:: مِن كلامٍ لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ، صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه ،وهو يوجِّهنا ويرشدنا للاستضاءةِ به ، فِكرَاً وسُلُوكا – قال : عليه السلام :
( مَنْ حَاسَبَ نَفْسَه رَبِحَ ومَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ – ومَنْ خَافَ أَمِنَ ومَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ – ومَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ ومَنْ فَهِمَ عَلِمَ )
: نهجُ البلاغة ، ت ، د ، صبحي الصالح ، ص 506.
:1:- في الواقع نحن نحتاجُ بين فترةٍ وأُخرى إلى أن نَعِظَ أنفسنَا – وإن كان للإنسان واعظٌ مِن نفسه فسينجو – والواعظٌ هو تلك الجهةُ التي تُريدُ بنا خيراً وصلاحا .
:2:- إنَّ الإنسانَ في هذه الحياة هو في معرض الابتلاء بالنفس الأمّارة بالسوء ، وبوسواس شياطين الإنس والجنّ – وهذه الموعظة البليغة تكشفُ له معالمَ الطريق – وتختصرُ له الاقتراب من رضا اللهِ تبارك وتعالى والابتعاد عن سخطه.
:3:- هذه الموعظة القيّمة بمقاطعها الشرطيّة مترابطةٌ بشكل وثيق ، وإن كان كلّ مقطع منها مستقل في نفسه ،
قال: عليه السلام ، ( مَنْ حَاسَبَ نَفْسَه رَبِحَ ومَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ ) .
:4:- إنَّ أميرَ المؤمنين ، عليه السلام ، يُريدُ منّا أن نتعاطى مع مشاكلنا الخاصّة بحالةٍ نرتقي بها للحالة الصحيَّة دينيَّاً – بحيث إذا أذنب الإنسانُ تابَ من فوره ،وتدارك وضعه.
:5:- في هذه المقاطع البليغة يوجّهنا أمير المؤمنين إلى ضرورة التعوّدِ على محاسبة أنفسنا – للحفاظ على الضمير حيّاً – قبل أن يموتَ فينغلق في علاقته مع اللهِ تعالى , وإنَّ الإنسانَ إذا ماتَ ضميره أصبح ميّتاً ، وسيكون وبالاً على نفسه وضرراً على المجتمع.
:6:- ومن جملة أدوات الفوز والفلاح هي المحاسبة : والتي تعني مراجعة العمل ، والوقوف عنده بتأمّل – تقييماً له وتصويباً إن كان فيه خطأٌ – وينبغي أن تكون محاسبتنا لأنفسنا دقيقةً ، كما يُحاسبُ التّاجر عمّاله وأمينه – ولا بُدّ من أن تكون المُحاسبة مقدّمةً للإصلاح – ولذا قابل الإمام علي ، عليه السلام ، بينها وبين الغفلة – فمن حاسبه نفسه ربح ، ومن غفلَ عنها خسر.
:7:- إنَّ غفلتنا عن أنفسنا هي غفلة ليست حقيقيّة – والجهة التي ستحاسبنا هي غير غافلة عنّا- فاللهُ تعالى هو الشاهد الرقيب والحسيب – وكذا الملائكة تحصي علينا أعمالنا .
:8:- بالمحاسبة للنفس ومعاتبتها وتسديدها سيربح الإنسانُ مع اللهِ سبحانه بالمحاسبة للنفس ومعاتبتها وتسديدها سيربح الإنسانُ مع اللهِ سبحانه :
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)الصف ، ومُحاسبةُ النفسِ تكشفُ لنا عيوبنا ، وتمنعنا من الغفلة التي توردنا المهالكَ.
:9:- إنَّ اللهَ تعالى لم يأذن لنا بتجاوز حدوده – لم يأذن لنا بالنظر إلى ما حرّمَ علينا – ولم يأذن لنا بالاستماع إلى
ما حرّم – ولم يأذن لنا بهتك حرمات وأعراض الآخرين – والإنسان إذا لم يلتفت إلى نفسه ويتعلّم ويُحاسبها – فمن أين يتعلّم؟ ، وعلينا أن نبدأ بمحاسبة أنفسنا قبل فوات الأوان.
:10:- على شبابنا أن يحاسبَ نفسه ، وأن ينظرَ إليها ، كما ينظرُ إلى المرآة مرّات يوميّاً ، قبل أن يدركه الشيبُ – ولنراقب أنفسنا في كلّ حركاتنا وسكناتنا – وقد كان أعاظم العلماء يصنعون ذلك بدقّة.
:11:- بعضُ النّاس يكتبُ باطلاً – ويتحدّثُ باطلاً ويتهجّم دون مُراعاة للشرعِ والأخلاق – على طريقة
( حشرٌ مع النّاس عيدٌ ) وهذه طريقةٌ غير صحيحة -.
:12:- إنَّ محاسبة النفس تمنح صاحبها شخصيّةً قويّة متوازنةً – واليوم نحن محاطون بشؤون دنيوية محضة تدفع بنا إلى غير وجهة الحقّ – وإذا لم نُحاسب أنفسنا فسنقع في الحِمى – وخاصةً مواقع التواصل الحديثة ، وما فيها من الإغراءات اللامتناهية – والتي تستدعي الحذر منها – وهي تُحاولُ أن تخنقنا – وتأخذ شبابنا منّا – فالبيت لا تجد فيه عِظة – وبدأت تدمّرنا - .
ومع هذه الحياة المعقّدة فنحتاج إلى الرجالِ الأقوياء المُرابطين في محاسبة أنفسهم والمُهتدين ، والذين يمتلكون الصّحة الدينيّة في أعمالهم وسلوكهم.
____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ، والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصافي، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، السادس من ربيع الآخر 1440 هجري ، الرابع عشر من كانون الأوّل ,2018م. ______________________________________________
تدوين - مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي - النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى، رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ .
______________________________________________
( مَنْ حَاسَبَ نَفْسَه رَبِحَ ومَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ – ومَنْ خَافَ أَمِنَ ومَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ – ومَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ ومَنْ فَهِمَ عَلِمَ )
: نهجُ البلاغة ، ت ، د ، صبحي الصالح ، ص 506.
:1:- في الواقع نحن نحتاجُ بين فترةٍ وأُخرى إلى أن نَعِظَ أنفسنَا – وإن كان للإنسان واعظٌ مِن نفسه فسينجو – والواعظٌ هو تلك الجهةُ التي تُريدُ بنا خيراً وصلاحا .
:2:- إنَّ الإنسانَ في هذه الحياة هو في معرض الابتلاء بالنفس الأمّارة بالسوء ، وبوسواس شياطين الإنس والجنّ – وهذه الموعظة البليغة تكشفُ له معالمَ الطريق – وتختصرُ له الاقتراب من رضا اللهِ تبارك وتعالى والابتعاد عن سخطه.
:3:- هذه الموعظة القيّمة بمقاطعها الشرطيّة مترابطةٌ بشكل وثيق ، وإن كان كلّ مقطع منها مستقل في نفسه ،
قال: عليه السلام ، ( مَنْ حَاسَبَ نَفْسَه رَبِحَ ومَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ ) .
:4:- إنَّ أميرَ المؤمنين ، عليه السلام ، يُريدُ منّا أن نتعاطى مع مشاكلنا الخاصّة بحالةٍ نرتقي بها للحالة الصحيَّة دينيَّاً – بحيث إذا أذنب الإنسانُ تابَ من فوره ،وتدارك وضعه.
:5:- في هذه المقاطع البليغة يوجّهنا أمير المؤمنين إلى ضرورة التعوّدِ على محاسبة أنفسنا – للحفاظ على الضمير حيّاً – قبل أن يموتَ فينغلق في علاقته مع اللهِ تعالى , وإنَّ الإنسانَ إذا ماتَ ضميره أصبح ميّتاً ، وسيكون وبالاً على نفسه وضرراً على المجتمع.
:6:- ومن جملة أدوات الفوز والفلاح هي المحاسبة : والتي تعني مراجعة العمل ، والوقوف عنده بتأمّل – تقييماً له وتصويباً إن كان فيه خطأٌ – وينبغي أن تكون محاسبتنا لأنفسنا دقيقةً ، كما يُحاسبُ التّاجر عمّاله وأمينه – ولا بُدّ من أن تكون المُحاسبة مقدّمةً للإصلاح – ولذا قابل الإمام علي ، عليه السلام ، بينها وبين الغفلة – فمن حاسبه نفسه ربح ، ومن غفلَ عنها خسر.
:7:- إنَّ غفلتنا عن أنفسنا هي غفلة ليست حقيقيّة – والجهة التي ستحاسبنا هي غير غافلة عنّا- فاللهُ تعالى هو الشاهد الرقيب والحسيب – وكذا الملائكة تحصي علينا أعمالنا .
:8:- بالمحاسبة للنفس ومعاتبتها وتسديدها سيربح الإنسانُ مع اللهِ سبحانه بالمحاسبة للنفس ومعاتبتها وتسديدها سيربح الإنسانُ مع اللهِ سبحانه :
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)الصف ، ومُحاسبةُ النفسِ تكشفُ لنا عيوبنا ، وتمنعنا من الغفلة التي توردنا المهالكَ.
:9:- إنَّ اللهَ تعالى لم يأذن لنا بتجاوز حدوده – لم يأذن لنا بالنظر إلى ما حرّمَ علينا – ولم يأذن لنا بالاستماع إلى
ما حرّم – ولم يأذن لنا بهتك حرمات وأعراض الآخرين – والإنسان إذا لم يلتفت إلى نفسه ويتعلّم ويُحاسبها – فمن أين يتعلّم؟ ، وعلينا أن نبدأ بمحاسبة أنفسنا قبل فوات الأوان.
:10:- على شبابنا أن يحاسبَ نفسه ، وأن ينظرَ إليها ، كما ينظرُ إلى المرآة مرّات يوميّاً ، قبل أن يدركه الشيبُ – ولنراقب أنفسنا في كلّ حركاتنا وسكناتنا – وقد كان أعاظم العلماء يصنعون ذلك بدقّة.
:11:- بعضُ النّاس يكتبُ باطلاً – ويتحدّثُ باطلاً ويتهجّم دون مُراعاة للشرعِ والأخلاق – على طريقة
( حشرٌ مع النّاس عيدٌ ) وهذه طريقةٌ غير صحيحة -.
:12:- إنَّ محاسبة النفس تمنح صاحبها شخصيّةً قويّة متوازنةً – واليوم نحن محاطون بشؤون دنيوية محضة تدفع بنا إلى غير وجهة الحقّ – وإذا لم نُحاسب أنفسنا فسنقع في الحِمى – وخاصةً مواقع التواصل الحديثة ، وما فيها من الإغراءات اللامتناهية – والتي تستدعي الحذر منها – وهي تُحاولُ أن تخنقنا – وتأخذ شبابنا منّا – فالبيت لا تجد فيه عِظة – وبدأت تدمّرنا - .
ومع هذه الحياة المعقّدة فنحتاج إلى الرجالِ الأقوياء المُرابطين في محاسبة أنفسهم والمُهتدين ، والذين يمتلكون الصّحة الدينيّة في أعمالهم وسلوكهم.
____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ، والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصافي، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، السادس من ربيع الآخر 1440 هجري ، الرابع عشر من كانون الأوّل ,2018م. ______________________________________________
تدوين - مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي - النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى، رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ .
______________________________________________