شرح دعاء العهد (ف10) اجعلني من أنصاره
✍الشيخ محسن قراءتي
في هذا الدعاء، دعاء العهد، بعد السلام على الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وتجديد العهد معه، نطلب من الله تعالى ثمانية مقامات لأجل الوصول إلى الأهداف العالميّة في حركة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف:
1- أنْ يجعلنا من أنصاره، 2- وأعوانه، 3- والذابّين عنه، 4- والمسارعين إليه في قضاء حوائجه، 5- والممتثلين لأوامره، 6- والمحامين عنه، 7- والسابقين لإرادته، 8- والمستشهدين بين يديه.
هذا المقال، سيسلّط الضوء على مقامين فقط ليتابع البقيّة في الأعداد التالية.
☆أمّا مفاد هذا القسم من الدعاء فهو☆
المقام الأوّل: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ
الحياة المهدويّة تتَّخذ شكلها وطابعها على أساس نصرة الحجّة. وقد جاء في القرآن الكريم حول نصرة أولياء الله قوله تعالى في سورة آل عمران (الآية: 81): ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ﴾.
وعلى هذا الأساس، فالإيمان وحده ليس كافياً، بل لا بدَّ من النصرة والدفاع. فالمُنتظِر للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف مع كونه معتقداً به، لا بدَّ من أن يُطيع إمامه أيضاً في مقام العمل، وأنْ ينصره ويؤازره.
¤ شيعتنا حواريّونا¤
ونقرأ أيضاً في سورة آل عمران (الآية: 52) قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.
كلمة "الحواريّون" تُطلق على الأنصار الخاصّين للنبيّ عيسى عليه السلام، وقد كانوا اثني عشر شخصاً. وقد أُطلق عليهم هذا الاسم إمّا لكونهم كانوا يلبسون اللّباس الأبيض وقلوبهم نقيّة بيضاء، وإمّا لكون باطنهم نقيّاً أبيض، وكانوا يدعون غيرهم ليكون نقيّاً مثلهم.
عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "إنّ حواريّي عيسى عليه السلام كانوا شيعته، وإنّ شيعتنا حواريّونا، وما كان حواريُّو عيسى بأطوع له من حواريِّينا لنا (...)، فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه، وشيعتنا والله لم يزالوا، منذ قبض الله عزَّ ذكره رسولَه صلى الله عليه وآله وسلم، ينصرونا ويقاتلون دوننا ويُحرَقون ويُعذَّبون ويُشرَّدون في البلدان، جزاهم الله عنّا خيراً"(1).
* مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّه؟
وجاء أيضاً في سورة الصف (الآية: 14) قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾.
هناك بعض النكات الموجودة في هذه الآية، وهي:
🕯1- على المؤمن أن يسير نحو الكمال خطوة خطوة. ففي الآيات التي سبقت هذه الآية هناك دعوة إلى التجارة مع الله تعالى، بينما في هذه الآية هناك دعوة لمرتبة أعلى، فهي تدعو المؤمن بشكلٍ رسميّ أن يكون من "أنصار الله"؛ ﴿كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ﴾، يعني أن يكون حاضراً دائماً لنصرة الدين وأولياء الله.
🕯2- إنّ الله تعالى غنيٌّ عن نصرنا؛ لأنَّ كلّ الانتصارات هي منه سبحانه؛ ﴿ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ﴾ (الصف: 13). فالكون من أنصار الله -في حدّ نفسه- فخر بالنسبة إلينا.
🕯3- إنّ الأنبياء الإلهيّين يريدون الناس لله، لا لأجل أنفسهم أو لأجل جماعة أو حزب؛ ﴿مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾.
🕯4- يسلك الأنبياء، في مجال الغلبة على الأعداء، الطرق العاديّة والطبيعيّة، ويستفيدون من الأسباب الظاهريّة وقوّة الناس.
🕯5- على القائد أن يكون لديه تقييمٌ دقيقٌ عن أنصاره.
🕯6- أخذ الإقرار من الأنصار نوعٌ من تجديد البيعة وإعلان الوفاء؛ ﴿مَنْ أَنصَارِي﴾، ﴿نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾.
🕯7- لا بدّ من إجابة دعوة القادة الدينيّين.
🕯8- الإنسان مختار في أن يقبل دعوة الأنبياء فيسعد، أو يردّها فيشقى؛ ﴿ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ﴾، ﴿وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ﴾.
🕯9- لا يؤمن جميع الناس -عادةً- بدعوة نبيّ واحد، بل بعضهم يؤمن وبعضهم يكفر. ونحن علينا أن لا نتوقّع أن يؤمن جميع الناس أيضاً؛ ﴿فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ﴾ ﴿وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ﴾.
🕯10- إنّ معرفة القوّات الوفيّة والتخطيط المسبق لها وتوجيهها، والفصل بين جبهة الحقّ والباطل، ضروريّة للقائد ولاستمرار حركته.
🕯11- إن تجديد البيعة مع القائد الإلهيّ، له قيمة سياسيّة واجتماعيّة ودينيّة.
🕯12- إنّ نصرة المنادين الإلهيِّين هي نصرة لله تعالى؛ ﴿نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾.
🕯13- هناك قيمة عالية للسبق في الدفاع عن القادة الدينيِّين، فمع أنّ عيسى عليه السلام كان لديه أتباع، ولكنَّ الله تعالى امتدح إيمان الحواريِّين؛ وذلك لسابقتهم وصراحتهم؛ ﴿مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾، قالوا: ﴿نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾.
¤المقام الثاني: وَأَعْوَانِهِ¤
أكّدت الآيات والروايات على تقديم الإعانة والمساعدة لأبناء النوع الإنساني من المسلمين والمؤمنين وأَوْصت بذلك، وذكرت في هذا المجال الثواب الجزيل. وبناءً عليه، فلو أنّ شخصاً قدّم العون لأعظم فرد في هذا الوجود، فأيّ قدر لهذا العمل سيكون حينئذٍ؟!
أحد مصاديق الإعانة للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف هو الإعانة الماديّة. عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: "إنّ الخمس عَوننا... فلا تزووه عنّا، ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه"(2).
وعن إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف أنّه قال: "فلا يحلّ لأحد أن يتصرَّف في مالِ غيره بغير إذنه، فكيف يحلّ ذلك في مالنا؟! مَن فعل شيئاً من ذلك لغير أمرنا فقد استحلّ منا ما حُرّم عليه، ومَن أكل من مالنا شيئاً، فإنّما يأكل في بطنه ناراً، وسيصْلى سعيراً"(3).
وعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "لا يحلّ لأحد أن يشتري من الخمس شيئاً حتّى يصل إلينا حقّنا"(4). يقول الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في تحرير الوسيلة: "ومن منع منه درهماً كان من الظالمين لهم والغاصبين لحقّهم"(5).
وسنتابع المقامات الأخرى في الأعداد القادمة، إن شاء الله.
📚المصادر
1- الكافي، الكليني، ج 8، ص268.
2- (م.ن)، ج1، ص548.
3- وسائل الشيعة، العاملي، ج 9، ص 541.
4- الكافي، (م.س)، ج1، ص545.
5- تحرير الوسيلة، الإمام الخميني قدس سره، ج1، كتاب الخمس.
✍الشيخ محسن قراءتي
في هذا الدعاء، دعاء العهد، بعد السلام على الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وتجديد العهد معه، نطلب من الله تعالى ثمانية مقامات لأجل الوصول إلى الأهداف العالميّة في حركة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف:
1- أنْ يجعلنا من أنصاره، 2- وأعوانه، 3- والذابّين عنه، 4- والمسارعين إليه في قضاء حوائجه، 5- والممتثلين لأوامره، 6- والمحامين عنه، 7- والسابقين لإرادته، 8- والمستشهدين بين يديه.
هذا المقال، سيسلّط الضوء على مقامين فقط ليتابع البقيّة في الأعداد التالية.
☆أمّا مفاد هذا القسم من الدعاء فهو☆
المقام الأوّل: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ
الحياة المهدويّة تتَّخذ شكلها وطابعها على أساس نصرة الحجّة. وقد جاء في القرآن الكريم حول نصرة أولياء الله قوله تعالى في سورة آل عمران (الآية: 81): ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ﴾.
وعلى هذا الأساس، فالإيمان وحده ليس كافياً، بل لا بدَّ من النصرة والدفاع. فالمُنتظِر للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف مع كونه معتقداً به، لا بدَّ من أن يُطيع إمامه أيضاً في مقام العمل، وأنْ ينصره ويؤازره.
¤ شيعتنا حواريّونا¤
ونقرأ أيضاً في سورة آل عمران (الآية: 52) قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.
كلمة "الحواريّون" تُطلق على الأنصار الخاصّين للنبيّ عيسى عليه السلام، وقد كانوا اثني عشر شخصاً. وقد أُطلق عليهم هذا الاسم إمّا لكونهم كانوا يلبسون اللّباس الأبيض وقلوبهم نقيّة بيضاء، وإمّا لكون باطنهم نقيّاً أبيض، وكانوا يدعون غيرهم ليكون نقيّاً مثلهم.
عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "إنّ حواريّي عيسى عليه السلام كانوا شيعته، وإنّ شيعتنا حواريّونا، وما كان حواريُّو عيسى بأطوع له من حواريِّينا لنا (...)، فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه، وشيعتنا والله لم يزالوا، منذ قبض الله عزَّ ذكره رسولَه صلى الله عليه وآله وسلم، ينصرونا ويقاتلون دوننا ويُحرَقون ويُعذَّبون ويُشرَّدون في البلدان، جزاهم الله عنّا خيراً"(1).
* مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّه؟
وجاء أيضاً في سورة الصف (الآية: 14) قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾.
هناك بعض النكات الموجودة في هذه الآية، وهي:
🕯1- على المؤمن أن يسير نحو الكمال خطوة خطوة. ففي الآيات التي سبقت هذه الآية هناك دعوة إلى التجارة مع الله تعالى، بينما في هذه الآية هناك دعوة لمرتبة أعلى، فهي تدعو المؤمن بشكلٍ رسميّ أن يكون من "أنصار الله"؛ ﴿كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ﴾، يعني أن يكون حاضراً دائماً لنصرة الدين وأولياء الله.
🕯2- إنّ الله تعالى غنيٌّ عن نصرنا؛ لأنَّ كلّ الانتصارات هي منه سبحانه؛ ﴿ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ﴾ (الصف: 13). فالكون من أنصار الله -في حدّ نفسه- فخر بالنسبة إلينا.
🕯3- إنّ الأنبياء الإلهيّين يريدون الناس لله، لا لأجل أنفسهم أو لأجل جماعة أو حزب؛ ﴿مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾.
🕯4- يسلك الأنبياء، في مجال الغلبة على الأعداء، الطرق العاديّة والطبيعيّة، ويستفيدون من الأسباب الظاهريّة وقوّة الناس.
🕯5- على القائد أن يكون لديه تقييمٌ دقيقٌ عن أنصاره.
🕯6- أخذ الإقرار من الأنصار نوعٌ من تجديد البيعة وإعلان الوفاء؛ ﴿مَنْ أَنصَارِي﴾، ﴿نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾.
🕯7- لا بدّ من إجابة دعوة القادة الدينيّين.
🕯8- الإنسان مختار في أن يقبل دعوة الأنبياء فيسعد، أو يردّها فيشقى؛ ﴿ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ﴾، ﴿وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ﴾.
🕯9- لا يؤمن جميع الناس -عادةً- بدعوة نبيّ واحد، بل بعضهم يؤمن وبعضهم يكفر. ونحن علينا أن لا نتوقّع أن يؤمن جميع الناس أيضاً؛ ﴿فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ﴾ ﴿وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ﴾.
🕯10- إنّ معرفة القوّات الوفيّة والتخطيط المسبق لها وتوجيهها، والفصل بين جبهة الحقّ والباطل، ضروريّة للقائد ولاستمرار حركته.
🕯11- إن تجديد البيعة مع القائد الإلهيّ، له قيمة سياسيّة واجتماعيّة ودينيّة.
🕯12- إنّ نصرة المنادين الإلهيِّين هي نصرة لله تعالى؛ ﴿نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾.
🕯13- هناك قيمة عالية للسبق في الدفاع عن القادة الدينيِّين، فمع أنّ عيسى عليه السلام كان لديه أتباع، ولكنَّ الله تعالى امتدح إيمان الحواريِّين؛ وذلك لسابقتهم وصراحتهم؛ ﴿مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾، قالوا: ﴿نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾.
¤المقام الثاني: وَأَعْوَانِهِ¤
أكّدت الآيات والروايات على تقديم الإعانة والمساعدة لأبناء النوع الإنساني من المسلمين والمؤمنين وأَوْصت بذلك، وذكرت في هذا المجال الثواب الجزيل. وبناءً عليه، فلو أنّ شخصاً قدّم العون لأعظم فرد في هذا الوجود، فأيّ قدر لهذا العمل سيكون حينئذٍ؟!
أحد مصاديق الإعانة للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف هو الإعانة الماديّة. عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: "إنّ الخمس عَوننا... فلا تزووه عنّا، ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه"(2).
وعن إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف أنّه قال: "فلا يحلّ لأحد أن يتصرَّف في مالِ غيره بغير إذنه، فكيف يحلّ ذلك في مالنا؟! مَن فعل شيئاً من ذلك لغير أمرنا فقد استحلّ منا ما حُرّم عليه، ومَن أكل من مالنا شيئاً، فإنّما يأكل في بطنه ناراً، وسيصْلى سعيراً"(3).
وعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "لا يحلّ لأحد أن يشتري من الخمس شيئاً حتّى يصل إلينا حقّنا"(4). يقول الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في تحرير الوسيلة: "ومن منع منه درهماً كان من الظالمين لهم والغاصبين لحقّهم"(5).
وسنتابع المقامات الأخرى في الأعداد القادمة، إن شاء الله.
📚المصادر
1- الكافي، الكليني، ج 8، ص268.
2- (م.ن)، ج1، ص548.
3- وسائل الشيعة، العاملي، ج 9، ص 541.
4- الكافي، (م.س)، ج1، ص545.
5- تحرير الوسيلة، الإمام الخميني قدس سره، ج1، كتاب الخمس.