تويت
في مثل هذه الأيام حدثت رزية يوم الخميس تمهيدا للسقيفة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
عظم الله اجورنا واجوركم واجور جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وعلماء الدين الاعلام وجميع اهل البيت (ع) بمناسبة قدوم الذكرى الاليمة على فقد الركن الاساسي للسلام المقوم للاسلام النبي محمد عليه افضل الصلاة واتم السلام .
في مثل هذه الايام بينما كان يعيش النبي محمد (ص) اخر ايام عمره ولحظات حياته ليفارق الدنيا ويرحل الى جوار ربه راضيا مرضيا مطمئنا ، فكر (ص) في ان يكتب كتابا خطيا يؤيد ما نطق به شفهيا ويوصي للامة فيه لكي لا تقع بعده في انحرافات وضلالات ولا تتبع الاهواء والملذات ، فاراد ان يعين في هذا الكتاب - وان كان قد عينه سابقا - من يكون بعده القائد والوزير والخليفة والامير ليتبعه جميع المسلمين ويتجمعوا حوله ويعتصموا به .
الا ان اصحاب الاهواء والملذات ومحبي المناصب والسيادات حالوا بين ما اراده النبي (ص) فعصوا أمره ، ومنعوا من كتابة الكتاب ، وقالوا حسبنا كتاب الله ، بل تجاوزوا على مقام رسول الله (ص) بوصفه بالهجر والهذيان كل ذلك لأجل ان لا تضيع احلامهم ومخططاتهم في الاستيلاء على المناصب السيادية مع كونهم ليس باهل لها ، وغصبها من مستحقيها ، واليكم هذه الحقائق من أهم كتبهم ومصادرهم وهي صحيح البخاري ومسلم ومسند احمد بن حنبل .
*** صحيح البخاري - كتاب الجزية - باب اخراج اليهود من جزيرة العرب
2997 - حدثنا : محمد ، حدثنا : ابن عيينة ، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول سمع سعيد ابن جبير سمع ابن عباس (ر) يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم بكى حتى بل دمعه الحصى ، قلت : يا أبا عباس ما يوم الخميس ، قال : اشتد برسول الله (ص) وجعه ، فقال : ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : ما له أهجر استفهموه ، فقال : ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه فأمرهم بثلاث ، قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، والثالثة خير أما ان سكت عنها ، وأما ان قالها فنسيتها ، قال سفيان : هذا من قول سليمان.
*** صحيح مسلم - كتاب الوصية - باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه
1637 - حدثنا : إسحق بن ابراهيم ، أخبرنا : وكيع ، عن مالك بن مغول ، عن طلحة بن مصرف ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ، قال : قال رسول الله (ص) : ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقالوا : أن رسول الله (ص) يهجر.
*** أحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل
ومن مسند بني هاشم - بداية مسند عبد الله بن العباس (ر)
1936 - حدثنا : سفيان ، عن سليمان بن أبي مسلم خال ابن أبي نجيح سمع سعيد ابن جبير ، يقول : قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم بكى حتى بل دمعه ، وقال : مرة دموعه الحصى ، قلنا : يا أبا العباس وما يوم الخميس ، قال : اشتد برسول الله (ص) وجعه ، فقال : ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : ما شأنه أهجر ، قال سفيان : يعني هذى استفهموه فذهبوا يعيدون عليه ، فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأمر بثلاث ، وقال سفيان مرة أوصى بثلاث ، قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، وسكت سعيد عن الثالثة فلا أدري اسكت عنها عمدا ، وقال : مرة أو نسيها ، وقال سفيان : مرة وإما أن يكون تركها أو نسيها.
وفي مسند احمد أيضا - ج 3 - ص 346 :
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده قال فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها.
وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثرج٥ ص٢٤٥ في مادة هجر : ومنه حديث مرض النبي ( صلى الله عليه وسلم ) " قالوا ما شأنه أهجر ؟ " أي اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام ، أي هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به المرض ؟ وهذا أحسن ما يقال فيه ، ولا يجعل - أي قول عمر - إخبارا ، فيكون إما من الفحش أو الهذيان ، والقائل كان عمر ، ولا يظن به ذلك .
ويرد على قول ابن الأثير الصحابي الجليل ابن عباس عندما صرح بان عمر كان يقصد الاخبار من خلال كلامه التالي : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم . وهذه قرينة واضحة من ابن عباس احد الشهود الحاضرين في تلك الحادثة وما حف بها من الكلام على ان وصف عمر بان النبي (ص) يهجر في كلامه هو اخبار وليس استفهام .
... اللّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ أعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَآتِهِ الوَسِيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ ...
تعليق