مسجد قباء أول مسجد بني في الاسلام باليد المباركة للنبي محمد (ص).
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
المساجد هي اماكن مقدسة لذكر الله التي يجتمع فيها المصلين لتادية الصلاة والدعاء والتقرب الى الله ، و قد حث الله عز وجل في القران الكريم على السعي لبنائها واعمارها ماديا ومعنويا ، فقال تعالى : ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) . الاية 18 / التوبة .
فاقامة الصلاة في اوقاتها المقررة في المساجد نوع من اعمارها .
وقد حذر الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد على السعي في خراب المساجد أو منع ذكر الله فيها ، فقال تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ لَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِي ٱلأخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . الأية 114 / البقرة .
ومن ضمن المساجد التي بنيت وعمرت وشيدت لذكر الله هو مسجد قباء ، هو أول مسجد بني في الإسلام ، وقد تم تشيّده على اليد المباركة للنبي الأكرم محمد (ص) .
ويقع مسجد قباء في قرية على مشارف المدينة المنورة والمسافة التي تفصل مسجد قباء عن مسجد النبي (ص) ميلين أي خمسة أو ستة كيلو مترات جنوب المدينة المنورة أو الجنوب الغربي منها ، وقيل ان وجه تسمية المسجد بقباء لان القرية التي شُيّد فيها كانت تحمل هذا الاسم ، وقيل ان قباء أصله اسم بئرٍ هناك عُرفت القرية بها . [1] .
وقرية قباء ذات فضاء حسن وطبيعة خلّابة وآبار كثيرة ولكثرة مياهها وطيب هوائها انتشرت فيها الأشجار والبساتين بكثرة . [2] .
*** وصول النبي الأكرم (ص) إلى قباء وتشييد المسجد فيها :
بعدما خرج النبي (ص) من مكة ، مهاجرا إلی يثرب ، دخل قرية قباء يوم الاثنين المصادف للثاني عشر [3] أو الرابع عشر من شهر ربيع الأول ، فشيّد خلال إقامته هناك مسجداً بمساعدة سائر المسلمين حيث وضع (ص) الحجر الأوّل له ، وقيل إنّ ذلك تم بطلب من المسلمين أنفسهم [4] وهناك من قال إنه تم بطلب من عمار بن ياسر خاصة.[5] .
*** فضل الذهاب لمسجد قباء في القرآن الكريم :
قال تعالى : ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ.
الاية 107، التوبة .
ذهب أكثر المفسرين إلى القول بأنّ الآيات 107 الى 110 من سورة التوبة نزلت في مسجدي ضرار الذي بناه المنافقون ومسجد قباء الذي بناه النبي الاكرم (ص) . محذّرة من الصلاة في مسجد ضرار وحاثة على الصلاة في مسجد قباء بوصفه بني على التقوى : ومما يكشف عن مكانة مسجد قباء ومنزلته في الفكر الاسلامي والذي من خصائصه أن « فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ».
*** فضل الذهاب لمسجد قباء في الروايات النبوية الشريفة :
وردت في فضل مسجد قباء الكثير من الروايات النبوية الشريفة نشير إلى بعضها منها :
روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال : ( صلاة في مسجد قباء كعمرة ) .[6] .
وروى ابن النجار في تاريخ المدينة عن سهل بن حنيف عن النبي (ص) أنّه قال: ( من توضأ فأسبغ الوضوء وجاء مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان له أجر عمرة ) .[7] .
ورى صاحب الطبقات ما يدل على الأهمية التي كان النبي (ص) يوليها لمسجد قباء عندما قال : ( كان رسول الله (ص) يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا ) . وفي رواية أخرى عن ابن عمر قال : ( لقد رأيت رسول الله (ص) يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا ) .[8] .
وروي عن عقبة بن خالد قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : إنّا نأتي المساجد التي حول المدينة فبأيها أبدأ ؟ فقال : ابدأ بقباء فصلّ فيه وأكثر ، فإنه أول مسجد صلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه العرصة . [9] .
1- عبد الغني، المساجد الأثرية في المدينة النبوية، ص 25 وبهرام نسب، استوانه نور، ص 10.
2 - بهرام نسب، استوانه نور ، ص 11و12.
3 - المسعودي، مروج الذهب، ج 1، ص 634.
4 - قائدان، تاريخ و[ال] آثار [ال]اسلامي [ة في] مكة [الـ]مكرمة و [الـ]مدينة [الـ]منورة، ص 226.
5 - الصديقي ،حسن البناء في فضل مسجد قبا، ص 34.
6 - ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 210.
7 - النجار، اخبار مدينة الرسول، ص 112.
8 - ابن سعد، طبقات، ج 1، ص 189.
9- الحج والعمرة في الكتاب والسنة / الشيخ محمد الريشهري / ص309 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
المساجد هي اماكن مقدسة لذكر الله التي يجتمع فيها المصلين لتادية الصلاة والدعاء والتقرب الى الله ، و قد حث الله عز وجل في القران الكريم على السعي لبنائها واعمارها ماديا ومعنويا ، فقال تعالى : ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) . الاية 18 / التوبة .
فاقامة الصلاة في اوقاتها المقررة في المساجد نوع من اعمارها .
وقد حذر الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد على السعي في خراب المساجد أو منع ذكر الله فيها ، فقال تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ لَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِي ٱلأخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . الأية 114 / البقرة .
ومن ضمن المساجد التي بنيت وعمرت وشيدت لذكر الله هو مسجد قباء ، هو أول مسجد بني في الإسلام ، وقد تم تشيّده على اليد المباركة للنبي الأكرم محمد (ص) .
ويقع مسجد قباء في قرية على مشارف المدينة المنورة والمسافة التي تفصل مسجد قباء عن مسجد النبي (ص) ميلين أي خمسة أو ستة كيلو مترات جنوب المدينة المنورة أو الجنوب الغربي منها ، وقيل ان وجه تسمية المسجد بقباء لان القرية التي شُيّد فيها كانت تحمل هذا الاسم ، وقيل ان قباء أصله اسم بئرٍ هناك عُرفت القرية بها . [1] .
وقرية قباء ذات فضاء حسن وطبيعة خلّابة وآبار كثيرة ولكثرة مياهها وطيب هوائها انتشرت فيها الأشجار والبساتين بكثرة . [2] .
*** وصول النبي الأكرم (ص) إلى قباء وتشييد المسجد فيها :
بعدما خرج النبي (ص) من مكة ، مهاجرا إلی يثرب ، دخل قرية قباء يوم الاثنين المصادف للثاني عشر [3] أو الرابع عشر من شهر ربيع الأول ، فشيّد خلال إقامته هناك مسجداً بمساعدة سائر المسلمين حيث وضع (ص) الحجر الأوّل له ، وقيل إنّ ذلك تم بطلب من المسلمين أنفسهم [4] وهناك من قال إنه تم بطلب من عمار بن ياسر خاصة.[5] .
*** فضل الذهاب لمسجد قباء في القرآن الكريم :
قال تعالى : ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ.
الاية 107، التوبة .
ذهب أكثر المفسرين إلى القول بأنّ الآيات 107 الى 110 من سورة التوبة نزلت في مسجدي ضرار الذي بناه المنافقون ومسجد قباء الذي بناه النبي الاكرم (ص) . محذّرة من الصلاة في مسجد ضرار وحاثة على الصلاة في مسجد قباء بوصفه بني على التقوى : ومما يكشف عن مكانة مسجد قباء ومنزلته في الفكر الاسلامي والذي من خصائصه أن « فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ».
*** فضل الذهاب لمسجد قباء في الروايات النبوية الشريفة :
وردت في فضل مسجد قباء الكثير من الروايات النبوية الشريفة نشير إلى بعضها منها :
روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال : ( صلاة في مسجد قباء كعمرة ) .[6] .
وروى ابن النجار في تاريخ المدينة عن سهل بن حنيف عن النبي (ص) أنّه قال: ( من توضأ فأسبغ الوضوء وجاء مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان له أجر عمرة ) .[7] .
ورى صاحب الطبقات ما يدل على الأهمية التي كان النبي (ص) يوليها لمسجد قباء عندما قال : ( كان رسول الله (ص) يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا ) . وفي رواية أخرى عن ابن عمر قال : ( لقد رأيت رسول الله (ص) يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا ) .[8] .
وروي عن عقبة بن خالد قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : إنّا نأتي المساجد التي حول المدينة فبأيها أبدأ ؟ فقال : ابدأ بقباء فصلّ فيه وأكثر ، فإنه أول مسجد صلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه العرصة . [9] .
إلا بذكر الله تطمئن القلوب
*****************************
1- عبد الغني، المساجد الأثرية في المدينة النبوية، ص 25 وبهرام نسب، استوانه نور، ص 10.
2 - بهرام نسب، استوانه نور ، ص 11و12.
3 - المسعودي، مروج الذهب، ج 1، ص 634.
4 - قائدان، تاريخ و[ال] آثار [ال]اسلامي [ة في] مكة [الـ]مكرمة و [الـ]مدينة [الـ]منورة، ص 226.
5 - الصديقي ،حسن البناء في فضل مسجد قبا، ص 34.
6 - ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 210.
7 - النجار، اخبار مدينة الرسول، ص 112.
8 - ابن سعد، طبقات، ج 1، ص 189.
9- الحج والعمرة في الكتاب والسنة / الشيخ محمد الريشهري / ص309 .
تعليق