عندما كان ابن الزبير على وشك أن يحرق بنى هاشم لرفضهم بيعته بالخلافة
مقدمة :
لما جاء الى المدينة خبر موت معاوية بن ابي سفيان وتولى يزيد الخلافة كان بها يومئذ الحسين بن علي وأخوه غير الشقيق ( محمد بن على )المشهور بابن الحنفية نسبة لأمه ، وكان فى المدينة أيضا عبد الله بن الزبير ، بينما كان ابن عباس بمكة . فخرج الحسين وابن الزبير الى مكة، وظل ابن الحنفية بالمدينة ، وجرت الأحداث متتالية من خروج الحسين من مكة الى العراق ومأساة كربلاء ، كل ذلك وابن الحنفية معتزل بالمدينة . فلما سمع بدنو جيش مسلم الى المدينة رحل الى مكة. وجرت موقعة الحرة وابن الحنفية بمكة مع ابن عباس وابن الزبير . فلما جاء نعي يزيد بن معاوية وبايع بن الزبير لنفسه ودعا الناس اليه دعا ابن عباس ومحمد بن الحنفية الى البيعة له فأبيا أن يبايعا له ، وقالا : " حتى يجتمع لك البلاد ويتسق لك الناس " . فاقاما على ذلك مااقاما ، وبدأ إضطهاد ابن الزبير لهما ثم تطور الى أن وصل الى أن جمعهم ومعهم ذريتهم ، وحصرهم فى شعب أبى طالب ، وكان على وشك أن يحرقهم لولا أن أنقذهم المختار فى آخر لحظة ، كما يحدث فى أفلام السينما . نعطى بعض التفصيلات التاريخية ، مما ذكره ابن سعد فى الطبقات والطبرى فى تاريخه ، وابن الأثير .
أولا : ابن الزبير يتطرف فى إضطهاده للهاشميين :
1 ـ وشهد عام 66 أحداثا هامة ، منها : ( إستيلاء المختار على الكوفة فى 14 ربيع الأول ، وهروب ابن مطيع والى ابن الزبير . ) ( تمكن المختار من قتل كل من شارك فى قتل الحسين وآله فى كربلاء ومنهم شمر بن ذى الجوشن وعمر بن سعد وابنه . ) .
2 ــ وفى نفس هذا العام 66 هجرية ، دعا ابن الزبير( محمد بن الحنفية ) ومن معه من أهل بيته وشيعته وسبعة عشر رجلاً من وجوه أهل الكوفة، ليبايعوه، فامتنعوا ،
وقالوا: ( لا نبايع حتى تجتمع الأمة )؛ فأكثر فى شتم ابن الحنفية فرد عليه عبد الله بن هانىءالكندي. فطردهم ابن الزبير ، وأمر ابن الحنفية من معه بالصبر .
3 ـ فلما استولى المختار على الكوفة وصارت الشيعة تدعو لابن الحنفية، خاف ابن الزبير أن يتداعى الناس إلى بيعة ابن الحنفية مع علمه بأن ابن الحنفية معتزل للفتنة ولا يريد إعلان إنضمامه للمختار . لم يشفع هذا لابن الزبير فأمر بإحضار ابن الحنفية وأهله وذراريهم من بنى هاشم وأمرهم بالبيعة له فرفضوا حتى يجتمع الناس على بيعته ، فحبسهم بزمزم وتوعدهم بالقتل والإحراق ، وأقسم عهداً إن لم يبايعوا أن ينفذ فيهم ما توعدهم به، وضرب لهم في ذلك أجلاً.
4 ـ وتقول رواية : أن ابن الزبير : ( قصد لمحمد بن الحنفية فاظهر شتمه وعيبه ، وامره وبني هاشم ان يلزموا شعبهم بمكة ، وجعل عليهم الرقباء وقال لهم:" والله لتبايعن او لاحرقنكم بالنار" ، فخافوا على انفسهم. ). وتمض الرواية : ( قال سليم ابو عامر:" فرايت محمد بن
الحنفية محبوسا فيزمزم والناس يٌمنعون من الدخول عليه ، فقلت والله لادخلن عليه فدخلت، فقلت : ما بالك وهذاالرجل؟ فقال : " دعاني الى البيعة فقلت : انما انا من المسلمين فاذا اجتمعوا عليك فانا
كاحدهم ، فلم يرض بهذا مني. فاذهب الى ابن عباس ، فاقرئه مني السلام ، وقل يقول لك ابن عمك ما ترى ؟ " )
( قال سليم : فدخلت على بن عباس وهو ذاهب البصر ( أى أصيب بالعمى )
فقال : من انت ؟ فقلت : انصاري .فقال : "رب انصاري هو اشد علينا من عدونا ". فقلت : " لاتخف فانا ممن لك كله ." قال : " هات" . فاخبرته بقول ابن الحنفية
فقال: " قل له لا تطعه ولا نعمة عين الا ما قلت ولا تزده عليه" . فرجعت الى ابن الحنفية فابلغته ماقال ابن عباس . )
5 ـ وكان الحل الآخر هو أن يبعث المختار بجيش ينقذ ابن الحنفية وأهله من الحريق ، تقول الرواية : ( فقيل له لو بعثت الى شيعتك بالكوفة فاعلمتهم ما انتم فيه . فبعث ابا طفيل عامر ابن واثلة الى شيعتهم بالكوفة، فقدم عليهم فقال : انا لا نأمن ابن الزبير على هؤلاء القوم . ) أى أشار بعض من كان مع ابن الحنفية عليه أن يبعث إلى المختار يعلمه حالهم، فكتب إلى المختار بذلك وطلب منه النجدة. وفرح المختار بكتاب ابن الحنفية وإستغاثته به فخطب فى شيعة الكوفة وقال: ( إن هذا سيدكم وصريح أهل بيت نبيكم وقد تُركوا محظوراً عليهم كما يُحظرعلى الغنم ( أى محبوسون كالغنم ) ، ينتظرون القتل والتحريق في الليل والنهار، لست أبا إسحاق إن لم أنصرهم نصراً مؤزراً، وإن لم أسرب في أثر الخيل كالسيل يتلوه السيل حتى يحل با بن الكاهلية
الويل! ) . يعني ابن الزبير. فبكى الناس وقالوا: ( سرّحنا إليه وعجّل ) .
6 ـ فأرسل المختار فصائل متتابعة من جيشه لانقاذ ابن الحنفية ، وبعث معهم لابن الحنفية أربعمائة ألف درهم . ووصلوا الى المسجد الحرام ، ومعهم الرايات، وهم ينادون: يالثارات الحسين! حتى انتهوا إلى زمزم، وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرقهم، وكان قد بقي من الأجل يومان، فكسروا الباب ودخلوا على ابن الحنفية فأنقذوه ، وقالوا لابن الحنفية : ( خل بيننا وبين عدو الله ابن الزبير! ) فقال لهم: ( إني لا أستحل القتال في الحرم.) . وقيل عن هؤلاء ( الخشبية ) لأنهم دخلوا مكة وبأيديهم الخشب كراهة إشهارالسيوف في الحرم، وقيل: لأنهم أخذوا الحطب الذي أعده ابن الزبير لحرق الهاشميين .
7 ـ( وتقول رواية أن حديثا جرى بينهم وبين الزبير ، وأن ابن الزبير
قال لهم : ( أتحسبون أني أخلي سبيلهم دون أن يبايع ويبايعوا؟ ) فقال الجدلي أحد قواد الحملة : ( إي ورب الركن والمقام لتخلين سبيله أو لنجادلنك بأسيافنا جدالاً يرتاب منه المبطلون! ) فكف ابن الحنفية أصحابه وحذرهم الفتنة.
8 ـ وتقول رواية أخرى : إنه قدم باقي الجند ومعهم المال حتى دخلوا المسجد الحرام فكبروا وقالوا: يا لثارات الحسين! فخافهم ابن الزبير، وخرج محمد بن الحنفية ومن معه إلى شعب علي. ) ( وصار الجند يسبون ابن الزبير ويستأذنون محمداً فيه، فأبى عليهم. فاجتمع مع محمد في الشعب أربعة آلاف رجل، فقسم بينهم المال وعزوا وامتنعوا.).
9 ـ وتقول رواية أخرى : (.... فقطع ( أى أرسل ) المختار بعثا ( أى جيشا ) الى مكة ، فانتدب منهم ( أى إختار منهم ) اربعة الاف ، فعقد لابي عبد الله الجدلي عليهم.
وقال له : " سر فان وجدت بني هاشم في الحياة فكن لهم انت ومن معك عضدا، وانفذ لما امروك به ( أى أطع أوامرهم ). وان وجدت ابن الزبير قد قتلهم ، فاعترض اهل مكة حتى تصل الى بن الزبير ، ثم لا تدع من ال الزبير شفرا ولا ظفرا . "
وقال : " يا شرطة الله لقد اكرمكم الله بهذا المسير ولكم بهذا الوجه عشر حجج وعشر عُمر " . ) .
منقول بتصرف
الجياشي
مقدمة :
لما جاء الى المدينة خبر موت معاوية بن ابي سفيان وتولى يزيد الخلافة كان بها يومئذ الحسين بن علي وأخوه غير الشقيق ( محمد بن على )المشهور بابن الحنفية نسبة لأمه ، وكان فى المدينة أيضا عبد الله بن الزبير ، بينما كان ابن عباس بمكة . فخرج الحسين وابن الزبير الى مكة، وظل ابن الحنفية بالمدينة ، وجرت الأحداث متتالية من خروج الحسين من مكة الى العراق ومأساة كربلاء ، كل ذلك وابن الحنفية معتزل بالمدينة . فلما سمع بدنو جيش مسلم الى المدينة رحل الى مكة. وجرت موقعة الحرة وابن الحنفية بمكة مع ابن عباس وابن الزبير . فلما جاء نعي يزيد بن معاوية وبايع بن الزبير لنفسه ودعا الناس اليه دعا ابن عباس ومحمد بن الحنفية الى البيعة له فأبيا أن يبايعا له ، وقالا : " حتى يجتمع لك البلاد ويتسق لك الناس " . فاقاما على ذلك مااقاما ، وبدأ إضطهاد ابن الزبير لهما ثم تطور الى أن وصل الى أن جمعهم ومعهم ذريتهم ، وحصرهم فى شعب أبى طالب ، وكان على وشك أن يحرقهم لولا أن أنقذهم المختار فى آخر لحظة ، كما يحدث فى أفلام السينما . نعطى بعض التفصيلات التاريخية ، مما ذكره ابن سعد فى الطبقات والطبرى فى تاريخه ، وابن الأثير .
أولا : ابن الزبير يتطرف فى إضطهاده للهاشميين :
1 ـ وشهد عام 66 أحداثا هامة ، منها : ( إستيلاء المختار على الكوفة فى 14 ربيع الأول ، وهروب ابن مطيع والى ابن الزبير . ) ( تمكن المختار من قتل كل من شارك فى قتل الحسين وآله فى كربلاء ومنهم شمر بن ذى الجوشن وعمر بن سعد وابنه . ) .
2 ــ وفى نفس هذا العام 66 هجرية ، دعا ابن الزبير( محمد بن الحنفية ) ومن معه من أهل بيته وشيعته وسبعة عشر رجلاً من وجوه أهل الكوفة، ليبايعوه، فامتنعوا ،
وقالوا: ( لا نبايع حتى تجتمع الأمة )؛ فأكثر فى شتم ابن الحنفية فرد عليه عبد الله بن هانىءالكندي. فطردهم ابن الزبير ، وأمر ابن الحنفية من معه بالصبر .
3 ـ فلما استولى المختار على الكوفة وصارت الشيعة تدعو لابن الحنفية، خاف ابن الزبير أن يتداعى الناس إلى بيعة ابن الحنفية مع علمه بأن ابن الحنفية معتزل للفتنة ولا يريد إعلان إنضمامه للمختار . لم يشفع هذا لابن الزبير فأمر بإحضار ابن الحنفية وأهله وذراريهم من بنى هاشم وأمرهم بالبيعة له فرفضوا حتى يجتمع الناس على بيعته ، فحبسهم بزمزم وتوعدهم بالقتل والإحراق ، وأقسم عهداً إن لم يبايعوا أن ينفذ فيهم ما توعدهم به، وضرب لهم في ذلك أجلاً.
4 ـ وتقول رواية : أن ابن الزبير : ( قصد لمحمد بن الحنفية فاظهر شتمه وعيبه ، وامره وبني هاشم ان يلزموا شعبهم بمكة ، وجعل عليهم الرقباء وقال لهم:" والله لتبايعن او لاحرقنكم بالنار" ، فخافوا على انفسهم. ). وتمض الرواية : ( قال سليم ابو عامر:" فرايت محمد بن
الحنفية محبوسا فيزمزم والناس يٌمنعون من الدخول عليه ، فقلت والله لادخلن عليه فدخلت، فقلت : ما بالك وهذاالرجل؟ فقال : " دعاني الى البيعة فقلت : انما انا من المسلمين فاذا اجتمعوا عليك فانا
كاحدهم ، فلم يرض بهذا مني. فاذهب الى ابن عباس ، فاقرئه مني السلام ، وقل يقول لك ابن عمك ما ترى ؟ " )
( قال سليم : فدخلت على بن عباس وهو ذاهب البصر ( أى أصيب بالعمى )
فقال : من انت ؟ فقلت : انصاري .فقال : "رب انصاري هو اشد علينا من عدونا ". فقلت : " لاتخف فانا ممن لك كله ." قال : " هات" . فاخبرته بقول ابن الحنفية
فقال: " قل له لا تطعه ولا نعمة عين الا ما قلت ولا تزده عليه" . فرجعت الى ابن الحنفية فابلغته ماقال ابن عباس . )
5 ـ وكان الحل الآخر هو أن يبعث المختار بجيش ينقذ ابن الحنفية وأهله من الحريق ، تقول الرواية : ( فقيل له لو بعثت الى شيعتك بالكوفة فاعلمتهم ما انتم فيه . فبعث ابا طفيل عامر ابن واثلة الى شيعتهم بالكوفة، فقدم عليهم فقال : انا لا نأمن ابن الزبير على هؤلاء القوم . ) أى أشار بعض من كان مع ابن الحنفية عليه أن يبعث إلى المختار يعلمه حالهم، فكتب إلى المختار بذلك وطلب منه النجدة. وفرح المختار بكتاب ابن الحنفية وإستغاثته به فخطب فى شيعة الكوفة وقال: ( إن هذا سيدكم وصريح أهل بيت نبيكم وقد تُركوا محظوراً عليهم كما يُحظرعلى الغنم ( أى محبوسون كالغنم ) ، ينتظرون القتل والتحريق في الليل والنهار، لست أبا إسحاق إن لم أنصرهم نصراً مؤزراً، وإن لم أسرب في أثر الخيل كالسيل يتلوه السيل حتى يحل با بن الكاهلية
الويل! ) . يعني ابن الزبير. فبكى الناس وقالوا: ( سرّحنا إليه وعجّل ) .
6 ـ فأرسل المختار فصائل متتابعة من جيشه لانقاذ ابن الحنفية ، وبعث معهم لابن الحنفية أربعمائة ألف درهم . ووصلوا الى المسجد الحرام ، ومعهم الرايات، وهم ينادون: يالثارات الحسين! حتى انتهوا إلى زمزم، وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرقهم، وكان قد بقي من الأجل يومان، فكسروا الباب ودخلوا على ابن الحنفية فأنقذوه ، وقالوا لابن الحنفية : ( خل بيننا وبين عدو الله ابن الزبير! ) فقال لهم: ( إني لا أستحل القتال في الحرم.) . وقيل عن هؤلاء ( الخشبية ) لأنهم دخلوا مكة وبأيديهم الخشب كراهة إشهارالسيوف في الحرم، وقيل: لأنهم أخذوا الحطب الذي أعده ابن الزبير لحرق الهاشميين .
7 ـ( وتقول رواية أن حديثا جرى بينهم وبين الزبير ، وأن ابن الزبير
قال لهم : ( أتحسبون أني أخلي سبيلهم دون أن يبايع ويبايعوا؟ ) فقال الجدلي أحد قواد الحملة : ( إي ورب الركن والمقام لتخلين سبيله أو لنجادلنك بأسيافنا جدالاً يرتاب منه المبطلون! ) فكف ابن الحنفية أصحابه وحذرهم الفتنة.
8 ـ وتقول رواية أخرى : إنه قدم باقي الجند ومعهم المال حتى دخلوا المسجد الحرام فكبروا وقالوا: يا لثارات الحسين! فخافهم ابن الزبير، وخرج محمد بن الحنفية ومن معه إلى شعب علي. ) ( وصار الجند يسبون ابن الزبير ويستأذنون محمداً فيه، فأبى عليهم. فاجتمع مع محمد في الشعب أربعة آلاف رجل، فقسم بينهم المال وعزوا وامتنعوا.).
9 ـ وتقول رواية أخرى : (.... فقطع ( أى أرسل ) المختار بعثا ( أى جيشا ) الى مكة ، فانتدب منهم ( أى إختار منهم ) اربعة الاف ، فعقد لابي عبد الله الجدلي عليهم.
وقال له : " سر فان وجدت بني هاشم في الحياة فكن لهم انت ومن معك عضدا، وانفذ لما امروك به ( أى أطع أوامرهم ). وان وجدت ابن الزبير قد قتلهم ، فاعترض اهل مكة حتى تصل الى بن الزبير ، ثم لا تدع من ال الزبير شفرا ولا ظفرا . "
وقال : " يا شرطة الله لقد اكرمكم الله بهذا المسير ولكم بهذا الوجه عشر حجج وعشر عُمر " . ) .
منقول بتصرف
الجياشي
تعليق