حجاب و محراب الحوراء زينب (ع) عاملان مهمان في انجاح الثورة الحسينية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
ان المنظومة الاخلاقية والايمانية الدينية وفقراتها وبنودها وموادها يرتبط بعضها ببعض ارتباطا وثيقا فقد تختل فقراتها أو بنودها أو موادها بالإخلال بالبعض الأخر .
ولتقريب الفكرة للقارئ الكريم نأخذ موضوع الحياء في روايات اهل البيت (ع) كمثال بالنحو التالي :
قال الإمام علي (ع) : (أحْسَنُ ملابس الدين الحياء) . (1) . وقال الإمام الصادق (ع) : (لا إيمان لمن لا حياء له) . (2) . وقال الإمام الباقر (ع) : (الحياء والإيمان مقرونان في قرنٍ فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه) . (3) .
فنلاحظ الارتباط الوثيق بين الحياء وبين الدين ، فمن كان له حياء كان له دين ومن لا حياء له لا دين له .
ونجد هذه الصفة في المؤمنات العفيفات المحصنات وغير المحصنات الشريفات اللواتي لبسن لباس الحياء بلبس الحجاب ، وأجلى النساء التي بدت أهمية الحجاب في حياتها ومواقفها هي فخر المخدرات رائدة الستر والعفاف عقيلة بني هاشم الحوراء زينب الكبرى (ع) ، فقد روي انها كانت تستر وجهها بكفيها - بعد اخذ غطاء الوجه منها - من نظرات الرجال من بني أمية اليها وكذلك النساء الهاشميات فعلن ذلك . هذا من ناحية حجاب زينب الكبرى (ع) .
اما من ناحية عبادتها فقد كانت دائما في حالة انقطاع وتوجه الى الله سبحانه وتعالى ، فقد كانت خاشعة لله عز وجل حتى في ظروف والمحن والمصائب الشديدة التي مرت عليها بعد استشهاد اخوتها واقاربها في يوم عاشوراء وسبيها .
روي عن الإمام السجاد (ع) أنه قال : إن عمتي زينب مع تلك المصائب والمحن النازلة بها في طريقنا إلى الشام ما تركت نوافلها الليلية .
وروي أن الحسين (ع) لما ودع أخته زينب عليها السلام وداعه الأخير قال لها : يا أختاه ، لا تنسيني في نافلة الليل .
وفي مثير الأحزان للشيخ شريف الجواهري : قالت فاطمة بنت الحسين (ع) :
وأما عمتي زينب ، فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة - أي الليلة العاشرة من المحرم - في محرابها تستغيث إلى ربها ، فما هدأت لنا عين ، ولا سكنت لنا رنة . (4) .
فعلا ان السيدة زينب (ع) كانت رائدة الصبر بايمانها وتقواها وعفتها ، وكانت كالجبل الصامد الذي لا تهزه هبوب الرياح واختلاف المناخ رغم قسوت الظروف وسرعة الرياح .
وبهاتين الصفتين - الحجاب والمحراب - اكملت الحوراء زينب (ع) مشروع الاصلاح الخالد في الامة الاسلامية الذي اطلقه الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء .
*******************
1 - محمدي ري شهري ، ميزان الحكمة (بيروت ، دار الحديث) ، ط 2 ، 1419 ، ج2 ، ص716 ، الرواية 4544.
2 - م . ن ، ص717 ، الرواية 4570.
3 - م . ن ، الرواية 4565 ، بحار الأنوار ، ج78 ، ص309.
4 - كتاب رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ - السيد لطيف القزويني - الصفحة ١٦٩ .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
ان المنظومة الاخلاقية والايمانية الدينية وفقراتها وبنودها وموادها يرتبط بعضها ببعض ارتباطا وثيقا فقد تختل فقراتها أو بنودها أو موادها بالإخلال بالبعض الأخر .
ولتقريب الفكرة للقارئ الكريم نأخذ موضوع الحياء في روايات اهل البيت (ع) كمثال بالنحو التالي :
قال الإمام علي (ع) : (أحْسَنُ ملابس الدين الحياء) . (1) . وقال الإمام الصادق (ع) : (لا إيمان لمن لا حياء له) . (2) . وقال الإمام الباقر (ع) : (الحياء والإيمان مقرونان في قرنٍ فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه) . (3) .
فنلاحظ الارتباط الوثيق بين الحياء وبين الدين ، فمن كان له حياء كان له دين ومن لا حياء له لا دين له .
ونجد هذه الصفة في المؤمنات العفيفات المحصنات وغير المحصنات الشريفات اللواتي لبسن لباس الحياء بلبس الحجاب ، وأجلى النساء التي بدت أهمية الحجاب في حياتها ومواقفها هي فخر المخدرات رائدة الستر والعفاف عقيلة بني هاشم الحوراء زينب الكبرى (ع) ، فقد روي انها كانت تستر وجهها بكفيها - بعد اخذ غطاء الوجه منها - من نظرات الرجال من بني أمية اليها وكذلك النساء الهاشميات فعلن ذلك . هذا من ناحية حجاب زينب الكبرى (ع) .
اما من ناحية عبادتها فقد كانت دائما في حالة انقطاع وتوجه الى الله سبحانه وتعالى ، فقد كانت خاشعة لله عز وجل حتى في ظروف والمحن والمصائب الشديدة التي مرت عليها بعد استشهاد اخوتها واقاربها في يوم عاشوراء وسبيها .
روي عن الإمام السجاد (ع) أنه قال : إن عمتي زينب مع تلك المصائب والمحن النازلة بها في طريقنا إلى الشام ما تركت نوافلها الليلية .
وروي أن الحسين (ع) لما ودع أخته زينب عليها السلام وداعه الأخير قال لها : يا أختاه ، لا تنسيني في نافلة الليل .
وفي مثير الأحزان للشيخ شريف الجواهري : قالت فاطمة بنت الحسين (ع) :
وأما عمتي زينب ، فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة - أي الليلة العاشرة من المحرم - في محرابها تستغيث إلى ربها ، فما هدأت لنا عين ، ولا سكنت لنا رنة . (4) .
فعلا ان السيدة زينب (ع) كانت رائدة الصبر بايمانها وتقواها وعفتها ، وكانت كالجبل الصامد الذي لا تهزه هبوب الرياح واختلاف المناخ رغم قسوت الظروف وسرعة الرياح .
وبهاتين الصفتين - الحجاب والمحراب - اكملت الحوراء زينب (ع) مشروع الاصلاح الخالد في الامة الاسلامية الذي اطلقه الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء .
*******************
1 - محمدي ري شهري ، ميزان الحكمة (بيروت ، دار الحديث) ، ط 2 ، 1419 ، ج2 ، ص716 ، الرواية 4544.
2 - م . ن ، ص717 ، الرواية 4570.
3 - م . ن ، الرواية 4565 ، بحار الأنوار ، ج78 ، ص309.
4 - كتاب رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ - السيد لطيف القزويني - الصفحة ١٦٩ .
تعليق