ومن الفضائل التي يكذبها الناصبي ابن تيمية
3 آية المودة
قال ابن تيمية الحراني في منهاج السنة ج 4 ص 562 .
وأما قوله وأنزل الله فيهم قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
فهذا كذب ظاهر فإن هذه الاية في سورة الشورى وسورة الشورى مكية بلا ريب نزلت قبل أن يتزوج على بفاطمة رضي الله عنهما وقبل أن يولد له الحسن والحسين فإن علياً إنما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة في العام الثاني ولم يدخل بها إلا بعد غزوة بدر وكانت بدر في شهر رمضان سنة اثنتين الخ .
أقول ولأن ننظر الى زعم ابن تيمية
و نترك الحكم للقارئ من هو الكذاب
آية المودة
هذه الآية تدل على فضائل محبيهم اكثر مما يتصور ، لانه تعالى جعل مودتهم اجر الرسالة ، والاجر على قدر العمل ، فكما ان حقوق رسالته ـ صلى الله عليه وآله ـ لا يتناهى ، فكذا ثمرة مودتهم لا يعد ولا يحصى
1 ـ أخرج الطبراني في الكبير ج 3 ص 47 ، قال :
حدثنا محمد بن عبد الله ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قالوا : يا رسول الله ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي و فاطمة وابناهما .
في ج 11 ص 444 ، من نفس الكتاب قال :
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي و فاطمة وابناهما رضي الله عنهم .
وأخرجه أحمد بن حنبل في الفضائل ج 2 ص 696 .
2 ـ وقال الرازي في مفاتيح الغيب ج 13 ص 431 و432:
هذا هو الذي رواه صاحب «الكشاف» ، وأنا أقول : آل محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد التعلقات
وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل ، وأيضاً اختلف الناس في الآل فقيل هم الأقارب وقيل هم أمته ، فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل ، وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه . وروى صاحب «الكشاف» أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال علي وفاطمة وابناهما ، فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وسلم وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ويدل عليه وجوه : الأول : قوله تعالى : { إِلاَّ المودة فِى القربى } ووجه الاستدلال به ما سبق الثاني : لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب فاطمة عليها السلام قال صلى الله عليه وسلم : " فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها " وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب علياً والحسن والحسين وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله { واتبعوه لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [ الأعراف : 158 ]
ولقوله تعالى : { فَلْيَحْذَرِ الذين يخالفون عَنْ أَمْرِهِ } [ النور : 63 ] ولقوله { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فاتبعونى يُحْبِبْكُمُ الله } [ آل عمران : 31 ]
ولقوله سبحانه { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
[ الأحزاب : 21 ] الثالث : أن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله اللّهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد وارحم محمداً وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب ، وقال الشافعي رضي الله عنه :
يا راكباً قف بالمحصب من منى ... واهتف بساكن خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضاً كما نظم الفرات الفائض
إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أنى رافضي
3 ـ وقال الشنقيطي في أضواء البيان ج 7 ص 168 :
الثاني : أن معنى الآية { إِلاَّ المودة فِي القربى } [ الشورى : 23 ] أي لا تؤذوا قرابتي وعترتي واحفظوني فيهم ، ويروى هذا القول عن سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب وعلي بن الحسين وعليه فلا إشكال أيضاً .
لأن المودة بين المسلمين واجبة فيما بينهم ، وأحرى قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { والمؤمنون والمؤمنات بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } [ التوبة : 71 ] وفي الحديث « مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كالجسد الواحد إذا اصيب منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى » وقال صلى الله عليه وسلم « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » والأحاديث في مثل هذا كثيرة جداً .
4 ـ وقال ابن عجيبة في البحر المديد ج 5 ص 431 :
رُوي أنه لما نزلت قيل : يا رسول الله! مَن أهل قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : « عليّ وفاطمة وابناهما ».
5. وقال السيوطي في الدر المنثور ج 9 ص 66 :
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : « لما نزلت هذه الآية { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى }
قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال :
علي وفاطمة وولداها » .
وأخرج سعيد بن منصور ، عن سعيد بن جبير { إلا المودة في القربى } قال : قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم ، قال : لما جيء بعلي بن الحسين - رضي الله عنه - أسيراً ، فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، فقال له علي بن الحسين - رضي الله عنه - أقرأت القرآن؟ قال : نعم . قال : أقرأت آل حم؟ قال : لا . قال : أما قرأت { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال : فإنكم لأنتم هم؟ قال : نعم .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس { ومن يقترف حسنة } قال : المودة لآل محمد .
وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي والحاكم ، عن المطلب بن ربيعة - رضي الله عنه - قال : « دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث ، فإذا رأونا سكتوا ، فغصب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودر عرق بين عينيه ، ثم قال : » والله لا يدخل قلب امرىء مسلم إيمان ، حتى يحبكم لله ولقرابتي .
6ـ الزمخشري في القربى . ور االكشاف ج 6 ص 191 قال:
والمراد في أهل وى أنها لما نزلت قيل :
( 988 ) يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال : " عليّ وفاطمة وابناهما "
ويدل عليه ما روى عن علي رضي الله عنه :
( 989 ) شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس لي . فقال : «أما ترضى أن تكون رابع أربعة : أوّل من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا ، وذريتنا خلف أزواجنا» وعن النبي صلى الله عليه وسلم .
7ـ وقال الثعلبي في الكشف والبيان ج 12 ص 52 :
عن ابن عباس،
قال : لما نزلت {قُل أَسْ َلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى} قالوا : يارسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال : «علي وفاطمة وأبناءهما»،
ودليل هذا التأويل ما أخبرنا أبو منصور الجمشاذي،
قال : حدثني أبو عبد الله الحافظ،
حدثني أبو بكر بن مالك،
حدثنا محمد بن يونس،
حدثنا عبيد الله بن عائشة،
حدثنا إسماعيل بن عمرو،
عن عمر بن موسى،
عن زيد بن علي بن حسين،
عن أبيه،
عن جده علي بن أبي طالب ح،
قال : «شكوت إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} حسد النّاس لي». فقال : «أما ترضى أن تكون رابع أربعة،
أول من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمالنا .
وذريتنا خلف أزواجنا وشيعتنا من ورائنا».
8 وقال ابن عطية المحاربي في المحرر الوجيز ج 6 ص 49 :
وقال ابن عباس أيضاً ما يقتضي أنها مدنية ، وسببها أن قوماً من شباب الأنصار فاخروا المهاجرين ومالوا بالقول على قريش ، فنزلت الآية في ذلك على معنى إلا أن تودوني فتراعونني في قرابتي وتحفظونني فيهم ، وقال بهذا المعنى في الآية علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، واستشهد بالآية حين سيق إلى الشام أسيراً ، وهو تأويل ابن جبير وعمرو بن شعيب ، وعلى هذا التأويل قال ابن عباس ، قيل يا رسول الله ، من قرابتك الذين أُمرنا بمودتهم؟ فقال : علي وفاطمة وابناهما ، الى أن قال :
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ومن مات على بغضهم لم يشم رائحة الجنة » .
9 ـ وقال ابن أبي حاتم ج 12 ص 198 :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:" " قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى " ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِمَوَدَّتِهِمْ؟
قَالَ:"فَاطِمَةُ، وَوَلَدَاهَا عَلَيْهِمُ السَّلامُ".
10ـ وقال ابن كثير في تفسير القرآن العظيم ج 7 ص 177 :
وقال السدي، عن أبي الديلم قال: لما جيء بعلي بن الحسين أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قرني الفتنة. فقال له علي بن الحسين: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن، ولم أقرأ آل حم. قال: ما قرأت: { قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } ؟ قال: وإنكم أنتم هم؟ قال: نعم.
11ـ قال أبي السعود في تفسيره إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم :
رُويَ أنَّها لما نزلتْ قيلَ : يا رسولَ الله مَنْ قرابتُكَ هؤلاءِ الذينَ وجبتْ علينا مودَّتُهم؟
قالَ عليٌّ وفاطمةُ وابناهُمَا .
12ـ وقال الألوسي في روح المعاني ج 18 ص 263 :
لما جيء بعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما أسيراً فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم فقال له علي رضي الله تعالى عنه : أقرأت القرآن؟ قال : نعم قال : أقرأت آل حم؟ قال : نعم قال : ما قرأت { قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِى القربى } قال : فإنكم لأنتم هم؟ قال : نعم . وروى ذازان عن علي كرم الله تعالى وجهه قال : فينافي آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا مؤمن ثم قرأ هذه الآية ، وإلى هذا أشار الكميت في قوله :
وجدنا لكم في آل حم آية ... تأولها منا تقي ومعرب .
13ـ قال ابن حبان في تفسير البحر المحيط ج 9 ص 476 :
روي أن شباباً من الأنصار فاخروا المهاجرين وصالوا بالقول ، فنزلت على معنى : أن لا تؤذوني في قرابتي وتحفظوني فيهم . وقال بهذا المعنى عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، واستشهد بالآية حين سيق إلى الشام أسيراً ، وهو قول ابن جبير والسدي وعمرو بن شعيب ، وعلى هذا التأويل قال ابن عباس : قيل يا رسول الله : من قرابتك الذين أمرنا بمودّتهم؟
فقال : " عليّ وفاطمة وابناهما ".
14ـ وقال البغوي في معالم التنزيل ج 7 ص 190 :
وقال بعضهم: معناه إلا أن تودوا 115/ب قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم، وهو قول سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب.
واختلفوا في قرابته قيل: هم فاطمة وعلي وأبناؤهما، وفيهم نزل: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت"( الأحزاب-33 ) .
وروينا عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" .
وقال في سورة الشعراء / 6 / 102 :
مكية إلا أربع آيات من آخر السورة من قوله { والشعراء يتبعهم الغاوون } .
15ـ وقال محمد الشربيني في السراج المنير ج 1 ص 3954 :
الثاني: أن هذا استثناء منقطع كما مر تقديره في الآية وتم الكلام عند قوله {قل لا أسألكم عليه أجراً} ثم قال: {إلا المودة في القربى} أي: أذكركم قرابتي فيكم فكأنه في اللفظ أجر وليس بأجر واختلفوا في قرابته صلى الله عليه وسلم
فقيل: هم فاطمة وعلي وأبناؤهما،
وفيهم نزل {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} (الأحزاب: 33)، وروى زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إني تارك فيكم كتاب الله وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي».
16ـ قال الطبري في جامع البيان ج 21 ص 528 :
قال: لما جيء بعليّ بن الحسين رضي الله عنهما أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قربى الفتنة، فقال له عليّ بن الحسين رضي الله عنهما: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم، قال: ما قرأت( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ؟ قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال نعم.
17ـ قال النسفي في مدارك التنزيل وحقائق التأويل ج 3 ص 280 :
ورُوي أنه لما نزلت قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ \قال : علي وفاطمة وابناهما .
18 ـ وقال الشوكاني في فتح القدير ج 6 ص 380 :
وأخرج أبو نعيم ، والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِى القربى } أي : تحفظوني في أهل بيتي ، وتودونهم بي " وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه . قال السيوطي : بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية { قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِى القربى } قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال : " عليّ ، وفاطمة ، وولداهما ".
19ـ وقال القرطبي في الأجامع لأحكام القرآن ج 16 ص 20 :
وقيل : القربى قرابة الرسول صلى الله عليه و سلم أي لا أسألكم أجرا إلا أن تودوا قرابتي وأهل بيتي كما أمر بإعظامهم ذوي القربي وهذا قول علي بن حسين و عمرو بن شعيب و السدي وفي رواية سعيد بن جبير [ عن ابن عباس : لما أنزل الله عز و جل : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين نودهم ؟
قال : علي وفاطمة وأبناؤهما ]
ويدل عليه أيضا ما روي [ عن علي رضي الله عنه قال : شكوت إلى النبي حسد الناس لي فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتنا خلف أزواجنا ] و
[ عن النبي صلى الله عليه و سلم : حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة ]
وقال ج 16 ص 5 :
سورة الشورى
مكية في قول الحسن و عكرمة و عطاء و جابر وقال ابن عباس و قتادة : إلا أربع آيات منها أنزلت بالمدينة :
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } إلى آخرها وهي ثلاث وخمسون آية
قوله تعالى : { حم } .
وبعد التفاسير
نأتي
للشروح :
قال المناوي في فيض القدير ج 1 ص 219 :
( في أهل بيتي ) علي وفاطمة وابنتهما وذريتهما فاحفظوا حقي فيهم وأحسنوا الخلافة عليهم بإعظامهم واحترامهم ونصحهم والإحسان إليهم وتوقيرهم والتجاوز عن مسيئهم { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قال المجد اللغوي وما احتج به من رمي عوامهم بالابتداع وترك الاتباع لا ينجع فإنه إذا ثبت هذا في معين لم يخرج عن حكم الذرية فالقبيح عمله لا ذاته وقد منع بعض العمال على الصدقات بعض الأشراف لكونه رافضيا فرأى تلك الليلة أن القيامة قد قامت ومنعته فاطمة من الجواز على الصراط فشكاها لأبيها فقالت منع والدي رزقه قاعتل بأنه يسب الشيخين فالتفتت فاطمة إليهما وقالت أتؤاخذان ولدي قالا : لا فانتبه مذعورا في حكاية طويلة ولما جرى للإمام أحمد بن حنبل من الخليفة العباسي ما جرى ندم وقال اجعلني في حل فقال ما خرجت من منزلي حتى جعلتك في حل إعظاما لرسول الله صلى الله عليه و سلم لقرابتك منه ( وحكى ) المقريزي عن بعض العلماء أنه كان يغض من بعض أشراف المدينة لتظاهرهم بالبدع فرأى المصطفى صلى الله عليه و سلم في النوم فعاتبه فقال يا رسول الله حاش لله ما أكرههم إنما كرهت تعصبهم على أهل السنة فقال مسألة فقهية أليس الولد العاق يلحق بالنسب قال نعم قال هذا ولد عاق قال السيد السمهودي وحكى لي شيخنا شيخ الإسلام قاضي القضاة يحيى المناوي أن شيخه الشريف الطباطبي كان بخلوته بجامع عمرو بمصر فتسلط عليه تركي يسمى قرقماس الشعباني وأخرجه منها فقال له رجل رأيتك الليلة بين يدي الرسول صلى الله عليه و سلم وهو ينشدك هذين البيتين :
يا بني الزهراء والنور الذي . . . ظن موسى أنه نار قبس
لا أوالي الدهر من عاداكم . . . إنه آخر سطر في عبس
إشارة إلى قوله تعالى { أولئك هم الكفرة الفجرة } ثم أخذ المصطفى صلى الله عليه و سلم عذبة سوط بيده فعقدها ثلاث عقد . قال شيخ الاسلام : فكان من تقدير الله تعالى أن ضربت رأس قرقماس فلم تقطع إلا بثلاث ضربات فكان ذلك السوط من قبيل قوله تعالى
{ فصب عليهم ربك سوط عذاب }
قال الملا علي القارئ في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج 17 ص 495 :
وفي الرياض عن سعد قال أمر معاوية سعدا أن يسب أبا تراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا فالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن يكون في واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه فقال علي تخلفني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية وذكر القصة ولما نزلت هذه الآية تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم آل عمران دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي مسلم والترمذي وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح وفي رواية للترمذي قالت أم سلمة وأنا معهم يا من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما أخرجه أحمد في المناقب .
وقال الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري ج 3 ص 234 :
روي أنه لما نزلت قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قيل يا رسول الله من قربتك الذين وجبت علينا مودتهم قال ( علي وفاطمة وأبناؤهما )
قلت رواه الطبراني في معجمه حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا
حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قالوا يا رسول الله إلى آخره .
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ج 9 ص 205
( عَنْ عَطِيَّةَ )
هُوَ الْعُوفِيُّ .
قَوْلُهُ : " أَحَدُهُمَا"
وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ
" أَعْظَمُ مِنْ الْآخِرِ"
وَهُوَ الْعِتْرَةُ
" كِتَابَ اللَّهِ"
بِالنَّصْبِ وَبِالرَّفْعِ
" حَبْلٌ مَمْدُودٌ"
أَيْ هُوَ حَبْلٌ مَمْدُودٌ وَمِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ يُوصِلُ الْعَبْدَ إِلَى رَبِّهِ وَيُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى قُرْبِهِ
" وَعِتْرَتِي "
أَيْ وَالثَّانِي عِتْرَتِي
" أَهْلَ بَيْتِي"
بَيَانٌ لِعِتْرَتِي ، قَالَ الطِّيبِيُّ فِي قَوْلِهِ : " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ إِشَارَةً " إِلَى أَنَّهُمَا بِمَنْزِلَةِ التَّوْأَمَيْنِ الْخِلْفَيْنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ يُوصِي الْأُمَّةَ بِحُسْنِ الْمُخَالَقَةِ مَعَهُمَا وَإِيثَارِ حَقِّهِمَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ كَمَا يُوصِي الْأَبُ الْمُشْفِقُ النَّاسَ فِي حَقِّ أَوْلَادِهِ ، وَيُعَضِّدُهُ مَا فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عِنْدَ مُسْلِمٍ : " أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " كَمَا يَقُولُ الْأَبُ الْمُشْفِقُ اللَّهَ اللَّهَ فِي حَقِّ أَوْلَادِي
" وَلَنْ يَتَفَرَّقَا "
أَيْ كِتَابُ اللَّهِ وَعِتْرَتِي فِي مَوَاقِفِ الْقِيَامَةِ
" حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ"
بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ
" الْحَوْضَ"
أَيْ الْكَوْثَرَ يَعْنِي فَيَشْكُرَانِكُمْ صَنِيعَكُمْ عِنْدِي
" فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي"
بِتَشْدِيدِ النُّونِ وَتُخَفَّفُ أَيْ كَيْفَ تَكُونُونَ بَعْدِي خُلَفَاءَ أَيْ عَامِلِينَ مُتَمَسِّكِينَ بِهِمَا . قَالَ الطِّيبِيُّ : لَعَلَّ السِّرَّ فِي هَذِهِ التَّوْصِيَةِ وَاقْتِرَانَ الْعِتْرَةِ بِالْقُرْآنِ أَنَّ إِيجَابَ مَحَبَّتِهِمْ لَائِحٌ مِنْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } فَإِنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ شُكْرَ إِنْعَامِهِ وَإِحْسَانِهِ بِالْقُرْآنِ مَنُوطًا بِمَحَبَّتِهِمْ عَلَى سَبِيلِ الْحَصْرِ فَكَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي الْأُمَّةَ بِقِيَامِ الشُّكْرِ . وَقِيلَ تِلْكَ النِّعْمَةُ بِهِ وَيُحَذِّرُهُمْ عَنْ الْكُفْرَانِ فَمَنْ أَقَامَ بِالْوَصِيَّةِ وَشَكَرَ تِلْكَ الصَّنِيعَةَ بِحُسْنِ الْخِلَافَةِ فِيهِمَا لَنْ يَفْتَرِقَا فَلَا يُفَارِقَانِهِ فِي مَوَاطِنِ الْقِيَامَةِ وَمُشَاهَدِهَا حَتَّى يَرِدَ الْحَوْضَ فَشَكَرَا صَنِيعَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحِينَئِذٍ هُوَ بِنَفْسِهِ يُكَافِئُهُ وَاَللَّهُ تَعَالَى يُجَازِيهِ بِالْجَزَاءِ الْأَوْفَى وَمَنْ أَضَاعَ الْوَصِيَّةَ وَكَفَرَ النِّعْمَةَ فَحُكْمُهُ عَلَى الْعَكْسِ ، وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ حَسُنَ مَوْقِعُ قَوْلِهِ " فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِيهِمَا " ، وَالنَّظَرُ بِمَعْنَى التَّأَمُّلِ وَالتَّفَكُّرِ أَيْ تَأَمَّلُوا وَاسْتَعْمِلُوا الرَّوِيَّةَ فِي اِسْتِخْلَافِي إِيَّاكُمْ هَلْ تَكُونُونَ خَلَفَ صِدْقٍ أَوْ خَلَفَ سُوءٍ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ )
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَلَفْظُهُ : " أَلَّا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثِقْلَيْنِ : أَوَّلُهُمَا - كِتَابَ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ " فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ " أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " الْحَدِيثَ .
وبعد هذه المصادر الواضحة الصريحة نترك الحكم للقارئ
هومن يحكم على هذا الناصبي الخبيث
3 آية المودة
قال ابن تيمية الحراني في منهاج السنة ج 4 ص 562 .
وأما قوله وأنزل الله فيهم قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
فهذا كذب ظاهر فإن هذه الاية في سورة الشورى وسورة الشورى مكية بلا ريب نزلت قبل أن يتزوج على بفاطمة رضي الله عنهما وقبل أن يولد له الحسن والحسين فإن علياً إنما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة في العام الثاني ولم يدخل بها إلا بعد غزوة بدر وكانت بدر في شهر رمضان سنة اثنتين الخ .
أقول ولأن ننظر الى زعم ابن تيمية
و نترك الحكم للقارئ من هو الكذاب
آية المودة
هذه الآية تدل على فضائل محبيهم اكثر مما يتصور ، لانه تعالى جعل مودتهم اجر الرسالة ، والاجر على قدر العمل ، فكما ان حقوق رسالته ـ صلى الله عليه وآله ـ لا يتناهى ، فكذا ثمرة مودتهم لا يعد ولا يحصى
1 ـ أخرج الطبراني في الكبير ج 3 ص 47 ، قال :
حدثنا محمد بن عبد الله ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قالوا : يا رسول الله ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي و فاطمة وابناهما .
في ج 11 ص 444 ، من نفس الكتاب قال :
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي و فاطمة وابناهما رضي الله عنهم .
وأخرجه أحمد بن حنبل في الفضائل ج 2 ص 696 .
2 ـ وقال الرازي في مفاتيح الغيب ج 13 ص 431 و432:
هذا هو الذي رواه صاحب «الكشاف» ، وأنا أقول : آل محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد التعلقات
وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل ، وأيضاً اختلف الناس في الآل فقيل هم الأقارب وقيل هم أمته ، فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل ، وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه . وروى صاحب «الكشاف» أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال علي وفاطمة وابناهما ، فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وسلم وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ويدل عليه وجوه : الأول : قوله تعالى : { إِلاَّ المودة فِى القربى } ووجه الاستدلال به ما سبق الثاني : لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب فاطمة عليها السلام قال صلى الله عليه وسلم : " فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها " وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب علياً والحسن والحسين وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله { واتبعوه لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [ الأعراف : 158 ]
ولقوله تعالى : { فَلْيَحْذَرِ الذين يخالفون عَنْ أَمْرِهِ } [ النور : 63 ] ولقوله { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فاتبعونى يُحْبِبْكُمُ الله } [ آل عمران : 31 ]
ولقوله سبحانه { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
[ الأحزاب : 21 ] الثالث : أن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله اللّهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد وارحم محمداً وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب ، وقال الشافعي رضي الله عنه :
يا راكباً قف بالمحصب من منى ... واهتف بساكن خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضاً كما نظم الفرات الفائض
إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أنى رافضي
3 ـ وقال الشنقيطي في أضواء البيان ج 7 ص 168 :
الثاني : أن معنى الآية { إِلاَّ المودة فِي القربى } [ الشورى : 23 ] أي لا تؤذوا قرابتي وعترتي واحفظوني فيهم ، ويروى هذا القول عن سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب وعلي بن الحسين وعليه فلا إشكال أيضاً .
لأن المودة بين المسلمين واجبة فيما بينهم ، وأحرى قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { والمؤمنون والمؤمنات بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } [ التوبة : 71 ] وفي الحديث « مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كالجسد الواحد إذا اصيب منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى » وقال صلى الله عليه وسلم « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » والأحاديث في مثل هذا كثيرة جداً .
4 ـ وقال ابن عجيبة في البحر المديد ج 5 ص 431 :
رُوي أنه لما نزلت قيل : يا رسول الله! مَن أهل قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : « عليّ وفاطمة وابناهما ».
5. وقال السيوطي في الدر المنثور ج 9 ص 66 :
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : « لما نزلت هذه الآية { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى }
قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال :
علي وفاطمة وولداها » .
وأخرج سعيد بن منصور ، عن سعيد بن جبير { إلا المودة في القربى } قال : قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم ، قال : لما جيء بعلي بن الحسين - رضي الله عنه - أسيراً ، فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، فقال له علي بن الحسين - رضي الله عنه - أقرأت القرآن؟ قال : نعم . قال : أقرأت آل حم؟ قال : لا . قال : أما قرأت { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال : فإنكم لأنتم هم؟ قال : نعم .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس { ومن يقترف حسنة } قال : المودة لآل محمد .
وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي والحاكم ، عن المطلب بن ربيعة - رضي الله عنه - قال : « دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث ، فإذا رأونا سكتوا ، فغصب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودر عرق بين عينيه ، ثم قال : » والله لا يدخل قلب امرىء مسلم إيمان ، حتى يحبكم لله ولقرابتي .
6ـ الزمخشري في القربى . ور االكشاف ج 6 ص 191 قال:
والمراد في أهل وى أنها لما نزلت قيل :
( 988 ) يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال : " عليّ وفاطمة وابناهما "
ويدل عليه ما روى عن علي رضي الله عنه :
( 989 ) شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس لي . فقال : «أما ترضى أن تكون رابع أربعة : أوّل من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا ، وذريتنا خلف أزواجنا» وعن النبي صلى الله عليه وسلم .
7ـ وقال الثعلبي في الكشف والبيان ج 12 ص 52 :
عن ابن عباس،
قال : لما نزلت {قُل أَسْ َلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى} قالوا : يارسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال : «علي وفاطمة وأبناءهما»،
ودليل هذا التأويل ما أخبرنا أبو منصور الجمشاذي،
قال : حدثني أبو عبد الله الحافظ،
حدثني أبو بكر بن مالك،
حدثنا محمد بن يونس،
حدثنا عبيد الله بن عائشة،
حدثنا إسماعيل بن عمرو،
عن عمر بن موسى،
عن زيد بن علي بن حسين،
عن أبيه،
عن جده علي بن أبي طالب ح،
قال : «شكوت إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} حسد النّاس لي». فقال : «أما ترضى أن تكون رابع أربعة،
أول من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمالنا .
وذريتنا خلف أزواجنا وشيعتنا من ورائنا».
8 وقال ابن عطية المحاربي في المحرر الوجيز ج 6 ص 49 :
وقال ابن عباس أيضاً ما يقتضي أنها مدنية ، وسببها أن قوماً من شباب الأنصار فاخروا المهاجرين ومالوا بالقول على قريش ، فنزلت الآية في ذلك على معنى إلا أن تودوني فتراعونني في قرابتي وتحفظونني فيهم ، وقال بهذا المعنى في الآية علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، واستشهد بالآية حين سيق إلى الشام أسيراً ، وهو تأويل ابن جبير وعمرو بن شعيب ، وعلى هذا التأويل قال ابن عباس ، قيل يا رسول الله ، من قرابتك الذين أُمرنا بمودتهم؟ فقال : علي وفاطمة وابناهما ، الى أن قال :
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ومن مات على بغضهم لم يشم رائحة الجنة » .
9 ـ وقال ابن أبي حاتم ج 12 ص 198 :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:" " قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى " ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِمَوَدَّتِهِمْ؟
قَالَ:"فَاطِمَةُ، وَوَلَدَاهَا عَلَيْهِمُ السَّلامُ".
10ـ وقال ابن كثير في تفسير القرآن العظيم ج 7 ص 177 :
وقال السدي، عن أبي الديلم قال: لما جيء بعلي بن الحسين أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قرني الفتنة. فقال له علي بن الحسين: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن، ولم أقرأ آل حم. قال: ما قرأت: { قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } ؟ قال: وإنكم أنتم هم؟ قال: نعم.
11ـ قال أبي السعود في تفسيره إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم :
رُويَ أنَّها لما نزلتْ قيلَ : يا رسولَ الله مَنْ قرابتُكَ هؤلاءِ الذينَ وجبتْ علينا مودَّتُهم؟
قالَ عليٌّ وفاطمةُ وابناهُمَا .
12ـ وقال الألوسي في روح المعاني ج 18 ص 263 :
لما جيء بعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما أسيراً فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم فقال له علي رضي الله تعالى عنه : أقرأت القرآن؟ قال : نعم قال : أقرأت آل حم؟ قال : نعم قال : ما قرأت { قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِى القربى } قال : فإنكم لأنتم هم؟ قال : نعم . وروى ذازان عن علي كرم الله تعالى وجهه قال : فينافي آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا مؤمن ثم قرأ هذه الآية ، وإلى هذا أشار الكميت في قوله :
وجدنا لكم في آل حم آية ... تأولها منا تقي ومعرب .
13ـ قال ابن حبان في تفسير البحر المحيط ج 9 ص 476 :
روي أن شباباً من الأنصار فاخروا المهاجرين وصالوا بالقول ، فنزلت على معنى : أن لا تؤذوني في قرابتي وتحفظوني فيهم . وقال بهذا المعنى عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، واستشهد بالآية حين سيق إلى الشام أسيراً ، وهو قول ابن جبير والسدي وعمرو بن شعيب ، وعلى هذا التأويل قال ابن عباس : قيل يا رسول الله : من قرابتك الذين أمرنا بمودّتهم؟
فقال : " عليّ وفاطمة وابناهما ".
14ـ وقال البغوي في معالم التنزيل ج 7 ص 190 :
وقال بعضهم: معناه إلا أن تودوا 115/ب قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم، وهو قول سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب.
واختلفوا في قرابته قيل: هم فاطمة وعلي وأبناؤهما، وفيهم نزل: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت"( الأحزاب-33 ) .
وروينا عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" .
وقال في سورة الشعراء / 6 / 102 :
مكية إلا أربع آيات من آخر السورة من قوله { والشعراء يتبعهم الغاوون } .
15ـ وقال محمد الشربيني في السراج المنير ج 1 ص 3954 :
الثاني: أن هذا استثناء منقطع كما مر تقديره في الآية وتم الكلام عند قوله {قل لا أسألكم عليه أجراً} ثم قال: {إلا المودة في القربى} أي: أذكركم قرابتي فيكم فكأنه في اللفظ أجر وليس بأجر واختلفوا في قرابته صلى الله عليه وسلم
فقيل: هم فاطمة وعلي وأبناؤهما،
وفيهم نزل {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} (الأحزاب: 33)، وروى زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إني تارك فيكم كتاب الله وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي».
16ـ قال الطبري في جامع البيان ج 21 ص 528 :
قال: لما جيء بعليّ بن الحسين رضي الله عنهما أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قربى الفتنة، فقال له عليّ بن الحسين رضي الله عنهما: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم، قال: ما قرأت( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ؟ قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال نعم.
17ـ قال النسفي في مدارك التنزيل وحقائق التأويل ج 3 ص 280 :
ورُوي أنه لما نزلت قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ \قال : علي وفاطمة وابناهما .
18 ـ وقال الشوكاني في فتح القدير ج 6 ص 380 :
وأخرج أبو نعيم ، والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِى القربى } أي : تحفظوني في أهل بيتي ، وتودونهم بي " وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه . قال السيوطي : بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية { قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِى القربى } قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال : " عليّ ، وفاطمة ، وولداهما ".
19ـ وقال القرطبي في الأجامع لأحكام القرآن ج 16 ص 20 :
وقيل : القربى قرابة الرسول صلى الله عليه و سلم أي لا أسألكم أجرا إلا أن تودوا قرابتي وأهل بيتي كما أمر بإعظامهم ذوي القربي وهذا قول علي بن حسين و عمرو بن شعيب و السدي وفي رواية سعيد بن جبير [ عن ابن عباس : لما أنزل الله عز و جل : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين نودهم ؟
قال : علي وفاطمة وأبناؤهما ]
ويدل عليه أيضا ما روي [ عن علي رضي الله عنه قال : شكوت إلى النبي حسد الناس لي فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتنا خلف أزواجنا ] و
[ عن النبي صلى الله عليه و سلم : حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة ]
وقال ج 16 ص 5 :
سورة الشورى
مكية في قول الحسن و عكرمة و عطاء و جابر وقال ابن عباس و قتادة : إلا أربع آيات منها أنزلت بالمدينة :
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } إلى آخرها وهي ثلاث وخمسون آية
قوله تعالى : { حم } .
وبعد التفاسير
نأتي
للشروح :
قال المناوي في فيض القدير ج 1 ص 219 :
( في أهل بيتي ) علي وفاطمة وابنتهما وذريتهما فاحفظوا حقي فيهم وأحسنوا الخلافة عليهم بإعظامهم واحترامهم ونصحهم والإحسان إليهم وتوقيرهم والتجاوز عن مسيئهم { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قال المجد اللغوي وما احتج به من رمي عوامهم بالابتداع وترك الاتباع لا ينجع فإنه إذا ثبت هذا في معين لم يخرج عن حكم الذرية فالقبيح عمله لا ذاته وقد منع بعض العمال على الصدقات بعض الأشراف لكونه رافضيا فرأى تلك الليلة أن القيامة قد قامت ومنعته فاطمة من الجواز على الصراط فشكاها لأبيها فقالت منع والدي رزقه قاعتل بأنه يسب الشيخين فالتفتت فاطمة إليهما وقالت أتؤاخذان ولدي قالا : لا فانتبه مذعورا في حكاية طويلة ولما جرى للإمام أحمد بن حنبل من الخليفة العباسي ما جرى ندم وقال اجعلني في حل فقال ما خرجت من منزلي حتى جعلتك في حل إعظاما لرسول الله صلى الله عليه و سلم لقرابتك منه ( وحكى ) المقريزي عن بعض العلماء أنه كان يغض من بعض أشراف المدينة لتظاهرهم بالبدع فرأى المصطفى صلى الله عليه و سلم في النوم فعاتبه فقال يا رسول الله حاش لله ما أكرههم إنما كرهت تعصبهم على أهل السنة فقال مسألة فقهية أليس الولد العاق يلحق بالنسب قال نعم قال هذا ولد عاق قال السيد السمهودي وحكى لي شيخنا شيخ الإسلام قاضي القضاة يحيى المناوي أن شيخه الشريف الطباطبي كان بخلوته بجامع عمرو بمصر فتسلط عليه تركي يسمى قرقماس الشعباني وأخرجه منها فقال له رجل رأيتك الليلة بين يدي الرسول صلى الله عليه و سلم وهو ينشدك هذين البيتين :
يا بني الزهراء والنور الذي . . . ظن موسى أنه نار قبس
لا أوالي الدهر من عاداكم . . . إنه آخر سطر في عبس
إشارة إلى قوله تعالى { أولئك هم الكفرة الفجرة } ثم أخذ المصطفى صلى الله عليه و سلم عذبة سوط بيده فعقدها ثلاث عقد . قال شيخ الاسلام : فكان من تقدير الله تعالى أن ضربت رأس قرقماس فلم تقطع إلا بثلاث ضربات فكان ذلك السوط من قبيل قوله تعالى
{ فصب عليهم ربك سوط عذاب }
قال الملا علي القارئ في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج 17 ص 495 :
وفي الرياض عن سعد قال أمر معاوية سعدا أن يسب أبا تراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا فالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن يكون في واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه فقال علي تخلفني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية وذكر القصة ولما نزلت هذه الآية تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم آل عمران دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي مسلم والترمذي وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح وفي رواية للترمذي قالت أم سلمة وأنا معهم يا من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما أخرجه أحمد في المناقب .
وقال الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري ج 3 ص 234 :
روي أنه لما نزلت قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قيل يا رسول الله من قربتك الذين وجبت علينا مودتهم قال ( علي وفاطمة وأبناؤهما )
قلت رواه الطبراني في معجمه حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا
حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قالوا يا رسول الله إلى آخره .
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ج 9 ص 205
( عَنْ عَطِيَّةَ )
هُوَ الْعُوفِيُّ .
قَوْلُهُ : " أَحَدُهُمَا"
وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ
" أَعْظَمُ مِنْ الْآخِرِ"
وَهُوَ الْعِتْرَةُ
" كِتَابَ اللَّهِ"
بِالنَّصْبِ وَبِالرَّفْعِ
" حَبْلٌ مَمْدُودٌ"
أَيْ هُوَ حَبْلٌ مَمْدُودٌ وَمِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ يُوصِلُ الْعَبْدَ إِلَى رَبِّهِ وَيُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى قُرْبِهِ
" وَعِتْرَتِي "
أَيْ وَالثَّانِي عِتْرَتِي
" أَهْلَ بَيْتِي"
بَيَانٌ لِعِتْرَتِي ، قَالَ الطِّيبِيُّ فِي قَوْلِهِ : " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ إِشَارَةً " إِلَى أَنَّهُمَا بِمَنْزِلَةِ التَّوْأَمَيْنِ الْخِلْفَيْنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ يُوصِي الْأُمَّةَ بِحُسْنِ الْمُخَالَقَةِ مَعَهُمَا وَإِيثَارِ حَقِّهِمَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ كَمَا يُوصِي الْأَبُ الْمُشْفِقُ النَّاسَ فِي حَقِّ أَوْلَادِهِ ، وَيُعَضِّدُهُ مَا فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عِنْدَ مُسْلِمٍ : " أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " كَمَا يَقُولُ الْأَبُ الْمُشْفِقُ اللَّهَ اللَّهَ فِي حَقِّ أَوْلَادِي
" وَلَنْ يَتَفَرَّقَا "
أَيْ كِتَابُ اللَّهِ وَعِتْرَتِي فِي مَوَاقِفِ الْقِيَامَةِ
" حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ"
بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ
" الْحَوْضَ"
أَيْ الْكَوْثَرَ يَعْنِي فَيَشْكُرَانِكُمْ صَنِيعَكُمْ عِنْدِي
" فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي"
بِتَشْدِيدِ النُّونِ وَتُخَفَّفُ أَيْ كَيْفَ تَكُونُونَ بَعْدِي خُلَفَاءَ أَيْ عَامِلِينَ مُتَمَسِّكِينَ بِهِمَا . قَالَ الطِّيبِيُّ : لَعَلَّ السِّرَّ فِي هَذِهِ التَّوْصِيَةِ وَاقْتِرَانَ الْعِتْرَةِ بِالْقُرْآنِ أَنَّ إِيجَابَ مَحَبَّتِهِمْ لَائِحٌ مِنْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } فَإِنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ شُكْرَ إِنْعَامِهِ وَإِحْسَانِهِ بِالْقُرْآنِ مَنُوطًا بِمَحَبَّتِهِمْ عَلَى سَبِيلِ الْحَصْرِ فَكَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي الْأُمَّةَ بِقِيَامِ الشُّكْرِ . وَقِيلَ تِلْكَ النِّعْمَةُ بِهِ وَيُحَذِّرُهُمْ عَنْ الْكُفْرَانِ فَمَنْ أَقَامَ بِالْوَصِيَّةِ وَشَكَرَ تِلْكَ الصَّنِيعَةَ بِحُسْنِ الْخِلَافَةِ فِيهِمَا لَنْ يَفْتَرِقَا فَلَا يُفَارِقَانِهِ فِي مَوَاطِنِ الْقِيَامَةِ وَمُشَاهَدِهَا حَتَّى يَرِدَ الْحَوْضَ فَشَكَرَا صَنِيعَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحِينَئِذٍ هُوَ بِنَفْسِهِ يُكَافِئُهُ وَاَللَّهُ تَعَالَى يُجَازِيهِ بِالْجَزَاءِ الْأَوْفَى وَمَنْ أَضَاعَ الْوَصِيَّةَ وَكَفَرَ النِّعْمَةَ فَحُكْمُهُ عَلَى الْعَكْسِ ، وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ حَسُنَ مَوْقِعُ قَوْلِهِ " فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِيهِمَا " ، وَالنَّظَرُ بِمَعْنَى التَّأَمُّلِ وَالتَّفَكُّرِ أَيْ تَأَمَّلُوا وَاسْتَعْمِلُوا الرَّوِيَّةَ فِي اِسْتِخْلَافِي إِيَّاكُمْ هَلْ تَكُونُونَ خَلَفَ صِدْقٍ أَوْ خَلَفَ سُوءٍ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ )
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَلَفْظُهُ : " أَلَّا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثِقْلَيْنِ : أَوَّلُهُمَا - كِتَابَ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ " فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ " أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " الْحَدِيثَ .
وبعد هذه المصادر الواضحة الصريحة نترك الحكم للقارئ
هومن يحكم على هذا الناصبي الخبيث
تعليق