بسم الله الرحمن الرحيم .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
ان اغلب واكثر ذرية اهل البيت (عليهم السلام) عرفوا بالتقوى والورع والعلم وكيف لا يكونون كذلك وهم ذرية بعضها من بعض ولدوا من اصلاب طاهرة وارحام مطهرة فاباء ذرية اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة الطاهرين ، وامهات ذرية اهل البيت (عليهم السلام) هن العفيفات الشريفات المؤمنات فيكون الولد من ذي وذا ولدا مباركا تجتمع فيه كل الصفات الايمانية الحميدة .
وكان السيد موسى المبرقع من هذه الذرية الطاهرة المباركة الذي اجتمعت فيه كل الصفات الاخلاقية الحميدة والصفات الاخلاقية الراقية .
وبما ان هذه هي ايام وفاته (عليه السلام) نتعرض إلى جانب من سيرته العطرة على وجه العجالة .
<<< النسب الشريف للسيد موسى المبرقع (عليه السلام) >>>
هو موسى بن محمد بن علي الجواد عليهم السلام . اشتهر بعدالته وأمانته وديانته وكياسته وبالفضل والعلم والتقوى وأسمى درجات الكمال ، شأنه في ذلك شأن آبائه الطاهرين عليهم السلام . عرف بـالمُبَرقَع ؛ لأنّه كان يُسدل على وجهه برقعاً أي نقاباً ، لما قيل له من الوجه الحسن ، وجمال المظهر، وكان الناس يطيلون النظر إليه ، انبهاراً بجماله ، ويزدحمون في الطرق والأسواق ، فكان يتضايق من هذا الأمر ، ولهذا ستر وجهه بالبرقع . [1] يكنّى بعدة كنى ، منها : أبو أحمد وأبو جعفر . [2] .
<<< علم السيد موسى المبرقع (عليه السلام) >>>
كان موسى المبرقع من أهل العلم والدراية ورواة الحديث ، فقد روى عنه الشيخ المفيد في كتابه الاختصاص [3] والشيخ الطوسي في التهذيب ، [4] ومثلهما ابن شعبة الحراني في كتابه المعروف تحف العقول . [5] .
ومما روي من أنّ يحيى بن أكثم قد كاتبه في بعض المسائل، يُستشف ويُعلم أنّ لموسى المبرقع مكانة علمية مرموقة.[6]
<<< سفر السيد موسى المبرقع (عليه السلام) من المدينة إلى الكوفة ثم قم المقدسة >>>
بعد وفاة أبيه الجواد عليه السلام وخروج أخيه الإمام الهادي عليه السلام إلى سر من رآى هاجر من المدينة إلى الكوفة وبقي بها مدة من الزمن . وفي سنة 256 هــ بعد وفاة أخيه الهادي عليه السلام شدّ رحاله متوجهاً إلى مدينة قم ودخلها وله من العمر 42 سنة [7] ولما سكن قم كان جماعة من العرب المقيمين فيها لا يعرفونه بل يجهلون منزلته ونسبه؛ لذا عمدوا إلى إخراجه منها، وقيل: لعلّ السبب في إخراجه من قم هو إسداله البرقع على وجهه بحيث لا يراه الناس، فلم يعرفوه وكانوا في شك وريبة من أمره.[8]
فتوّجه إلى كاشان فاستقبله هناك أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي، فأكرمه وأنزله مقاماً جميلاً، وبعد مدة تنبّه أهل قم إلى سوء تعاملهم، فجاؤوا إلى كاشان نادمين طالبين منه العودة إلى قم، فحملوه معززاً مكرماً إليها.[9][10]
وقد اتفق أكثر المؤرخين والمحدّثين وعلماء الأنساب أنّه هاجر من الكوفة وسكن مدينة قم وبقي بها حتى توفي سنة 269 هـ ودفن فيها وقبره مزار للمحبين والمريدين.[11]
فبما إنّه دخل مدينة قم سنة 256 هـ وبقي فيها حتى توفي سنة 296 هـ، فعلهذا أنّه عاش فيها مدة 40 سنة.[12]
<<< وفاة السيد المبرقع (عليه السلام) >>>
كان السيد موسى المبرقع (عليه السلام) مقيماً بالمدينة ، وبقي هناك حتى استشهد أبوه الجواد (عليه السلام) . [13] ثم هاجر إلى قم ، وبقي فيها حتى توفي ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من ربيع الثاني سنة 296 هـ وعمره 82 عاماً ، ودفن في إحدى أحياء قم وقبره اليوم مزار معروف ومشهور، وعليه عمارة حديثة ضخمة وضريح فضي مذهب ، ويقع في المحلة المعروفة بـ(دربهشت) أي باب الجنة في (شارع آذر) ، في منطقة (چِهِلْ أخْتَران) أي (الأربعون كوكباً) . [14] روي أنه ?ان یشبه أُمه خُلقاً.[15] .
فالسلام على روحه الطاهرة وارواح ابائه واجداده المعصومين وعلى الارواح التي حلت بفنائهم واناخت برحلهم ورحمة الله تعالى وبركاته .
-------------------------------------
1 - الحراني، تحف العقول، ص 476.
2 - الحراني، تحف العقول، ص 76؛ عطاردي، مسند الإمام الجواد، ص 84 ـ 85.
3 - المفيد، الإختصاص، ص 21 .
4 - الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 9، ص 355.
5 - الحراني، تحف العقول، ص 476.
6 - الطوسي ، تهذيب الأحكام، ج 9، ص 355.
7 - القمي، تاريخ قم، ص 215.
8 - الشاكري، موسوعة المصطفى والعترة ج 13 ص 32؛ عطاري، مسند الإمام الجواد، ص 84 - 85.
9 - الحراني، تحف العقول، ص 476.
10 - عطاردي، مسند الإمام الجواد، ص 84 - 85.
11 - القمي، تاريخ قم، ص 215؛ الحسني، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، ص 182؛ النوري، البدر المشعشع في أحوال ذرية موسى المبرقع، ص 2 ـ 4.
12 - القمي، تاريخ قم، ص 215.
13 - موقع نقابة السادة الأشراف آل البيت في العراق.
14 - المسعودي، إثبات الوصية، ص 228.
15 - الحراني، تحف العقول، ص 476؛ عطاري، مسند الإمام الجواد، ص 84 - 85.
تعليق