الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين ، وعجل فرجهم ..
قال تعالى : " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان " .
إن عملية التعليم تحتاج إلى توافر ثلاثة أركان :
الأول : المعلم .
الثاني : العلم .
الثالث : المتعلم .
ومن هنا يطرأ سؤال مشروع ، كيف يقول سبحانه :
علم القرآن ، ثم يقول خلق الإنسان ؟
أليس المفروض حسب ترتيب الخلق أن يقول ( الرحمن ، خلق الإنسان ، علم القرآن ) ؟
فإذا كان خلق الإنسان متأخرا عن عملية التعليم التي ذكرها الله في الآية ، فمن هو المتعلم ؟
الجواب : هو سيد الخلق محمد (ص) وأهل بيته ، وذلك عندما كانوا أنوارا عند خالقهم قبل أن يخلق الله العالم وما فيه .. لاحظ :
أولا : يقول الشيخ المفيد رحمه الله :
" والصحيح من حديث الأشباح ، الرواية التي جاءت عن الثقاة بأن آدم (ع) رأى أشباحا يلمع نورها ، فسأل الله تعالى عنها ، فأوحى إليه أنها أشباح رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم" .
ثانيا : يقول الإمام الخميني رحمه الله :
" إن الأحاديث المأثورة في طينة أبدانهم وخلق أرواحهم ونفوسهم ، وفيما منحوا من الاسم الأعظم ... هو أعظم مما يخطر على بال أحد، وهكذا الأخبار المنقولة في مختلف الأبواب في الكتب المعتبرة وخاصة كتاب أصول الكافي[1] ".
ثالثا : يقول الميرزا جواد التبريزي (قده) :
" ورد في بعض النصوص ومنها المعتبر أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وآله المعصومين ، ومنهم الزهراء (ع) كانوا موجودين بأشباحهم النورية قبل خلق آدم ، وخلقتهم المادية متأخرة عن خلق آدم كما هو واضح"[2].
رابعا : أن الرواية التي ذكرها الإمام الخميني في الأربعين حديثا والتي نقلها عن الكافي ، تصرح بأن هناك تسبيح وتهليل وتمجيد ، ولا قيمة لذلك ولا يفتخر به إلا إذا صدر من العاقل .
وفي قوله تعالى : " إني جاعل في الأرض خليفة " ، دليل على كونهم عقلاء أصحاب شرف وحياة حال كونهم أنوارا أو أشباحا قبل خلق آدم عليه السلام .
فالروايات إذاً تقضي بوجود رسول الله وأهل بيته عليهم السلام كأنوار في الأظلة قبل خلق الأشياء ، مما يرجح أن رسول الله – صلى الله عليه وآله - كان يعلم بالقرآن قبل نزوله عليه في دار الدنيا ، بل قبل خلق الخلق كما في قوله تعالى : " علم القرآن " ثم قال : " خلق الإنسان ".
ويستشف من قوله تعالى : " ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه" ، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - كان يعلم بالقرآن قبل أن يتعلمه من جبرائيل عليه السلام ، بل قبل خلق الإنسان ، ويشركه بذلك علي عليه السلام ، لأنهما من نور واحدة كما ورد في حديث النور في كتاب الفضائل للإمام أحمد (2/662) حدثنا الحسن قثنا أحمد بن المقدام العجلي قثنا الفضيل بن عياض قثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن زاذان عن سلمان قال سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" كنت انا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء علي عليه السلام "
ولعله من هنا ورد في الدعاء مخاطبا علي (ع) بـ " شريك القرآن " .
[1] - الأربعون حديثا ، ص580 .
[2] - راجع كتاب اعتقاداتنا للمرجع الديني الشيخ جواد التبريزي حفظه الله ، وكذلك ردوده على بعض الأسئلة الإعتقادية في كتاب صراط النجاة ، حيث نحى فيه المنحى نفسه فيما يختص بالموضوع .
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين ، وعجل فرجهم ..
قال تعالى : " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان " .
إن عملية التعليم تحتاج إلى توافر ثلاثة أركان :
الأول : المعلم .
الثاني : العلم .
الثالث : المتعلم .
ومن هنا يطرأ سؤال مشروع ، كيف يقول سبحانه :
علم القرآن ، ثم يقول خلق الإنسان ؟
أليس المفروض حسب ترتيب الخلق أن يقول ( الرحمن ، خلق الإنسان ، علم القرآن ) ؟
فإذا كان خلق الإنسان متأخرا عن عملية التعليم التي ذكرها الله في الآية ، فمن هو المتعلم ؟
الجواب : هو سيد الخلق محمد (ص) وأهل بيته ، وذلك عندما كانوا أنوارا عند خالقهم قبل أن يخلق الله العالم وما فيه .. لاحظ :
أولا : يقول الشيخ المفيد رحمه الله :
" والصحيح من حديث الأشباح ، الرواية التي جاءت عن الثقاة بأن آدم (ع) رأى أشباحا يلمع نورها ، فسأل الله تعالى عنها ، فأوحى إليه أنها أشباح رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم" .
ثانيا : يقول الإمام الخميني رحمه الله :
" إن الأحاديث المأثورة في طينة أبدانهم وخلق أرواحهم ونفوسهم ، وفيما منحوا من الاسم الأعظم ... هو أعظم مما يخطر على بال أحد، وهكذا الأخبار المنقولة في مختلف الأبواب في الكتب المعتبرة وخاصة كتاب أصول الكافي[1] ".
ثالثا : يقول الميرزا جواد التبريزي (قده) :
" ورد في بعض النصوص ومنها المعتبر أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وآله المعصومين ، ومنهم الزهراء (ع) كانوا موجودين بأشباحهم النورية قبل خلق آدم ، وخلقتهم المادية متأخرة عن خلق آدم كما هو واضح"[2].
رابعا : أن الرواية التي ذكرها الإمام الخميني في الأربعين حديثا والتي نقلها عن الكافي ، تصرح بأن هناك تسبيح وتهليل وتمجيد ، ولا قيمة لذلك ولا يفتخر به إلا إذا صدر من العاقل .
وفي قوله تعالى : " إني جاعل في الأرض خليفة " ، دليل على كونهم عقلاء أصحاب شرف وحياة حال كونهم أنوارا أو أشباحا قبل خلق آدم عليه السلام .
فالروايات إذاً تقضي بوجود رسول الله وأهل بيته عليهم السلام كأنوار في الأظلة قبل خلق الأشياء ، مما يرجح أن رسول الله – صلى الله عليه وآله - كان يعلم بالقرآن قبل نزوله عليه في دار الدنيا ، بل قبل خلق الخلق كما في قوله تعالى : " علم القرآن " ثم قال : " خلق الإنسان ".
ويستشف من قوله تعالى : " ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه" ، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - كان يعلم بالقرآن قبل أن يتعلمه من جبرائيل عليه السلام ، بل قبل خلق الإنسان ، ويشركه بذلك علي عليه السلام ، لأنهما من نور واحدة كما ورد في حديث النور في كتاب الفضائل للإمام أحمد (2/662) حدثنا الحسن قثنا أحمد بن المقدام العجلي قثنا الفضيل بن عياض قثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن زاذان عن سلمان قال سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" كنت انا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء علي عليه السلام "
ولعله من هنا ورد في الدعاء مخاطبا علي (ع) بـ " شريك القرآن " .
[2] - راجع كتاب اعتقاداتنا للمرجع الديني الشيخ جواد التبريزي حفظه الله ، وكذلك ردوده على بعض الأسئلة الإعتقادية في كتاب صراط النجاة ، حيث نحى فيه المنحى نفسه فيما يختص بالموضوع .
تعليق