بسمه تعالى وله الحمد
وصلاته وسلامه على رسوله الامين وآله الطيبين الطاهرين
(( دعاء الشيخ عباس التربتي* ))
يُروى أنَّ الشيخ عباس القمّي إرتقى منبر مسجد (كوهر شاد) وهو أحد مساجد الروضة الرضوية
المقدسة (على مشرفها أفضل الصلاة والسلام)
وكان الناس منشدون لحديثه ، وملتذون بما يُلقي عليهم من درر القول والذكر
وبينما هو كذلك وإذا بالشيخ عباس التربتي يدخل المسجد ، فقطع الشيخ عباس القمّي
خطابه إكراماً للشيخ التربتي قائلاً :
لقد حضر الفيض ، وها أنا ذا أنزل من المنبر لنستفيد جميعنا من فيوضات الشيخ الجليل .
فقال الشيخ التربتي : ولكنّي جئتُ لاستفيد منك ومن درسك وعلومك
فأصرَّ عليه الشيخ القمّي على أرتقاء المنبر ، فجلس على مرقاته الاولى
ثم قال : لقد أستمعتم الى مواعظ الشيخ القمّي ، ولستُ على إستعداد أن أضيّع أوقاتكم
ثم دعا الصبية الصغار ممن حضر في المجلس وأجلسهم قريب المنبر
وقال لهم : أيّها الصغار انتم تحملون قلوباً نقية وصحائف بيضاء لم يكتب فيه ذنب
ذلك لانَّ (( القلم رفعَ عن ثلاث : عن الصبي حتى يحتلم .... ))
لذلك فأنَّي أحببتُ ان أستفيد منكم وارفع يدي بالدعاء وعليكم أن تؤمنوا على دعائي
وإطلبوا من الله تعالى ان يستجيب لنا ويقبل دعائنا .
فرفع الشيخ التربتي يديه داعياً :
إلهي ، لسنا معصومين ، ولكننا لا نرغب في إرتكاب ذنب ، وليس في نيتنا مخالفتك
غير إننا سقطنا في الذنوب ، ولا نعلم أيّها سيكون محطَّ غضبك ، وأيّها ستغفر وتمحو
إلهي ... إنَّ هؤلاء الصبية لم يرتكبوا ذنوباً بعد ، فإقبل دعائهم وإرحمنا بهم
فنادى الصبية جميعاً : إلهي آمين ..
حتى تغير جو المجلس وإصطبغَ بصبغةٍ أخرى ، وإطمأنت النفوس وسكنت .
أقول :
ما أعظم هؤلاء العارفين وما أحوجنا لتتبع سيرتهم والانتفاع بعلمهم .
.................................................. .................................................. ..............
* الشيخ عباس التربتي / من العلماء الاعلام ومن أهل الورع والتقوى والصلاح ، ولد في مدينة ( تربت حيدرية )
إحدى مدن ( خراسان ) عام ( 1251 ه ) كان له مقام علمي كبير ، عاش حياته في قمّة الزهد والتقوى حتى توفي عام ( 1322 ه ) .
وصلاته وسلامه على رسوله الامين وآله الطيبين الطاهرين
(( دعاء الشيخ عباس التربتي* ))
يُروى أنَّ الشيخ عباس القمّي إرتقى منبر مسجد (كوهر شاد) وهو أحد مساجد الروضة الرضوية
المقدسة (على مشرفها أفضل الصلاة والسلام)
وكان الناس منشدون لحديثه ، وملتذون بما يُلقي عليهم من درر القول والذكر
وبينما هو كذلك وإذا بالشيخ عباس التربتي يدخل المسجد ، فقطع الشيخ عباس القمّي
خطابه إكراماً للشيخ التربتي قائلاً :
لقد حضر الفيض ، وها أنا ذا أنزل من المنبر لنستفيد جميعنا من فيوضات الشيخ الجليل .
فقال الشيخ التربتي : ولكنّي جئتُ لاستفيد منك ومن درسك وعلومك
فأصرَّ عليه الشيخ القمّي على أرتقاء المنبر ، فجلس على مرقاته الاولى
ثم قال : لقد أستمعتم الى مواعظ الشيخ القمّي ، ولستُ على إستعداد أن أضيّع أوقاتكم
ثم دعا الصبية الصغار ممن حضر في المجلس وأجلسهم قريب المنبر
وقال لهم : أيّها الصغار انتم تحملون قلوباً نقية وصحائف بيضاء لم يكتب فيه ذنب
ذلك لانَّ (( القلم رفعَ عن ثلاث : عن الصبي حتى يحتلم .... ))
لذلك فأنَّي أحببتُ ان أستفيد منكم وارفع يدي بالدعاء وعليكم أن تؤمنوا على دعائي
وإطلبوا من الله تعالى ان يستجيب لنا ويقبل دعائنا .
فرفع الشيخ التربتي يديه داعياً :
إلهي ، لسنا معصومين ، ولكننا لا نرغب في إرتكاب ذنب ، وليس في نيتنا مخالفتك
غير إننا سقطنا في الذنوب ، ولا نعلم أيّها سيكون محطَّ غضبك ، وأيّها ستغفر وتمحو
إلهي ... إنَّ هؤلاء الصبية لم يرتكبوا ذنوباً بعد ، فإقبل دعائهم وإرحمنا بهم
فنادى الصبية جميعاً : إلهي آمين ..
حتى تغير جو المجلس وإصطبغَ بصبغةٍ أخرى ، وإطمأنت النفوس وسكنت .
أقول :
ما أعظم هؤلاء العارفين وما أحوجنا لتتبع سيرتهم والانتفاع بعلمهم .
.................................................. .................................................. ..............
* الشيخ عباس التربتي / من العلماء الاعلام ومن أهل الورع والتقوى والصلاح ، ولد في مدينة ( تربت حيدرية )
إحدى مدن ( خراسان ) عام ( 1251 ه ) كان له مقام علمي كبير ، عاش حياته في قمّة الزهد والتقوى حتى توفي عام ( 1322 ه ) .