كتبت مقالا سابقا بعنوان (الرجال وخدمة العيال) وقد اعتبرت فيه خدمة الرجل لأسرته وأولاده مدخلا مهما وضروريا ليتمكن من التأثير فيهم، والتحدث إليهم، وقضاء المزيد من الوقت معهم.
الاحتكاك العملي بالأبناء يجعل الأب على قدر كبير من الإطلاع على احتياجاتهم، سواء المادية أو المعنوية أو حتى حاجتهم لبعض التوجيهات الحياتية التي لا يستغنون عنا.
لقد جمعني مجلس طيب مع بعض الآباء قرب عيد الفطر للعام المنصرم، وكان الحديث فيه عن الهدية المناسبة للأبناء، لقد تفاجأت حينما قال كثير من الآباء لست أدري ما هي الهدية المناسبة لابني لأنني لا أعلم حاجته، ولا أدري ما يتمناه.
العجيب في زمننا هذا أن بعض السائقين الأجانب يعلمون بحاجات أولادنا أكثر مما نعلمها نحن الآباء، وذلك بسبب احتكاكهم بهم وابتعادنا عنهم.
لو كان احتكاكنا بأبنائنا في وضع حسن وسليم لما كنا بحاجة أحيانا لسؤال السائق أين هم الآن؟ ومتى ذهبوا؟ ومتى سيعودون؟
ربما يتفق معي الكثيرون أن مشكلات أبناءنا خارج المنزل لسنا على إطلاع كاف بها، وحتى مشكلاتهم المدرسية التي تحدث لهم لسبب من الأسباب مع بعض المدرسين أو إدارة المدرسة، أو بسبب المستوى الدراسي المتدني، لا يعلم عنها الآباء إلا قليلا، وحتى لو علموا بها فإن ثقل العلاج والمتابعة والاتصال بالمدرسة والمعلمين والإدارة يلقى على عاتق الأم.
#الحديث_أم_الخدمة
ربما يقول البعض إن بإمكاني تحقيق كل ما سبق من المعرفة والإطلاع على حاجات أبنائي المادية والمعنوية وغيرها من خلال الحديث معهم، وهذا القول ممكن وليس محالا، لكن الحديث بمفرده مع الأبناء لا يمكنه أن يرسخ علاقة متينة بينهم وبين والدهم، ولا يمكن لهذا الحديث غالبا أن يزاحم علاقة تقوم على رعايتهم والعناية بهم والإحسان لهم بمباشرة خدمتهم.
كم تكون الرسالة بالغة الأثر (مثلا) لو مارس الوالد دور المعد لإفطارهم يوميا، ثم دعاهم له قبل توجههم للمدرسة؟
حين يكون سيد القوم خادمهم، فإن أب الأسرة هو من يخدمها، والخدمة أكبر من توفير المال والمأكل والملبس، تلك الأمور التي عادة ما يتفاخر الآباء بتقديمها لأبنائهم، ويرونها قمة العطاء والبذل وما يمكن أن يقدمه الأب لأولاده.
أبوة المأكل والمشرب والملبس أبوة ناقصة لا تبلغ أعماق النفوس، ولا تكشف مكنوناتها، وأبوة الحديث المتحرك بين الأب والابن هي خير من الأبوة الأولى ولكنها لا تزاحم أبوة الخدمة والرعاية المباشرة للأولاد لأن هذه تصنع ما هو أكبر من مجرد الحديث وهو الصداقة بين الأبناء والآباء والتي حثتنا عليها المأثورات النبوية، تلك الصداقة التي تحمل معنى الخدمة بين طرفين وما يرافق ذلك من الانفتاح والصفاء بينهما1.
الاحتكاك العملي بالأبناء يجعل الأب على قدر كبير من الإطلاع على احتياجاتهم، سواء المادية أو المعنوية أو حتى حاجتهم لبعض التوجيهات الحياتية التي لا يستغنون عنا.
لقد جمعني مجلس طيب مع بعض الآباء قرب عيد الفطر للعام المنصرم، وكان الحديث فيه عن الهدية المناسبة للأبناء، لقد تفاجأت حينما قال كثير من الآباء لست أدري ما هي الهدية المناسبة لابني لأنني لا أعلم حاجته، ولا أدري ما يتمناه.
العجيب في زمننا هذا أن بعض السائقين الأجانب يعلمون بحاجات أولادنا أكثر مما نعلمها نحن الآباء، وذلك بسبب احتكاكهم بهم وابتعادنا عنهم.
لو كان احتكاكنا بأبنائنا في وضع حسن وسليم لما كنا بحاجة أحيانا لسؤال السائق أين هم الآن؟ ومتى ذهبوا؟ ومتى سيعودون؟
ربما يتفق معي الكثيرون أن مشكلات أبناءنا خارج المنزل لسنا على إطلاع كاف بها، وحتى مشكلاتهم المدرسية التي تحدث لهم لسبب من الأسباب مع بعض المدرسين أو إدارة المدرسة، أو بسبب المستوى الدراسي المتدني، لا يعلم عنها الآباء إلا قليلا، وحتى لو علموا بها فإن ثقل العلاج والمتابعة والاتصال بالمدرسة والمعلمين والإدارة يلقى على عاتق الأم.
#الحديث_أم_الخدمة
ربما يقول البعض إن بإمكاني تحقيق كل ما سبق من المعرفة والإطلاع على حاجات أبنائي المادية والمعنوية وغيرها من خلال الحديث معهم، وهذا القول ممكن وليس محالا، لكن الحديث بمفرده مع الأبناء لا يمكنه أن يرسخ علاقة متينة بينهم وبين والدهم، ولا يمكن لهذا الحديث غالبا أن يزاحم علاقة تقوم على رعايتهم والعناية بهم والإحسان لهم بمباشرة خدمتهم.
كم تكون الرسالة بالغة الأثر (مثلا) لو مارس الوالد دور المعد لإفطارهم يوميا، ثم دعاهم له قبل توجههم للمدرسة؟
حين يكون سيد القوم خادمهم، فإن أب الأسرة هو من يخدمها، والخدمة أكبر من توفير المال والمأكل والملبس، تلك الأمور التي عادة ما يتفاخر الآباء بتقديمها لأبنائهم، ويرونها قمة العطاء والبذل وما يمكن أن يقدمه الأب لأولاده.
أبوة المأكل والمشرب والملبس أبوة ناقصة لا تبلغ أعماق النفوس، ولا تكشف مكنوناتها، وأبوة الحديث المتحرك بين الأب والابن هي خير من الأبوة الأولى ولكنها لا تزاحم أبوة الخدمة والرعاية المباشرة للأولاد لأن هذه تصنع ما هو أكبر من مجرد الحديث وهو الصداقة بين الأبناء والآباء والتي حثتنا عليها المأثورات النبوية، تلك الصداقة التي تحمل معنى الخدمة بين طرفين وما يرافق ذلك من الانفتاح والصفاء بينهما1.