بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يمكن تقييم الأمر بحدية تامة قد يكون هناك قلم أنثوي بمقتضى خصائص الأنوثة ومكوناتها الفسيولوجية، وهناك قلم ذكوري يحمل خصائص الذكورة ومكونات الذكر النفسية أيضاً ,ولكن في الإطار العام يتفق النقاد على ((أنسنة)) القلم وشمولية النص لكل قضايا الإنسان رجلاً كان أو امرأة.
رغم اختلافهما في التعبير وفي صياغة الاسلوب الا أنهما يتفقان في المسار والرؤية فهما مستخلفان على الأرض للقيام بالدور الحضاري الكبير ولهذا خاطبهما الله عز وجل في النص القرآني على أساس انساني دون أن يخصّ الذكر أو الأنثى بخطاب خاص ، مثل ((المؤمنين والمؤمنات))، ((المسلمون والمسلمات))، ((يا أيها الإنسان)) باعتبار أن الإنسان خليفة الله على الأرض قد حمل أمانة ((الإعمار والإصلاح)) بعدما أبت الجبال حملها لعظيم ثقلها.
فالخطاب إنساني عام يركز على الهدف المشترك الذي يجمع الرجل والمرأة ((يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه)) فلكل منهما دوره في الحياة ووظائفه وأسلوبه المتناغم مع نسيج شخصيته لكنهما في النهاية يلتقيان في هدف مشترك وهو السير في طريق التكامل نحو المثل الأعلى المطلق وهو الله عز وجل ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) العبودية المتمثلة في صناعة الحياة على الأرض وتعميرها واختلاق كل نواحي الأنس والجمال والإبداع سواء في السياسة والفن والاجتماع والأدب… الخ هذا في العموم.
وحينما ندخل في التفاصيل الدقيقة يمكن قراءة بعض النصوص ذات الصبغة الأنثوية المتطرفة سواء في الأسلوب أو المضمون، فالأنثى غالباً ما تتخذ المفرادات العاطفية المؤثرة وبانفعال مفرط مستغرقة إلى حد كبير في الوجدانيات والأنا المتوحدة بتفصيل واتساع بحكم طغيان العاطفة على عقلها، فالدراسات الحديثة أثبتت أن هناك فروق هائلة بين عقل المرأة وعقل الرجل، اختلاف في نوعية الأحاديث، اختلاف في اللغة والتعبير، وتعرفون الكتاب الشهير ((الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)) للباحث والطبيب النفسي ((جون غراي)) والذي حقق أعلى نسبة مبيعات في العالم قد عزز هذه الفكرة بعد بحوث مستفيضة.
فالكلمة المكتوبة والمنطوقة هي مخبوء الإنسان الداخلي ومحتواه الفكري والوجداني تكتب وتلفظ معبأة بطاقة الإنسان وقد تكون طاقة سالبة أو موجبة بحكم شخصية الكاتب ومزاجه وحالته النفسية، فالإمام علي بن أبي طالب (ع) يقول: (( تكلموا فإن المرء مخبوء تحت لسانه)).
فالقلم الأنثوي واقع يفرض نفسه ويمكن تقييمه بشكل واضح ، فهو بوح الخلجات السرية حينما تجتمع النساء في دائرة مغلقة لها خصوصية واستثناء قد لا يفهمها الرجل أو يستوعبها، فالمرأة أبرع في التقاط النتوءات المهملة وأدق في تصوير التفاصيل المهمشة والتي لا ترى بالعين المجردة وربما يجهلها الرجل أو يتجاهلها بحكم تقييمه المختلف أحياناً عن المرأة والتي قد لا يجد فيها مضموناً هاماً.
فمن يقرأ نصاً أدبياً مجهول الاسم يمكنه على الفور أن يشخص جنس الكاتب بحكم الاختلافات الكثيرة والصبغة التي تلون النص إن كان أنثوياً أو ذكورياً، قد يختزل الكاتب بعض المشاهد وينغلق على الحدث بشكل مكثف دون الخوض في الجزئيات المملة والتفاصيل المخلخلة للفكرة، فيأتي نصه متيناً مركزاً مشبعاً غنياً، في حين تبدو المرأة متشعبة أشبه بشبكة عصبية متصلة ببعضها و منفعلة مع كل الدقائق الصغيرة والبعيدة فهي تتسع أفقياً بينما الرجل يتغلغل عمودياً، وإن كان النص يحمل صبغة الذكورة أو الأنوثة فإن القاسم المشترك بينهما هو الهدف والنص لا يأتي أنوثياً بحتاً أو ذكورياً مجرداً لأنهما متصلان ببعض فطرياً ومتناغمان في سياق المبنى العام للنص ، فالمرأة حينما تكتب معاناتها فإنها تفعل ذلك في إطار علاقتها بالرجل زوجاً كان أو أباً ,أخاً ,ابناً ,حاكماً أو مسئولاً إدارياً، فالعلاقات الإنسانية المتفاعلة تفرض نفسها في النص، وبطبيعة الحال حينما يكتب الرجل في قضايا الحياة العامة أو الخاصة تدخل المرأة في جوهر النص كعنصر هام وحيوي لا تستقيم الحياة دونه.
وفي النهاية أقول:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يمكن تقييم الأمر بحدية تامة قد يكون هناك قلم أنثوي بمقتضى خصائص الأنوثة ومكوناتها الفسيولوجية، وهناك قلم ذكوري يحمل خصائص الذكورة ومكونات الذكر النفسية أيضاً ,ولكن في الإطار العام يتفق النقاد على ((أنسنة)) القلم وشمولية النص لكل قضايا الإنسان رجلاً كان أو امرأة.
رغم اختلافهما في التعبير وفي صياغة الاسلوب الا أنهما يتفقان في المسار والرؤية فهما مستخلفان على الأرض للقيام بالدور الحضاري الكبير ولهذا خاطبهما الله عز وجل في النص القرآني على أساس انساني دون أن يخصّ الذكر أو الأنثى بخطاب خاص ، مثل ((المؤمنين والمؤمنات))، ((المسلمون والمسلمات))، ((يا أيها الإنسان)) باعتبار أن الإنسان خليفة الله على الأرض قد حمل أمانة ((الإعمار والإصلاح)) بعدما أبت الجبال حملها لعظيم ثقلها.
فالخطاب إنساني عام يركز على الهدف المشترك الذي يجمع الرجل والمرأة ((يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه)) فلكل منهما دوره في الحياة ووظائفه وأسلوبه المتناغم مع نسيج شخصيته لكنهما في النهاية يلتقيان في هدف مشترك وهو السير في طريق التكامل نحو المثل الأعلى المطلق وهو الله عز وجل ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) العبودية المتمثلة في صناعة الحياة على الأرض وتعميرها واختلاق كل نواحي الأنس والجمال والإبداع سواء في السياسة والفن والاجتماع والأدب… الخ هذا في العموم.
وحينما ندخل في التفاصيل الدقيقة يمكن قراءة بعض النصوص ذات الصبغة الأنثوية المتطرفة سواء في الأسلوب أو المضمون، فالأنثى غالباً ما تتخذ المفرادات العاطفية المؤثرة وبانفعال مفرط مستغرقة إلى حد كبير في الوجدانيات والأنا المتوحدة بتفصيل واتساع بحكم طغيان العاطفة على عقلها، فالدراسات الحديثة أثبتت أن هناك فروق هائلة بين عقل المرأة وعقل الرجل، اختلاف في نوعية الأحاديث، اختلاف في اللغة والتعبير، وتعرفون الكتاب الشهير ((الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)) للباحث والطبيب النفسي ((جون غراي)) والذي حقق أعلى نسبة مبيعات في العالم قد عزز هذه الفكرة بعد بحوث مستفيضة.
فالكلمة المكتوبة والمنطوقة هي مخبوء الإنسان الداخلي ومحتواه الفكري والوجداني تكتب وتلفظ معبأة بطاقة الإنسان وقد تكون طاقة سالبة أو موجبة بحكم شخصية الكاتب ومزاجه وحالته النفسية، فالإمام علي بن أبي طالب (ع) يقول: (( تكلموا فإن المرء مخبوء تحت لسانه)).
فالقلم الأنثوي واقع يفرض نفسه ويمكن تقييمه بشكل واضح ، فهو بوح الخلجات السرية حينما تجتمع النساء في دائرة مغلقة لها خصوصية واستثناء قد لا يفهمها الرجل أو يستوعبها، فالمرأة أبرع في التقاط النتوءات المهملة وأدق في تصوير التفاصيل المهمشة والتي لا ترى بالعين المجردة وربما يجهلها الرجل أو يتجاهلها بحكم تقييمه المختلف أحياناً عن المرأة والتي قد لا يجد فيها مضموناً هاماً.
فمن يقرأ نصاً أدبياً مجهول الاسم يمكنه على الفور أن يشخص جنس الكاتب بحكم الاختلافات الكثيرة والصبغة التي تلون النص إن كان أنثوياً أو ذكورياً، قد يختزل الكاتب بعض المشاهد وينغلق على الحدث بشكل مكثف دون الخوض في الجزئيات المملة والتفاصيل المخلخلة للفكرة، فيأتي نصه متيناً مركزاً مشبعاً غنياً، في حين تبدو المرأة متشعبة أشبه بشبكة عصبية متصلة ببعضها و منفعلة مع كل الدقائق الصغيرة والبعيدة فهي تتسع أفقياً بينما الرجل يتغلغل عمودياً، وإن كان النص يحمل صبغة الذكورة أو الأنوثة فإن القاسم المشترك بينهما هو الهدف والنص لا يأتي أنوثياً بحتاً أو ذكورياً مجرداً لأنهما متصلان ببعض فطرياً ومتناغمان في سياق المبنى العام للنص ، فالمرأة حينما تكتب معاناتها فإنها تفعل ذلك في إطار علاقتها بالرجل زوجاً كان أو أباً ,أخاً ,ابناً ,حاكماً أو مسئولاً إدارياً، فالعلاقات الإنسانية المتفاعلة تفرض نفسها في النص، وبطبيعة الحال حينما يكتب الرجل في قضايا الحياة العامة أو الخاصة تدخل المرأة في جوهر النص كعنصر هام وحيوي لا تستقيم الحياة دونه.
هناك قلم له صبغة أنثوية وقلم له صبغة ذكورية لكن الخطوط العريضة توحد بينهما في رؤى إنسانية مشتركة وهذا ليس ضعفاً وإنما تكاملاً يبعث الجمال في المظهر الخارجي للنص حينما يمزج اللون الذكوري واللون الأنثوي في بوتقة واحدة .