بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد واله المعصومين
هناك خلاف واقعي بين الفرق الاسلامية في امكان رؤية الله تعالى في الدنيا والاخرة , فلو سال سائل هل يمكن رؤية الله تعالى في الدنيا او في الاخرة
وقبل الإجابة على هذا السؤال لا بد و إن نعرف أن معنى الرؤية عند أهل اللغة هو النظر أو البصر بحاسة العين ، أما التفسير العلمي لعملية الأبصار و الرؤية فهو : وصول ضوء الأجسام ـ إذا كانت مضيئة بنفسها كالشمس و القمر و المصابيح ـ أو الضوء المنعكس منها ـ إذا لم تكن مضيئة بنفسها كالمباني و الأشجار ـ إلى العين باختراق الضوء للقرنية و انكساره و عبوره من العنبية و وروده العدسة و انكساره ثانية ، ثم تمركزه على الطبقة الحساسة داخل العين المسماة بالشبكية و حصول صورة مقلوبة رأسا على عقب من الجسم المُبْصَر ، تنتقل الصورة بعدها إلى الدماغ بواسطة أعصاب الرؤية ، و هكذا تحصل الرؤية و لا يزال العلماء المختصون يجهلون حقيقتها ، هذه هي الرؤية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد واله المعصومين
هناك خلاف واقعي بين الفرق الاسلامية في امكان رؤية الله تعالى في الدنيا والاخرة , فلو سال سائل هل يمكن رؤية الله تعالى في الدنيا او في الاخرة
وقبل الإجابة على هذا السؤال لا بد و إن نعرف أن معنى الرؤية عند أهل اللغة هو النظر أو البصر بحاسة العين ، أما التفسير العلمي لعملية الأبصار و الرؤية فهو : وصول ضوء الأجسام ـ إذا كانت مضيئة بنفسها كالشمس و القمر و المصابيح ـ أو الضوء المنعكس منها ـ إذا لم تكن مضيئة بنفسها كالمباني و الأشجار ـ إلى العين باختراق الضوء للقرنية و انكساره و عبوره من العنبية و وروده العدسة و انكساره ثانية ، ثم تمركزه على الطبقة الحساسة داخل العين المسماة بالشبكية و حصول صورة مقلوبة رأسا على عقب من الجسم المُبْصَر ، تنتقل الصورة بعدها إلى الدماغ بواسطة أعصاب الرؤية ، و هكذا تحصل الرؤية و لا يزال العلماء المختصون يجهلون حقيقتها ، هذه هي الرؤية .
شروط الرؤية :
و لكي تتحقق الرؤية فلا بد من اجتماع شروط عديدة حتى تتم الرؤية ، و من تلك الشروط : أن يكون الشيء المراد رؤيته ضوءً أو لونا أو شكلا ، و إن يكون الجسم المراد رؤيته مُضِيئا أو مُضاءً ، و إن تكون بين الرائي و المرئي مسافة كافية للرؤية من حيث القرب و البعد و إن يكون الجسم المرئي كثيفا ، و إن يكون حجمه قابلا للرؤية .
رؤية الله سبحانه و تعالى :
إذا اتضح ما قدمناه فنقول : إذا كان المقصود من رؤية الله سبحانه و تعالى هو المعرفة بالله و العلم به فهي جائزة ، أما إذا كان المقصود هو الرؤية بالعين كما نرى الأشياء و الأجسام المختلفة فهذه الرؤية مستحيلة لمنافاتها لأصل التوحيد ، إذ المشروط في من يُراد رؤيته أن يكون في جهة و حَيِّز ، و إن يكون غير مجرد ـ أي يكون جسما ـ لأن هذه الأمور تُعَدُّ من أساسيات تحقق الرؤية ، و لما كان الله سبحانه و تعالى منزها عن الجهة و الحيّز فيستحيل وقوع الرؤية عليه تعالى ، هذا من الجانب العقلي و العلمي ، أما من حيث الآيات و النصوص الشرعية فلنا من القرآن الكريم آيات محكمات تؤيد حكم العقل بامتناع الرؤية منها :
قال الله سبحانه و تعالى : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } 1 فان الإدراك متى قُرن بالبصر لا يفهم منه إلا الرؤية بالعين ، و قد دلت الآية على انه سبحانه قد تعالى على جميع الموجودات و تفرد ، فهو يرى و لا يرى .
و قال عز و جل : { وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } 2
و حسبنا قول الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) عندما سُئل عن الرؤية .
قَالَ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ : قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ( عليه السلام ) : جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ مِنَ الرُّؤْيَةِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا يُرَى ؟
فَقَالَ : " يَا أَبَا الْعَبَّاسِ ، مَنْ وَصَفَ اللَّهَ بِخِلَافِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ ، قَالَ اللَّهُ : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } 1 ، هَذِهِ الْأَبْصَارُ لَيْسَتْ هِيَ الْأَعْيُنَ إِنَّمَا هِيَ الْأَبْصَارُ الَّتِي فِي الْقُلُوبِ ، لَا تَقَعُ عَلَيْهِ الْأَوْهَامُ وَ لَا يُدْرَكُ كَيْفَ هُوَ " 3 .
المصادر
1. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 103 ، الصفحة : 141 .
2. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 143 ، الصفحة : 167 .
3. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 4 / 53 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
و لكي تتحقق الرؤية فلا بد من اجتماع شروط عديدة حتى تتم الرؤية ، و من تلك الشروط : أن يكون الشيء المراد رؤيته ضوءً أو لونا أو شكلا ، و إن يكون الجسم المراد رؤيته مُضِيئا أو مُضاءً ، و إن تكون بين الرائي و المرئي مسافة كافية للرؤية من حيث القرب و البعد و إن يكون الجسم المرئي كثيفا ، و إن يكون حجمه قابلا للرؤية .
رؤية الله سبحانه و تعالى :
إذا اتضح ما قدمناه فنقول : إذا كان المقصود من رؤية الله سبحانه و تعالى هو المعرفة بالله و العلم به فهي جائزة ، أما إذا كان المقصود هو الرؤية بالعين كما نرى الأشياء و الأجسام المختلفة فهذه الرؤية مستحيلة لمنافاتها لأصل التوحيد ، إذ المشروط في من يُراد رؤيته أن يكون في جهة و حَيِّز ، و إن يكون غير مجرد ـ أي يكون جسما ـ لأن هذه الأمور تُعَدُّ من أساسيات تحقق الرؤية ، و لما كان الله سبحانه و تعالى منزها عن الجهة و الحيّز فيستحيل وقوع الرؤية عليه تعالى ، هذا من الجانب العقلي و العلمي ، أما من حيث الآيات و النصوص الشرعية فلنا من القرآن الكريم آيات محكمات تؤيد حكم العقل بامتناع الرؤية منها :
قال الله سبحانه و تعالى : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } 1 فان الإدراك متى قُرن بالبصر لا يفهم منه إلا الرؤية بالعين ، و قد دلت الآية على انه سبحانه قد تعالى على جميع الموجودات و تفرد ، فهو يرى و لا يرى .
و قال عز و جل : { وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } 2
و حسبنا قول الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) عندما سُئل عن الرؤية .
قَالَ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ : قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ( عليه السلام ) : جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ مِنَ الرُّؤْيَةِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا يُرَى ؟
فَقَالَ : " يَا أَبَا الْعَبَّاسِ ، مَنْ وَصَفَ اللَّهَ بِخِلَافِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ ، قَالَ اللَّهُ : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } 1 ، هَذِهِ الْأَبْصَارُ لَيْسَتْ هِيَ الْأَعْيُنَ إِنَّمَا هِيَ الْأَبْصَارُ الَّتِي فِي الْقُلُوبِ ، لَا تَقَعُ عَلَيْهِ الْأَوْهَامُ وَ لَا يُدْرَكُ كَيْفَ هُوَ " 3 .
المصادر
1. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 103 ، الصفحة : 141 .
2. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 143 ، الصفحة : 167 .
3. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 4 / 53 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
تعليق