السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
*******************
بعد شهادة الإمام العسكري عليه السلام في 8 ربيع الأوّل 260توّج ابنه الإمام المهدي عليه السلام بتاج الخلافة والإمامة للمسلمين في 9 ربيع الأوّل260 هجرية.وتفرح الشيعة في مثل هذا اليوم وتقيم الاحتفالات لهذا التتويجوذلك لأنّه أوّل يوم من إمامة وخلافة منجي البشرية وآخر الحجج لله على أرضه وتأمل أن يعجّل الله تعالى فرج إمام زمانها الإمام المهدي المنتظرعليه السلام في أقرب وقت ممكن ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً
كما بشّر بذلك جدُّه محمّد صلى الله عليه وآله في أحاديث متواترة نقلتها كتب المسلمين سنّة وشيعة.
عمره عليه السلام عند التتويج
تسلّم الإمام المهدي عليه السلام مهام الإمامة وهو ابن خمس سنين
فهو بذلك يكون أصغر الأئمّة عليهم السلام سنّاً عند تولّيه الإمامة
وليس هذا بدعاً من الأُمور في تاريخ الأنبياء والرسل وأئمّة أهل البيت عليهم السلام.
فقد سبق الإمام المهدي عليه السلام بعض أنبياء الله تعالى كعيسى ويحيى عليهما السلام وفق نصّ القرآن الكريم بعمر ثمان سنين
وسبقه جدّه الإمام الهادي عليه السلام لتسلّم الإمامة وكان عمره ثمان سنين
وسبقه الإمام الجواد عليه السلام وعمره الشريف سبع أو تسع سنين.
فلا يؤثّر صغر السنّ في قابلية الإفاضة الربّانية على الشخص
ولذا نرى الذين ترجموا للإمام المهدي عليه السلام من علماء المذاهب الإسلامية قد اعتبروا تسلّمه للإمامة وهو في هذا السنّ خمس سنين أمراً عادياً في سيرة الأئمّةعليهم السلام.
وكان أوّل مهامه بعد تسلّمه الإمامة الصلاة على أبيه الإمام العسكري عليه السلام في داره
وقبل إخراج جسده الطاهر إلى الصلاة الرسمية التي خطّطتها السلطة الجائرة آنذاك
وكان ذلك أمراً مهمّاً في إثبات إمامته المباركة،
حيث لا يصلّي على الإمام المعصوم إلّا الإمام المعصوم.
قال ابن حجر الهيثمّي الشافعي في ذيل ترجمته للإمام الحسن العسكري عليه السلام :
ولم يخلّف ـ الإمام العسكري ـ غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه الله فيها الحكمة».
المصدر:الصواعق المحرقة 208.
وقال الشيخ عبد الرحمن الجامي الحنفي في مرآة الأسرار في ترجمة الإمام المهدي عليه السلام: وكان عمره عند وفاة والده الإمام الحسن العسكري خمس سنين وجلس على مسند الإمامة وكما أعطى الحق تعالى يحيى بن زكريا الحكمة والكرامة في حال الطفولية وأوصل عيسى بن مريم إلى المرتبة العالية في زمن الصبا كذلك هو في صغر السنّ جعله الله إماماً وخوارق العادات الظاهرة له ليست قليلة بحيث يسعها هذا المختصر.
المصدر:أعيان الشيعة 2/69.
ومن مستحبّات هذا اليوم
يستحبّ في هذا اليوم
الإنفاق والإطعام والتوسعة في نفقة العيال
فقد روي أنّه من أنفق في اليوم شيئاً غفر الله له ذنوبه
ويستحب لبس الجديد والشكر والعبادة
وهو يوم نفي الهموم والغموم والأحزان.
الغيبة الصغرى وفائدته عليه السلام في الغيبة
وفي مثل هذا اليوم غاب الإمام المهدي عليه السلام عن أنظار الناس
وبدأت بغيابه الغيبة الصغرى التي استمرت سبعين عاماً.
وهنا لا بأس أن نبيّن فائدة الإمام المهدي عليه السلام في زمن الغيبة.
لاشكّ ولا ريب أنّ الإمام المهدي عليه السلام حجّة الله تعالى على الخلق
بمعنى أنّ الله تعالى يحتجّ به على عباده يوم القيامة، وعليه فالحجّية مهمّة من مهام الإمام ووظائفه.
فغيابه عليه السلام عن أنظار الخلق ـ بمعنى أنّ الخلق لا يراه بينما هو يراهم ـ لا يضرّ على هذا المعنى من الحجّية فهو ناظر إلى أعمالنا، ومطّلع عليها.
إنّ معنى الحجّية هو الالتزام بأقوال الإمام عليه السلام وأوامره ونواهيه والعمل عليها، فغيابه عليه السلام أيضاً لا يضرّ إذ يكفي في صحّة إطلاق الحجّية بهذا المعنى هو التزام المؤمن بأنّه إذا صدر أمر أو نهي من الإمام سوف يطبّقه ويسير على نهجه سواء صدر ذلك فعلاً أو لم يصدر كما في زمن الغيبة
آنّ وجود الإمام عليه السلام لا يقتصر على الحجّية
بل له مهام وفوائد ووظائف أُخرى كثيرة جدّاً
بحيث يكون الانتفاع به كالشمس إذا غيّبتها السحاب كما ورد ذلك في روايات أهل البيت عليهم السلام.
فقد سُئل النبي صلى الله عليه وآله عن كيفية الانتفاع بالإمام المهدي عليه السلام في غيبته فقال:
إي والذي بعثني بالنبوّة، إنّهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلّلها السحاب.
المصدر:كمال الدين وتمام النعمة: 253.
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال بعد أن سُئل عن كيفية انتفاع الناس بالحجّة الغائب المستور: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب.
روي أنّه خرج من الناحية المقدّسة إلى إسحاق بن يعقوب على يد محمّد بن عثمان:
وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب.
المصدر:كمال الدين وتمام النعمة: 485.
فيمكن أن يقال: إنّ الشبه بين مهدي هذه الأُمّة، وبين الشمس المجلّلة بالسحاب من عدّة وجوه:
1ـ المهدي عليه السلام كالشمس في عموم النفع فنور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه.
2ـ إنّ منكر وجود المهدي عليه السلام كمنكر وجود الشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار.
3ـ إنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ينتظرون في كلّ آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ليكون انتفاعهم بها أكثر فكذلك في أيّام غيبته عليه السلام ، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره في كلّ وقت وزمان ولا ييأسون منه.
يتبع الشبه بين مهدي هذه الأُمّة وبين الشمس المجلّلة بالسحاب
4ـ إنّ الشمس قد تخرج من السحاب على البعض دون الآخر، فكذلك يمكن أن يظهر في غيبته لبعض الخلق دون البعض.
5ـ إنّ شعاع الشمس يدخل البيوت بقدر ما فيها من النوافذ وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع، فكذلك الخلق إنّما ينتفعون بأنوار هدايته بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسّهم ومشاعرهم، من الشهوات النفسية والعلائق الجسمانية، والالتزام بأوامر الله والتجنّب عن معاصيه، إلى أن ينتهي الأمر حيث يكون بمنزلة من هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب.
اللهم صل على محمد وال محمد
*******************
بعد شهادة الإمام العسكري عليه السلام في 8 ربيع الأوّل 260توّج ابنه الإمام المهدي عليه السلام بتاج الخلافة والإمامة للمسلمين في 9 ربيع الأوّل260 هجرية.وتفرح الشيعة في مثل هذا اليوم وتقيم الاحتفالات لهذا التتويجوذلك لأنّه أوّل يوم من إمامة وخلافة منجي البشرية وآخر الحجج لله على أرضه وتأمل أن يعجّل الله تعالى فرج إمام زمانها الإمام المهدي المنتظرعليه السلام في أقرب وقت ممكن ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً
كما بشّر بذلك جدُّه محمّد صلى الله عليه وآله في أحاديث متواترة نقلتها كتب المسلمين سنّة وشيعة.
عمره عليه السلام عند التتويج
تسلّم الإمام المهدي عليه السلام مهام الإمامة وهو ابن خمس سنين
فهو بذلك يكون أصغر الأئمّة عليهم السلام سنّاً عند تولّيه الإمامة
وليس هذا بدعاً من الأُمور في تاريخ الأنبياء والرسل وأئمّة أهل البيت عليهم السلام.
فقد سبق الإمام المهدي عليه السلام بعض أنبياء الله تعالى كعيسى ويحيى عليهما السلام وفق نصّ القرآن الكريم بعمر ثمان سنين
وسبقه جدّه الإمام الهادي عليه السلام لتسلّم الإمامة وكان عمره ثمان سنين
وسبقه الإمام الجواد عليه السلام وعمره الشريف سبع أو تسع سنين.
فلا يؤثّر صغر السنّ في قابلية الإفاضة الربّانية على الشخص
ولذا نرى الذين ترجموا للإمام المهدي عليه السلام من علماء المذاهب الإسلامية قد اعتبروا تسلّمه للإمامة وهو في هذا السنّ خمس سنين أمراً عادياً في سيرة الأئمّةعليهم السلام.
وكان أوّل مهامه بعد تسلّمه الإمامة الصلاة على أبيه الإمام العسكري عليه السلام في داره
وقبل إخراج جسده الطاهر إلى الصلاة الرسمية التي خطّطتها السلطة الجائرة آنذاك
وكان ذلك أمراً مهمّاً في إثبات إمامته المباركة،
حيث لا يصلّي على الإمام المعصوم إلّا الإمام المعصوم.
قال ابن حجر الهيثمّي الشافعي في ذيل ترجمته للإمام الحسن العسكري عليه السلام :
ولم يخلّف ـ الإمام العسكري ـ غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه الله فيها الحكمة».
المصدر:الصواعق المحرقة 208.
وقال الشيخ عبد الرحمن الجامي الحنفي في مرآة الأسرار في ترجمة الإمام المهدي عليه السلام: وكان عمره عند وفاة والده الإمام الحسن العسكري خمس سنين وجلس على مسند الإمامة وكما أعطى الحق تعالى يحيى بن زكريا الحكمة والكرامة في حال الطفولية وأوصل عيسى بن مريم إلى المرتبة العالية في زمن الصبا كذلك هو في صغر السنّ جعله الله إماماً وخوارق العادات الظاهرة له ليست قليلة بحيث يسعها هذا المختصر.
المصدر:أعيان الشيعة 2/69.
ومن مستحبّات هذا اليوم
يستحبّ في هذا اليوم
الإنفاق والإطعام والتوسعة في نفقة العيال
فقد روي أنّه من أنفق في اليوم شيئاً غفر الله له ذنوبه
ويستحب لبس الجديد والشكر والعبادة
وهو يوم نفي الهموم والغموم والأحزان.
الغيبة الصغرى وفائدته عليه السلام في الغيبة
وفي مثل هذا اليوم غاب الإمام المهدي عليه السلام عن أنظار الناس
وبدأت بغيابه الغيبة الصغرى التي استمرت سبعين عاماً.
وهنا لا بأس أن نبيّن فائدة الإمام المهدي عليه السلام في زمن الغيبة.
لاشكّ ولا ريب أنّ الإمام المهدي عليه السلام حجّة الله تعالى على الخلق
بمعنى أنّ الله تعالى يحتجّ به على عباده يوم القيامة، وعليه فالحجّية مهمّة من مهام الإمام ووظائفه.
فغيابه عليه السلام عن أنظار الخلق ـ بمعنى أنّ الخلق لا يراه بينما هو يراهم ـ لا يضرّ على هذا المعنى من الحجّية فهو ناظر إلى أعمالنا، ومطّلع عليها.
إنّ معنى الحجّية هو الالتزام بأقوال الإمام عليه السلام وأوامره ونواهيه والعمل عليها، فغيابه عليه السلام أيضاً لا يضرّ إذ يكفي في صحّة إطلاق الحجّية بهذا المعنى هو التزام المؤمن بأنّه إذا صدر أمر أو نهي من الإمام سوف يطبّقه ويسير على نهجه سواء صدر ذلك فعلاً أو لم يصدر كما في زمن الغيبة
آنّ وجود الإمام عليه السلام لا يقتصر على الحجّية
بل له مهام وفوائد ووظائف أُخرى كثيرة جدّاً
بحيث يكون الانتفاع به كالشمس إذا غيّبتها السحاب كما ورد ذلك في روايات أهل البيت عليهم السلام.
فقد سُئل النبي صلى الله عليه وآله عن كيفية الانتفاع بالإمام المهدي عليه السلام في غيبته فقال:
إي والذي بعثني بالنبوّة، إنّهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلّلها السحاب.
المصدر:كمال الدين وتمام النعمة: 253.
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال بعد أن سُئل عن كيفية انتفاع الناس بالحجّة الغائب المستور: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب.
روي أنّه خرج من الناحية المقدّسة إلى إسحاق بن يعقوب على يد محمّد بن عثمان:
وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب.
المصدر:كمال الدين وتمام النعمة: 485.
فيمكن أن يقال: إنّ الشبه بين مهدي هذه الأُمّة، وبين الشمس المجلّلة بالسحاب من عدّة وجوه:
1ـ المهدي عليه السلام كالشمس في عموم النفع فنور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه.
2ـ إنّ منكر وجود المهدي عليه السلام كمنكر وجود الشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار.
3ـ إنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ينتظرون في كلّ آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ليكون انتفاعهم بها أكثر فكذلك في أيّام غيبته عليه السلام ، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره في كلّ وقت وزمان ولا ييأسون منه.
يتبع الشبه بين مهدي هذه الأُمّة وبين الشمس المجلّلة بالسحاب
4ـ إنّ الشمس قد تخرج من السحاب على البعض دون الآخر، فكذلك يمكن أن يظهر في غيبته لبعض الخلق دون البعض.
5ـ إنّ شعاع الشمس يدخل البيوت بقدر ما فيها من النوافذ وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع، فكذلك الخلق إنّما ينتفعون بأنوار هدايته بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسّهم ومشاعرهم، من الشهوات النفسية والعلائق الجسمانية، والالتزام بأوامر الله والتجنّب عن معاصيه، إلى أن ينتهي الأمر حيث يكون بمنزلة من هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب.
تعليق