شجون الزهراء
عضو متميز

الحالة :
رقم العضوية : 5088
تاريخ التسجيل : 12-09-2010
الجنسية : أمريكا
الجنـس : أنثى
المشاركات : 988
التقييم : 10
على الإنسان القاصد لهذه الفريضة أن يفتح قريحته ويرقى بتطلعه نحو الاغتراف من منهل الخير هذا
، نظراً لأن كل نوع من أنواع المناسك المرسومة والمشرّعة في فريضة الحج لها أبعادها وآفاقها اللامتناهية
فضلاً عن أصل فلسفتها ، والحكمة من وراء تشريعها ،
وبالتالي فإن المرء لابد وأن يشعر ويتأكد أنه يقف أمام نعمة إلهية عظمى وفرصة تاريخية قد لا تعوض ،
إذ أنه قد دعي دعوة ربانية من بين مليارات البشر ، ليتصل بمصدر الوحي في أرض الوحي .
فكان حرياً به أن يتنافس ويتنافس لنيل أعلى الدرجات من خلال ما تحمل مناسك الحج
من قدرة على النهوض بمستوى الإنسان الحاج من الناحية الفكرية والروحية والاجتماعية ،
ولا مبرر يمكنه رفعه في قبول الدرجة الدانية وهو قد تجشم ما تجشم من العناء وبذل من المال وعانى الغربة .
وعوداً على بدءٍ أؤكد أن معدن التنافس لابد أن نستخرجه من داخل أنفسنا ،
حيث الاحتكاك بالآخرين والخروج من الفتنة والاختبار برأس مرفوع ،
وربنا العزيز العليم يؤكد لنا قدرتنا على النجاح في الابتلاء والاختبار وذلك إذا ما اعترفنا ببعضنا البعض فيقول سبحانه :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ... ﴾ 9
إن الاعتراف بالآخرين يعني عدم السخرية والاستهزاء بهم ومصادرة حقوقهم ،
لأن السخرية تنتهي إلى القضاء على أداة التنافس وهي شخصية الإنسان ، وإذا قضي على التنافس سيطرة الديكتاتورية على الأنانية والإبداع والتطور .
إن القرآن الكريم يزودنا بالخطوط العامة والقواعد الأساسية لأخلاقيات الحالة الاجتماعية السليمة الصالحة لخلق حالة التنافس وصيانتها عن الانحراف والانحدار إلى حالة التناوش والتشكيك وتحطيم الشخصيات ومصادرة الآراء .
ولعل من أهم تلك الأخلاقيات القرآنية الفرصة النورانية التي تتاح أمام المؤمنين خلال أداء فريضة الحج ، إذ يدخل المؤمنون دورة أخلاقية وثقافية مكثفة لكي ينشط في داخلهم عوامل وخصال الخير بمختلف أبعادها .
فالمؤمنون مأمورون بالامتناع عن الكذب والجدال والفسوق والأنانية والتظاهر والتكبر والغش والخداع ، وغير ذلك من المساوئ والرذائل التي من طبيعتها تحطيم الشخصية الاجتماعية والفردية على حدّ سواء ، حتى أن كثيراً من فقهائنا ومراجعنا الماضين ـ رحمهم الله ـ كانوا حينما يتحدثون عن الحج يؤكدوا قبل ذلك على الحديث عن مكارم الأخلاق ، إذ يخصصون له باباً أو فصلاً خاصاً به ، نظراً إلى أن فريضة الحج تؤَدي في حالة السفر ، ومعلوم أنّ من خصائص السفر الكشف عن الشخصية الكامنة لدى الإنسان وطبائعه الأخلاقية والنفسية .
ولا يأتي الحاج المسلم إلى مكة إلا ليرتفع ويسمو بأخلاقيات ويغير القسم الرديء من عاداته حتى يصل إلى درجة العبودية لله وحده لا شريك له .
************************
*************
*******
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد
نعود مع عبق جديد وعطر شذي طالما تمنينا أن نحصل عليه لنكون به فخورين وله عاملين
الحج
وسامُ شرف وعزّ وفخر يتتوج به كل من يحصل عليه ويسدد اليه
وهاهو بين يديكم محوراً مباركاً للنقاش وبيان المنافع منه على مستوى الشخص والمجتمع
وعلى مستوى علاقة الحاج بالله وقربه منه جل وعلا
شكرنا موصول لكاتبة المحور الاخت الواعية (شجون الزهراء)
ونسأل الله التوفيق والسداد لهذه الشعيرة العظيمة المباركة
ننتظر واعي ردودكم الكريمة ...
تعليق