تشابه المواقف بين عائشة ومعاوية في الفرح والسرور بقتل اهل البيت (ع) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
في الوقت الذي يوصي الله سبحانه وتعالى فيه جميع المسلمين بوجوب حب ومودة الائمة المعصومين الاثنى عشر (ع) في اية المودة من سورة الشورى ، وفي الوقت الذي تضافرت فيه الروايات النبوية الشريفة على حب الائمة الاثنى عشر (ع) فقرنت بعض الروايات الايمان بحب الامام علي (ع) والنفاق ببغضه ، وقرنت الروايات الاخرى الحب الالهي والحب النبوي بحب الامام الحسين (ع) - احب الله من احب حسينا - واشارت الروايات البقية بان اهل البيت (ع) هم سادات اهل الجنة ، وانهم من يسقون الناس من حياض الجنة ، وان امير المؤمنين علي (ع) هو قسيم النار والجنة وغيرها الكثير من الفضائل والمناقب . نجد ان جماعة حزب السقيفة ، وجماعة حزب الامويين يتسابقون ويتفننون في بغضهم وعداوتهم لاهل البيت (ع) حتى وان خالفوا الله عز وجل ورسوله الكريم محمد (ص) .
وناخذ شخصيتين من كل حزب ونسلط عليهما الضوء في هذه المقالة ونبين فيها هل التزم ابرز شخصيتان من شخصيات هذين الحزبين بحب ومودة اهل البيت (ع) ؟؟؟ ام التزما بالبغض والحقد والعداء على اهل البيت (ع) ؟؟؟ الشخصية الاولى من حزب السقيفة وهي عائشة ، والشخصية الثانية من حزب بني امية وهو معاوية ، علما ان تسليط الضوء على هاتين الشخصيتين ليس من الكتب والمصادر الشيعية بل من كتب ومصادر علماء اهل السنة والجماعة ، واترك الحكم لكل سني وغير سني لكي يحكم بضميره الحي المنصف هل هما من المحبين لاهل البيت (ع) ام من المخالفين والمبغضين والحاقدين والمعاندين لهم (ع) .
أولاً : عائشة تسجد شكرا لله بسماع خبر قتل الامام علي (ع) فهل هي محبة لاهل البيت (ع) ؟؟؟ ام هي مبغضة ومعادية لهم ؟؟؟
*** قال المفيد رحمه الله في الجمل ص 83 :
هذا مع الأخبار التي لا ريب فيها ولا مرية في صحتها لاتفاق الرواة عليها ، أنها لما قتل أمير المؤمنين عليه السلام جاء الناعي فنعى أهل المدينة ، فلما سمعت عائشة بنعيه استبشرت وقالت متمثلة :
فإن يك ناعياً فلقد نعاهُ لنا *** من ليس في فيه الترابُ .
فقالت لها زينب بنت أبي سلمة : ألعلي تقولين هذا ؟! فتضاحكت ، ثم قالت : أنسى ، فإذا نسيت فذكروني ! ثم خرت ساجدة شكراً على ما بلغها من قتله ، ورفعت رأسها وهي تقول :
فألقت عصاها واستقر بها النوى *** كما قر عيناً بالإياب المسافرُ .
هذا وقد روي عن مسروق أنه قال : دخلت عليها فاستدعت غلاماً باسم عبد الرحمن ، قالت عبدي . قلت لها : فكيف سميته عبد الرحمن ؟ قالت : حباً لعبد الرحمن بن ملجم ، قاتل علي .
*** وقال الشيخ الطوسي في الإقتصاد ص 228 :
وروى الطبري في تاريخه أنه لما انتهى قتل أمير المؤمنين عليه السلام إلى عائشة قالت :
فألقت عصاها واستقر بها النوى *** كما قر عينا بالإياب المسافر .
ثم قالت : من قتله ؟ فقيل : رجل من مراد . فقالت :
فإن يك نائياً فلقد نعاه *** غلامٌ ليس في فيه التراب .
ثانياً : معاوية بن ابي سفيان - لعنه الله - يسجد شكرا لله بسماع خبر قتل الامام الحسن (ع) فهل هو محب لاهل البيت (ع) ؟؟؟ ام هو مبغض ومعادي لهم ؟؟؟
*** الأخبار الطوال - ابو حنيفة الدينوري - الصفحة 222 :
وانتهى خبر وفاة الحسن إلى معاوية - كتب به إليه عامله على المدينة مروان - فأرسل إلى ابن عباس ، وكان عنده بالشام - قدم عليه وافدا - فدخل عليه ، فعزاه ، وأظهر الشماتة بموته ، فقال له ابن عباس : ( لا تشمتن بموته ، فو الله لا تلبث بعده إلا قليلا ) .
*** روي عن ابن قتيبة الدينوري - في كتابه الإمام والسياسة ، قال :
فلمّا كانت سنة احدى وخمسين مرض الحسن بن عليّ مرضه الّذي مات فيه ، فكتب عامل المدينة إلى معاوية يخبره بشكاية الحسن ، فكتب إليه معاوية : إن استطعت أن لا يمضي يوم بي يمر إلاّ يأتيني فيه خبره فافعل . فلم يزل يكتب إليه بحاله حتى توفي . فكتب إليه بذلك، فلمّا أتاه الخبر أظهر فرحاً وسروراً حتى سجد وسجد من كان معه فبلغ ذلك عبد الله بن عباس وكان بالشام يومئذ ، فدخل على معاوية فلمّا جلس قال معاوية : يا بن عباس هلك الحسن بن عليّ ، فقال ابن عباس : نعم هلك إنّا لله وإنّا إليه راجعون ترجيعاً مكرراً ـ وقد بلغني الّذي أظهرت من الفرح والسرور لوفاته ، أما والله ما سدّ جسده حفرتك ، ولا زاد نقصان أجله عمرك ، ولقد مات وهو خير منك ، ولئن أصبنا به لقد أصبنا بمن كان خيراً منه جده رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ، فجبر الله مصيبته ، وخلف علينا من بعده أحسن الخلافة ، ثمّ شهق ابن عباس وبكى وبكى من حضر في المجلس وبكى معاوية ، فما رأيت يوماً أكثر باكياً من ذلك اليوم . الإمامة والسياسة ج 1 - ص 144ـ 145 مطبعة الأمة سنة 1328. ورواه ابن عبد ربه الأندلسي (ت 328 هـ) - في العقد الفريد ج 2 / ص 361 - 362 تحقيق ـ أحمد أمين ورفيقيه .
*** ورواه الزمخشري (ت538 هـ) - في ربيع الأبرار ، قال :
( لمّا بلغ معاوية موت الحسن بن عليّ (رضي الله عنه) سجد معاوية وسجد من حوله شكراً ، فدخل عليه ابن عباس فقال له : يا بن عباس أمات أبو محمّد ؟ قال : نعم ، وبلغني سجودك ، والله يا بن آكلة الكبود لا يسدّن حسدك إياه حفرتك ولا يزيد انقضاء أجله في عمرك ) . ربيع الأبرار ج 4 / ص 186 طبعة الأوقاف ببغداد.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
في الوقت الذي يوصي الله سبحانه وتعالى فيه جميع المسلمين بوجوب حب ومودة الائمة المعصومين الاثنى عشر (ع) في اية المودة من سورة الشورى ، وفي الوقت الذي تضافرت فيه الروايات النبوية الشريفة على حب الائمة الاثنى عشر (ع) فقرنت بعض الروايات الايمان بحب الامام علي (ع) والنفاق ببغضه ، وقرنت الروايات الاخرى الحب الالهي والحب النبوي بحب الامام الحسين (ع) - احب الله من احب حسينا - واشارت الروايات البقية بان اهل البيت (ع) هم سادات اهل الجنة ، وانهم من يسقون الناس من حياض الجنة ، وان امير المؤمنين علي (ع) هو قسيم النار والجنة وغيرها الكثير من الفضائل والمناقب . نجد ان جماعة حزب السقيفة ، وجماعة حزب الامويين يتسابقون ويتفننون في بغضهم وعداوتهم لاهل البيت (ع) حتى وان خالفوا الله عز وجل ورسوله الكريم محمد (ص) .
وناخذ شخصيتين من كل حزب ونسلط عليهما الضوء في هذه المقالة ونبين فيها هل التزم ابرز شخصيتان من شخصيات هذين الحزبين بحب ومودة اهل البيت (ع) ؟؟؟ ام التزما بالبغض والحقد والعداء على اهل البيت (ع) ؟؟؟ الشخصية الاولى من حزب السقيفة وهي عائشة ، والشخصية الثانية من حزب بني امية وهو معاوية ، علما ان تسليط الضوء على هاتين الشخصيتين ليس من الكتب والمصادر الشيعية بل من كتب ومصادر علماء اهل السنة والجماعة ، واترك الحكم لكل سني وغير سني لكي يحكم بضميره الحي المنصف هل هما من المحبين لاهل البيت (ع) ام من المخالفين والمبغضين والحاقدين والمعاندين لهم (ع) .
أولاً : عائشة تسجد شكرا لله بسماع خبر قتل الامام علي (ع) فهل هي محبة لاهل البيت (ع) ؟؟؟ ام هي مبغضة ومعادية لهم ؟؟؟
*** قال المفيد رحمه الله في الجمل ص 83 :
هذا مع الأخبار التي لا ريب فيها ولا مرية في صحتها لاتفاق الرواة عليها ، أنها لما قتل أمير المؤمنين عليه السلام جاء الناعي فنعى أهل المدينة ، فلما سمعت عائشة بنعيه استبشرت وقالت متمثلة :
فإن يك ناعياً فلقد نعاهُ لنا *** من ليس في فيه الترابُ .
فقالت لها زينب بنت أبي سلمة : ألعلي تقولين هذا ؟! فتضاحكت ، ثم قالت : أنسى ، فإذا نسيت فذكروني ! ثم خرت ساجدة شكراً على ما بلغها من قتله ، ورفعت رأسها وهي تقول :
فألقت عصاها واستقر بها النوى *** كما قر عيناً بالإياب المسافرُ .
هذا وقد روي عن مسروق أنه قال : دخلت عليها فاستدعت غلاماً باسم عبد الرحمن ، قالت عبدي . قلت لها : فكيف سميته عبد الرحمن ؟ قالت : حباً لعبد الرحمن بن ملجم ، قاتل علي .
*** وقال الشيخ الطوسي في الإقتصاد ص 228 :
وروى الطبري في تاريخه أنه لما انتهى قتل أمير المؤمنين عليه السلام إلى عائشة قالت :
فألقت عصاها واستقر بها النوى *** كما قر عينا بالإياب المسافر .
ثم قالت : من قتله ؟ فقيل : رجل من مراد . فقالت :
فإن يك نائياً فلقد نعاه *** غلامٌ ليس في فيه التراب .
ثانياً : معاوية بن ابي سفيان - لعنه الله - يسجد شكرا لله بسماع خبر قتل الامام الحسن (ع) فهل هو محب لاهل البيت (ع) ؟؟؟ ام هو مبغض ومعادي لهم ؟؟؟
*** الأخبار الطوال - ابو حنيفة الدينوري - الصفحة 222 :
وانتهى خبر وفاة الحسن إلى معاوية - كتب به إليه عامله على المدينة مروان - فأرسل إلى ابن عباس ، وكان عنده بالشام - قدم عليه وافدا - فدخل عليه ، فعزاه ، وأظهر الشماتة بموته ، فقال له ابن عباس : ( لا تشمتن بموته ، فو الله لا تلبث بعده إلا قليلا ) .
*** روي عن ابن قتيبة الدينوري - في كتابه الإمام والسياسة ، قال :
فلمّا كانت سنة احدى وخمسين مرض الحسن بن عليّ مرضه الّذي مات فيه ، فكتب عامل المدينة إلى معاوية يخبره بشكاية الحسن ، فكتب إليه معاوية : إن استطعت أن لا يمضي يوم بي يمر إلاّ يأتيني فيه خبره فافعل . فلم يزل يكتب إليه بحاله حتى توفي . فكتب إليه بذلك، فلمّا أتاه الخبر أظهر فرحاً وسروراً حتى سجد وسجد من كان معه فبلغ ذلك عبد الله بن عباس وكان بالشام يومئذ ، فدخل على معاوية فلمّا جلس قال معاوية : يا بن عباس هلك الحسن بن عليّ ، فقال ابن عباس : نعم هلك إنّا لله وإنّا إليه راجعون ترجيعاً مكرراً ـ وقد بلغني الّذي أظهرت من الفرح والسرور لوفاته ، أما والله ما سدّ جسده حفرتك ، ولا زاد نقصان أجله عمرك ، ولقد مات وهو خير منك ، ولئن أصبنا به لقد أصبنا بمن كان خيراً منه جده رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ، فجبر الله مصيبته ، وخلف علينا من بعده أحسن الخلافة ، ثمّ شهق ابن عباس وبكى وبكى من حضر في المجلس وبكى معاوية ، فما رأيت يوماً أكثر باكياً من ذلك اليوم . الإمامة والسياسة ج 1 - ص 144ـ 145 مطبعة الأمة سنة 1328. ورواه ابن عبد ربه الأندلسي (ت 328 هـ) - في العقد الفريد ج 2 / ص 361 - 362 تحقيق ـ أحمد أمين ورفيقيه .
*** ورواه الزمخشري (ت538 هـ) - في ربيع الأبرار ، قال :
( لمّا بلغ معاوية موت الحسن بن عليّ (رضي الله عنه) سجد معاوية وسجد من حوله شكراً ، فدخل عليه ابن عباس فقال له : يا بن عباس أمات أبو محمّد ؟ قال : نعم ، وبلغني سجودك ، والله يا بن آكلة الكبود لا يسدّن حسدك إياه حفرتك ولا يزيد انقضاء أجله في عمرك ) . ربيع الأبرار ج 4 / ص 186 طبعة الأوقاف ببغداد.
تعليق