بهذا الموضوع، لأنّ (الآل) عنوان عام خُص في الروايات بآل محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وحينئذ فالمطلبين مستقلين وتداخلهما غلط.
فهناك قضايا ترتبط بالوقت المحدد لها كحديث الكساء أو المباهلة مثلاً، وبقية الأئمة(عليهم السلام) حتماً داخلين في هذه الكرامة ولكن لا يوجد حضور حيّ عندهم، أي بمعنى أن نطلق عليهم كلّهم أصحاب الكساء، بل الإطلاق خاص بالخمسة وكذا آية المباهلة، ولكن بمعنى أنّهم لو كانوا موجودين وقتها لأدخلهم النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) معهم لوجود نفس الخصوصية فيهم.
وبعبارة أخرى: عندنا قضية خارجية، وعندنا قضية حقيقية، فالقضية الخارجية تتحقق بأفرادها الموجودين خارجاً حين ذاك كقضية حديث الكساء، فالأئمة(عليهم السلام) لم يكونوا موجودين خارجاً حتى نقول لا تشملهم، بخلاف القضية الحقيقية كقضية (الآل)، فانّها قضية كبروية حقيقية تشمل الأئمة(عليهم السلام) حسب تشخيص الروايات.
ثم إنّ مسألة (الآل) مسألة مهمة، لذا بحث العلماء حول المقصود من آل محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وقد أجمع المسلمون بأنّ المراد من (الآل) ليس مطلق قريش، والحنفية والزيدية يقولون: ((هم بنو هاشم))، والشافعية يقولون: ((هم بنو عبد المطلب))، وبعض فقهائهم قالوا: ((هم مؤمنوا بني هاشم وعبد المطلب))، والبعض الآخر قال: ((هم أولاد فاطمة(سلام الله عليها) )).
بينما نحن الشيعة نقول: ((هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأولادهم(عليهم السلام))).
وهذا المعنى لو نأخذه من جهة علم الأصول، فالقدر المتيقن ما نقوله نحن، لأنّ هذا متّفق عليه عند جميع الطوائف، وما زاد عليه مشكوك، فتجري أصالة العدم، هذا عدا النصوص الموجودة عندنا من طرق العامّة كصاحب (المناقب)(1)وغيره حيث ينصّون على هذه السلسلة الطاهرة.
بالإضافة إلى كلّ هذا، يمكن الإستناد إلى حديث الثقلين، حيث يدلّ بوضوح على استمرار الآل والعترة مع القرآن، وأنّ القرآن والعترة خليفتين لرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لن يفترقا، وحديث الثقلين رواه المسلمون في مصادرهم وصحّحوه، والجمع بين حديث الثقلين وبين ما روي عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حصر الأئمة والخلفاء من بعده باثني عشر، وهذا الحديث أيضاً رواه المسلمون في مصادرهم وصرحوه، فالجمع بين هذين الحديثين يعطينا نتيجة: أنّ أهل بيت النبيّ(عليهم السلام) هم فاطمة والأئمة الاثني عشر(عليهم السلام).
(1) مناقب الخوارزمي: 60 الفصل الخامس.
عند الصلاة على النبيّ وآله، نقصد بالآل النبيّ(صلّى الله عليه و آله) والسيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) والأئمة الإثنا عشر(عليهم السلام)، ولكن عند نزول آية التطهير وفي حديث الكساء يقول النبيّ عن الخمسة(عليهم السلام): (اللّهمّ هولاء أهل بيتي و...).
فكيف نوفّق بين الأمرين؟
الجواب:
حديث الكساء مسألة، والصلاة مسألة أخرى، والخلط ما بين المسألتين غلط!
فحديث الكساء خاص بمن كان موجوداً آنذاك وهم الخمسة(صلوات الله وسلامه عليهم)، فلا يمكن اتيان كلّ الأئمة(عليهم السلام) ووضعهم تحت الكساء، فهذا لا معنى له لعدم وجودهم آنذاك.
ثم هذه القضية الخاصّة، كرامة لهم ولذريتهم، والقدر المتيقن من ذريتهم هو الأئمة(عليهم السلام)، والصلاة على محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) مسألة أخرى لا ترتبط بهذا الموضوع، لأنّ (الآل) عنوان عام خُص في الروايات بآل محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وحينئذ فالمطلبين مستقلين وتداخلهما غلط.
فهناك قضايا ترتبط بالوقت المحدد لها كحديث الكساء أو المباهلة مثلاً، وبقية الأئمة(عليهم السلام) حتماً داخلين في هذه الكرامة ولكن لا يوجد حضور حيّ عندهم، أي بمعنى أن نطلق عليهم كلّهم أصحاب الكساء، بل الإطلاق خاص بالخمسة وكذا آية المباهلة، ولكن بمعنى أنّهم لو كانوا موجودين وقتها لأدخلهم النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) معهم لوجود نفس الخصوصية فيهم.
وبعبارة أخرى: عندنا قضية خارجية، وعندنا قضية حقيقية، فالقضية الخارجية تتحقق بأفرادها الموجودين خارجاً حين ذاك كقضية حديث الكساء، فالأئمة(عليهم السلام) لم يكونوا موجودين خارجاً حتى نقول لا تشملهم، بخلاف القضية الحقيقية كقضية (الآل)، فانّها قضية كبروية حقيقية تشمل الأئمة(عليهم السلام) حسب تشخيص الروايات.
ثم إنّ مسألة (الآل) مسألة مهمة، لذا بحث العلماء حول المقصود من آل محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وقد أجمع المسلمون بأنّ المراد من (الآل) ليس مطلق قريش، والحنفية والزيدية يقولون: ((هم بنو هاشم))، والشافعية يقولون: ((هم بنو عبد المطلب))، وبعض فقهائهم قالوا: ((هم مؤمنوا بني هاشم وعبد المطلب))، والبعض الآخر قال: ((هم أولاد فاطمة(سلام الله عليها) )).
بينما نحن الشيعة نقول: ((هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأولادهم(عليهم السلام))).
وهذا المعنى لو نأخذه من جهة علم الأصول، فالقدر المتيقن ما نقوله نحن، لأنّ هذا متّفق عليه عند جميع الطوائف، وما زاد عليه مشكوك، فتجري أصالة العدم، هذا عدا النصوص الموجودة عندنا من طرق العامّة كصاحب (المناقب)(1)وغيره حيث ينصّون على هذه السلسلة الطاهرة.
بالإضافة إلى كلّ هذا، يمكن الإستناد إلى حديث الثقلين، حيث يدلّ بوضوح على استمرار الآل والعترة مع القرآن، وأنّ القرآن والعترة خليفتين لرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لن يفترقا، وحديث الثقلين رواه المسلمون في مصادرهم وصحّحوه، والجمع بين حديث الثقلين وبين ما روي عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حصر الأئمة والخلفاء من بعده باثني عشر، وهذا الحديث أيضاً رواه المسلمون في مصادرهم وصرحوه، فالجمع بين هذين الحديثين يعطينا نتيجة: أنّ أهل بيت النبيّ(عليهم السلام) هم فاطمة والأئمة الاثني عشر(عليهم السلام).
(1) مناقب الخوارزمي: 60 الفصل الخامس.
تعليق