إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يرحّب البعضُ بالمعاناة حتى وهو في وسط البلاء والمحنة.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يرحّب البعضُ بالمعاناة حتى وهو في وسط البلاء والمحنة.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    ورد عن أمير المؤمنين(ع) أنه قال: «مَنْ‏ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاهُ اللهُ بِكِبَارِهَا» (نهج البلاغة/ الحكمة448). إذا أمعنّا النظر في مصائبنا لرأينا أنه كان بالإمكان أن تكون أعظم! ومن شأن هذا النمط من الرؤية أن يبعث في صاحبه حالة الشكر.


    كم هو جيد أن نتعامل مع البلاء بشجاعة أكبر، وحميمية أعظم وأن لا نَعُدّه بُغضاً من قبل الله تجاهنا، وأن نلمس فيه محبة الله لنا. ففي الحديث: «كُنْ‏ بِالْبَلاءِ مَحْبُوراً وَبِالْمَكَارِهِ مَسْرُوراً» (غرر الحكم/ 7146).

    طبعاً من الصعب – قليلاً - أن يَعُدّ الإنسانُ البلاءَ حبّاً لله تعالى به. فمحبّة الله، حتى في القرآن الكريم، يصعب - بعض الشيء - إدراكها، وعلى حد قول الإمام الصادق(ع): «الْقُرْآنُ كُلُّهُ تَقْرِيعٌ..» لكن ما إن تتأمل فيه حتى تراه طافحاً بمحبة الله «..وَبَاطِنُهُ‏ تَقْرِيب» (معاني الأخبار/ ص232).


    القضية المهمة جدّاً هي أنّ على الإنسان أن يرحّب بالمعاناة حتى وهو في وسط البلاء والمحنة. فالبعض إذا ناله مكروهٌ أو عرضَ له عارضٌ ما، وضعَ الترحيبَ بالمعاناة جانباً؛ فإذا افتقرَ لم يتصدّق، وإذا تألّم لسببٍ ما لم يُتعِب نفسَه بالقيام لصلاة الليل أو العبادة، وكأنه يرى نفسه ـ إلى حد ما ـ صاحب حق على الله تعالى، فيقول: "إلهي، ألا تراني أعاني هذه الآلام؟ فماذا تريدني الآن أن أصنع؟! حسبي أن أقاسي ما أقاسي..!"



    عن الإمام الصادق(ع): «مَنْ‏ ذَاقَ طَعْمَ الْبَلاءِ تَحْتَ سِرِّ حِفْظِ اللهِ (وعنايته تعالى) لَهُ تَلَذَّذَ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ تَلَذُّذِهِ بِالنِّعْمَة وَاشْتَاقَ إِلَيْهِ إِذَا فَقَدَهُ فَقَدَهُ لِأَنَّهُ تَحْتَ يَدِ نِيرَانِ البَلاءِ وَالْمِحْنَةِ أَنْوَارُ النِّعْمَةِ» (مصباح الشريعة/ ص183). كم يصبح أمثال هؤلاء أقوياء! ما أسعد من يتحمل المحنة والبلاء، مهما كانا، ذلك أن الله قد منحه القابلية على تحمّل الآلام. ولو نفذ هذا الكلام إلى أرواحنا لتناقص – تلقائياً - الكثير من بلايانا.



    من الصعب جدّاً أن يكون الإنسان في ذروة الشدة والمحنة ثم يرحّب بالمعاناة. إنهم العظماء الذين في ميسورهم أن يحمّلوا أنفسهم المعاناة والشدة وهم في ذروة المصيبة؛ كما هو حال العقيلة زينب(س) التي لم تترك صلاة الليل بعد كل ما رأت يوم عاشوراء من مصائب! ولقد كانت في كربلاء مصدر تسكين لإمامين. كانت حتى يوم عاشوراء ترعى الإمام الحسين(ع) وتدور حوله كما تدور الفراشة حول الضياء. ثم، بعد عاشوراء، أخذت ترعى الإمام السجاد(ع).
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X