من درجات العلمانية
للمفاهيم درجات متعددة منها درجات واضحة وبارزة يدركها الانسان بادنى التفات , ومنها ما يخفى عليه ويحتاج الى لفت نظر وتدقيق ليعرف ان هذا من ذاك , وقد حكى الله تعالى ذلك في قرانه الكريم عندما اشار الى درجات الشرك التي تخفى على المؤمن وتتقارن مع درجات ايمانه فلا يلتفت لها : "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (يوسف/106) " , فهم في حين وصفهم بالايمان , لكن تقارن ذلك مع درجة من درجات الشرك التي قد يصعب الالتفات اليها لخفائها , وطبيعي ان المطلوب حينئذ تصفية النفس وتزكيتها للالتفات الى تلك الدرجات ومحاولة الارتقاء عنها الى درجات اكمل .
ومن تلك المفاهيم ((العلمانية)) التي تعني فيما تعنيه : حاكمية العلوم البشرية التجريبية في قبال التمرد على حاكمية الله تعالى ومتطلبات الايمان بالغيب , ولها اشكال وصور متعددة قد تخفى على الحاذق اللبيب الا من انار الله تعالى قلبه بتوفيق منه .
ومن تلك الصور والاشكال الحديثة ما أصاب بعض المؤمنين من التشكيك والريبة في بعض الغيبيات ويطالب بادلة واثباتا حسية دائما شأنه شأن أهل المادة يعتقدون بما يشاهدونه فحسب , لكن الدين ليس على هذه الوتيرة دائما , فان من المنهج الذي يرسمه لنا القران الكريم هو ((الايمان بالغيب)) فيجعله من اهم صفات المؤمن (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) البقرة :3 , بل انما سُمّي المؤمن مؤمناً لهذا السبب , فليس كل ما يتناوله الدين لابد ان يكون مشهودا محسوسا , والا لما كان هناك معنى للايمان , فان فلسفة الامتحان الالهي قائمة على هذا المعنى , وهو مدى نجاحه في الاعتقاد بالغيب والاذعان به والتسليم له .
ولا يعني هذا التسليم لكل مدّعى ومن دون دليل , بل لابد ان تكون المعتقدات مستدلة ومبرهنة ...
لكن هذه النزعة المادية في اوساط بعض المؤمنين فتراه حتى لو حضر له الدليل تبقى نفسه تنازعه فيشكك ولا يسلّم , لما عوّد نفسه على عدم الانصياع والتسليم للغيب وركون نفسه لما يشاهده ويحسه فقط , والحال انا نعلم ان هذا العالم ليس عالم شهادة فقط , بل اكثره عالم غيب والمغيب منه اكثر من المشاهد منه , فهل صعدنا الى السماء فنظرنا ما وراءها ام هل نزلنا تحت الارض فرأينا ماهناك ...
للمفاهيم درجات متعددة منها درجات واضحة وبارزة يدركها الانسان بادنى التفات , ومنها ما يخفى عليه ويحتاج الى لفت نظر وتدقيق ليعرف ان هذا من ذاك , وقد حكى الله تعالى ذلك في قرانه الكريم عندما اشار الى درجات الشرك التي تخفى على المؤمن وتتقارن مع درجات ايمانه فلا يلتفت لها : "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (يوسف/106) " , فهم في حين وصفهم بالايمان , لكن تقارن ذلك مع درجة من درجات الشرك التي قد يصعب الالتفات اليها لخفائها , وطبيعي ان المطلوب حينئذ تصفية النفس وتزكيتها للالتفات الى تلك الدرجات ومحاولة الارتقاء عنها الى درجات اكمل .
ومن تلك المفاهيم ((العلمانية)) التي تعني فيما تعنيه : حاكمية العلوم البشرية التجريبية في قبال التمرد على حاكمية الله تعالى ومتطلبات الايمان بالغيب , ولها اشكال وصور متعددة قد تخفى على الحاذق اللبيب الا من انار الله تعالى قلبه بتوفيق منه .
ومن تلك الصور والاشكال الحديثة ما أصاب بعض المؤمنين من التشكيك والريبة في بعض الغيبيات ويطالب بادلة واثباتا حسية دائما شأنه شأن أهل المادة يعتقدون بما يشاهدونه فحسب , لكن الدين ليس على هذه الوتيرة دائما , فان من المنهج الذي يرسمه لنا القران الكريم هو ((الايمان بالغيب)) فيجعله من اهم صفات المؤمن (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) البقرة :3 , بل انما سُمّي المؤمن مؤمناً لهذا السبب , فليس كل ما يتناوله الدين لابد ان يكون مشهودا محسوسا , والا لما كان هناك معنى للايمان , فان فلسفة الامتحان الالهي قائمة على هذا المعنى , وهو مدى نجاحه في الاعتقاد بالغيب والاذعان به والتسليم له .
ولا يعني هذا التسليم لكل مدّعى ومن دون دليل , بل لابد ان تكون المعتقدات مستدلة ومبرهنة ...
لكن هذه النزعة المادية في اوساط بعض المؤمنين فتراه حتى لو حضر له الدليل تبقى نفسه تنازعه فيشكك ولا يسلّم , لما عوّد نفسه على عدم الانصياع والتسليم للغيب وركون نفسه لما يشاهده ويحسه فقط , والحال انا نعلم ان هذا العالم ليس عالم شهادة فقط , بل اكثره عالم غيب والمغيب منه اكثر من المشاهد منه , فهل صعدنا الى السماء فنظرنا ما وراءها ام هل نزلنا تحت الارض فرأينا ماهناك ...
تعليق