السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
************************
قال الإمام السجاد (ع) في حق عمته السيدة زينب (ع) ( أنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة ، وفَهمةٌ غير مفهَّمة )) .
إن الدور الريادي للشخصيات العظيمة لا تنحصر في الرجل بل هو متاح حتى للمرأة متى ما تهيأت لها الظروف والقابليات التي تؤهلها لنيل ذلك وخير نموذج عرضه القرآن هو السيدة مريم التي كانت أمها (حنّا) نذرت أثناء حملها إذا كان مولودها ذكراً أن تجعله خادماً في بيت المقدس لكنها رزقت أنثى لكن الله تقبلها حسناً وأمرها أن تخدم كما وعدت أمها (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىظ° وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىظ° وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [سورة آل عمران 35 - 36] .
وهذا دليل على قابلية المرأة في أن تكون رائدة في الشأن الاجتماعي خارج الأسرة .
لذا ليس صحيحاً أن تحصر أدوار المراة في الأسرة وداخل البيت فقط بل لابد من إعدادها للشأن الاجتماعي للقيام بأدوار ريادية من شأنها التأثير لرقي المجتمع .
وهكذا نشأت السيدة زينب في بيت النبوة حيث تشرفت باسم عظيم بشر به النبي (ص) حينما أتاه علي عليه السلام بها .
وقد قيل أن لدلالة اسمها معنيين :
1- زين أبيها .
2- اسم زهرة بيضاء رقيقة وجميلة .
ولما لعظم الاسم وأثره على الشخصية كانت لهذه الدلالات الجميلة أثرها في شخصيتها .
كما أن الظروف التي عاشتها في فترات (السنة الخامسة أو السادسة) من أيام النبي مردودها المباشر في توعيتها مبكراً على صراع الحق والباطل ومشاهدة المواقف البطولية والتجلد والصبر والصلابة مما أكسبها عصارة تجارب وخبرات في شخصيتها .
ومروراً بتربية أبيها الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام ومعايشتها للمصائب والظروف القاسية دور كذلك في صقل الإرادة والثبات على الحق ومجابهة الظلم والفساد .
وقد ذكر المؤرخون بأنها كانت تحفظ خطبة أمها عن فدك وقد اعتمدت إحدى الروايات بطريقها .
ولقد كان زوجها عبد الله بن جعفر الطيار أثره في إكمال تلك السمات الجليلة .
وقد نتجت نشأتها من هذا البيت الطاهر مجموعة من الصفات ومكارم الأخلاق..
وأبرز هذه الصفات التي كونت ريادة متميزة في شخصيتها
1- الزهد والاكتفاء بالقليل .
2- روح المبادرة وأبرز شاهد لهذه الروح قولها لابن عباس حينما سأل الحسين عن علة وجود النساء معه في ركبه :
( بل نحيا بالحسين ونموت بموت الحسين ) .
وهذا دليل وجود الإرادة الصلبة والتسليم التام للحسين عليه السلام.
3- مواقف البطولة التي برزت فيها في كربلاء والسبي حيث تدل هذه المواقف العظيمة على علو شأنها وريادتها المتميزة .
4- قوة علاقتها بالله وتجلّى بمحافظتها على صلاة الليل حتى في ليلة الحادية عشر رغم عظم المصائب والمآسي على قلبها الطاهر .
الموقف الأول / المواجهة مع ابن زياد في الكوفة .
( قَالَ ابْنُ زِيَادٍ : كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ اللَّهِ بِأَخِيكِ وَ أَهْلِ بَيْتِكِ ؟
فَقَالَتْ : مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلًا هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ فَبَرَزُوا إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَسَيَجْمَعُ اللَّهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ فَتُحَاجُّ وَتُخَاصَمُ فَانْظُرْ لِمَنِ الْفَلْجُ يَوْمَئِذٍ ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ مَرْجَانَةَ .
فَغَضِبَ وَكَأَنَّهُ هَمَّ بِهَا .
فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ : إِنَّهَا امْرَأَةٌ وَالْمَرْأَةُ لَا تُؤَاخَذُ بِشَيْءٍ مِنْ مَنْطِقِهَا)
فانظر لرباطة جأشها فابن زياد ظن أنه يستضعفها حينما يذكر لها قتله للحسين لكنه تفاجأ حينما تدفق منطقها الشجاع عن وعي عميق في أثر الشهادة والشهداء .
( فَقَالَ لَها ابْنُ زِيَادٍ : لَقَدْ شَفَى اللَّهُ قَلْبِي مِنْ طَاغِيَتِكِ الْحُسَيْنِ وَ الْعُصَاةِ الْمَرَدَةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكِ .
فَقَالَتْ : لَعَمْرِي لَقَدْ قَتَلْتَ كَهْلِي وَقَطَعْتَ فَرْعِي وَاجْتَثَثْتَ أَصْلِي فَإِنْ كَانَ هَذَا شِفَاءَكَ فَقَدِ اشْتَفَيْتَ .
فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ :هَذِهِ سَجَّاعَةٌ وَلَعَمْرِي لَقَدْ كَانَ أَبُوكِ سَجَّاعاً شَاعِراً .
فَقَالَتْ: يَا ابْنَ زِيَادٍ مَا لِلْمَرْأَةِ وَالسَّجَاعَةَ) .
نلاحظ ابن زياد يريد صرف انتباه الحاضرين عن قوة المنطق باتهامه لها بالسجاعة وهذا دليل على بلوغ أثر الخطاب في الحاضرين .
الموقف الثاني/ المواجهة في مجلس يزيد بالشام .
حيث تبيّن في خطابها هذا قوة التجليل النفسي لشخصية .....حيث صعقته في بدء خطابها بتلاوة الآية ثم
الولوج لدواخله الخبيثة .
قالت :
(ثُمّ كانَ عاقبةَ الذينَ أساؤوا السُّوأى أنْ كَذَّبوا بآياتِ اللهِ وكانُوا بها يَستهزِئُون .
أظنَنْتَ يا ..... حيث أخَذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبَحنا نُساق كما تُساق الأُسارى أنّ بنا على الله هَواناً وبك عليه كرامة ؟! وأنّ ذلك لِعِظَم خَطَرِك عنده! فشَمَختَ بأنفِك ونظرتَ في عِطفِك جَذلانَ مسروراً حين رأيت الدنيا لك مُستَوسِقة والأمورَ مُتَّسِقة وحين صفا لك مُلكنا وسلطاننا. مهلاً مهلا! أنَسِيتَ قول الله تعالى: ولا يَحسَبنَّ الذين كفروا أنّما نُملي لَهُم خيرٌ لأنفسِهِم، إنّما نُملي لَهُم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مُهين) إنها بكلماتها هذه تريد استثارة الضمائر الميتة وإثبات كلمة الحق في محضر أهل الباطل .
السلام عليك ياجبل الصبر وفخر المخدرات مولاتي زينب العقيلة يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين حية
رزقنا الله زيارتك في الدنيا وشفاعتك وابائك الطيبين الطاهرين في الآخرة بحق محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
************************
قال الإمام السجاد (ع) في حق عمته السيدة زينب (ع) ( أنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة ، وفَهمةٌ غير مفهَّمة )) .
إن الدور الريادي للشخصيات العظيمة لا تنحصر في الرجل بل هو متاح حتى للمرأة متى ما تهيأت لها الظروف والقابليات التي تؤهلها لنيل ذلك وخير نموذج عرضه القرآن هو السيدة مريم التي كانت أمها (حنّا) نذرت أثناء حملها إذا كان مولودها ذكراً أن تجعله خادماً في بيت المقدس لكنها رزقت أنثى لكن الله تقبلها حسناً وأمرها أن تخدم كما وعدت أمها (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىظ° وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىظ° وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [سورة آل عمران 35 - 36] .
وهذا دليل على قابلية المرأة في أن تكون رائدة في الشأن الاجتماعي خارج الأسرة .
لذا ليس صحيحاً أن تحصر أدوار المراة في الأسرة وداخل البيت فقط بل لابد من إعدادها للشأن الاجتماعي للقيام بأدوار ريادية من شأنها التأثير لرقي المجتمع .
وهكذا نشأت السيدة زينب في بيت النبوة حيث تشرفت باسم عظيم بشر به النبي (ص) حينما أتاه علي عليه السلام بها .
وقد قيل أن لدلالة اسمها معنيين :
1- زين أبيها .
2- اسم زهرة بيضاء رقيقة وجميلة .
ولما لعظم الاسم وأثره على الشخصية كانت لهذه الدلالات الجميلة أثرها في شخصيتها .
كما أن الظروف التي عاشتها في فترات (السنة الخامسة أو السادسة) من أيام النبي مردودها المباشر في توعيتها مبكراً على صراع الحق والباطل ومشاهدة المواقف البطولية والتجلد والصبر والصلابة مما أكسبها عصارة تجارب وخبرات في شخصيتها .
ومروراً بتربية أبيها الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام ومعايشتها للمصائب والظروف القاسية دور كذلك في صقل الإرادة والثبات على الحق ومجابهة الظلم والفساد .
وقد ذكر المؤرخون بأنها كانت تحفظ خطبة أمها عن فدك وقد اعتمدت إحدى الروايات بطريقها .
ولقد كان زوجها عبد الله بن جعفر الطيار أثره في إكمال تلك السمات الجليلة .
وقد نتجت نشأتها من هذا البيت الطاهر مجموعة من الصفات ومكارم الأخلاق..
وأبرز هذه الصفات التي كونت ريادة متميزة في شخصيتها
1- الزهد والاكتفاء بالقليل .
2- روح المبادرة وأبرز شاهد لهذه الروح قولها لابن عباس حينما سأل الحسين عن علة وجود النساء معه في ركبه :
( بل نحيا بالحسين ونموت بموت الحسين ) .
وهذا دليل وجود الإرادة الصلبة والتسليم التام للحسين عليه السلام.
3- مواقف البطولة التي برزت فيها في كربلاء والسبي حيث تدل هذه المواقف العظيمة على علو شأنها وريادتها المتميزة .
4- قوة علاقتها بالله وتجلّى بمحافظتها على صلاة الليل حتى في ليلة الحادية عشر رغم عظم المصائب والمآسي على قلبها الطاهر .
الموقف الأول / المواجهة مع ابن زياد في الكوفة .
( قَالَ ابْنُ زِيَادٍ : كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ اللَّهِ بِأَخِيكِ وَ أَهْلِ بَيْتِكِ ؟
فَقَالَتْ : مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلًا هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ فَبَرَزُوا إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَسَيَجْمَعُ اللَّهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ فَتُحَاجُّ وَتُخَاصَمُ فَانْظُرْ لِمَنِ الْفَلْجُ يَوْمَئِذٍ ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ مَرْجَانَةَ .
فَغَضِبَ وَكَأَنَّهُ هَمَّ بِهَا .
فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ : إِنَّهَا امْرَأَةٌ وَالْمَرْأَةُ لَا تُؤَاخَذُ بِشَيْءٍ مِنْ مَنْطِقِهَا)
فانظر لرباطة جأشها فابن زياد ظن أنه يستضعفها حينما يذكر لها قتله للحسين لكنه تفاجأ حينما تدفق منطقها الشجاع عن وعي عميق في أثر الشهادة والشهداء .
( فَقَالَ لَها ابْنُ زِيَادٍ : لَقَدْ شَفَى اللَّهُ قَلْبِي مِنْ طَاغِيَتِكِ الْحُسَيْنِ وَ الْعُصَاةِ الْمَرَدَةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكِ .
فَقَالَتْ : لَعَمْرِي لَقَدْ قَتَلْتَ كَهْلِي وَقَطَعْتَ فَرْعِي وَاجْتَثَثْتَ أَصْلِي فَإِنْ كَانَ هَذَا شِفَاءَكَ فَقَدِ اشْتَفَيْتَ .
فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ :هَذِهِ سَجَّاعَةٌ وَلَعَمْرِي لَقَدْ كَانَ أَبُوكِ سَجَّاعاً شَاعِراً .
فَقَالَتْ: يَا ابْنَ زِيَادٍ مَا لِلْمَرْأَةِ وَالسَّجَاعَةَ) .
نلاحظ ابن زياد يريد صرف انتباه الحاضرين عن قوة المنطق باتهامه لها بالسجاعة وهذا دليل على بلوغ أثر الخطاب في الحاضرين .
الموقف الثاني/ المواجهة في مجلس يزيد بالشام .
حيث تبيّن في خطابها هذا قوة التجليل النفسي لشخصية .....حيث صعقته في بدء خطابها بتلاوة الآية ثم
الولوج لدواخله الخبيثة .
قالت :
(ثُمّ كانَ عاقبةَ الذينَ أساؤوا السُّوأى أنْ كَذَّبوا بآياتِ اللهِ وكانُوا بها يَستهزِئُون .
أظنَنْتَ يا ..... حيث أخَذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبَحنا نُساق كما تُساق الأُسارى أنّ بنا على الله هَواناً وبك عليه كرامة ؟! وأنّ ذلك لِعِظَم خَطَرِك عنده! فشَمَختَ بأنفِك ونظرتَ في عِطفِك جَذلانَ مسروراً حين رأيت الدنيا لك مُستَوسِقة والأمورَ مُتَّسِقة وحين صفا لك مُلكنا وسلطاننا. مهلاً مهلا! أنَسِيتَ قول الله تعالى: ولا يَحسَبنَّ الذين كفروا أنّما نُملي لَهُم خيرٌ لأنفسِهِم، إنّما نُملي لَهُم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مُهين) إنها بكلماتها هذه تريد استثارة الضمائر الميتة وإثبات كلمة الحق في محضر أهل الباطل .
السلام عليك ياجبل الصبر وفخر المخدرات مولاتي زينب العقيلة يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين حية
رزقنا الله زيارتك في الدنيا وشفاعتك وابائك الطيبين الطاهرين في الآخرة بحق محمد وال محمد
تعليق