10 / ربيع 2 / ذكرى وفاة السيدة الطاهرة فاطمة المعصومة (ع) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
نتقدم باحر التعازي الى مولانا الامام الحجة بن الحسن المهدي (ع) ، والى مراجع الدين العظام ، والى جميع المؤمنين والمؤمنات بذكرى وفاة السيدة الطاهرة الزاهدة العابدة التقية فاطمة المعصومة بنت الامام الكاظم (ع) .
في مثل هذا اليوم المصادف 10 / ربيع 2 / سنة 201 هـ على رواية فارقت هذه السيدة الطاهرة الحياة وهي في حالة شوق ولهفة لرؤية امام زمانها واخيها الامام علي بن موسى الرضا (ع) الا انها لم تصل الى خراسان لرؤيته (ع) لتمرضها في ساوه ووفاتها في قم .
*** أسماؤها وألقابها :
أشهر أسمائها "المعصومة" وهو المستفاد من الرواية المنسوبة إلى علي الرضا والتي جاء فيها : « من زار أختي معصومة في قم كمن زارني» . [1] وجاء في رواية أخرى عنها أنها أشارت إلى أن اسمها معصومة وأنها أخت الرضا . [2] .
ومن ألقابها : الطاهرة ، الحميدة ، البرّة ، التقية ، النقية ، الرضية ، المرضية ، السيدة وأخت علي الرضا . [3] .
*** عبادتها :
و مما يدلّ على شدة حرص السيدة تُكْتَم على عبادتها وانقطاعها إلى ربها ، أنها لمّا ولَدَت الإمام الرضا (ع) قالت : أعينوني بمُرضعة ، فقيل لها : أنقص الدّرُّ ؟ ـ أي نقص لبن الرضاع ـ .
قالت : ما أكذب ، ما نقص الدّر ، و لكن عَلّيَ ورِدٌ [4] من صلاتي و تسبيحي ، و قد نقص منذ ولَدْتُ [5] .
*** مكانتها العلمية :
ومما يدل على مكانتها العلمية ما ورد في بعض الوثائق التاريخية من أنّ جماعة من الشيعة قصدوا المدينة يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم ، وكان موسى بن جعفر الكاظم (ع) مسافرا خارج المدينة ، فتصدت السيدة فاطمة للإجابة وكتبت لهم جواب أسئلتهم . و في طريق رجوعهم من المدينة صادفوا موسى بن جعفر الكاظم (ع) فعرضوا عليه الإجابة وعندما اطلع موسى بن جعفر الكاظم على جوابها قال ثلاث مرات : ( فداها أبوها ) . [6] .
*** رحيلها إلى إيران :
بعدما أخرج خليفة الوقت ، المأمون ، علي بن موسى الرضا من المدينة إلى مرو حيث كانت بخراسان عام مئتين ، خرجت فاطمة المعصومة لتزور أخاها سنة احدى ومئتين ، وعندما وصلت إلى ساوه أصيبت بمرض فسألت من الذين كانوا معها : كم بيننا وبين قم ؟ فأجابوها : عشرة فراسخ . وبما أنها قد سمعت عن أبائها احاديث عديدةً في فضائل هذه البلدة و أنها كانت ملجأ الشيعة ، توجهت إلى قم وخرج أشراف البلدة لاستقبالها بعدما وصلت إلى قم حيث كانت إقامتها عند موسى بن خزرج الأشعريّ . [7] .
*** وفاتها (ع) :
اقامت فاطمة بنت موسى الكاظم في دار موسى بن خزرج الأشعري وهي تعاني وتصارع المرض حيث كانت ترقب لقاء أخيها علي بن موسى الرضا لكن بعد سبعة عشر أيام وفي 10 / ربيع الثاني / عام 201هـ توفيت. [8] .
*** فضل زيارتها (ع) :
تعتقد الشيعة أن الروايات التي قد وردت في فضائل زيارتها تنبئ عن جليل شأنها وفضلها ومنزلتها عند الله . [9] . [10] .
فورد عن الامام جعفر الصادق (ع) انه قال : ( إنّ لله حرماً وهو مكّة ، وإنّ للرسول حرماً وهو المدينة، وإنّ لعلي بن أبي طالب حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستُدفن فيها امرأة من أولادي تُسمّى فاطمة، فمَن زارها وجبت له الجنّة ) .
وعن الامام علي بن موسى الرضا (ع) قال : ( من زارها عارفا بحقها فله الجنة ) .
وعن الامام محمد الجواد (ع) قال : ( مَن زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة ) .
رُوِيَ عَنِ الامام الصَّادِقِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ لِلَّهِ حَرَماً وَ هُوَ مَكَّةُ ، أَلَا إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ حَرَماً وَ هُوَ الْمَدِينَةُ ، أَلَا وَ إِنَّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَرَماً وَ هُوَ الْكُوفَةُ ، أَلَا وَ إِنَّ قُمَّ الْكُوفَةُ الصَّغِيرَةُ ، أَلَا إِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا إِلَى قُمَّ تُقْبَضُ فِيهَا امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِي اسْمُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُوسَى ، وَ تُدْخَلُ بِشَفَاعَتِهَا شِيعَتِي الْجَنَّةَ بِأَجْمَعِهِمْ " [11] .
********************************
1 - رياحين الشريعة، ج 5، ص 35
2 - دار السلام، ج 2، ص 170.
3 - أنوار المشعشعين، ج 1، ص 211.
4- الوِرد : العمل المندوب و المستحب ، مقابل الواجب ، و الجمع : أوراد .
5- عيون أخبار الرضا : 1 / 15 .
6 - كريمه أهل الـبيت، ص 63 و 64 نقلاً عن كشف اللئالي.
7 - السيدة فاطمة المعصومة[وصلة مكسورة] .
8 - كريمة أهل البيت - فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم عليه السّلام .
9 - فضل زيارة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) .
10 - شبكة المعارف الإسلامية : زيارة السيدة المعصومة عليها السلام .
11- بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 57 / 228 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
نتقدم باحر التعازي الى مولانا الامام الحجة بن الحسن المهدي (ع) ، والى مراجع الدين العظام ، والى جميع المؤمنين والمؤمنات بذكرى وفاة السيدة الطاهرة الزاهدة العابدة التقية فاطمة المعصومة بنت الامام الكاظم (ع) .
في مثل هذا اليوم المصادف 10 / ربيع 2 / سنة 201 هـ على رواية فارقت هذه السيدة الطاهرة الحياة وهي في حالة شوق ولهفة لرؤية امام زمانها واخيها الامام علي بن موسى الرضا (ع) الا انها لم تصل الى خراسان لرؤيته (ع) لتمرضها في ساوه ووفاتها في قم .
*** أسماؤها وألقابها :
أشهر أسمائها "المعصومة" وهو المستفاد من الرواية المنسوبة إلى علي الرضا والتي جاء فيها : « من زار أختي معصومة في قم كمن زارني» . [1] وجاء في رواية أخرى عنها أنها أشارت إلى أن اسمها معصومة وأنها أخت الرضا . [2] .
ومن ألقابها : الطاهرة ، الحميدة ، البرّة ، التقية ، النقية ، الرضية ، المرضية ، السيدة وأخت علي الرضا . [3] .
*** عبادتها :
و مما يدلّ على شدة حرص السيدة تُكْتَم على عبادتها وانقطاعها إلى ربها ، أنها لمّا ولَدَت الإمام الرضا (ع) قالت : أعينوني بمُرضعة ، فقيل لها : أنقص الدّرُّ ؟ ـ أي نقص لبن الرضاع ـ .
قالت : ما أكذب ، ما نقص الدّر ، و لكن عَلّيَ ورِدٌ [4] من صلاتي و تسبيحي ، و قد نقص منذ ولَدْتُ [5] .
*** مكانتها العلمية :
ومما يدل على مكانتها العلمية ما ورد في بعض الوثائق التاريخية من أنّ جماعة من الشيعة قصدوا المدينة يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم ، وكان موسى بن جعفر الكاظم (ع) مسافرا خارج المدينة ، فتصدت السيدة فاطمة للإجابة وكتبت لهم جواب أسئلتهم . و في طريق رجوعهم من المدينة صادفوا موسى بن جعفر الكاظم (ع) فعرضوا عليه الإجابة وعندما اطلع موسى بن جعفر الكاظم على جوابها قال ثلاث مرات : ( فداها أبوها ) . [6] .
*** رحيلها إلى إيران :
بعدما أخرج خليفة الوقت ، المأمون ، علي بن موسى الرضا من المدينة إلى مرو حيث كانت بخراسان عام مئتين ، خرجت فاطمة المعصومة لتزور أخاها سنة احدى ومئتين ، وعندما وصلت إلى ساوه أصيبت بمرض فسألت من الذين كانوا معها : كم بيننا وبين قم ؟ فأجابوها : عشرة فراسخ . وبما أنها قد سمعت عن أبائها احاديث عديدةً في فضائل هذه البلدة و أنها كانت ملجأ الشيعة ، توجهت إلى قم وخرج أشراف البلدة لاستقبالها بعدما وصلت إلى قم حيث كانت إقامتها عند موسى بن خزرج الأشعريّ . [7] .
*** وفاتها (ع) :
اقامت فاطمة بنت موسى الكاظم في دار موسى بن خزرج الأشعري وهي تعاني وتصارع المرض حيث كانت ترقب لقاء أخيها علي بن موسى الرضا لكن بعد سبعة عشر أيام وفي 10 / ربيع الثاني / عام 201هـ توفيت. [8] .
*** فضل زيارتها (ع) :
تعتقد الشيعة أن الروايات التي قد وردت في فضائل زيارتها تنبئ عن جليل شأنها وفضلها ومنزلتها عند الله . [9] . [10] .
فورد عن الامام جعفر الصادق (ع) انه قال : ( إنّ لله حرماً وهو مكّة ، وإنّ للرسول حرماً وهو المدينة، وإنّ لعلي بن أبي طالب حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستُدفن فيها امرأة من أولادي تُسمّى فاطمة، فمَن زارها وجبت له الجنّة ) .
وعن الامام علي بن موسى الرضا (ع) قال : ( من زارها عارفا بحقها فله الجنة ) .
وعن الامام محمد الجواد (ع) قال : ( مَن زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة ) .
رُوِيَ عَنِ الامام الصَّادِقِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ لِلَّهِ حَرَماً وَ هُوَ مَكَّةُ ، أَلَا إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ حَرَماً وَ هُوَ الْمَدِينَةُ ، أَلَا وَ إِنَّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَرَماً وَ هُوَ الْكُوفَةُ ، أَلَا وَ إِنَّ قُمَّ الْكُوفَةُ الصَّغِيرَةُ ، أَلَا إِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا إِلَى قُمَّ تُقْبَضُ فِيهَا امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِي اسْمُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُوسَى ، وَ تُدْخَلُ بِشَفَاعَتِهَا شِيعَتِي الْجَنَّةَ بِأَجْمَعِهِمْ " [11] .
********************************
1 - رياحين الشريعة، ج 5، ص 35
2 - دار السلام، ج 2، ص 170.
3 - أنوار المشعشعين، ج 1، ص 211.
4- الوِرد : العمل المندوب و المستحب ، مقابل الواجب ، و الجمع : أوراد .
5- عيون أخبار الرضا : 1 / 15 .
6 - كريمه أهل الـبيت، ص 63 و 64 نقلاً عن كشف اللئالي.
7 - السيدة فاطمة المعصومة[وصلة مكسورة] .
8 - كريمة أهل البيت - فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم عليه السّلام .
9 - فضل زيارة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) .
10 - شبكة المعارف الإسلامية : زيارة السيدة المعصومة عليها السلام .
11- بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 57 / 228 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
تعليق