اللهم صل على محمد وآل محمد
قد وردت روايات عن طريق أهل السنة والشيعة الامامية تفيد أن هناك يوماً يسمى (عاشوراء) قد كانوا يصومونه قبل نزول شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان تفرفك هذا الصوم (انظر صحيح مسلم ـ كتاب الصوم ـ حديث ابن مسعود)
ونحوها ما رواه الشيخ الصدوق بسند صحيح عن زرارة ومحمد بن مسلم أنهما سألا أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال : كان صومه قبل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك (انظر الوسائل ج10/ ص459 باب 21ـ حديث (1)) وله شواهد أخر:
منها ما رواه الشيخ الطوسي بسنده عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) أن علياً (عليه السلام) قال صوموا العاشوراء التاسع والعاشر فانه يكفر ذنوب سنة. (الوسائل ج10/457 باب (20) حديث رقم 2). وسند الرواية معتبر رجالها ثقات غير مسعدة بن صدقة والأكثر على قبول روايته.
ورواية أخرى عن الشيخ بسنده عن علي بن الحسن بن فضّال عن يعقوب بن يزيد عن أبي همام عن أبي الحسن (عليه السلام) قال :صام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم عاشوراء (الوسائل ج10/457)، وهي رواية صحيحة ورجالها موثقون.
وغير ذلك من الروايات التي تفيد أنّ يوم عاشوراء كان معروفاً قبل واقعة الطّف ولكنه إختص بها بسبب المصيبة التي حلت على أهل البيت (عليهم السلام) خاصة وعلى المؤمنين (عامة) بحيث صار عاشوراء عندما يطلق فانما يراد به واقعة كربلاء.
إذا عرفت ما تقدم تعرف أن ما قاله السيد مرتضى العاملي في كتابه (الصحيح من السيرة (ج4/ص306) من أنّ اطلاق كلمة عاشوراء على العاشر من محرم انما حصل بعد استشهاد الحسين (عليه السلام) وأهل بيته....) مردودٌ لما تقدم من مجموع الاحاديث واستناده الى كلام ابن دريد وابن الأثير ليس دليلاً على المدعى.
وغاية ما يستفاد من كلامهما (أن لفظة عاشوراء اسم اسلامي لا يعرف في الجاهلية) ان ظهور هذه اللفظة كان في فترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أقل التقادير, اذ لو كانوا يريدون غير هذه الفترة لذكروا ذلك, ويؤيد ذلك مجموعة من الاحاديث المشار اليها آنفاً, بل أكثرها صراحة ما نقله بعض المحققين من أنّ ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) قد اخبر ام سلمة بأنه سيقتل في يوم عاشوراء يوم السبت ( انظر كتاب أكسير العبادات في اسرار الشهادات للفاضل الدربندي (ج1/ص562ـ 563) وقد نقل الرواية عن كتاب عيون المعجزات والهداية الكبرى).
ثم إنّ تناقض روايات أهل السنة في مسألة صيام عاشوراء وما فيها من الزيادة والنقصان في بعض ألفاظها لا يدل على عدم وجود مثل هذا اليوم قبل واقعة كربلاء فضلاً عن صيامه؟!
كيف وروايات أهل البيت (عليهم السلام) ثابته في هذا المعنى لا اشكال فيها وكلمات فحول العلماء طافحة بها.
غاية ما في الأمر أنّ أهل السنة قد رووا في فضل صيام هذا اليوم ما يدل على كذب هذا الفضل كما جاء عن أهل البيت (عليهم السلام), وقد بين العلماء (اعلى الله مقامهم) تبعاً لروايات عديدة عن أهل العصمة (عليهم السلام) إن صيام هذا اليوم اذا كان مسبوقاً بالنية وتبركاً به على طريقة بني أمية والمخالفين لأهل البيت (عليهم السلام) فانّ صاحبه مأثوم, وأما اذا كان صومه لهذا اليوم حزناً على مصيبة أهل البيت (عليهم السلام) وان لا يصومه كلاً أي يفطر في العصر فلا بأس به. (انظر كتاب الاستبصار للطوسي (2/134) ,وتذكره الفقهاء للعلامة (1/278),ومنتهى المطالب (2/611),والشهيد الثاني في المسالك (2/78),وصاحب المدارك (6/267) ,فقه الصادق للروحاني (8/329).
------------------
الاجابة من مركز الأبحاث العقائدية
تعليق