عملية فهم أبعاد أي منظومة فكرية وطريقة نشوئها وكيفية تجسّدها في الواقع المعاش... لا بد لها من الأخذ بعين الإعتبار كل الجوانب المغذية لها أو تلك المترتبة عنها، بحيث لا يقتصر دورنا كمهتمين بإيقاد الحراك الفكري في مجتمعاتنا على مسألة الإستلام والتسليم بكل ما يردنا عبر رياح التطور التكنلوجي... ووسائل الإنفتاح على شتى الايديولوجيات الثقافية والإجتماعية، وإنما الإمعان في معرفة نظم التفكير المتعلقة بالمجتمعات حسب منظورها ومستويات استقرائها لتمدنها ونمائها الحضاري عبر حقب التاريخ... وأيضا عن طريق العمل بأقصى مديات البحث التقني، وتشكيل لجان مختصة مهمتها القراءة الصحيحة لكل الحضارات العالمية، وقياس مدى تجليات أفكارها على مجتمعنا وبيئتنا الثقافية.
إن عملية الإنصهار تلك وما فيها من حالة المقاربة لفهم ما نصبوا إليه إن كان يصب في الإطار الصحيح أم نحن بحاجة إلى قليل من الممازجة المدروسة التي تقرّبنا من السير بخطى واعية ومدركة تبعد عنا شبح العزلة والشعور بالدونية المقيتة، وعقدة التأخر عن اللحاق بركب الثورة الصناعية وما تلتها من تقوية نظام المؤسسات ودعم الشركات العملاقة لتأخذ حيزها في عملية رص دعائم النهضة.
وتلك القراءات المتأنية ترفدنا على الدوام بآفاق رحبة من الإستنتاج بحيث يطفو واضحا ومتجليا للعيان بعيدا عن الضبابية المنتشية في أحضان روّاد التغيير القشري محاولين أدلجته في كل مضامير وأطر ومفاصل حياتنا كمجتمعات تحاول الخروج من عنق الزجاجة التي أقسرنا على التقوقع بين سلاسلها الخانقة بسبب التباينات والنظرة الفوقية الإستعلائية التي حكمت شعوب الأرض، وتصارعت فيها الحضارات، فصار قدرنا اللاإرادي أن نرث كل تلك الترسبات الدفينة، والعوالق التي ما انفكت تؤرق ليلنا البهيم...
وللعودة إلى عملية إعادة وترتيب منظومتنا الفكرية والتي يجب أن تتوافق مع مبتنياتنا العقائدية والتاريخية كأمة أنجبت الكثير من حملة الفكر النيِّر كأداة لرقي النوع البشري وتساميه فوق كل الموجودات؛ لا كما نرى الآن من تفضيل الحيوان على الإنسان في نواحي كثيرة عند بعض الدول التي تدّعي كونها تقدمية متناسية واجباتها الأخلاقية والإنسانية في رفع جزء من آلام ومتاعب الإنسان المضطهد في بقية شعوب الأرض...
والمسألة برمتها أن هناك أمواجا متلاطمة تقف حائلا دون صفاء بحارنا لتمضي قدما وسط عبابها سفننا المشرعة بأمن وأمان... نعم ومن ذا يدع نجومنا تتلألأ من جديد؟ لا نقول إننا يجب أن لانتراشق فيما بيننا في عملية صنع منظومة فكرية موحدة تحكم آليات ومفاصل عملنا وسلوكيات تعايشنا الحضاري... وإنما نميل إلى احترام أنفسنا واختياراتنا قبل احترام النظم الدخيلة والمستوردة، ومن ثم خلق حالة انتقائية مدروسة تُبنى على بلورة الجيد المتوافق والملائم لنضيف عليه ونطوّره بما يخدم ثوابتنا... لا أن نفتح مصادرنا ومناهجنا لكل غث وسمين بحيث تكون عملية الأخذ من السهولة تحول دون تجشم عناء قلع جذور العاهات المترتبة من دخول فايروسات مدمِّرة لمنظومتنا الفكرية - لا سمح الله – تعمل على مسخ هويتنا، وتقويض صروحنا الفكرية، وخلق هوة شاسعة بيننا وبين جذورنا النابعة من حياض روائنا ومصادرنا الأصيلة.
إن عملية الإنصهار تلك وما فيها من حالة المقاربة لفهم ما نصبوا إليه إن كان يصب في الإطار الصحيح أم نحن بحاجة إلى قليل من الممازجة المدروسة التي تقرّبنا من السير بخطى واعية ومدركة تبعد عنا شبح العزلة والشعور بالدونية المقيتة، وعقدة التأخر عن اللحاق بركب الثورة الصناعية وما تلتها من تقوية نظام المؤسسات ودعم الشركات العملاقة لتأخذ حيزها في عملية رص دعائم النهضة.
وتلك القراءات المتأنية ترفدنا على الدوام بآفاق رحبة من الإستنتاج بحيث يطفو واضحا ومتجليا للعيان بعيدا عن الضبابية المنتشية في أحضان روّاد التغيير القشري محاولين أدلجته في كل مضامير وأطر ومفاصل حياتنا كمجتمعات تحاول الخروج من عنق الزجاجة التي أقسرنا على التقوقع بين سلاسلها الخانقة بسبب التباينات والنظرة الفوقية الإستعلائية التي حكمت شعوب الأرض، وتصارعت فيها الحضارات، فصار قدرنا اللاإرادي أن نرث كل تلك الترسبات الدفينة، والعوالق التي ما انفكت تؤرق ليلنا البهيم...
وللعودة إلى عملية إعادة وترتيب منظومتنا الفكرية والتي يجب أن تتوافق مع مبتنياتنا العقائدية والتاريخية كأمة أنجبت الكثير من حملة الفكر النيِّر كأداة لرقي النوع البشري وتساميه فوق كل الموجودات؛ لا كما نرى الآن من تفضيل الحيوان على الإنسان في نواحي كثيرة عند بعض الدول التي تدّعي كونها تقدمية متناسية واجباتها الأخلاقية والإنسانية في رفع جزء من آلام ومتاعب الإنسان المضطهد في بقية شعوب الأرض...
والمسألة برمتها أن هناك أمواجا متلاطمة تقف حائلا دون صفاء بحارنا لتمضي قدما وسط عبابها سفننا المشرعة بأمن وأمان... نعم ومن ذا يدع نجومنا تتلألأ من جديد؟ لا نقول إننا يجب أن لانتراشق فيما بيننا في عملية صنع منظومة فكرية موحدة تحكم آليات ومفاصل عملنا وسلوكيات تعايشنا الحضاري... وإنما نميل إلى احترام أنفسنا واختياراتنا قبل احترام النظم الدخيلة والمستوردة، ومن ثم خلق حالة انتقائية مدروسة تُبنى على بلورة الجيد المتوافق والملائم لنضيف عليه ونطوّره بما يخدم ثوابتنا... لا أن نفتح مصادرنا ومناهجنا لكل غث وسمين بحيث تكون عملية الأخذ من السهولة تحول دون تجشم عناء قلع جذور العاهات المترتبة من دخول فايروسات مدمِّرة لمنظومتنا الفكرية - لا سمح الله – تعمل على مسخ هويتنا، وتقويض صروحنا الفكرية، وخلق هوة شاسعة بيننا وبين جذورنا النابعة من حياض روائنا ومصادرنا الأصيلة.
تعليق