أن مخالفة النفس فيما تكره وتهوى من اهم اسس التزكية، وخاصة عند اصرار النفس على رغبة جامحة في مأكل، أو ملبس ، أو غير ذلك ..

فإن الوقوف أمام النفس - ولو في بعض الحالات- ضروري لتعويد النفس على التنازل عن هواها لحكم العقل ، ولأشعارها ان العقل دوره الفعال في أدارة شؤون النفس ، بتنصيب من المولى الذي جعل
العقل رسولا باطنيا ، وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:

( اذا صعبت عليك نفسك ؛ فاصعب لها تذل لك)
البحار ج 78 ص 119

ومن الملحوظ احساس العبد بهالة من السمو والعزة ؛ عند مخالفة شهوة من الشهوات ،
وهذه الحالة جائزة معجلة في الدنيا قبل الأخرة ، إذ يجد حلاوة الإيمان في قلبه..
هذه الحلاوة تجبر حرمان النفس من الشهوة العاجلة، بل يصل الامر
الى ان يعيش الإنسان حالة التلذذ في ترك اللذائذ لما فيها من السمو
والتعالي عن مقتضيات الطبع


بل يصل الأمر عند - الكملين- الى مرحلة يتلذذون فيها برضا (الحق) عنهم حين تلذذهم بالمباحات
، اكثر من تلذذهم باللذة نفسها..

فمثلا يرون أن لذة رضا المولى على عبده في الزواج؛ ألذ لديهم من عملية المعاشرة نفسها ، وهذا معنى لا يوفق له إلا ذو حظ عظيم.



جواهر الشيخ حبيب ا