سؤال / من هي العين التي تبكي في الدنيا وتضحك في الأخرة ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
يشترك النّاس في الكثيرٍ من المشاعر الإنسانيّة التي تُترجم على شكل سلوكيّات وانفعالاتٍ نفسيّة والبكاء وذرف الدّموع هو واحد من هذه السلوكيات والإنفعالات اتجاه مواقف الحياة المختلفة ، فمن منّا لم يلجأ إلى البكاء في لحظةٍ من لحظات حياته ؟! فهذا السّلوك الإنساني هو سلوكٌ فطريّ يعبّر عن تفاعل الإنسان مع ما حوله من الشّخوص والأحداث والمواقف .
ولقد أثبت الدراسات الطبية بأن للبكاء خواص وفوائد عديدة في الدنيا ، فهو يساعد في التّنفيس والتفريغ عن المشاعر الإنسانيّة السّلبيّة التي تسبّبها مواقف الحياة المختلفة ، فكلّ إنسانٍ منّا يتعرّض إلى مواقف محزنة وعصيبة في حياته تسبّب له الشّعور بالضّيق والحزن الذي يكون البكاء أفضل مصرّف لها ، ممّا يعيد إلى النّفس الإنسانيّة توازنها واستقرارها الداخلي من جديد لتكون قادرة على النّسيان ، وتجاوز محطّات الحياة المختلفة فينعم بالراحة الداخلية بعد البكاء ، بالاضافة الى ان البكاء يساعد على ترطيب العين ، ويساعد البكاء أيضا على التخلص من الجراثيم والأوساخ والأتربة الموجودة في العين ، والبكاء له دور فعال في تخليص الجسم أيضا من السموم المتراكمة فيه فهو المضاد الفعال والدواء الناجح لهذه السموم .
وهناك فائدة وخاصية للبكاء لم تكتشفها الدراسات الطبية ولا أجهزتهم الحديثة ، فقط أهل الخبرة هم من يعرفونها جيدا وأهل الخبرة هم محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين .
وهذه الخاصية والفائدة تنحصر معرفتها في يوم القيامة فان العين التي كانت تبكي في الدنيا سوف تضحك في الأخرة ويتبين سبب ذلك من خلال الروايات التالية :
* قال رسول الله (ص) : يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين (ع) فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة .
العوالم / ص534 ... بحار الأنوار / ج44 / ص292 ... المنتخب للطريحي / ص 28 - 29 .
* عن أمير المؤمنين(ع): كلّ عين يَوم القيامة باكية ، وكلّ عين يوم القيامة ساهرة ، إلاّ عينُ من اختصّه الله بكرامته ، وبكىَ على ما يُنتهك من الحسين(عليه السلام) وآل محمدعليهم السلام .
الخصال : ص ٦٧٠ ، حديث الأربعمائة .
* وعن الإمام الصادق(ع) : وما عينٌ أحبُّ الى الله ولا عَبرة من عين بَكَت ودمعت عليه ، وما من باكٍ يَبكيه إلا وقد وَصَل فاطمة (عليها السلام) وأسعدها عليه ، ووَصَل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأدىَّ حقنا . وما من عبدٍ يُحشر إلاّ وعيناه باكية إلاّ الباكي على جديّ الحسين(عليه السلام) فإنّه يُحشر وعيناه قريرة ، والبشارة تلقاه ، والسرور على وجهه , والخَلْق في الفزع ، وهم آمنون ، والخَلْق يعرضون وهم حُدّاث الحسين (عليه السلام) تحت العرش ، وفي ظلّ العرش ، لا يخافون سوءَ الحساب يُقال لهم : أدخلوا الجنّة ، فيأبون ويختارون مجلَسه وحديثه .
كامل الزيارات: ١٦٧، باب ٢٦، الحديث ٨.
* عن مسمع بن عبد الملك قال : قال لي أبو عبد الله (ع) : أما تذكر ما صُنع به - يعني بالحسين (ع) ؟ قلت : بلى ، قال أَتجزع ؟ قلت : أي والله ، وأستعبرُ بذلك حتى يَرى أهلي أثر ذلك عليّ ، فأمتَنِع من الطعام حتى يستبينَ ذلك في وجهي ، فقال : رَحِم الله دمعتك ، أما إنّك من الذين يُعدُّون من أهل الجزع لنا ، والذين يَفرحون لفرحنا ويَحزنون لحزننا . أما إنّك سترى عند موتك حضور آبائي لك ، ووصيَّتهم ملك الموت بك ، وما يلقونك به من البشارة أفضل ، ولَملَك الموت أرقّ عليك وأشدّ رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها . وما من عين بكت لنا إلا نَعمت بالنظر إلى الكوثر ، وسُقيت منه مع من أحبَّنا .
وسائل الشيعة / الحرّ العامليّ / ص 508 .
تبكيك عيني لا لإجل مثوبة ... لكنما عيني لإجلك باكيه .
تعليق