خطيب الحبشة وشهيد حرب مؤتة جعفر بن ابي طالب (ع) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
نتقدم بالتعازي الحزينة والاليمة للعالم الاسلامي كافة ولشيعة الامامية الاثنى عشرية خاصة ولمقام حضرة الامام الحجة بن الحسن المنتظر المهدي (ع) بمناسبة استشهاد سيدنا ومولانا جعفر بن ابي طالب (ع) .
*** سيرة ونسب جعفر بن ابي طالب (ع) :
جعفر بن أبي طالب الملقب بـ (ذو الجناحين) أسلم مع الأوائل ومعه زوجته اسماء بنت عميس ، وقرابته من رسول الله (ص) هي انه ابن عمه وهو أحد وزرائه وشبيه للنبي (ص) في الخلق والخلق كما صرح بذلك النبي (ص) حيث قال : (أشبهتَ خلقي وخُلُقي) (1) . وهو أخ لطالب وعقيل و امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم .وكناه (ص) بـ (أبا المساكين) لجوده وكرمه لهم فكان يجلس إليهم ويخدمهم ويخدمونه ، يحدثهم ويحدثونه . (2) .
وفي مقاتل الطالبيين عن النبي (ص) أنه قال : خير الناس حمزة وجعفر وعلي .
ومن صفاته التي تميز بها جعفر (ع) هي الشجاعة والذكاء ولباقته في الحديث فاختاره المسلمون لمحاورة النجاشي ملك الحبشة وبعدما دخل على ملك الحبشة قال له : أيها الملك ، كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ....... ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ، ليردونا إلى عبادة الأوثان ، فخرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا ألا نُظلم عندك أيها الملك ، فبكى النجاشي الذي كان يحمل إيماناً مستنيراً ، وقال : هل معك مما جاء به من شيء فقرأ عليه جعفر من سورة مريم ، فالتفت النجاشي إلى مبعوثي قريش ، وقال : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما ، ثم أعطاهم الأمان في بلده . (3) .
وأسند البيهقي من طريق حسن بن حسين العرزمي ، عن الأجلح ، عن الشعبي ، عن جابر قال : لما قدم رسول الله (ص) من خيبر ، قدم جعفر من الحبشة ، فتلقاه وقبَّل جبهته ، وقال : ( والله ما أدري بأيهما أفرح ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ) . (4) .
*** فضائل جعفر (ع) عند النبي محمد (ص) :
روي أن النبي (ص) قد نعى جعفرا وزيدا (ع) قبل أن يجيء إليه خبرهما ، فنعاهما وعيناه تذرفان بالدمع من الحزن على فقدهما . وقال (ص) : ( اللهم اخلف جعفرَ في أهله كما خلفت عبداً من عبادك الصالحين ) . (5) . ولما أتى النبي (ص) نعي جعفر (ع) أتى إلى امرأته أسماء بنت عُميس فعزّاها في زوجها جعفر (ع) ودخلت فاطمة (ع) وهي تبكي وتقول : واعماه ، فقال (ص) : (على مثل جعفر فلتبك البواكي ) . (6) .
وروي ان رسول الله (ص) عندما نعي جعفر وزيد بن حارثة بكى وقال (ص) : ( أخواي ومؤنساي ومحدثاي ) . (7) . فحزن على استشهاده النبي (ص) فاستودعه وقال : ( استغفروا لأخيكم فإنه شهيد ، وقد دخل الجنة وأبدله الله جناحين من ياقوت يطير بهما ، حيث يشاء في الجنة ) . (8) .
*** قيادة جعفر (ع) للجيش في حرب مؤتة واستشهاده فيها :
تولى جعفر قيادة جيش المسلمين في غزوة (مؤتة) بعد استشهاد زيد بن حارثة ، تنفيذاً لأمر النبي (ص) ، حيث قال : ( إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فعبد الله بن رواحة ) . (9) . فأخذ جعفر الراية بعد أن كادت توشك على السقوط ومضى يقاتل ، وعندما اشتد القتال ، ورأى فرسه تعوق حركته ، نزل عنها وعقرها حتى لا يأخذها العدو فيقاتل عليها المسلمين ، وانطلق وسط صفوف الروم يمعن فيهم قتلاً ، وقُطعت يده اليمنى فأخذ الراية بشماله فقطعت ، فاحتضنها بعضديه حتى لا يدع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم تلامس التراب وهو حي ، فتكالب عليه جند الروم ، واستشهد بعد أن جُرح بضعا وسبعين جرحاً ما بين ضربة سيف وطعنة رمح .
ودُفن جعفر (ع) في بلدة المزار الجنوبي بالأردن وعمره يقارب الأربعين عاماً .
*********************
(1) رواه البخاري / حديث رقم : 2699 .
(2) الإصابة / ج1 / ص 238 .
(3) السيرة النبوية أحمد بن دخلان / ج 1 / ص 213 وغيرها.
(4) البداية والنهاية / ج4 / ذكر قدوم جعفر بن أبي طالب ومسلمو الحبشة المهاجرون .
(5) منتخب كنز العمال / ج 5 / ص 155 ،،، وطبقات ابن سعد / ج 4 / ص 39 .
(6) انساب الاشراف / 43 .
(7) الاستيعاب / ج1 / ص 548 .
(8) الطبقات الكبرى لابن سعد / ج4 / ص38 ،،، والثاقب في المناقب / ص102 ،،، وشرح النهج للمعتزلي / ج15 / ص68 ،،، والدرجات الرفيعة / ص76 ،،، وتاريخ مدينة دمشق/ ج2 / ص14/ وج19 / ص368 ،،، وكنز العمال / ج11 / ص661 ،،، والبداية والنهاية / ج2 / ص282 ،،، والسيرة النبوية لابن كثير/ ج3 / ص467 ،،، وجامع الأحاديث والمراسيل / ج1 / ص425 ،،، والفتح الكبير / ج1 / ص80 .
(9) الخبر في الواقدي / ج 2 / ص 756 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
نتقدم بالتعازي الحزينة والاليمة للعالم الاسلامي كافة ولشيعة الامامية الاثنى عشرية خاصة ولمقام حضرة الامام الحجة بن الحسن المنتظر المهدي (ع) بمناسبة استشهاد سيدنا ومولانا جعفر بن ابي طالب (ع) .
*** سيرة ونسب جعفر بن ابي طالب (ع) :
جعفر بن أبي طالب الملقب بـ (ذو الجناحين) أسلم مع الأوائل ومعه زوجته اسماء بنت عميس ، وقرابته من رسول الله (ص) هي انه ابن عمه وهو أحد وزرائه وشبيه للنبي (ص) في الخلق والخلق كما صرح بذلك النبي (ص) حيث قال : (أشبهتَ خلقي وخُلُقي) (1) . وهو أخ لطالب وعقيل و امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم .وكناه (ص) بـ (أبا المساكين) لجوده وكرمه لهم فكان يجلس إليهم ويخدمهم ويخدمونه ، يحدثهم ويحدثونه . (2) .
وفي مقاتل الطالبيين عن النبي (ص) أنه قال : خير الناس حمزة وجعفر وعلي .
ومن صفاته التي تميز بها جعفر (ع) هي الشجاعة والذكاء ولباقته في الحديث فاختاره المسلمون لمحاورة النجاشي ملك الحبشة وبعدما دخل على ملك الحبشة قال له : أيها الملك ، كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ....... ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ، ليردونا إلى عبادة الأوثان ، فخرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا ألا نُظلم عندك أيها الملك ، فبكى النجاشي الذي كان يحمل إيماناً مستنيراً ، وقال : هل معك مما جاء به من شيء فقرأ عليه جعفر من سورة مريم ، فالتفت النجاشي إلى مبعوثي قريش ، وقال : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما ، ثم أعطاهم الأمان في بلده . (3) .
وأسند البيهقي من طريق حسن بن حسين العرزمي ، عن الأجلح ، عن الشعبي ، عن جابر قال : لما قدم رسول الله (ص) من خيبر ، قدم جعفر من الحبشة ، فتلقاه وقبَّل جبهته ، وقال : ( والله ما أدري بأيهما أفرح ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ) . (4) .
*** فضائل جعفر (ع) عند النبي محمد (ص) :
روي أن النبي (ص) قد نعى جعفرا وزيدا (ع) قبل أن يجيء إليه خبرهما ، فنعاهما وعيناه تذرفان بالدمع من الحزن على فقدهما . وقال (ص) : ( اللهم اخلف جعفرَ في أهله كما خلفت عبداً من عبادك الصالحين ) . (5) . ولما أتى النبي (ص) نعي جعفر (ع) أتى إلى امرأته أسماء بنت عُميس فعزّاها في زوجها جعفر (ع) ودخلت فاطمة (ع) وهي تبكي وتقول : واعماه ، فقال (ص) : (على مثل جعفر فلتبك البواكي ) . (6) .
وروي ان رسول الله (ص) عندما نعي جعفر وزيد بن حارثة بكى وقال (ص) : ( أخواي ومؤنساي ومحدثاي ) . (7) . فحزن على استشهاده النبي (ص) فاستودعه وقال : ( استغفروا لأخيكم فإنه شهيد ، وقد دخل الجنة وأبدله الله جناحين من ياقوت يطير بهما ، حيث يشاء في الجنة ) . (8) .
*** قيادة جعفر (ع) للجيش في حرب مؤتة واستشهاده فيها :
تولى جعفر قيادة جيش المسلمين في غزوة (مؤتة) بعد استشهاد زيد بن حارثة ، تنفيذاً لأمر النبي (ص) ، حيث قال : ( إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فعبد الله بن رواحة ) . (9) . فأخذ جعفر الراية بعد أن كادت توشك على السقوط ومضى يقاتل ، وعندما اشتد القتال ، ورأى فرسه تعوق حركته ، نزل عنها وعقرها حتى لا يأخذها العدو فيقاتل عليها المسلمين ، وانطلق وسط صفوف الروم يمعن فيهم قتلاً ، وقُطعت يده اليمنى فأخذ الراية بشماله فقطعت ، فاحتضنها بعضديه حتى لا يدع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم تلامس التراب وهو حي ، فتكالب عليه جند الروم ، واستشهد بعد أن جُرح بضعا وسبعين جرحاً ما بين ضربة سيف وطعنة رمح .
ودُفن جعفر (ع) في بلدة المزار الجنوبي بالأردن وعمره يقارب الأربعين عاماً .
*********************
(1) رواه البخاري / حديث رقم : 2699 .
(2) الإصابة / ج1 / ص 238 .
(3) السيرة النبوية أحمد بن دخلان / ج 1 / ص 213 وغيرها.
(4) البداية والنهاية / ج4 / ذكر قدوم جعفر بن أبي طالب ومسلمو الحبشة المهاجرون .
(5) منتخب كنز العمال / ج 5 / ص 155 ،،، وطبقات ابن سعد / ج 4 / ص 39 .
(6) انساب الاشراف / 43 .
(7) الاستيعاب / ج1 / ص 548 .
(8) الطبقات الكبرى لابن سعد / ج4 / ص38 ،،، والثاقب في المناقب / ص102 ،،، وشرح النهج للمعتزلي / ج15 / ص68 ،،، والدرجات الرفيعة / ص76 ،،، وتاريخ مدينة دمشق/ ج2 / ص14/ وج19 / ص368 ،،، وكنز العمال / ج11 / ص661 ،،، والبداية والنهاية / ج2 / ص282 ،،، والسيرة النبوية لابن كثير/ ج3 / ص467 ،،، وجامع الأحاديث والمراسيل / ج1 / ص425 ،،، والفتح الكبير / ج1 / ص80 .
(9) الخبر في الواقدي / ج 2 / ص 756 .
تعليق