" نَرفَعُ العزاءَ الخالصَ لمقامِ بقيّةِ اللهِ في أرضه ، الإمام المَهدي المُنتَظَرِ ، أرواحُنا فِداه ، وعجّل اللهُ فرجَه الشريف ، بذِكرى شهادة أبيه الإمام الحَسَن العسكري ، عليه السلام ، وعظّمَ اللهُ أجورنا وأجورَكم "
:1:- إنَّ الحديثَ عن الإمام العسكري ، صاحبِ الذكرى وعن ولده الإمام الموعود ، صاحبِ الأمرِ والزمان ، من حيث المبدأ – الولادة – والمُنتهى معلومٌ ، ونسألُ اللهَ تعالى أن لا يحرمنا من فيض ظِلّه ورعايته .
والحديثُ عن الأئمة واحدٌ – واحدٌ له خصوصيّته وتاريخه الشخصي وظروفه المختلفة ، وكيفيّة تعامله مع سلطة الوقت آنذاك – ولكن هناك حالة عامة مشتركة بين الأئمة المعصومين ، عليهم السلام، لعلّها هي الأهمّ في مقام الاعتقاد بهم اعتقاداً جازماً كاعتقادنا بالنبّوة الشريفة ، لا يفرقُ فيها بين إمام وإمام ،من أمير المؤمنين الإمام علي ، عليه السلام ، حتى القائم المَهدي ، أرواحنا فداه,.
:2:- ومن الضروري أن تنطبقَ معرفتنا العقائديّة بهم بصورة واحدة ، بوصفهم أئمةً اثني عشر واحداً واحدا ، حتى تكتملَ العقيدة – وهذه المعرفة تحتاج إلى أن نحيطَ بهم ، ولو بشكل إجمالي جزمي ينطوي عليها قلبُنا انطواءً راسخاً – وخاصةً في زمان الغيبة الكبرى ونحن لم نحظى بالتشرّف عندهم – وحتى نأتي يومَ القيامة باعتقادٍ تامٍّ .
:3:- يوجدُ منهجٌ قويمٌ ومُهمٌّ جِدّاً في كيفيّة معرفة الأئمة الأطهار ، عليهم السلام ، وهو مُتاحٌ لكلّ أحدٍ منّا – ويُعطي وضوحاً لا لبسَ فيه بطبيعة الإمام المعصوم ومنزلته ومقامه – ألا وهو ( منهج الزيارات ) الواردة عن الأئمة المعصومين ، أنفسهم – ويُبيّنُ هذا المنهجُ شأنيّةَ الإمام شأنيّةً ليست هي بمعزل عن اللهِ تعالى – تحكي عن أنَّ كلّ ما يصدر عنهم هو ناشئٌ من قلب توحيد اللهِ سبحانه ، كما هو الشاهد في دعاء الإمام الحُسَين ، عليه السلام ، في دعاء عرفة.
:4:- هناك نصُّ زيارةٍ ( وهي الزيارة الجامعة ) والتي تجمعُ زيارة الأئمة بمتن واحد ، وتُبيِّنُ مقامهم وحقيقتهم ، وهي ما تحتاج إلى دقّة النظر والتأمّل – وإن كان لبعض الأئمة خصوصيات فرديّة يمتازون بها عن البقيّة منهم – لكن المشتركَ العام محفوظٌ لهم في العلم والحكمة والجود والرحمة والكرم .
:5:- ولقد بيّنَ الإمام علي الهادي ، عليه السلام ، هذه المقامات في الزيارة الجامعة بأدب معرفيِّ قيّم يفتحُ لنا فتحاً في معرفة وفهم الأئمة الأطهار – والزيارة الجامعة هي من الزيارات التي ندبّ إليها الشارعُ المُقدّسُ ، وأكّد عليها العلماءُ ومَن تشرّف بلقاء الإمام المهدي ، عليه السلام ، ( عليكم بالزيارة الجامعة ).
:6:- قال الإمام علي الهادي : (السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومُختلف الملائكة، ومَهبط الوحي ومعدن الرسالة وخُزّان العلم ومُنتهى الحلم وأصول الكرم.......) هذه كلماتٌ نورانيّة لا ينبغي الغفلةُ عنها – وعلينا التأمّل فيها بقلوب تفهم – ولا لهوانٍ في الأئمة الأطهار لِما مرّوا به من ظروفٍ ومِحَن – ولكن لأنّهم أهل بيت النبوة ومهبط الوحي .
:7:- وعلى الإنسان في هذه الدنيا أن يدركَ أنّه راحلٌ عنها من قريب إلى اللهِ تعالى – فلا بُدّ من الاطمئنان بما نعتقد به – ومع أنَّ اللهَ تعالى لا تنفك عنه الرحمة – ولكن لا ينبغي الأمن من مكر اللهِ – والأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، هم معدن الرسالة ومعدن الرحمة والخير – ولا بُدّ من أن نستثمرَ ذلك في حياتنا واعتقادنا وزيارتنا حتى نأتي اللهَ يومَ القيامة بعقيدة تامة وبقلب سليم ينفعنا يومَ لا ينفع مالٌ ولا بنون.
:8: - ولازالَ الإمامُ المهديُّ ، حيّاً بحسبِ الموازين العقائدية والعلميّة القويمة – ولا يضرّنا مِن أنكره – المهم أن نستثمرَ اعتقادنا به انتظاراً وإصلاحاً بوصفه رحمة اللهِ وبقيّته في أرضه.
_____________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ، والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصافي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم - الثامن من ربيع الأوّل 1440 هجري - السادس عشَر من تشرين الثاني ,2018م.
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
______________________________________________
:1:- إنَّ الحديثَ عن الإمام العسكري ، صاحبِ الذكرى وعن ولده الإمام الموعود ، صاحبِ الأمرِ والزمان ، من حيث المبدأ – الولادة – والمُنتهى معلومٌ ، ونسألُ اللهَ تعالى أن لا يحرمنا من فيض ظِلّه ورعايته .
والحديثُ عن الأئمة واحدٌ – واحدٌ له خصوصيّته وتاريخه الشخصي وظروفه المختلفة ، وكيفيّة تعامله مع سلطة الوقت آنذاك – ولكن هناك حالة عامة مشتركة بين الأئمة المعصومين ، عليهم السلام، لعلّها هي الأهمّ في مقام الاعتقاد بهم اعتقاداً جازماً كاعتقادنا بالنبّوة الشريفة ، لا يفرقُ فيها بين إمام وإمام ،من أمير المؤمنين الإمام علي ، عليه السلام ، حتى القائم المَهدي ، أرواحنا فداه,.
:2:- ومن الضروري أن تنطبقَ معرفتنا العقائديّة بهم بصورة واحدة ، بوصفهم أئمةً اثني عشر واحداً واحدا ، حتى تكتملَ العقيدة – وهذه المعرفة تحتاج إلى أن نحيطَ بهم ، ولو بشكل إجمالي جزمي ينطوي عليها قلبُنا انطواءً راسخاً – وخاصةً في زمان الغيبة الكبرى ونحن لم نحظى بالتشرّف عندهم – وحتى نأتي يومَ القيامة باعتقادٍ تامٍّ .
:3:- يوجدُ منهجٌ قويمٌ ومُهمٌّ جِدّاً في كيفيّة معرفة الأئمة الأطهار ، عليهم السلام ، وهو مُتاحٌ لكلّ أحدٍ منّا – ويُعطي وضوحاً لا لبسَ فيه بطبيعة الإمام المعصوم ومنزلته ومقامه – ألا وهو ( منهج الزيارات ) الواردة عن الأئمة المعصومين ، أنفسهم – ويُبيّنُ هذا المنهجُ شأنيّةَ الإمام شأنيّةً ليست هي بمعزل عن اللهِ تعالى – تحكي عن أنَّ كلّ ما يصدر عنهم هو ناشئٌ من قلب توحيد اللهِ سبحانه ، كما هو الشاهد في دعاء الإمام الحُسَين ، عليه السلام ، في دعاء عرفة.
:4:- هناك نصُّ زيارةٍ ( وهي الزيارة الجامعة ) والتي تجمعُ زيارة الأئمة بمتن واحد ، وتُبيِّنُ مقامهم وحقيقتهم ، وهي ما تحتاج إلى دقّة النظر والتأمّل – وإن كان لبعض الأئمة خصوصيات فرديّة يمتازون بها عن البقيّة منهم – لكن المشتركَ العام محفوظٌ لهم في العلم والحكمة والجود والرحمة والكرم .
:5:- ولقد بيّنَ الإمام علي الهادي ، عليه السلام ، هذه المقامات في الزيارة الجامعة بأدب معرفيِّ قيّم يفتحُ لنا فتحاً في معرفة وفهم الأئمة الأطهار – والزيارة الجامعة هي من الزيارات التي ندبّ إليها الشارعُ المُقدّسُ ، وأكّد عليها العلماءُ ومَن تشرّف بلقاء الإمام المهدي ، عليه السلام ، ( عليكم بالزيارة الجامعة ).
:6:- قال الإمام علي الهادي : (السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومُختلف الملائكة، ومَهبط الوحي ومعدن الرسالة وخُزّان العلم ومُنتهى الحلم وأصول الكرم.......) هذه كلماتٌ نورانيّة لا ينبغي الغفلةُ عنها – وعلينا التأمّل فيها بقلوب تفهم – ولا لهوانٍ في الأئمة الأطهار لِما مرّوا به من ظروفٍ ومِحَن – ولكن لأنّهم أهل بيت النبوة ومهبط الوحي .
:7:- وعلى الإنسان في هذه الدنيا أن يدركَ أنّه راحلٌ عنها من قريب إلى اللهِ تعالى – فلا بُدّ من الاطمئنان بما نعتقد به – ومع أنَّ اللهَ تعالى لا تنفك عنه الرحمة – ولكن لا ينبغي الأمن من مكر اللهِ – والأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، هم معدن الرسالة ومعدن الرحمة والخير – ولا بُدّ من أن نستثمرَ ذلك في حياتنا واعتقادنا وزيارتنا حتى نأتي اللهَ يومَ القيامة بعقيدة تامة وبقلب سليم ينفعنا يومَ لا ينفع مالٌ ولا بنون.
:8: - ولازالَ الإمامُ المهديُّ ، حيّاً بحسبِ الموازين العقائدية والعلميّة القويمة – ولا يضرّنا مِن أنكره – المهم أن نستثمرَ اعتقادنا به انتظاراً وإصلاحاً بوصفه رحمة اللهِ وبقيّته في أرضه.
_____________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ، والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصافي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم - الثامن من ربيع الأوّل 1440 هجري - السادس عشَر من تشرين الثاني ,2018م.
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
______________________________________________
تعليق