السؤال: لماذا يوجّه الامام علي (عليه السلام) نصحه إلى عمر بعدم الخروج إلى غزو الروم ؟
قرأت في نهج البلاغة :
ومن كلام له (عليه السلام)
وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزوالروم :
وَقَد تَوَكَّلَ اللهُ لاَِهلِ هَذا الدِّينِ بِإِعزَازِ الحَوزَةِ، وَسَترِ العَورَةِ، وَالَّذِي نَصَرَهُم وَهُم قَلِيلٌ لاَ يَنتَصِرُونَ، وَمَنَعَهُم وَهُم قَلِيلٌ لاَ يَمتَنِعُونَ، حَيٌّ لاَ يَمُوتُ.
إِنَّكَ مَتَى تَسِر إِلَى هذَا العَدُوِّ بِنَفسِكَ، فَتَلقَهُم بِشَخصِكَ فَتُنكَب، لاَ تَكُن لِلمُسلِمِينَ كَانِفَةٌ دُونَ أَقصَى بِلاَدِهِم، وَلَيسَ بَعدَكَ مَرجِعٌ يَرجِعُونَ إِلَيهِ، فَابعَث إِلَيهِم رَجُلاً مِحرَباً، وَاحفِز مَعَهُ أَهلَ البَلاَءِ وَالنَّصِيحَةِ، فَإِن أَظهَرَ اللهُ فَذَاكَ مَا تُحِبُّ، وَإِن تَكُنِ الاُخرَى، كُنتَ رِدءاً للنَّاسِ وَمَثَابَةً لِلمُسلِمِينَ.
فهل المقصود من ذلك اعترافه بخلافة عمر وأنه المرجع الوحيد للناس في زمن خلافته ؟
الجواب:
الحكومة في نظر الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ليست هدفاً, وإنما وسيلة, والهدف هو رضى الله وليتمكنوا من تطبيق أوامر الله ونواهيه, وحتى أن الحكومة هي إحدى مهامّ الأنبياء والأئمة, وليست هي كل مهامهم .
ولأجل هذا, تجد أن أكثر الأنبياء والرسل والأئمة لم يصلوا إلى الحكومة, لأنها لم تكن الهدف, ولم يكونوا (عليهم السلام) كسائر السلاطين والحكام الذين كرّسوا كل جهودهم للوصول إلى الحكم وبأيّ وسيلة كانت .
فاذا تبين هذا, فان الحفاظ على أصل الاسلام وكيانه من أهم واجبات الامام (عليه السلام ), ولمّا رأى الامام علي (عليه السلام) أن الناس جديدوا عهد بالاسلام وأن أيّ منازعة منه للخلفاء ستؤدّي إلى ارتداد الكثيرين, وبالتالي سيكون الاسلام في خطر, فكان (عليه السلام) كما وصف هو حاله : (( فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ارى تراثي نهبا )) .
فكذلك بالنسبة إلى هذه الخطبة, فانه (عليه السلام) ليس له همّ إلا الحفاظ على أصل الاسلام, فلما كان في شخوص عمر بن الخطاب بنفسه إلى الحرب مما سيؤدّي إلى تضعيف الاسلام, وذلك للأسباب التي وضّحها (عليه السلام) في هذه الخطبة, وجّه الامام (عليه السلام) نصحه الى عمر بأن لا يخرج, وهذا ليس منه (عليه السلام) اعتراف بصحة خلافة عمر, كما أن صبره (عليه السلام) ليس اعتراف بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان .
هذا, وإن نصح الامام وخطابه ليس موجّها إلى عمر بن الخطاب بشخصه, بل إلى عمر بن الخطاب بما يستحله من مقام زعامة المسلمين, وإن كان هذا المقام قد اغتصبه عمر بن الخطاب وليس هو له حقاً, ولكن الآن هو يحتلّ هذا المقام, وفي شخوصه وهو بهذه الحالة تضعيف للاسلام, والامام من أهم وظائفه حفظ بيضة الاسلام .
تعليق على الجواب (1)
فماذا تعني عبارته عليه السلام
(( وَإِن تَكُنِ الاُخرَى، كُنتَ رِدءاً للنَّاسِ وَمَثَابَةً لِلمُسلِمِينَ ))
الجواب:
(الردء) هو الملجأ ، و(المثابة) هو المرجع.
فيكون المعنى: إذا انهزم الجيش فالمسلمون يرجعون إليك ويلجأ الناس إليك فتحفظ كيان الدولة الإسلامية من السقوط ،بخلاف موتك فإن كيان الدولة الإسلامية كله يتعرض للسقوط.
ولانستفاد من هذه العبارة اعطاء الشرعية لخلافة عمر، بل لا يعدو كلامه قوله (عليه السلام) الآخر بانه (لابد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في امرته المؤمن ويتمتع فيها الكافر ويبلغ الله فيها الآجل ويجمع به الفيء ويقاتل به العدو وتأمن به السبل ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريع بر ويستراح من فاجر).
قرأت في نهج البلاغة :
ومن كلام له (عليه السلام)
وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزوالروم :
وَقَد تَوَكَّلَ اللهُ لاَِهلِ هَذا الدِّينِ بِإِعزَازِ الحَوزَةِ، وَسَترِ العَورَةِ، وَالَّذِي نَصَرَهُم وَهُم قَلِيلٌ لاَ يَنتَصِرُونَ، وَمَنَعَهُم وَهُم قَلِيلٌ لاَ يَمتَنِعُونَ، حَيٌّ لاَ يَمُوتُ.
إِنَّكَ مَتَى تَسِر إِلَى هذَا العَدُوِّ بِنَفسِكَ، فَتَلقَهُم بِشَخصِكَ فَتُنكَب، لاَ تَكُن لِلمُسلِمِينَ كَانِفَةٌ دُونَ أَقصَى بِلاَدِهِم، وَلَيسَ بَعدَكَ مَرجِعٌ يَرجِعُونَ إِلَيهِ، فَابعَث إِلَيهِم رَجُلاً مِحرَباً، وَاحفِز مَعَهُ أَهلَ البَلاَءِ وَالنَّصِيحَةِ، فَإِن أَظهَرَ اللهُ فَذَاكَ مَا تُحِبُّ، وَإِن تَكُنِ الاُخرَى، كُنتَ رِدءاً للنَّاسِ وَمَثَابَةً لِلمُسلِمِينَ.
فهل المقصود من ذلك اعترافه بخلافة عمر وأنه المرجع الوحيد للناس في زمن خلافته ؟
الجواب:
الحكومة في نظر الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ليست هدفاً, وإنما وسيلة, والهدف هو رضى الله وليتمكنوا من تطبيق أوامر الله ونواهيه, وحتى أن الحكومة هي إحدى مهامّ الأنبياء والأئمة, وليست هي كل مهامهم .
ولأجل هذا, تجد أن أكثر الأنبياء والرسل والأئمة لم يصلوا إلى الحكومة, لأنها لم تكن الهدف, ولم يكونوا (عليهم السلام) كسائر السلاطين والحكام الذين كرّسوا كل جهودهم للوصول إلى الحكم وبأيّ وسيلة كانت .
فاذا تبين هذا, فان الحفاظ على أصل الاسلام وكيانه من أهم واجبات الامام (عليه السلام ), ولمّا رأى الامام علي (عليه السلام) أن الناس جديدوا عهد بالاسلام وأن أيّ منازعة منه للخلفاء ستؤدّي إلى ارتداد الكثيرين, وبالتالي سيكون الاسلام في خطر, فكان (عليه السلام) كما وصف هو حاله : (( فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ارى تراثي نهبا )) .
فكذلك بالنسبة إلى هذه الخطبة, فانه (عليه السلام) ليس له همّ إلا الحفاظ على أصل الاسلام, فلما كان في شخوص عمر بن الخطاب بنفسه إلى الحرب مما سيؤدّي إلى تضعيف الاسلام, وذلك للأسباب التي وضّحها (عليه السلام) في هذه الخطبة, وجّه الامام (عليه السلام) نصحه الى عمر بأن لا يخرج, وهذا ليس منه (عليه السلام) اعتراف بصحة خلافة عمر, كما أن صبره (عليه السلام) ليس اعتراف بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان .
هذا, وإن نصح الامام وخطابه ليس موجّها إلى عمر بن الخطاب بشخصه, بل إلى عمر بن الخطاب بما يستحله من مقام زعامة المسلمين, وإن كان هذا المقام قد اغتصبه عمر بن الخطاب وليس هو له حقاً, ولكن الآن هو يحتلّ هذا المقام, وفي شخوصه وهو بهذه الحالة تضعيف للاسلام, والامام من أهم وظائفه حفظ بيضة الاسلام .
تعليق على الجواب (1)
فماذا تعني عبارته عليه السلام
(( وَإِن تَكُنِ الاُخرَى، كُنتَ رِدءاً للنَّاسِ وَمَثَابَةً لِلمُسلِمِينَ ))
الجواب:
(الردء) هو الملجأ ، و(المثابة) هو المرجع.
فيكون المعنى: إذا انهزم الجيش فالمسلمون يرجعون إليك ويلجأ الناس إليك فتحفظ كيان الدولة الإسلامية من السقوط ،بخلاف موتك فإن كيان الدولة الإسلامية كله يتعرض للسقوط.
ولانستفاد من هذه العبارة اعطاء الشرعية لخلافة عمر، بل لا يعدو كلامه قوله (عليه السلام) الآخر بانه (لابد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في امرته المؤمن ويتمتع فيها الكافر ويبلغ الله فيها الآجل ويجمع به الفيء ويقاتل به العدو وتأمن به السبل ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريع بر ويستراح من فاجر).
تعليق