اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية العقيدة في حياة الإنسان
إن البحث في العقيدة ليس من النوع الترف الفكري الذي يمارسه الإنسان المفكر ليقتل به
أوقات الفراغ كقراءة القصص الخيالية وممارسة الألعاب لمجرد اللهو أو التلذذ، بل هو ضرورة
لا بد منها ، يستهدف معرفة مبدأ الإمسانية ومصيرها ، والغاية التي خلقنا من أجلها ووجد هذا
الكون الواسع من أجلها ، وكيفية سلوك الطريق الأفضل لتحقيق السعادة والحياة الكريمة
في الحياة الدنيا وما بعدها.
وبناء على ذلك فهو بحث ينتهي إلى استقطاب طاقات الإنسان لتوجيهها نحو
الأسلوب العلمي الذي يسلكه في هذه الحياة نحو الغاية .
و (العقيدة) هي القاعدة الفكرية التي ينطلق منها الإنسان إلى الحياة ، لأنها ترسم له
خارطة تحركه الحضاري وفق نظام حياتي عملي ناجح يقوده في النهاية إلى ما
ينشده من الكمال الائق به.
لذلك فأننا نرى آثار العقيدة بارزة بقوة في شخصيات التاريخ ، التي لعبت دوراً بارزاً في
توجيه الحياة الإنسانية ، وإحداث المنعطفات التاريخية القوية التي أسهمت بشكل كبير
في تطور الحضارات ، ووضعت الحلول الجذرية لمشاكل العالم الكبرى ، وقادتهم نحو الخير
و السعادة و الهناء ، إذ منحتهم ( العقيدة ) التي آمنوا بها عزماً لا يلين و إرادة قوية وثباتاً وتصميماً
لخوض غمار الحياة دون كلل أو ملل بالرغم من كثرة عقبات ومصاعب الطريق . أمّا من لاعقيدة
له فهو دوماً كرة بيد اللاعبين يتقلب تارة يمينا وأخرى شمالاً ، وبالتالي انتهى دورهم في الحياة
وسحقهم التاريخ ولم يسجل لهم أي دور فيها الفراغ الروحي و العقائدي الذي جعلهم يشعرون
بالضياع والملل حتى أمس هذا الصنف من الفارغين متكاسلاً عن الإنتاج المبدع الخلاق و التطور
المثمر فهم اقبلو ا على الحياة وغادروها كما تغادر الديدان والبهائم دون أن يشعر بهم أحد أو
يحسب التاريخ لهم أدنى حساب .
وما الفرق بين الصنف المبدع المنتج وبين الصنف الفارغ المستهلك إلا فارق (العقيدة) .
ومن هنا نعرف السر في اجماع علماء المسلمين على ان المعرفة أشرف العلوم مطلقاً.
و بهذا البيان المختصر تتجلى أهمية العقيدة في الحياة الإنسانية .
أ
تعليق