أاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
أللَّـهُمَّ صَلِّ عَلَى فاطمة وابيها وبَعلِها وبَنيها والسرِّ المستودِعِ فيها عددَ مااحاطَ بهِ علمُك
بسم الله الرحمن الرحيم
كان فضّال بن الحسن الكوفي, أحد أبرز تلامذة الإمام الصادق (ع)، مرّ بأبي حنيفة وهو في جمع كثير يُملي عليهم شيئاً من فقهه وحديثه. فقال لصاحبه الذي معه : والله لا أبرح أو أُخجل أبا حنيفة..!!!.
فدنا من مجلس أبي حنيفة فسلّم عليه فرد القوم بأجمعهم السلام عليه..
فقال فضّال : يا أبا حنيفة، رحمك الله، إن لي أخاً يقول : إن خير الناس بعد رسول الله (ص) علي بن أبي طالب. وأنا أقول : إن أبا بكر خير الناس وبعده عمر. فما تقول أنت ؟!.
قال أبو حنيفة : قل لأخيك .. كيف تقدم علياً على أبو بكر وعمر فإنهما كانا يجلسان في الحروب إلى جنب رسول الله (ص) في حين يبعث الرسول (ص) علياًً إلى الحرب والقتال, وهذا يعني أنه (ص) كان يحبهما أكثر وسعى لإبعادهما عن مواطن الخطر..
قال فضّال : وأنا قلت ذلك لأخي، فأجابني إن القرآن الكريم فضّل المجاهدين في قوله : {{ وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً }}. النساء 95.
فأطرق أبو حنيفة ملياً ثم رفع رأسه فقال : كفى بمكانهما من رسول الله (ص) كرماً وفخراً. أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره, فأي حجة لك أوضح من هذه ؟!.
فقال له فضّال : إني قد قلت ذلك لأخي، فقال : يقول القرآن الكريم: {{لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم }} الأحزاب 53، ومعلوم أن قبر النبي (ص) في بيته ولم يصدر منه إجازة بدفنهما قطعاً ولا من الورثة..
قال أبو حنيفة : قل لأخيك إن عائشة وحفصة قد بقي لهما شيئاً من مهرهما عند النبي (ص) فاستحقتا بذلك مقداراً من أرض البيت و وهبت كل واحدة هذا المقدار لأبيها..
قال فضّال : لقد قلت ذلك لأخي، فقال : ألم تقرأ القرآن حيث يقول : {{يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن}}. الأحزاب 50، وبهذا يكون النبي (ص) قد أعطى كل واحدة من زوجاته مهرها في حياته..
فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال : إنهما نظرا حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع وبحقوق ابنتيهما..
فقال فضّال: قد قلت له ذلك، فقال : أنت تعلم إن النبي (ص) مات عن تسع نساء ونظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن ومن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر .. فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك ؟!!!. وبعد فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول الله (ص) و فاطمة (ع) إبنته تُمنع من الميراث ؟!!!.
فقال أبو حنيفه : يا قوم, نحّوه عني فإنّه رافضيّ خبيث !!!.
(3) الاحتجاج للطبرسي : ج 2 ص 382 ، الفصول المختارة : ج 1 ص 44 ـ 45 ، كنز الفوائد للكراجكي : ج 1 ص 294 ـ 295 ، الخرائج والجرائح للراوندي : ج 1 ص 243 ـ 244 ، بحار الاَنوار : ج 10 ص 231 ح 2 وج 47 ص 400 ح 2 .
تعليق