بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لابد للنساء من الاقتداء بفاطمة الزهراء (عليها السلام) فهي قدوة لنا جميعا، وقد وجدنا بعض النساء اقتدت فعلا بالزهراء عليها السلام حيث اشترطت ان يكون معجل مهرها نسخة من القرآن الكريم ومؤجله حج بيت الله الحرام، وعلى النساء ان تدرك ان الزواج الذي يبنى على المال سيبوء بالفشل اما إذا بني على طاعة الله -عزّ وجلّ- والتمسك بمنهج أهل البيت -عليهم السلام- فسينجح ويوفق الزوجان.
ان سقف مطالب الفتاة وأهلها ارتفع في وقتنا الحاضر إذ ان أسرة الفتاة تشترط على الشاب ان يمتلك بيتا خاصاً به او ان تكون لديه سيارة، او وظيفة محترمة، ناهيك عن التكاليف الباهظة لمهر الفتاة، مضيفا بسبب هذه الشروط قرر أحد أخوتي ان يتخلى عن خطيبته ويقترن بأخرى .
ان المهر المرتفع يقف مانعا أمام نجاح مشروع الزواج بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وقلة أجور العمل الحالية وغلاء السوق.
نتائج مخيبة
ان المهور اصبحت عبارة عن صفقات تجارية يعقدها أهل الزوجة مع الزوج للأسف، فمسألة غلاء المهور غير محببة في الشريعة الاسلامية، وهي مخالفة لما فعله أئمتنا صلوات الله عليهم، فضلا عن انها تلقي بضلالها على نتائج الزواج في المستقبل، واثبتت الدراسات ان الزواج الذي يبنى على أساس مادي وتشترط فيه الزوجة مهرا مرتفعا يكون عرضة للفشل.
انتكاسة رهيبة ومشاكل جمة
ان التعامل بين افراد المجتمع خصوصا فيما يتعلق بمهر الزوجة تحول من تعامل اجتماعي ديني اسري معنوي الى تعامل مادي اقتصادي احيانا بسبب الحروب والحصار الاقتصادي، وضعف رواتب الاسرة ومتطلبات الابناء في البيت، وبالتالي انعكست هذه الاوضاع على الفرد وتركت تأثيرا سلبيا في نفسه.
اشتراط بعض الاسر مهورا باهظة على الشباب يجعلهم يعزفون عن الزواج وفي هذه الحالة ستزداد العنوسة ويعيش الطرفان انتكاسة رهيبة تؤدي الى عدة مشاكل منها البحث عن الرغبة الجنسية بطرق غير شرعية وغير قانونية وذلك يؤدي الى الانحراف عن المسار الصحيح.
هناك تبعات اقتصادية يخلفها المهر المرتفع تؤثر على الشاب لان الكثير من الشباب يصرف امواله على المهر المفروض عليه وبعد الزواج سيؤثر ذلك على دخله المعيشي خصوصا اذا كان مستدينا فإن هناك الكثير من الشباب اليوم يقوم باقتراض مبالغ مالية لغرض اكمال زواجه الامر الذي يجعله منهكا اقتصادياً و مربكاً، بالتالي يؤثر ذلك على كيان الأسرة الجديدة لان الشاب قد يجد نفسه مضطراً الى السرقة والانحراف والتزوير او الطلاق.
ونوه ان المهور المتواضعة تعتبر عاملا يشجع الشباب على الزواج وبالتالي القضاء على ظاهرة الانحراف والتفكك الاسري والاجتماعي الحاصل.
الاقتداء بالقدوة
ان ظاهرة غلاء المهور تعود الى عدة اسباب لعلّ واحدا من تلك الاسباب هو كثرة الطلاق، و يصرح الكثير من القضاة ان الطلاق اصبح اكثر من الزواج، ولهذا السبب ان اهل الزوجة وليس الزوجة بالتحديد يطلبون مهرا غاليا لكي لا يستطيع الزوج تطليق الزوجة، ولكن هذا الامر غير صحيح لان الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال (أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا) والرسول الاكرم هو قدوة لنا جميعا، وعلينا ان نلتزم بما يوصينا به، كما ان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام كان مهرها متواضعا وهي سيدة نساء العالمين وحري بالنساء اقتفاء اثرها.
وأوضح البعض يعتقد ان غلاء المهر يجلب السعادة بينما هو العكس تماما حيث ان المهر يفترض ان يكون ضمن الميسر بحيث لا يرهق الزوج المتقدم لخطبة الفتاة، و في ذات الوقت ينبغي ان لا يكون هناك اجحاف بحق الفتاة اي وفق ما هو متعارف عليه او حسب امكانية الزوج، وارى ان الزواج المبارك هو الزواج الذي يخلو من الغلو والاسراف المادي، وان هذا الغلو يأتي من الافتقار للوعي فالسعادة الزوجية لا تشترى بالمال.
تعليق