السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
**********************
روي في كتاب بحار الانوار عن أحد الصالحين وعن بعضهم قال: خرجت أنا وصديق لي الى البادية، فضللنا الطريق، فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدنا نحوها فسلمنا فإذا بأمراة ترد عينا السلام وقالت: من أنتم؟
قلنا: ضالون فأتيناكم فأستأنسنا بكم.
فقالت: يا هولاء ولوا وجوهكم عني، حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل، ففعلنا فألقت مسحا فقالت اجلسوا عليه الى أن يأتي ابني، ثم جعلت ترفع طرف الخيمة وتردها الى أن رفعته مرة، فقالت أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ابني، وأما الراكب فليس هو.
قال: فوقف الراكب عليها وقال: يا أم عقيل عظم الله أجرك في عقيل ولدك، فقالت له: ويحك مات.
قال: نعم.
قالت: وما سبب موته؟
قال: ازدحمت عليه الابل فرمت به في البئر فقالت: انزل واقض ذمام القوم، ودفعت اليه كبشا فذبحه وأصلحه وقرب الينا الطعام، فجعلنا نأكل ونتعجب من صبرها.
ويستمر هذا العبد الصالح نقل ما جرى لهما مع هذه الوالدة الثكلى الصابرة قال الراوي: فلما فرغنا خرجت الينا وقالت: يا قوم هل فيكم من يحسن من كتاب الله شيئاً؟
فقلت: نعم.
قالت: فاقرأ علي آيات اتعزى بها عن ولدي.
فقلت: يقول الله عزوجل:وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.
قالت: بالله إنها في كتاب الله هكذا؟
قلت: والله إنها لفي كتاب الله هكذا.
فقالت: السلام عليكم، ثم صفت قدميها وصلت ركعات، ثم قالت: اللهم إني قد فعلت ما أمرتني به فأنجز لي ما وعدتني به ولو بقي أحد لاحد - قال:
فقلت في نفسي: أنها ستقول لبقي ابني لحاجتي اليه فقالت:لبقي محمد (صلى الله عليه وآله) لامته.
فخرجت وأنا أقول: ما رأيت أكمل منها ولا أجزل، ذكرت ربها بأكمل خصاله وأجمل خلاله، ثم إنها لما علمت أن الموت لا مدفع له ولا محيص عنه وأن الجزع لا يجدي نفعاً والبكاء لا يرد هالكا، رجعت الى الصبر الجميل، واحتسبت ابنها عند الله ذخيرة نافعة ليوم الفقر والفاقة...
اللهم صل على محمد وال محمد
**********************
روي في كتاب بحار الانوار عن أحد الصالحين وعن بعضهم قال: خرجت أنا وصديق لي الى البادية، فضللنا الطريق، فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدنا نحوها فسلمنا فإذا بأمراة ترد عينا السلام وقالت: من أنتم؟
قلنا: ضالون فأتيناكم فأستأنسنا بكم.
فقالت: يا هولاء ولوا وجوهكم عني، حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل، ففعلنا فألقت مسحا فقالت اجلسوا عليه الى أن يأتي ابني، ثم جعلت ترفع طرف الخيمة وتردها الى أن رفعته مرة، فقالت أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ابني، وأما الراكب فليس هو.
قال: فوقف الراكب عليها وقال: يا أم عقيل عظم الله أجرك في عقيل ولدك، فقالت له: ويحك مات.
قال: نعم.
قالت: وما سبب موته؟
قال: ازدحمت عليه الابل فرمت به في البئر فقالت: انزل واقض ذمام القوم، ودفعت اليه كبشا فذبحه وأصلحه وقرب الينا الطعام، فجعلنا نأكل ونتعجب من صبرها.
ويستمر هذا العبد الصالح نقل ما جرى لهما مع هذه الوالدة الثكلى الصابرة قال الراوي: فلما فرغنا خرجت الينا وقالت: يا قوم هل فيكم من يحسن من كتاب الله شيئاً؟
فقلت: نعم.
قالت: فاقرأ علي آيات اتعزى بها عن ولدي.
فقلت: يقول الله عزوجل:وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.
قالت: بالله إنها في كتاب الله هكذا؟
قلت: والله إنها لفي كتاب الله هكذا.
فقالت: السلام عليكم، ثم صفت قدميها وصلت ركعات، ثم قالت: اللهم إني قد فعلت ما أمرتني به فأنجز لي ما وعدتني به ولو بقي أحد لاحد - قال:
فقلت في نفسي: أنها ستقول لبقي ابني لحاجتي اليه فقالت:لبقي محمد (صلى الله عليه وآله) لامته.
فخرجت وأنا أقول: ما رأيت أكمل منها ولا أجزل، ذكرت ربها بأكمل خصاله وأجمل خلاله، ثم إنها لما علمت أن الموت لا مدفع له ولا محيص عنه وأن الجزع لا يجدي نفعاً والبكاء لا يرد هالكا، رجعت الى الصبر الجميل، واحتسبت ابنها عند الله ذخيرة نافعة ليوم الفقر والفاقة...
تعليق