(( هلال الاسى ))
يا هِلالَ المُحَرَّمِ المَحزونا === اِنطفَتْ فيكَ آتياتُ السِنينا
كُلُّ مَنْ يَبتدي بعامٍ جديدٍ === يَتملاّهُ آملاً مَفتونا
أوّلُ العامِ عندَهُ يومُ عيدٍ === فيه يرجو أحلامَهُ أنْ تحينا
غيرَ أنا وَلَهْفَ قلبي علينا === ما نرى فيكَ عيدَنا المَظنونا
انكساراتُ لونِكَ الرّاجفِ الخابي === تلاقتْ مع الظلامِ شُجُونا
وأماطَتْ ذكرى الجراحِ فأدْمَتْ === بأساها قلوبنا والعُيونا
يا هلالاً ما كانَ إلا انطفاءً === كنْ بِطُوفانِ دَمعَتَيَّ سَفينا
أبحَرَتْ في الدُموعِ روحي وطافتْ === حسراتي ، وذوّبتني حنينا
عجباً من عذابِنا يتنامى === ونُساقيهِ نبضَنا والأنينا
وخيالُ الحُسينِ يُشْرِقُ في الأُفْقِ === لِتهدي دماؤهُ التائهينا
ألفُ جُرْحٍ ومِن مِئاتِكَ تِسْعٌ === وسعيرُ الآلامِ يضري المَنونا
يا تُرى هلْ دَرَتْ أذاهُ قلوبٌ === ماتَ مِن أجْلِها ليُحيي الدِينا
وينادي : لقدْ تفَتَّتَ قلبي === عطَشاً ، فانضحوهُ ماءً مَعينا
فإذا سَهْمُهُ المُثَلَّثُ ماضٍ === في حشاهُ .. فخَرَّ منهُ طَعينا
جِسْمُهُ للسُيوفِ قدْ صارَ نَهْباً === وحواليْهِ أهلهُ ظامئينا
وعلى الرُّمحِ رأسهُ رفعوهُ === وهو يرعى مِن فوقِهِ المسلمينا
للشاعر الدكتور عبد المجيد فرج الله