تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
في مثل هذا اليوم السابع من شهر محرم الحرام منع جيش عمر بن سعد لعنه الله الماء على الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه في كربلاء سنة 61 هـ .
الماء هو بداية الحياة ، فالله سبحانه وتعالى خلق البشر من الماء أيضا ، قال تعالى : (( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) سورة النور/ الآية 45 . وقال تعالى : (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا )) . سورة الفرقان / الآية 54 .
والماء هو سر الحياة ، فشرب الماء ضرورة من ضروريات حياة الإنسان .
فالماء يعتبر جزءا مهما من أجزاء الأعضاء البشرية ، فهو كالوقود بالنسبة إلى تلك الأعضاء ، فيُشكِّل الماء ما يقارب 99% من الجسم الزجاجي للعين ، و 90% من الدم ، و79% من القلب ، و75% من عضلات الجسم وأعضاؤه الداخلية ، و75% من العقل ، و30% من العظام ، و1.8% من مينا الأسنان ، وكلما فقدت هذه الأعضاء شيئا من الماء بنسبه المذكورة عوض بالماء الذي يشربه الإنسان بعد احتياجه إليها .
فلولا الماء لماتت أعضاء الإنسان شيئا فشيئا ولهلك الإنسان ولمات عطشانا .
وبعد إتضاح أهمية الماء في حياة وبقاء الإنسان وديمومة حياته ، نأتي ونبين الروايات من كتب أهل السنة والجماعة التي تبين حرمة منع أي إنسان من الماء ، ثم نبين جرائم معاوية لعنه الله في منعه الماء عن جيش الإمام علي (عليه السلام) ، ونبين أيضا جرائم بنو أمية لعنهم الله في منعهم الماء عن جيش الإمام الحسين (عليه السلام) حتى قتل عطشانا .
م/ حرمة منع الماء في كتب علماء أهل السنة :
*** ففي (الصحيحين) عن أبى هُريرة رضي اللَّه عنه أن رسولَ اللَّهِ (ص) قال : (لاَ يُمْنَعُ فَضْلُ المَاءِ لِيُمنَعَ بهِ الكَلأُ ) وفى لفظ آخر : (لاَ تَمْنَعُوا فَضْلَ المَاءِ لِتَمْنَعُوا به الكَلأَ ) ، وقال البخاري في بعض طرقه : (لاَ تَمْنَعُوا فَضْلَ المَاءِ لِتَمْنَعُوا به فَضْلَ الكَلإِ).
*** وفى (المسند) من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدِّه رضي اللَّه عنه عن النبي (ص) قال : ( مَنْ مَنَعَ فَضْل مَائِهِ أَوْ فَضْل كَلَئِهِ ، مَنَعَهُ اللَّهُ فَضْلَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ) .
*** وفى سنن ابن ماجه من حديث أبى هريرة رضى اللَّهُ عنه قال : قال رسولُ اللَّه (ص) : ( ثَلاثٌ لاَ يُمْنَعْنَ : المَاءُ والكَلأُ والنَّارُ ).
وفى ((سننه)) أيضاً عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال : قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( المسلمونَ شُركَاءُ فى ثَلاَثٍ : المَاءُ والنَّارُ والكَلأُ ، وثَمَنُهُ حَرَامٌ ).
*** وفى صحيح البخاري من حديث أبى هُريرة رضي اللَّه عنه قال : قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إلَيْهمْ يَوْمَ القِيَامَةِ ، وَلاَيُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : رَجُلٌ كَانَ لضهُ فَضْلُ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ فَمَنَعَهُ من ابنِ السَّبِيلِ ، وَرجُلٌ ................الخ .
م/ بنو أمية يمنعون الماء عن أهل البيت (عليهم السلام) :
في حرب صفين منع معوية لعنه الله الماء عن جيش الإمام علي (عليه السلام) . فأرسل الإمام رسولاً إلى معاوية ليبلغه : " ان الذي جئنا له غير الماء ، ولو سبقناك إليه لم نمنعك عنه ".
فرد عليهم معاوية بقوله : " لا والله ولا قطرة حتى تموت ظمأ " !!!
فاضطر الإمام علي (عليه السلام) إلى استعمال العنف في الحصول على الماء لجيشه فحرك فرقة من جيشه لإنهاء الحصار المضروب عليهم ، فانهزم فيلق معاوية شر هزيمة. وبعد أن صار الماء في نطاق نفوذ جيش الإمام (عليه السلام) أذن للباغين بالتزود منه متى شاؤوا ، مجسداً بذلك بنداً من بنود الأخلاق الاسلامية العظيمة ، ومطبقا لأداب الجيش التي يجب مراعاتها حتى مع الأعداء في الحرب والقتال .
وتكرر مشهد منع الماء في كربلاء ، وحينها قام الإمام الحسين (ع) فنادى بأعلى صوته مخاطبا جيش عمر بن سعد ، فقال : أنشِدُكُم الله ، هل تعلمون أن جَدِّي رسول الله (ص) ؟
قالوا : اللَّهُمَّ نعم .
فقال الإمام (ع) : أُنشِدُكُم الله ............ وناشدهم كثيرا فأجابوه : قد علمنا ذلك كُلّه ، ونحنُ غير تاركيك ، حتى تَذوقَ الموت عطشاً .
فمنع بنو أمية أهل البيت (عليهم السلام) من شرب الماء ، ومن ضمنهم النساء والأطفال يعد للتشريع الذي جاء به النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويعد أيضا من الجرائم الوحشية التي لا تقبلها الفطرة الإنسانية وجميع حقوق الإنسان .
ان كان عندك عبرة تجريها ** فانزل لارض الطف كي نسقيها .
فعسى أن نبل بها مضاجع صفوة ** ما بلت الاكباد من جاريها .
اللهم صل على محمد وآل محمد
في مثل هذا اليوم السابع من شهر محرم الحرام منع جيش عمر بن سعد لعنه الله الماء على الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه في كربلاء سنة 61 هـ .
الماء هو بداية الحياة ، فالله سبحانه وتعالى خلق البشر من الماء أيضا ، قال تعالى : (( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) سورة النور/ الآية 45 . وقال تعالى : (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا )) . سورة الفرقان / الآية 54 .
والماء هو سر الحياة ، فشرب الماء ضرورة من ضروريات حياة الإنسان .
فالماء يعتبر جزءا مهما من أجزاء الأعضاء البشرية ، فهو كالوقود بالنسبة إلى تلك الأعضاء ، فيُشكِّل الماء ما يقارب 99% من الجسم الزجاجي للعين ، و 90% من الدم ، و79% من القلب ، و75% من عضلات الجسم وأعضاؤه الداخلية ، و75% من العقل ، و30% من العظام ، و1.8% من مينا الأسنان ، وكلما فقدت هذه الأعضاء شيئا من الماء بنسبه المذكورة عوض بالماء الذي يشربه الإنسان بعد احتياجه إليها .
فلولا الماء لماتت أعضاء الإنسان شيئا فشيئا ولهلك الإنسان ولمات عطشانا .
وبعد إتضاح أهمية الماء في حياة وبقاء الإنسان وديمومة حياته ، نأتي ونبين الروايات من كتب أهل السنة والجماعة التي تبين حرمة منع أي إنسان من الماء ، ثم نبين جرائم معاوية لعنه الله في منعه الماء عن جيش الإمام علي (عليه السلام) ، ونبين أيضا جرائم بنو أمية لعنهم الله في منعهم الماء عن جيش الإمام الحسين (عليه السلام) حتى قتل عطشانا .
م/ حرمة منع الماء في كتب علماء أهل السنة :
*** ففي (الصحيحين) عن أبى هُريرة رضي اللَّه عنه أن رسولَ اللَّهِ (ص) قال : (لاَ يُمْنَعُ فَضْلُ المَاءِ لِيُمنَعَ بهِ الكَلأُ ) وفى لفظ آخر : (لاَ تَمْنَعُوا فَضْلَ المَاءِ لِتَمْنَعُوا به الكَلأَ ) ، وقال البخاري في بعض طرقه : (لاَ تَمْنَعُوا فَضْلَ المَاءِ لِتَمْنَعُوا به فَضْلَ الكَلإِ).
*** وفى (المسند) من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدِّه رضي اللَّه عنه عن النبي (ص) قال : ( مَنْ مَنَعَ فَضْل مَائِهِ أَوْ فَضْل كَلَئِهِ ، مَنَعَهُ اللَّهُ فَضْلَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ) .
*** وفى سنن ابن ماجه من حديث أبى هريرة رضى اللَّهُ عنه قال : قال رسولُ اللَّه (ص) : ( ثَلاثٌ لاَ يُمْنَعْنَ : المَاءُ والكَلأُ والنَّارُ ).
وفى ((سننه)) أيضاً عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال : قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( المسلمونَ شُركَاءُ فى ثَلاَثٍ : المَاءُ والنَّارُ والكَلأُ ، وثَمَنُهُ حَرَامٌ ).
*** وفى صحيح البخاري من حديث أبى هُريرة رضي اللَّه عنه قال : قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إلَيْهمْ يَوْمَ القِيَامَةِ ، وَلاَيُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : رَجُلٌ كَانَ لضهُ فَضْلُ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ فَمَنَعَهُ من ابنِ السَّبِيلِ ، وَرجُلٌ ................الخ .
م/ بنو أمية يمنعون الماء عن أهل البيت (عليهم السلام) :
في حرب صفين منع معوية لعنه الله الماء عن جيش الإمام علي (عليه السلام) . فأرسل الإمام رسولاً إلى معاوية ليبلغه : " ان الذي جئنا له غير الماء ، ولو سبقناك إليه لم نمنعك عنه ".
فرد عليهم معاوية بقوله : " لا والله ولا قطرة حتى تموت ظمأ " !!!
فاضطر الإمام علي (عليه السلام) إلى استعمال العنف في الحصول على الماء لجيشه فحرك فرقة من جيشه لإنهاء الحصار المضروب عليهم ، فانهزم فيلق معاوية شر هزيمة. وبعد أن صار الماء في نطاق نفوذ جيش الإمام (عليه السلام) أذن للباغين بالتزود منه متى شاؤوا ، مجسداً بذلك بنداً من بنود الأخلاق الاسلامية العظيمة ، ومطبقا لأداب الجيش التي يجب مراعاتها حتى مع الأعداء في الحرب والقتال .
وتكرر مشهد منع الماء في كربلاء ، وحينها قام الإمام الحسين (ع) فنادى بأعلى صوته مخاطبا جيش عمر بن سعد ، فقال : أنشِدُكُم الله ، هل تعلمون أن جَدِّي رسول الله (ص) ؟
قالوا : اللَّهُمَّ نعم .
فقال الإمام (ع) : أُنشِدُكُم الله ............ وناشدهم كثيرا فأجابوه : قد علمنا ذلك كُلّه ، ونحنُ غير تاركيك ، حتى تَذوقَ الموت عطشاً .
فمنع بنو أمية أهل البيت (عليهم السلام) من شرب الماء ، ومن ضمنهم النساء والأطفال يعد للتشريع الذي جاء به النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويعد أيضا من الجرائم الوحشية التي لا تقبلها الفطرة الإنسانية وجميع حقوق الإنسان .
ان كان عندك عبرة تجريها ** فانزل لارض الطف كي نسقيها .
فعسى أن نبل بها مضاجع صفوة ** ما بلت الاكباد من جاريها .
تعليق