عن الرّيّان بن شبيب:
عندما أراد المأمون الخليفة العباسي أن يُزوّج ابنته أمَّ الفضل من الإمام الجوادعليهالسلام استنكر العباسيون،
ودار بينهم وبين المأمون جدال طويل، وفي نهايته استقرَّ الرأي على أن يمتحنوا الإمامعليهالسلام ، فوجَّهوا إلى يحيى بن أكثم -
وهو يومئذ قاضي الزّمان - كي يسأل الإمام عليهالسلام مسألة لا يعرف الجواب فيها، ووعدوه بأموال نفيسة على ذلك، فأجابهم يحيى إلى طلبهم، ثمّ عيّنوا موعداً للاجتماع.ولمـّا كان الموعد، واكتمل النصاب،
واستقر المجلس، توجّه يحيى بن أكثم إلى المأمون قائلاً:
أتأذن لي - يا أمير المؤمنين - أن أسأل أبا جعفر عن مسألة؟
فقال المأمون: استأذنه في ذلك.فأقبل عليه يحيى بن أكثم،
فقال: أتأذن لي - جُعلت فداك - في مسألة؟فقال أبو جعفرعليهالسلام - وهو يومئذ ابن تسع سنين وأشهُر -: ( سلْ إن شئت ).
فقال يحيى: ما تقول - جُعلت فداك - في مُحرِم قتل صيداً؟
فقال أبو جعفرعليهالسلام :
( قتله في حِلٍّ أم حرم؟ عالماً كان المـُحرِم أم جاهلاً؟ قَتَلَه عمداً أم خطأ؟ حُرَّاً كان المـُحرِم أم عبداً؟ صغيراً كان أم كبيراً؟ مُبتدئاً بالقتل أم مُعيداً؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد أم من كباره؟ مُصِرَّاً على ما فعل أم نادماً؟ في الليل كان قتله للصيد أم بالنهار؟ مُحرِماً كان بالعمرة إذ قتله أم بالحج كان مُحرِماً؟ ).
فتحيَّر يحيى بن أكثم، وبان في وجهه العجز والانقطاع، وتلجلج حتّى عرف جماعة أهل المجلس عجزه.
تعليق