من علامات الظهور الوهمية في الروايات الشيعية الضعيفة .

[خادم الكفيل]

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
نعتقد نحن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية إعتقادا جازما بعدم صحة جميع الروايات في الكتب الحديثية والجوامع الروائية ولا يوجد عندنا كتابا مؤلفا واحدا ينص أو يصرح على أن كل الروايات التي بين دفتيه هي روايات صحيحة السند قوية الإسناد ، وإعتقادنا هذا حتى في أهم الجوامع الحديثية الأربعة التي عندنا وهي ( الكافي لمحمد الكليني / من لا يحضره الفقيه لمحمد بن بابويه القمي / التهذيب لمحمد الطوسي / الإستبصار لمحمد الطوسي أيضا ) فضلا عن غيرها .
والسبب في ذلك هو لكثرة الكذابة الذين يضعون الأحاديث المكذوبة عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أهل البيت (عليهم السلام) .
فلابد لأي شخص من عدم ترتيب الأثر الموجود في متن الرواية المذكورة في الكتب الحديثية والمصادر الشيعية من دون الرجوع :
1 - إلى سند الرواية ورجالها هل هم ثقاة أم غير ثقاة أم ضعفاء أم مجهولي الحال أم غير ذلك .
2 - إلى متن الرواية - حتى على تقدير صحة الرواية - وإن متنها هل يخالف روح القرآن وتعاليمه أو يخالف حكم العقل أو يخالف أمر ثابت وقطعي وضروري من ضروريات الدين .
وسنذكر هذه الرواية الضعيفة التالية المذكورة في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي علما ان متن هذه الرواية ينص على أن من العلامات التي يتوقف عليها الظهور المبارك للإمام المهدي (عليه السلام) هو حدوث البراءة واللعن والإعتداء والتكفير بين الشيعة أنفسهم ، وسنبين كيف أن الرواية ضعيفة من خلال سندها .

الرواية / الشيخ الطوسي / الغيبة / رقم الصفحة : ( 437 ) :
429 - وعنه ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أبي عمار ، عن علي بن أبي المغيرة ، عن عبد الله بن شريك العامري ، عن عميرة بنت نفيل ، قالت : سمعت الحسن بن علي (ع) يقول : لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويلعن بعضكم بعضا ، ويتفل بعضكم في وجه بعض ، وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض ، قلت : ما في ذلك خير ، قال : الخير كله في ذلك عند ذلك يقوم قائمنا ، فيرفع ذلك كله .

الحكم على الرواية / ضعيفة / سبب ضعف الرواية :
1 - عبد الله بن جبلة : واقفي . راجع ابن داود الحلي / رجال ابن داود / رقم الصفحة : ( 117 ) . ومعنى الواقفي : الواقفية هم الجماعة الذين توقفوا عند إمامة موسى الكاظم (ع) حين وفاته ، ولم يؤمنوا بإمامة ولده علي بن موسى الرضا (ع) ، بل قالوا إن الإمام الكاظم (ع) حي يرزق ، وإنّه هو القائم من آل محمد عليهم السلام
2 - عبد الله بن شريك العامري : ضعيف .
ترجمة عبد الله بن شريك العامري :
العلامة الحلي / خلاصة الأقوال / رقم الصفحة : ( 196 ) :
27 - عبد الله بن شريك العامري ، يكنى أبا المحجل ، روى ، عن علي بن الحسين وأبي جعفر (ع) وكان عندهما وجيها مقدما ، وروى الكشي حديثين ذكرناهما في كتابنا الكبير ، في طريقهما ضعف يقتضيان مدحه ، وروى أيضا إنه من حواري الصادق والباقر (ع).
====================
التفرشي - نقد الرجال - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 114 )
3108 / 148 - عبد الله بن شريك العامري : من أصحاب الباقر والصادق (ع) رجال الشيخ ، وروى الكشي حديثين - في طريقهما ضعف - يقضيان مدحه ، وكذا يظهر مدحه من كلام النجاشي عند ترجمة عبيد بن كثير ، كما سننقل عنه .... وروى الكشي - بطريق ضعيف - أنه من حواري محمد بن علي وجعفر بن محمد (ع).
====================
محمد علي الأردبيلي - جامع الرواة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 492 )
- .... عبد الله بن شريك العامري ( قر ) روى عنهما ( ق ) يكنى أبا المحجل روى ، عن علي بن الحسين وأبي جعفر (ع) وكان عندهما وجيها مقدما ( صه. جش ) وروى الكشي حديثين في طريقهما ضعف يقتضيان مدحه.
====================
السيد علي البروجردي - طرائف المقال : - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 30 )
6800 - عبد الله بن شريك العامري قر روى عنهما ق روى ، عن ين و قر (ع) وكان عندهما وجيها مقدما صه جش وروى حديثين في طريقهما ضعف يقتضيان مدحه ....

3 - أبي عمار : مجهول لم نجد له ترجمة .
4 - علي بن أبي المغيرة : مجهول لم نجد له ترجمة .
5 - عميرة بنت نفيل : مجهولة لم نجد لها ترجمة.

اذا النتيجة ان الرواية من حيث السند غير مقبولة ولا يمكننا الاعتماد عليها .

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد يا كريم .

[م.القريشي]

بارك الله فيكم
اخي خادم الكفيل
على الموضوع القيم
وجعلكم الله ممن الممهدين لظهور الحجه عجل الله تعالى فرجه الشريف

ونحب أن نلفت نظركم بأن الاخبار الكاشفة عن الحوادث التكوينية وواقع
الامة في آخر الزمان لايشترط في الاخذ بها صحة سندها بل تكفي دلالتها على المطلوب، فالرواية المذكورة حتى لو كانت ضعيفة السند ـ فهي كافية في مقام الحجية ولا يجوز إسقاطها وطرحها لان في الطرح والاسقاط طرح لاخبارهم عليهم السلام وليس كل خبر ضعيف يجوز طرحه لمجرد عدم فهمنا لمحتواه أو عدم تطبيق محتواه على الواقع بمقتضى ما جاء في بعض أخبارنا المبثوثة في الكافي والوسائل كما في قول مولانا الامام أبي جعفر عليه السلام قال لجماعة من الشيعة طلبوا منه النصيحة:" ليقو شديدكم ضعيفكم وليعد غنيكم على فقيركم .... وإذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهداً أو شاهدين
من كتاب الله فخذوا به وإلا فقفوا عنده ثم ردوه إلينا حتى يستبن لكم..".
فالخبر الضعيف في علم الرجال والدراية والحديث يختلف بطبيعته عن الخبر الموضوع والمدسوس، والخبر الضعيف له أحكام إلزامية والتي منها حرمة رده لئلا يكذب الله تعالى فوق عرشه وهو ما أشارت إليه عبارة
مولانا الامام أبي جعفر عليه السلام:" ردوه إلينا"، وحرمة رد الخبر غير حجية الخبر المعتبرة في الفقه والعقيدة، نعم يجب رد الخبر الضعيف في حال تعارض مع الكتاب والسنة الطاهرة وما عدا ذلك فلا يجوز رده بل يرد علمه إلى الله تعالى وأهل بيته عليهم السلام .