سورة الدهر
( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا )
عدد الروايات : ( 26 )
سورة الدهر
- إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا [ 5 ] عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا [ 6 ] يوفون بالنذر ويخافون يوماًً كان شره مستطيرا [ 7 ] ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا [ 8 ] إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا [ 9 ] إنا نخاف من ربنا يوماًً عبوساً قمطريرا [ 10 ] فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً [ 11 ] وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا [ 12 ] متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا [ 13 ] ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا [ 14 ] ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا [ 15 ] قواريرا من فضة قدروها تقديرا [ 16 ] ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا [ 17 ] عيناً فيها تسمى سلسبيلا [ 18 ] ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا [ 19 ] وإذا رأيت ثم رأيت نعيماًً وملكاً كبيراً [ 20 ] عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً [ 21 ] إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا [ 22 ] إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا.
إبن كثير - البداية والنهاية - سنة إحدى عشرة من الهجرة - إماؤه عليه الصلاة والسلام - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 295 )
وقال عنه : حديث منكر
- ثم ذكر ما مضمونه : أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (ص) ، وعادهما عامة العرب ، فقالوا لعلي : لو نذرت ؟ ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله ثلاثة أيام ، وقالت : فاطمة كذلك ، وقالت : فضة كذلك ، فألبسهما الله العافية فصاموا ، وذهب علي فإستقرض من شمعون الخيبري ثلاثة آصع من شعير ، فهيأو منه تلك الليلة صاعاً فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء وقف على الباب سائل ، فقال : أطعموا المسكين أطعمكم الله على موائد الجنة ، فأمرهم علي فأعطوه ذلك الطعام وطووا ، فلما كانت الليلة الثانية صنعوا لهم الصاع الآخر فلما وضعوه بين أيديهم وقف سائل ، فقال : أطعموا اليتيم فأعطوه ذلك وطووا ، فلما كانت الليلة الثالثة ، قال : أطعموا الأسير فأعطوه وطووا ثلاثة أيام وثلاث ليال ، فأنزل الله في حقهم : هل أتى على الإنسان ، إلى قوله : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، وهذا الحديث منكر ، ومن الأئمة من يجعله موضوعاً ويسند ذلك إلى ركة ألفاظه ، وأن هذه السورة مكية والحسن والحسين إنما ولداً بالمدينة ، والله أعلم.
إبن كثير - السيرة النبوية - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 649 )
وقال عنه : حديث منكر
- ثم أورد بإسناد مظلم ، عن محبوب بن حميد البصري ، عن القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا ، ثم ذكر ما مضمونه : أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (ص) وعادهما عامة العرب ، فقالوا لعلى : لو نذرت ؟ ، فقال علي : إن برئا مما بهما صمت لله ثلاثة أيام ، وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : فضة كذلك ، فألبسهما الله العافية فصاموا ، وذهب على فإستقرض من شمعون الخيبرى ثلاثة آصع من شعير ، فهيأوا منه تلك الليلة صاعاً ، فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء وقف على الباب سائل ، فقال : أطعموا المسكين أطعمكم الله على موائد الجنة ، فأمرهم على فأعطوه ذلك الطعام وطووا ، فلما كانت الليلة الثانية صنعوا لهم الصاع الآخر فلما وضعوه بين أيديهم وقف سائل ، فقال : أطعموا اليتيم. فأعطوه ذلك وطووا ، فلما كانت الليلة الثالثة ، قال : أطعموا الأسير ، فأعطوه وطووا ثلاثة أيام وثلاث ليال ، فأنزل الله في حقهم : هل أتى على الإنسان ، إلى قوله : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، وهذا الحديث منكر ، ومن الأئمة من يجعله موضوعاً ويسند ذلك إلى ركة ألفاظه ، وأن هذه السورة مكية والحسن والحسين إنما ولداً بالمدينة ، والله أعلم.
الرازي - التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب - سورة الإنسان - قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا - رقم الصفحة : ( 216 )
- والشفقة على خلق الله ، وإليه الإشارة بقوله : ( ويطعمون الطعام ) ، وههنا مسائل :
المسألة الأولى : لم يذكر أحد من أكابر المعتزلة ، كأبي بكر الأصم وأبي علي الجبائي وأبي القاسم الكعبي ، وأبي مسلم الأصفهاني ، والقاضي عبد الجبار بن أحمد في تفسيرهم أن هذه الآيات نزلت في حق علي بن أبي طالب (ع) ، والواحدي من أصحابنا ذكر في كتاب البسيط : أنها نزلت في حق علي (ع) ، وصاحب الكشاف من المعتزلة ذكر هذه القصة ، فروى عن إبن عباس (ر) : أن الحسن والحسين (ع) مرضا ، فعادهما رسول الله (ص) في أناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة وفضة - جارية لهما - إن شفاهما الله تعالى أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما معهم شيء ، فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم ، ووضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صائمين ، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ، وجاءهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ علي (ع) بيد الحسن والحسين ودخلوا على الرسول عليه الصلاة والسلام ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، قال : ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها ، فساءه ذلك ، فنزل جبريل (ع) وقال : خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك ، فأقرأها السورة.
الواحدي النيسابوري - أسباب النزول - سورة الإنسان - قوله عز وجل : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا -
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 230 / 231 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
844 - قال عطاء ، عن إبن عباس : وذلك أن علي بن أبي طالب (ر) نوبة أجر نفسه يسقي نخلاًً ، بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاًً ليأكلوا يقال له : الخزيرة ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني ، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك فأنزلت فيه هذه الآية.
الشوكاني - تفسير فتح القدير - تفسير سورة الإنسان - تفسير قوله تعالى : هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا -
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 1565 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
- وأخرج إبن مردويه ، عن إبن عباس في قوله : ويطعمون الطعام ، الآية ، قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص).
القرطبي - الجامع لأحكام القرآن - سورة الإنسان - قوله تعالى : يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا -
الجزء : ( 19 ) - رقم الصفحة : ( 116 / 119 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
- وفي حديث الجعفي : فقامت الجارية إلى صاع من شعير فخبزت منه خمسة أقراص ، لكل واحد منهم قرص ، فلما مضى صيامهم الأول وضع بين أيديهم الخبز والملح الجريش ، إذ أتاهم مسكين ، فوقف بالباب وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد - في حديث الجعفي - أنا مسكين من مساكين أمة محمد (ص) ، وأنا والله جائع ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فسمعه علي (ر) ، فأنشأ يقول :
فاطم ذات الفضل واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين
يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائع حزين
كل امرئ بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين
موعدنا جنة عليين * حرمها الله على الضنين
وللبخيل موقف مهين * تهوي به النار إلى سجين
شرابه الحميم والغسلين * من يفعل الخير يقم سمين
ويدخل الجنة أي حين
فأنشأت فاطمة (ر) تقول :
أمرك عندي يا إبن عم طاعه * ما بي من لؤم ولا وضاعه
غديت في الخبز له صناعه * أطعمه ولا أبالي الساعه
أرجو إذا أشبعت ذا المجاعه * أن ألحق الأخيار والجماعه
وأدخل الجنة لي شفاعه.
فأطعموه الطعام ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلاّ الماء القراح ، فلما أن كان في اليوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي (ص)، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم ، فوقف بالباب يتيم فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة . أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة . فسمعه علي فأنشأ يقول :
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم
لقد أتى الله بذي اليتيم * من يرحم اليوم يكن رحيم
ويدخل الجنة أي سليم * قد حرم الخلد على اللئيم
ألا يجوز الصراط المستقيم * يزل في النار إلى الجحيم
شرابه الصديد والحميم
فأنشأت فاطمة (ر) تقول :
أطعمه اليوم ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهم يقتل في القتال
بكربلا يقتل باغتيال * يا ويل للقاتل مع وبال
تهوي به النار إلى سفال * وفي يديه الغل والأغلال
كبولة زادت على الأكبال
فأطعموه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح ، فلما كانت في اليوم الثالث قامت إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي (ص)، ثم أتى المنزل ، فوضع الطعام بين أيديهم ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ! أطعموني فإني أسير محمد . فسمعه علي فأنشأ يقول :
فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسود
وسماه الله فهو محمد * قد زانه الله بحسن أغيد
هذا أسير للنبي المهتد * مثقل في غله مقيد
يشكو إلينا الجوع قد تمدد * من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد
أعطيه لا لا تجعليه أقعد
فأنشأت فاطمة (ر) تقول :
لم يبق مما جاء غير صاع * قد ذهبت كفي مع الذراع
ابناي والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع
أبوهما للخير ذو اصطناع * يصطنع المعروف بابتداع
عبل الذراعين شديد الباع * وما على رأسي من قناع
إلا قناعا نسجه أنساع
فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلاّ الماء القراح ، فلما أن كان في اليوم الرابع ، وقد قضى الله النذر أخذ بيده اليمنى الحسن ، وبيده اليسرى الحسين ، وأقبل نحو رسول الله (ص) وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، فلما أبصرهم رسول الله (ص) قال : يا أبا الحسن ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة ، فانطلقوا إليها وهي في محرابها ، وقد لصق بطنها بظهرها ، وغارت عيناها من شدة الجوع ، فلما رآها رسول الله (ص) وعرف المجاعة في وجهها بكى وقال : واغوثاه يا الله ، أهل بيت محمد يموتون جوعا " فهبط جبريل (ع) وقال : السلام عليك ، ربك يقرئك السلام يا محمد ، خذه هنيئا في أهل بيتك . قال : وما آخذ يا جبريل فأقرأه : هل أتى على الإنسان حين من الدهر إلى قوله : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ، قال الترمذي : الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول : فهذا حديث مزوق مزيف ، قد تطرف فيه صاحبه حتى تشبه على المستمعين ، فالجاهل بهذا الحديث يعض شفتيه تلهفا ألاّ يكون بهذه الصفة ، ولا يعلم أن صاحب هذا الفعل مذموم ، وقد قال الله تعالى في تنزيله : ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ، وهو الفضل الذي يفضل عن نفسك وعيالك ، وجرت الأخبار عن رسول الله (ص) متواترة بأن خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ، وابدأ بنفسك ثم بمن تعول وافترض الله على الأزواج نفقة أهاليهم وأولادهم . وقال رسول الله (ص) : كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت أفيحسب عاقل أن عليا جهل هذا الأمر حتى أجهد صبيانا صغارا من أبناء خمس أو ست على جوع ثلاثة أيام ولياليهن ؟ حتى تضوروا من الجوع ، وغارت العيون منهم ، لخلاء أجوافهم ، حتى أبكى رسول الله (ص) ما بهم من الجهد . هب أنه آثر على نفسه هذا السائل ، فهل كان يجوز له أن يحمل أهله على ذلك ؟ ! وهب أن أهله سمحت بذلك لعلي فهل جاز له أن يحمل أطفاله على جوع ثلاثة أيام بلياليهن ؟ ! ما يروج مثل هذا إلا على حمقى جهال ، أبى الله لقلوب متنبهة أن تظن بعلي مثل هذا . وليت شعري من حفظ هذه الأبيات كل ليلة عن علي وفاطمة ، وإجابة كل واحد منهما صاحبه ، حتى أداه إلى هؤلاء الرواة ؟ فهذا وأشباهه من أحاديث أهل السجون - فيما أرى - بلغني أن قوما يخلدون في السجون فيبقون بلا حيلة ، فيكتبون أحاديث في السمر وأشباهه ، ومثل هذه الأحاديث مفتعلة ، فإذا صارت إلى الجهابذة رموا بها وزيفوها ، وما من شيء إلا له آفة ومكيدة ، وآفة الدين وكيده أكثر.
إبن الأثير - أسد الغابة - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 530 )
- ( س * فضة ) * النوبية جارية فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) ، أخبرنا : أبو موسى كتابة ، أخبرنا : أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفى ، أخبرنا : أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابونى إجازة ، أخبرنا : أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، وأبو طاهر بن خزيمة قالا : ، أخبرنا : أبو حامد بن الشرفى ، أخبرنا : أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي إبن عم الأحنف بن قيس في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين (ح) ، قال أبو عثمان ، أخبرنا : أبو القاسم الحسن بن محمد الحافظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن علي نبا ، أخبرنا : أبى ، أخبرنا : عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ، حدثنا : أحمد بن حماد المروزى ، أخبرنا : محبوب بن حميد البصري وسأله ، عن هذا الحديث روح بن عبادة ، أخبرنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن إبن عباس قال : في قوله تعالى : يوفون بالنذر ويخافون يوماًً كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا ، قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما رسول الله (ص) وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت علي ولدك نذراً ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكراً : وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية يقال لها فضة نوبية : أن برأ سيداى صمت لله عز وجل شكراً فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير فإنطلق علي إلى شمعون الخيبرى ، فإستقرض منه ثلاثة أصع من شعير فجاء بها فوضعها ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته وإختبزته وصلى علي مع رسول الله (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة فسمعه على فأمرهم فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلاّ الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع وخبزته وصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين إستشهد والدى أطعموني فأعطوه الطعام ، فمكثوا يومين لم يذوقوا إلاّ الماء فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته وإختبزته فصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلاّ الماء فأتاهم رسول الله (ص) فرآى ما بهم من الجوع ، فأنزل الله تعالى : هل أتى على الإنسان حين من الدهر ، إلى قوله : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، أخرجها أبو موسى.
السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 299 )
- وأخرج إبن مردويه ، عن إبن عباس في قوله : ويطعمون الطعام على حبه ، الآية ، قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبى طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص).
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 394 )
1042 - أخبرنا : أحمد بن الوليد بن أحمد بقراءتي عليه من أصله ، قال : أخبرني : أبي أبو العباس الواعظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن الفضل النحوي ببغداد ، في جانب الرصافة ، إملاءًً سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ، حدثنا : الحسن بن علي بن زكريا البصري ، حدثنا : الهيثم بن عبد الله الرماني ، قال : ، حدثني : علي بن موسى الرضا ، حدثني : أبي موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب قال : لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله (ص) ، فقال لي : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك لله نذراً أرجو أن ينفعهما الله به ، فقلت : عليّ لله نذر لئن برئ حبيباي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام ، فقالت فاطمة : وعلي لله نذر لئن برئ ولداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام ، وقالت : جاريتهم فضة : وعلي لله نذر لئن برئ سيداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام ، فألبس الله الغلامين العافية فأصبحوا وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فصاموا يومهم وخرج علي إلى السوق فإذا شمعون اليهودي في السوق ، وكان له صديقاً فقال له : يا شمعون أعطني ثلاثة أصوع شعيراً وجزة صوف تغزله فاطمة ، فأعطاه شمعون ما أراد فأخذ الشعير في ردائه والصوف تحت حضنه ودخل منزله فأفرغ الشعير وألقى الصوف ، فقامت فاطمة إلى صاع من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وصلى علي مع رسول الله المغرب ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحاً جريشاًً وماءً قراحاً ، فلما دنوا ليأكلوا وقف مسكين بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من أولاد المسلمين ، أطعمونا أطعمكم الله من موائد الجنة ، فقال علي : فاطم ذات الرشد واليقين يا بنت خير الناس أجمعين ، أما ترين البائس المسكين جاء إلينا جائع حزين قد قام بالباب له حنين ، يشكو إلى الله ويستكين كل إمرء بكسبه رهين فأجابته فاطمة وهي تقول : أمرك عندي يا إبن عم طاعة ، ما بي لؤم لا ولا ضراعة فإعطه ولا تدعه ساعة نرجو له الغياث في المجاعة ونلحق الأخيار والجماعة وندخل الجنة بالشفاعة ، فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا ليلتهم لم يذوقوا إلاّ الماء القراح ، فلما أصبحوا عمدت فاطمة إلى الصاع الآخر فطحنته وعجنته وخبزت خمسة أقراص وصاموا يومهم ، وصلى علي مع رسول الله (ص) المغرب ، ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحاً جريشاًً وماءً قراحاً ، فلما دنوا ليأكلوا وقف يتيم بالباب ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من أولاد المسلمين ، إستشهد والدي مع رسول الله يوم أحد ، أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنة ، فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلاّ الماء القراح ، فلما إن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلى الصاع الثالث وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، وصاموا يومهم وصلى علي مع النبي المغرب ثم دخل منزله ليفطر ، فقدمت فاطمة إليه خبز شعير وملحاً جريشاًً وماءً قراحاً ، فلما دنوا ليأكلوا وقف أسير بالباب ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة أطعمونا أطعمكم الله ، فأطعموه أقراصهم فباتوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلاّ الماء القراح فلما كان اليوم الرابع عمد علي - والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ وفاطمة وفضة معهم فلم يقدروا على المشي ( كذا ) من الضعف ، فأتوا رسول الله ، فقال : إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعاً ، فارحمهم يا رب وإغفر لهم إلهي هؤلاء أهل بيتي فإحفظهم ولا تنسهم ، فهبط جبرئيل وقال : يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول : قد إستجب دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم وأقرا : إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ، إلى قوله : إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 398 )
1047 - أخبرناه : إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الواعظ ، أخبرنا : عبد الله بن عمر بن أحمد الجوهري بمرو ، سنة ست وستين ، أخبرنا : محمود بن والآن ، حدثنا : جميل بن يزيد الحنوحردي ، حدثنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد : ، عن إبن عباس في قول الله تعالى : يوفون بالنذر ، قال : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله وعادهما عمومة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً ، فقال علي : إن برئا صمت ثلاثة أيام شكراً ، فقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية لهم نوبية يقال لها : فضة : كذلك فألبس الله الغلامين العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فإنطلق علي إلى شمعون الخيبري - وكان يهودياًًً - فإستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء به ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته وإختبزته وصلى علي مع النبي (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فأعطوه الطعام ، فلما كان يوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته وإختبزته وصلى علي مع النبي (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم ، وساق الحديث بطوله وأنا إختصرته ، ورواه ، عن القاسم بن بهرام جماعة ، منهم شعيب بن واقد ، ومحبوب بن حميد بن حمدويه البصري ومحمد بن حمدويه أبو رجاء.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 403 )
1053 - حدثني : محمد بن أحمد بن علي الهمداني ، حدثنا : جعفر بن محمد العلوي ، حدثنا : محمد ، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن الكلبي ، عن أبي صالح : ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه ، قال : أنزلت في علي وفاطمة ، أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة ، فأطعموا مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا ، فباتوا جياعاً ، فنزلت فيهم هذه الآية.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 403 )
1054 - أبو النضر في تفسيره قال : ، حدثنا : أبو أحمد محمد بن أحمد بن روح الطرطوسي ، حدثنا : محمد بن خالد العباسي ، حدثنا : إسحاق بن نجيح ، عن عطاء : ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام ، قال : مرض الحسن والحسين مرضاً شديداًًً حتى عادهما جميع أصحاب رسول الله (ص) فكان فيهم أبوبكر وعمر ، فقالا : يا أبا الحسن لو نذرت لله نذراً ، فقال علي : لئن عافا الله سبطي نبيه محمد مما بهما من سقم لأصومن لله نذراً ثلاثة أيام ، وسمعته فاطمة ، فقالت : ولله علي مثل الذي ذكرته ، وسمعه الحسن والحسين ، فقالا : يا أبه ولله علينا مثل الذي ذكرت ، فأصبحا وقد عافاهما الله تعالى فصاموا فغدا علي إلى جارً له ، فقال : أعطنا جزة من صوف تغزلها لك فاطمة ، وأعطنا كراه ما شئت ، فأعطاه جزة من صوف وثلاثة أصوع من شعير ، وذكر الحديث بطوله مع الأشعار إلى قوله : إذ هبط جبرئيل ، فقال : يا محمد يهنيك ما أنزل فيك وفي أهل بيتك : إن الأبرار يشربون من كأس ، إلى آخره ، فدعا النبي (ص) علياًً وجعل يتلوها عليه وعلي يبكي ويقول : الحمد لله الذي خصنا بذلك ، والحديث أختصرته.
يتبع
( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا )
عدد الروايات : ( 26 )
سورة الدهر
- إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا [ 5 ] عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا [ 6 ] يوفون بالنذر ويخافون يوماًً كان شره مستطيرا [ 7 ] ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا [ 8 ] إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا [ 9 ] إنا نخاف من ربنا يوماًً عبوساً قمطريرا [ 10 ] فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً [ 11 ] وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا [ 12 ] متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا [ 13 ] ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا [ 14 ] ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا [ 15 ] قواريرا من فضة قدروها تقديرا [ 16 ] ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا [ 17 ] عيناً فيها تسمى سلسبيلا [ 18 ] ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا [ 19 ] وإذا رأيت ثم رأيت نعيماًً وملكاً كبيراً [ 20 ] عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً [ 21 ] إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا [ 22 ] إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا.
إبن كثير - البداية والنهاية - سنة إحدى عشرة من الهجرة - إماؤه عليه الصلاة والسلام - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 295 )
وقال عنه : حديث منكر
- ثم ذكر ما مضمونه : أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (ص) ، وعادهما عامة العرب ، فقالوا لعلي : لو نذرت ؟ ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله ثلاثة أيام ، وقالت : فاطمة كذلك ، وقالت : فضة كذلك ، فألبسهما الله العافية فصاموا ، وذهب علي فإستقرض من شمعون الخيبري ثلاثة آصع من شعير ، فهيأو منه تلك الليلة صاعاً فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء وقف على الباب سائل ، فقال : أطعموا المسكين أطعمكم الله على موائد الجنة ، فأمرهم علي فأعطوه ذلك الطعام وطووا ، فلما كانت الليلة الثانية صنعوا لهم الصاع الآخر فلما وضعوه بين أيديهم وقف سائل ، فقال : أطعموا اليتيم فأعطوه ذلك وطووا ، فلما كانت الليلة الثالثة ، قال : أطعموا الأسير فأعطوه وطووا ثلاثة أيام وثلاث ليال ، فأنزل الله في حقهم : هل أتى على الإنسان ، إلى قوله : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، وهذا الحديث منكر ، ومن الأئمة من يجعله موضوعاً ويسند ذلك إلى ركة ألفاظه ، وأن هذه السورة مكية والحسن والحسين إنما ولداً بالمدينة ، والله أعلم.
إبن كثير - السيرة النبوية - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 649 )
وقال عنه : حديث منكر
- ثم أورد بإسناد مظلم ، عن محبوب بن حميد البصري ، عن القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا ، ثم ذكر ما مضمونه : أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (ص) وعادهما عامة العرب ، فقالوا لعلى : لو نذرت ؟ ، فقال علي : إن برئا مما بهما صمت لله ثلاثة أيام ، وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : فضة كذلك ، فألبسهما الله العافية فصاموا ، وذهب على فإستقرض من شمعون الخيبرى ثلاثة آصع من شعير ، فهيأوا منه تلك الليلة صاعاً ، فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء وقف على الباب سائل ، فقال : أطعموا المسكين أطعمكم الله على موائد الجنة ، فأمرهم على فأعطوه ذلك الطعام وطووا ، فلما كانت الليلة الثانية صنعوا لهم الصاع الآخر فلما وضعوه بين أيديهم وقف سائل ، فقال : أطعموا اليتيم. فأعطوه ذلك وطووا ، فلما كانت الليلة الثالثة ، قال : أطعموا الأسير ، فأعطوه وطووا ثلاثة أيام وثلاث ليال ، فأنزل الله في حقهم : هل أتى على الإنسان ، إلى قوله : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، وهذا الحديث منكر ، ومن الأئمة من يجعله موضوعاً ويسند ذلك إلى ركة ألفاظه ، وأن هذه السورة مكية والحسن والحسين إنما ولداً بالمدينة ، والله أعلم.
الرازي - التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب - سورة الإنسان - قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا - رقم الصفحة : ( 216 )
- والشفقة على خلق الله ، وإليه الإشارة بقوله : ( ويطعمون الطعام ) ، وههنا مسائل :
المسألة الأولى : لم يذكر أحد من أكابر المعتزلة ، كأبي بكر الأصم وأبي علي الجبائي وأبي القاسم الكعبي ، وأبي مسلم الأصفهاني ، والقاضي عبد الجبار بن أحمد في تفسيرهم أن هذه الآيات نزلت في حق علي بن أبي طالب (ع) ، والواحدي من أصحابنا ذكر في كتاب البسيط : أنها نزلت في حق علي (ع) ، وصاحب الكشاف من المعتزلة ذكر هذه القصة ، فروى عن إبن عباس (ر) : أن الحسن والحسين (ع) مرضا ، فعادهما رسول الله (ص) في أناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة وفضة - جارية لهما - إن شفاهما الله تعالى أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما معهم شيء ، فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم ، ووضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صائمين ، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ، وجاءهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ علي (ع) بيد الحسن والحسين ودخلوا على الرسول عليه الصلاة والسلام ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، قال : ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها ، فساءه ذلك ، فنزل جبريل (ع) وقال : خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك ، فأقرأها السورة.
الواحدي النيسابوري - أسباب النزول - سورة الإنسان - قوله عز وجل : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا -
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 230 / 231 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
844 - قال عطاء ، عن إبن عباس : وذلك أن علي بن أبي طالب (ر) نوبة أجر نفسه يسقي نخلاًً ، بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاًً ليأكلوا يقال له : الخزيرة ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني ، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك فأنزلت فيه هذه الآية.
الشوكاني - تفسير فتح القدير - تفسير سورة الإنسان - تفسير قوله تعالى : هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا -
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 1565 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
- وأخرج إبن مردويه ، عن إبن عباس في قوله : ويطعمون الطعام ، الآية ، قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص).
القرطبي - الجامع لأحكام القرآن - سورة الإنسان - قوله تعالى : يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا -
الجزء : ( 19 ) - رقم الصفحة : ( 116 / 119 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
- وفي حديث الجعفي : فقامت الجارية إلى صاع من شعير فخبزت منه خمسة أقراص ، لكل واحد منهم قرص ، فلما مضى صيامهم الأول وضع بين أيديهم الخبز والملح الجريش ، إذ أتاهم مسكين ، فوقف بالباب وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد - في حديث الجعفي - أنا مسكين من مساكين أمة محمد (ص) ، وأنا والله جائع ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فسمعه علي (ر) ، فأنشأ يقول :
فاطم ذات الفضل واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين
يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائع حزين
كل امرئ بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين
موعدنا جنة عليين * حرمها الله على الضنين
وللبخيل موقف مهين * تهوي به النار إلى سجين
شرابه الحميم والغسلين * من يفعل الخير يقم سمين
ويدخل الجنة أي حين
فأنشأت فاطمة (ر) تقول :
أمرك عندي يا إبن عم طاعه * ما بي من لؤم ولا وضاعه
غديت في الخبز له صناعه * أطعمه ولا أبالي الساعه
أرجو إذا أشبعت ذا المجاعه * أن ألحق الأخيار والجماعه
وأدخل الجنة لي شفاعه.
فأطعموه الطعام ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلاّ الماء القراح ، فلما أن كان في اليوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي (ص)، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم ، فوقف بالباب يتيم فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة . أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة . فسمعه علي فأنشأ يقول :
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم
لقد أتى الله بذي اليتيم * من يرحم اليوم يكن رحيم
ويدخل الجنة أي سليم * قد حرم الخلد على اللئيم
ألا يجوز الصراط المستقيم * يزل في النار إلى الجحيم
شرابه الصديد والحميم
فأنشأت فاطمة (ر) تقول :
أطعمه اليوم ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهم يقتل في القتال
بكربلا يقتل باغتيال * يا ويل للقاتل مع وبال
تهوي به النار إلى سفال * وفي يديه الغل والأغلال
كبولة زادت على الأكبال
فأطعموه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح ، فلما كانت في اليوم الثالث قامت إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي (ص)، ثم أتى المنزل ، فوضع الطعام بين أيديهم ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ! أطعموني فإني أسير محمد . فسمعه علي فأنشأ يقول :
فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسود
وسماه الله فهو محمد * قد زانه الله بحسن أغيد
هذا أسير للنبي المهتد * مثقل في غله مقيد
يشكو إلينا الجوع قد تمدد * من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد
أعطيه لا لا تجعليه أقعد
فأنشأت فاطمة (ر) تقول :
لم يبق مما جاء غير صاع * قد ذهبت كفي مع الذراع
ابناي والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع
أبوهما للخير ذو اصطناع * يصطنع المعروف بابتداع
عبل الذراعين شديد الباع * وما على رأسي من قناع
إلا قناعا نسجه أنساع
فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلاّ الماء القراح ، فلما أن كان في اليوم الرابع ، وقد قضى الله النذر أخذ بيده اليمنى الحسن ، وبيده اليسرى الحسين ، وأقبل نحو رسول الله (ص) وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، فلما أبصرهم رسول الله (ص) قال : يا أبا الحسن ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة ، فانطلقوا إليها وهي في محرابها ، وقد لصق بطنها بظهرها ، وغارت عيناها من شدة الجوع ، فلما رآها رسول الله (ص) وعرف المجاعة في وجهها بكى وقال : واغوثاه يا الله ، أهل بيت محمد يموتون جوعا " فهبط جبريل (ع) وقال : السلام عليك ، ربك يقرئك السلام يا محمد ، خذه هنيئا في أهل بيتك . قال : وما آخذ يا جبريل فأقرأه : هل أتى على الإنسان حين من الدهر إلى قوله : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ، قال الترمذي : الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول : فهذا حديث مزوق مزيف ، قد تطرف فيه صاحبه حتى تشبه على المستمعين ، فالجاهل بهذا الحديث يعض شفتيه تلهفا ألاّ يكون بهذه الصفة ، ولا يعلم أن صاحب هذا الفعل مذموم ، وقد قال الله تعالى في تنزيله : ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ، وهو الفضل الذي يفضل عن نفسك وعيالك ، وجرت الأخبار عن رسول الله (ص) متواترة بأن خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ، وابدأ بنفسك ثم بمن تعول وافترض الله على الأزواج نفقة أهاليهم وأولادهم . وقال رسول الله (ص) : كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت أفيحسب عاقل أن عليا جهل هذا الأمر حتى أجهد صبيانا صغارا من أبناء خمس أو ست على جوع ثلاثة أيام ولياليهن ؟ حتى تضوروا من الجوع ، وغارت العيون منهم ، لخلاء أجوافهم ، حتى أبكى رسول الله (ص) ما بهم من الجهد . هب أنه آثر على نفسه هذا السائل ، فهل كان يجوز له أن يحمل أهله على ذلك ؟ ! وهب أن أهله سمحت بذلك لعلي فهل جاز له أن يحمل أطفاله على جوع ثلاثة أيام بلياليهن ؟ ! ما يروج مثل هذا إلا على حمقى جهال ، أبى الله لقلوب متنبهة أن تظن بعلي مثل هذا . وليت شعري من حفظ هذه الأبيات كل ليلة عن علي وفاطمة ، وإجابة كل واحد منهما صاحبه ، حتى أداه إلى هؤلاء الرواة ؟ فهذا وأشباهه من أحاديث أهل السجون - فيما أرى - بلغني أن قوما يخلدون في السجون فيبقون بلا حيلة ، فيكتبون أحاديث في السمر وأشباهه ، ومثل هذه الأحاديث مفتعلة ، فإذا صارت إلى الجهابذة رموا بها وزيفوها ، وما من شيء إلا له آفة ومكيدة ، وآفة الدين وكيده أكثر.
إبن الأثير - أسد الغابة - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 530 )
- ( س * فضة ) * النوبية جارية فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) ، أخبرنا : أبو موسى كتابة ، أخبرنا : أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفى ، أخبرنا : أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابونى إجازة ، أخبرنا : أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، وأبو طاهر بن خزيمة قالا : ، أخبرنا : أبو حامد بن الشرفى ، أخبرنا : أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي إبن عم الأحنف بن قيس في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين (ح) ، قال أبو عثمان ، أخبرنا : أبو القاسم الحسن بن محمد الحافظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن علي نبا ، أخبرنا : أبى ، أخبرنا : عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ، حدثنا : أحمد بن حماد المروزى ، أخبرنا : محبوب بن حميد البصري وسأله ، عن هذا الحديث روح بن عبادة ، أخبرنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن إبن عباس قال : في قوله تعالى : يوفون بالنذر ويخافون يوماًً كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا ، قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما رسول الله (ص) وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت علي ولدك نذراً ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكراً : وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية يقال لها فضة نوبية : أن برأ سيداى صمت لله عز وجل شكراً فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير فإنطلق علي إلى شمعون الخيبرى ، فإستقرض منه ثلاثة أصع من شعير فجاء بها فوضعها ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته وإختبزته وصلى علي مع رسول الله (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة فسمعه على فأمرهم فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلاّ الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع وخبزته وصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين إستشهد والدى أطعموني فأعطوه الطعام ، فمكثوا يومين لم يذوقوا إلاّ الماء فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته وإختبزته فصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلاّ الماء فأتاهم رسول الله (ص) فرآى ما بهم من الجوع ، فأنزل الله تعالى : هل أتى على الإنسان حين من الدهر ، إلى قوله : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، أخرجها أبو موسى.
السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 299 )
- وأخرج إبن مردويه ، عن إبن عباس في قوله : ويطعمون الطعام على حبه ، الآية ، قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبى طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص).
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 394 )
1042 - أخبرنا : أحمد بن الوليد بن أحمد بقراءتي عليه من أصله ، قال : أخبرني : أبي أبو العباس الواعظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن الفضل النحوي ببغداد ، في جانب الرصافة ، إملاءًً سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ، حدثنا : الحسن بن علي بن زكريا البصري ، حدثنا : الهيثم بن عبد الله الرماني ، قال : ، حدثني : علي بن موسى الرضا ، حدثني : أبي موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب قال : لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله (ص) ، فقال لي : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك لله نذراً أرجو أن ينفعهما الله به ، فقلت : عليّ لله نذر لئن برئ حبيباي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام ، فقالت فاطمة : وعلي لله نذر لئن برئ ولداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام ، وقالت : جاريتهم فضة : وعلي لله نذر لئن برئ سيداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام ، فألبس الله الغلامين العافية فأصبحوا وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فصاموا يومهم وخرج علي إلى السوق فإذا شمعون اليهودي في السوق ، وكان له صديقاً فقال له : يا شمعون أعطني ثلاثة أصوع شعيراً وجزة صوف تغزله فاطمة ، فأعطاه شمعون ما أراد فأخذ الشعير في ردائه والصوف تحت حضنه ودخل منزله فأفرغ الشعير وألقى الصوف ، فقامت فاطمة إلى صاع من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وصلى علي مع رسول الله المغرب ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحاً جريشاًً وماءً قراحاً ، فلما دنوا ليأكلوا وقف مسكين بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من أولاد المسلمين ، أطعمونا أطعمكم الله من موائد الجنة ، فقال علي : فاطم ذات الرشد واليقين يا بنت خير الناس أجمعين ، أما ترين البائس المسكين جاء إلينا جائع حزين قد قام بالباب له حنين ، يشكو إلى الله ويستكين كل إمرء بكسبه رهين فأجابته فاطمة وهي تقول : أمرك عندي يا إبن عم طاعة ، ما بي لؤم لا ولا ضراعة فإعطه ولا تدعه ساعة نرجو له الغياث في المجاعة ونلحق الأخيار والجماعة وندخل الجنة بالشفاعة ، فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا ليلتهم لم يذوقوا إلاّ الماء القراح ، فلما أصبحوا عمدت فاطمة إلى الصاع الآخر فطحنته وعجنته وخبزت خمسة أقراص وصاموا يومهم ، وصلى علي مع رسول الله (ص) المغرب ، ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحاً جريشاًً وماءً قراحاً ، فلما دنوا ليأكلوا وقف يتيم بالباب ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من أولاد المسلمين ، إستشهد والدي مع رسول الله يوم أحد ، أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنة ، فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلاّ الماء القراح ، فلما إن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلى الصاع الثالث وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، وصاموا يومهم وصلى علي مع النبي المغرب ثم دخل منزله ليفطر ، فقدمت فاطمة إليه خبز شعير وملحاً جريشاًً وماءً قراحاً ، فلما دنوا ليأكلوا وقف أسير بالباب ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة أطعمونا أطعمكم الله ، فأطعموه أقراصهم فباتوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلاّ الماء القراح فلما كان اليوم الرابع عمد علي - والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ وفاطمة وفضة معهم فلم يقدروا على المشي ( كذا ) من الضعف ، فأتوا رسول الله ، فقال : إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعاً ، فارحمهم يا رب وإغفر لهم إلهي هؤلاء أهل بيتي فإحفظهم ولا تنسهم ، فهبط جبرئيل وقال : يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول : قد إستجب دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم وأقرا : إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ، إلى قوله : إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 398 )
1047 - أخبرناه : إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الواعظ ، أخبرنا : عبد الله بن عمر بن أحمد الجوهري بمرو ، سنة ست وستين ، أخبرنا : محمود بن والآن ، حدثنا : جميل بن يزيد الحنوحردي ، حدثنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد : ، عن إبن عباس في قول الله تعالى : يوفون بالنذر ، قال : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله وعادهما عمومة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً ، فقال علي : إن برئا صمت ثلاثة أيام شكراً ، فقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية لهم نوبية يقال لها : فضة : كذلك فألبس الله الغلامين العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فإنطلق علي إلى شمعون الخيبري - وكان يهودياًًً - فإستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء به ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته وإختبزته وصلى علي مع النبي (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فأعطوه الطعام ، فلما كان يوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته وإختبزته وصلى علي مع النبي (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم ، وساق الحديث بطوله وأنا إختصرته ، ورواه ، عن القاسم بن بهرام جماعة ، منهم شعيب بن واقد ، ومحبوب بن حميد بن حمدويه البصري ومحمد بن حمدويه أبو رجاء.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 403 )
1053 - حدثني : محمد بن أحمد بن علي الهمداني ، حدثنا : جعفر بن محمد العلوي ، حدثنا : محمد ، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن الكلبي ، عن أبي صالح : ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه ، قال : أنزلت في علي وفاطمة ، أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة ، فأطعموا مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا ، فباتوا جياعاً ، فنزلت فيهم هذه الآية.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 403 )
1054 - أبو النضر في تفسيره قال : ، حدثنا : أبو أحمد محمد بن أحمد بن روح الطرطوسي ، حدثنا : محمد بن خالد العباسي ، حدثنا : إسحاق بن نجيح ، عن عطاء : ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام ، قال : مرض الحسن والحسين مرضاً شديداًًً حتى عادهما جميع أصحاب رسول الله (ص) فكان فيهم أبوبكر وعمر ، فقالا : يا أبا الحسن لو نذرت لله نذراً ، فقال علي : لئن عافا الله سبطي نبيه محمد مما بهما من سقم لأصومن لله نذراً ثلاثة أيام ، وسمعته فاطمة ، فقالت : ولله علي مثل الذي ذكرته ، وسمعه الحسن والحسين ، فقالا : يا أبه ولله علينا مثل الذي ذكرت ، فأصبحا وقد عافاهما الله تعالى فصاموا فغدا علي إلى جارً له ، فقال : أعطنا جزة من صوف تغزلها لك فاطمة ، وأعطنا كراه ما شئت ، فأعطاه جزة من صوف وثلاثة أصوع من شعير ، وذكر الحديث بطوله مع الأشعار إلى قوله : إذ هبط جبرئيل ، فقال : يا محمد يهنيك ما أنزل فيك وفي أهل بيتك : إن الأبرار يشربون من كأس ، إلى آخره ، فدعا النبي (ص) علياًً وجعل يتلوها عليه وعلي يبكي ويقول : الحمد لله الذي خصنا بذلك ، والحديث أختصرته.
تعليق